فيلم رويترز عن وباء كورونا في امريكا يصدم ترامب

فيلم رويترز عن وباء كورونا في امريكا يصدم ترامب. ماسوف تشاهدونه في هذا الفيديو، هو مشاهد حقيقية، وقد تم تصوير بعض المشاهد بكاميرات سرية في طائرات مسيرة بدون طيار، وهي مشاهد لايمكن ان تراها في اقوى افلام هوليود الامريكية، وهي الافلام التي دائما ما تصور الولايات المتحدة انها القوة العظمى التي لا تُقهر، مايجري في الولايات المتحدة الامريكية حاليا في هذه الايام، هو امر لا يُصدق، بل هو من اقوى افلام الرعب والخيال العلمي.

هذا الفيلم يقوم فيه بدور البطولة هذا المخلوق الصغير الذي لا يرُى بالعين المجردة، والذي هو من اصغر جنود الله تعالى، يسلطه على من يشاء، هذا الفيروس الذي استطاع هزيمة اقوى دولة في العالم، في ايام معدودات، امريكا التي تمتلك اقوى جيوش العالم، وتفتخر انها الاقوى اقتصاديا وصناعيا وعسكريا ونوويا.

فيلم رويترز عن وباء كورونا في امريكا يصدم ترامب
فيلم رويترز عن وباء كورونا في امريكا يصدم ترامب

 

وقد تحولت العاصمة الامريكية واشنطن واهم الولايات الامريكية مثل نيويورك الى مدن أشباح، حيث اصبحت الشوارع والميادين خالية من البشر والسيارات، كما اصبحت الشركات والمصانع خالية من العمال والموظفين، والمدارس والجامعات خالية من الطلاب.

وكأن لسان حال هذه المدن والعواصم يقول في صوت واحد: (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ).

تعتبر نيويورك بؤرة تفشي فيروس كورونا في الولايات المتحدة، بل هي تعتبر الان المدينة الأكثر تأثّرا بكورونا في العالم، حيث سجلت حتى الان مايقارب من 20 ألف وفاة.

وقد روى أطباء ومسعفون، اهوال ما يحدث داخل ولاية نيويورك، التي تعيش فترة ذروة انتشار الفيروس.

وكشف المسعف في الطوارئ الطبية بمدينة نيويورك ماهر خان، عن مشاهدته أول حالة مصابة بفيروس كورونا أثناء إسعافها، وكيف يعاني المصابون من الفيروس، حيث يصاب الشخص بحالة من الهزال والتعرق وارتفاع الحرارة، وقال انه شعر بالخوف والفزع حين شاهد أول حالة مصابة بالفيروس.

وأضاف أنه مع مرور الوقت تفاقم الوضع، واصبح اكثر سوءا، وبدأ يسأل نفسه: كيف وصل الأمر لهذا الوضع؟ وأضاف أن الأمور انقلبت رأسا على عقب، وبات عليهم أن يقرروا من يعيش ومن يموت، ومن يجب أن يتأخر علاجه.

وأشار إلى أن الطواقم الطبية كانت في سباق مع الوقت لتقديم المساعدة للجميع في ظل إحباط شديد، وحث الناس على البقاء في منازلهم، لتتمكن الطواقم الطبية من التعامل مع الارتفاع المستمر في أعداد الإصابات، مؤكدا أن الالتزام بالتعليمات سيخفف الإصابات وسيسرع عودة الحياة إلى طبيعتها.

وقال جوناس تيلسون الطبيب في أحد مستشفيات نيويورك، إنه تواصل مع أحد المصابين بالفيروس من خلال العيادة التي كان يعمل فيها، وكانت لا تمتلك معدات الوقاية المناسبة من الفيروس.

وأوضح أنه وبعد أسبوع غيرت الجهات الصحية في الولاية لوائحها وأجبرت الأطباء على العمل في الصفوف الأمامية لمواجهة الفيروس في المستشفيات، مضيفا أنه وبعد ثلاثة أسابيع من العمل المستمر بدأت الأمور تستقر نوعا ما في المستشفى الذي يعمل فيه، وبدأ بالتشاور مع فريقه أين سيتم إخضاع الناس للحجر الصحي، وكيف سيتم تقسيمهم بحسب حالاتهم.

لكنه اوضح إن تفاؤله لم يكن صحيحا لأن الوضع ازداد سوءا، وتطورت الأمور بشكل غير متوقع، بحيث لا يمكن لأي نظام صحي في العالم التعامل مع الأعداد الكبيرة من الإصابات، قائلا: “لم يعد المستشفى الذي أعمل فيه كأي مستشفى آخر، لقد تغير كل شيء، واصبحت الاكياس البلاستيكية تغطي المستشفى كأماكن للعزل، كما كان يُطلب منا قبول المزيد من المرضى”.

