جحيم في البحر الاحمر اليوم

تتصاعد الاحداث يوميا في اسرائيل، مشاهد عجيبة من قلب اسرائيل اليوم، اصابت الاسرائيليين بالصدمة والفزع مما يحدث هذه الايام، والاحساس بالخوف والرعب من الايام والشهور القادمة.

منذ أول عملية في 19 نوفمبر الماضي ضد السفن المرتبطة بإسرائيل، صارت الهجمات الحوثية حدثا يوميا، وخلال شهرين أسقطت البحرية الأميركية 38 صاروخا وطائرة مسيّرة للحوثيين في البحر الأحمر.

وتحظى هجمات جماعة الحوثيين ضد المصالح الإسرائيلية بتأييد شعبي عارم بين المسلمين والعرب حول العالم.

وقال الرئيس التنفيذي لميناء إيلات الإسرائيلي، غدعون غولبر، إن نشاط الميناء تراجع 85% منذ تكثيف الحوثيين في اليمن هجماتهم على السفن المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر.

وتقول جماعة الحوثي إنها صعّدت من هجماتها على السفن المتجهة إلى إسرائيل للضغط من أجل إدخال المساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، بعد أن منع الاحتلال إدخالها بعد عملية طوفان الأقصى.

وكان الحوثيون قد أطلقوا أيضا طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل. ويتعامل ميناء إيلات بصورة أساسية مع واردات السيارات وصادرات البوتاس القادمة من البحر الميت، وتتعامل مع نسبة قليلة من التجارة الإسرائيلية مقارنة مع مينائي حيفا وأسدود على البحر المتوسط.

لكن ميناء إيلات يقع بجوار نقطة الوصول الساحلية الوحيدة للأردن للبحر في العقبة، ويوفر لإسرائيل بوابة إلى شرقي العالم من دون الحاجة إلى الملاحة في قناة السويس.

وكان إيلات أحد الموانئ الأولى التي تأثرت بالعمليات الحوثية، إذ أعادت شركات شحن متزايدة توجيه السفن لتجنب البحر الأحمر بعد أن عطل الحوثيون طريقًا تجاريًا رئيسيًا عبر مضيق باب المندب.

وقد ارتفعت اسعار نقل البضائع بسبب استهداف السفن المتجهة الى اسرائيل، حيث تضاعفت أسعار الشحن بشكل كبير، في حين امتنعت الكثير من السفن التجارية الى السفر الى اسرائيل.

وكشف خبراء الاقتصاد، الى تصاعد ازمات الاقتصاد الاسرائيلي، بسبب استمرار تراجع الشيكل أمام الدولار، وتراجع الأسهم في البورصة الإسرائيلية، وارتفاع العجز في الميزانية بسبب تكاليف الحرب.

جحيم في البحر الاحمر اليوم

في السور الحديدي لجامع الصالح وسط العاصمة صنعاء، ارتفعت صور لقادة حوثيين وإيرانيين ومن حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ووقف أحد المارة يتمعن في هذه الصور بإعجاب، في حين بدا أن الجماعة قد تبعث برسالة لأنصارها بأنها تواجه أميركا وإسرائيل.

ويقول الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية والإستراتيجية علي الذهب إن “الحوثيين أثبتوا أنهم قادرون على فعل شيء، وسيحسب لهم أنهم كانوا ضمن العوامل التي أوقفت إطلاق النار، أو عجلت بالهدنة في غزة، وإذا لم يحدث ذلك سيعزو الحوثيون إيقاف عملياتهم -بكل براغماتية- إلى توقف مرور السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر”.

وقالت جماعة الحوثي اليمنية إن التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة ضدها لن يوقف عمليات الجماعة بالبحر الأحمر.

وقال المتحدث باسم أنصار الله الحوثيين محمد عبد السلام إن عمليات اليمن البحرية بهدف مساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان والحصار على غزة، وليست استعراضا للقوة ولا تحديا لأحد، ومن يسعى لتوسيع الصراع فعليه تحمل عواقب أفعاله.

وأضاف أن التحالف المشكل أميركيا هو لحماية إسرائيل وعسكرة للبحر بدون أي مسوغ، ولن يوقف اليمن عن مواصلة عملياته المشروعة دعما لغزة.

وأردف أن أميركا سمحت لنفسها أن تساند إسرائيل بتشكيل تحالف وبدون تحالف، فشعوب المنطقة لها كامل المشروعية لمساندة الشعب الفلسطيني، وقد أخذ اليمن على عاتقه أن يقف إلى جانب الحق الفلسطيني ومظلومية غزة الكبيرة.

وقال المتحدث إن جماعته تستهدف السفن المتجهة لإسرائيل فقط، أما باقي السفن فلن يصيبها أي ضرر، كما أشاد بالشركات التي أعلنت إيقاف الملاحة إلى الموانئ الإسرائيلية.

وأكد المتحدث على موقف جماعة الحوثي بضرورة دخول المساعدات الكاملة إلى قطاع غزة، والضغط على إسرائيل لإيقاف عدوانها وكسر الحصار، وشدد على أن العمليات اليمنية ستستمر وبوتيرة متصاعدة في حال لم يتم إدخال المساعدات إلى القطاع.