محمد علي كلاي والاسلام.. فيلم وثائقي جديد

من اشهر الرياضيين على مدار التاريخ، استطاع ان يحفر اسمه بالكفاح والاجتهاد رغم الصعوبات، تاريخ طويل من التمرد ومقاومة العنصرية، بدأه منذ نعومة أظافره فقد ولد في فترة طغت فيها المواجهات العنصرية على الولايات المتحدة الأمريكية.

ولد كاسيوس كلاي، وهو اسمه الحقيقي في 17 يناير 1942 في مدينة لويفيل بولاية كنتاكي الأمريكية، لاسرة مسيحية، ومنذ صغره تعلم القتال للتغلب على الظلم والتحيز والتفرقة العنصرية وهو ما واجهه كثيرا بسبب لون بشرته في مجتمع عنصري.

التقى محمد علي كلاي بالكثير من الزعماء من بينهم الملكة إليزابيث ونلسون مانديلا والبابا يوحنا بولس الثاني وفيدل كاسترو وصدام حسين.

حكايته مع الملاكمة:

بداية محمد علي في عالم الملاكمة جاءت بمحض الصدفة حين كان في الـ12 من العمر، عندما سُرقت دراجته، فنصحه الشرطي الذي استقبل شكواه بضرورة تعلم القتال. وبالفعل بدأ كلاي في تعلم الملاكمة، وانتقل من الهواية إلى الاحتراف.

في 25 فبراير 1964، توج محمد علي بلقب بطل الأوزان الثقيلة للرابطة العالمية للملاكمة، وللمجلس العالمي، وللجنة نيويورك الرياضية، عندما أسقط سوني ليستون بالضربة القاضية الفنية في الجولة السادسة. ليصرخ قائلا: “أنا الأعظم! أنا الأعظم!”، وردد الجملة كثيرا، لدرجة جعلت العالم بأسره يؤمن بحقيقتها، وأنه بحق الأعظم في اللعبة.

رصيد محمد علي 61 مباراة منها 56 إنتصارا (37 بالضربة القاضية) و5 خسارات.

خارج حلبة الملاكمة استطاع كلاي أن يتصدر المشهد أيضا، من خلال تصريحاته حيث قال: “أنا الجزء الذي لا تعترفون به، ولكن فلتعتادوا علي. زنجي، واثق من نفسي، متعجرف”.

محمد علي كلاي والاسلام.. فيلم وثائقي

قصة اعتناق محمد علي كلاي للإسلام:

في اليوم التالي مباشرة لتتويجه ملكا على حلبات الملاكمة صرح باعتناقه للدين الإسلامي.وأن اسمه الجديد هو محمد علي.

وعرف عن محمد علي اعتزازه باسمه الجديد وبدينه الإسلام، ورفض أن يناديه أي شخص باسمه القديم، ورفض أي إساءة له.

لدرجة أنه رفض أن تكرمه هوليوود بنجمة عليها اسمه في شارع المشاهير وهو ما يحدث مع أهم المشاهير رفضا ﻷن يكتب الاسم على الأرض، حتى لا يهين اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وهو الوحيد الذي رفض ذلك. ولذلك فقد وضع اسمه معلقا في نجمة على الحائط وهو الوحيد من مشاهير هوليوود الذي حدث معه ذلك.

زوجات محمد علي:

تزوج محمد علي أربع مرات ولديه سبع بنات وولدين. إلتقى محمد علي بزوجته الأولى نادلة الكوكتيل سونجي روي وتزوجا في 14 أغسطس 1964. كانت اعتراضات روي على آداب الإسلام في ملابس المرأة قد ساهمت في إنهيار هذا الزواج، فتم الطلاق في 10 يناير 1966 وهو في الخامسة والعشرين من عمره.

ثم تزوج محمد علي بعد ذلك من بيلندا بويد عام 1967. وأسلمت بيلندا بعد الزواج، وأصبح اسمها خليلة علي، أنجبا 5 أبناء: مريم، جميلة وليبان، ومحمد علي الصغير.

تعرف محمد علي على امرأة تدعى فيرونيكا بورش في عام 1975. وفي صيف عام 1977, انتهى الزواج الثاني لمحمد علي وتزوج من فيرونيكا. وخلال فترة الزواج، أنجبا طفلة اسمها هناء، كما أنجبا طفلة أخرى اسمها ليلى في 1977، ولكن تم الطلاق بينهما في عام 1986.

وفي 1986، تزوج محمد علي بيولندا علي بعد معرفة بدأت منذ عام 1964 في لوزيفل حيث كانت والدتاهما صديقتان مقربتان.

كما أن محمد علي تزوج مرتين حسب المراسم الإسلامية أثناء فترة زواجه مع “بيلندا بويد” إلا أن الزيجتين كانتا غير معترف بهما قانونيا لأن تعدد الزوجات غير قانوني في الولايات المتحدة الأمريكية، أحدهما كان سنة 1974 من “واندا بولتون” و التي أصبحت تدعى فيما بعد “عائشة علي” وقد أثمر هذا الزواج ببنت تدعى “خالية” في نفس السنة. أما الزواج الآخر فقد كان مع “باتريكا هارفل” و أنجبا سنة 1972 بنتا تدعى “ميا”.

رفض الانضمام للجيش الامريكي في الحرب:

استدعته الحكومة الأمريكية ﻷداء الخدمة العسكرية والانضمام لصفوف الجيش في فيتنام. لكن محمد علي كلاي رفض ذلك وتقدم بالكثير من الطعون لكن المحكمة العليا رفضت هذا الطعن في أبريل 1967 وكان عليه أن يلتحق بتدريبات الجيش في هيوستن.

وعندما رفض الانضمام للجبهة حكم عليه بالسجن لخمس سنوات وحرم من المشاركة في أي مبارة لثلاث سنوات وسحبت منه رخصته، وجرد من ألقابه.

وقد علق على هذا قائلا: “لن أشارك في معركة لست مؤمنا بها، هذا ليس عدلا، ليس لدي أي مشكلة مع الفيت كونج. لم ينعتني أي فيت كونج من قبل بالزنجي”.

وفاة الاسطورة:

أصيب محمد علي في عام 1984 بداء باركنسون (الشلل الرعاشي)، وتدهورت حالته الصحية في عام 2005 بشكل ملحوظ، وتوالت بعدها نكساته الصحية، حيث كان يمضي فترة من الوقت كل سنة في مستشفى في مدينة فينيكس بولاية أريزونا، ونُقل في فبراير 2013 إلى المستشفى وصرّح شقيقه رحمن علي لصحيفة نيويورك أنه في حالة حرجة وقد يرحل في أيّ لحظة، قبل أن تنفي ابنته ذلك، كما عانى من إلتهاب في الرئة والبول أُدخل على إثره المستشفى عامي 2014 و2015، وفي الثاني من يونيو عام 2016 أدخل كلاي للمستشفى مُجدداً بسبب مشكلة في التنفس، وبعدها أكّدت الصحف والقنوات العالمية بأن الملاكم الأسطوري يحتضر فعلاً، وأن عائلته تتجهز لإجراء مراسم الدفن بعدما أعلن الأطباء أنه على وشك الموت.

أسدل الستار على مسيرة محمد علي كلاي في 11 ديسمبر 1981، فقد بدأ يعاني مع بداية الثمانينات من أعراض مرض (باركينسون)، الذي ظل ملازما له وألزمه الجلوس على كرسي متحرك حتى وفاته عن عمر 74 عاما في 3 يونيو 2016.