وتحدث الطبيب الامريكي بتأثر عن صدمته من التعامل مع الجثث الكثيرة الناتجة عن الوفيات بسبب الفيروس، فقال “لا يمكنني تصور الأمر لأنه أكبر من احتمالي”، وعبر عن حزنه الشديد بسبب القرارات التي يجب أن يتخذها والمتعلقة بانهاء حياة الأشخاص الآخرين، وقال ماذا لو كان الامر متعلق بوالدتي، هل كنت ساوافق على ذلك ؟ .

واستكمل الطبيب قائلا: “من غير العادل ابدا ان اوافق على انهاء حياة انسان، بسبب ان احتمال نجاته بنسبة 5 % اذا تم وضعه على جهاز التنفس الصناعي، وحتى اذا استطاع العيش بعدها سيعاني الشخص من مستقبل مجهول، ولا اعلم ماهو الصواب، ولكن مطلوب مني الان اتخاذ قرارا بشأن ذلك، ولا اعلم ان كان سيتم محاكمتي بعد ذلك على هذه القرارات، ولكن بكل اسف لايمكننا انقاذ الجميع”.

واضاف الطبيب الامريكي: “الان في نيويورك، اصبح الوباء حقيقة صارخة، وما يحدث حاليا هو اكبر وباء تعاني منه مستشفيات العالم وخاصة في امريكا”.

كما تحدث أحمد -وهو بائع في عربة طعام بنيويورك- عن أخذه كل الاحتياطات اللازمة من أجل مزاولة عمله، لكنه أكد أن العمل تراجع ولم يعد كما كان في السابق، لأن الناس يعتمدون على خدمات توصيل الأطعمة.

نشاهد الان لقطات من فيلم وكالة رويترز، تم التقاطها بطائرة دون طيار لمقابر جماعية لدفن الالاف من ضحايا كورونا في نيويورك، التي تعتبر بؤرة انتشار الوباء داخل الولايات المتحدة، وبحسب أحدث البيانات، يبلغ عدد المصابين بالفيروس في ولاية نيويورك الآن أكثر من أي دولة بمفردها.

وتم تكثيف عمليات حفر المقابر في جزيرة هارت الأمريكية، التي تعتبر منطقة مقابر جماعية منذ 150 عامًا، حيث يتم استخدامها لدفن الاشخاص الذين لايُعرف لهم عائلات، او الاشخاص الغير قادرين على شراء المدافن.

وتعتبر جزيرة هارت إحدى أكبر المقابر العامة في نيويورك، حيث يوجد فيها اكثر من مليون جثة.

ويقول الصحفي احمد منصور: “قمت بتغطية 3 حروب دموية فى أفغانستان والبوسنة والهرسك والعراق ودوّنت أحداثها المؤلمة فى 10 كتب من إصدراتى التى تبلغ 25 كتابًا، غير أنى لم أشهد فى كل الحروب التى غطيتها بالرغم من بشاعتها، كمّاً من الجثث فى يوم واحد ومكان واحد مثل هذا الكم من الجثث من ضحايا فيروس كورونا فى مستشفيات نيويورك”.

وقد امتلئت الشاحنات بالجثث من أمام المستشفيات الامريكية في نيويورك، وقد فتحت سلطات نيويورك تحقيقاً بشأن العثور على عشرات الجثث المتحلّلة مكدّسة في شاحنات.

وشهدت المدينة كذلك العديد من القصص الحزينة، مع شهادات متعدّدة من مديري مؤسّسات لدفن الموتى، فضلا عن وجود شاحنات تبريد في أنحاء المدينة من أجل المساعدة في معالجة مسألة تكدّس الجثث.

وفي وقت سابق، عُثر على ستين جثة في شاحنات أمام مؤسسة لدفن الموتى.

وقال متحدّث باسم شرطة نيويورك إن عناصر الشرطة أُبلغوا بالأمر من الاهالي الذين شموا رائحة كريهة، وأدركت الشرطة حجم الكارثة لدى وصولها المكان.

وقال مدير الخدمات الصحّية “نُجري تحقيقا بشأن مؤسسة دفن الموتى هذه”، وأشار إلى أن هذه المؤسسة لم تتعرض لأي شكاوى في الماضي.

من جهته، وصف رئيس بلدية نيويورك الوضع بأنه “مروّع” و”غير مقبول على الإطلاق”.

وقال إن “مؤسسات دفن الموتى شركات خاصة، ويجب عليها معاملة الناس بكرامة، ولا أعرف كيف يمكنها السماح بحصول أمر كهذا”.

وقبل انتشار كورونا في امريكا باسابيع قليلة، قال دونالد ترامب، ان امريكا لديها افضل نظام رعاية صحية في العالم، ولديها افضل اطباء وافضل المستشفيات، كما قال حاكم ولاية نيويورك، ان الولاية لديها افضل نظام صحي على الكوكب، لكن يشاء الله تعالى، ان تتحول امريكا إلى بؤرة انتشار الوباء عالميا، كما تحولت نيويورك الى بؤرة تفشي الفيروس في امريكا.