سلاح المقاطعة الفتاك.. عمر عبدالكافي

لكل الناس اللي مغلوبة على امرها، وبتقول هو احنا في ايدينا ايه بس؟ هو احنا هنعمل ايه بس لاخواتنا في غزة وفلسطين؟

موضوع النهاردة من الموضوعات الهامة والضرورية جدا، وخلينا ندخل في الموضوع مباشرة، سلاح المقاطعة هو من اهم الاسلحة بعد سلاح الدعاء، اتحداك بعد ماتشوف الفيديو للنهاية انك هتكون مقتنع تماما ان شاء الله بسلاح المقاطعة.

اولا لازم نعرف ان الاحتلال والغزو ليس فقط عسكريا، ممكن تكون محتل وانت قاعد في بيتك، بتاكل وتشرب منتجات شركات بتدعم قتل اخواتك، وحتى لو كانت هذه الشركات العالمية لا تدعم الاحتلال الاسرائيلي، يكفي انها تنشر الفساد باعلانات بملايين الدولارات يتم دفعها للمطربين ولاعبي الكرة من اجل اعلان، وطبعا ده كله بفلوسك ايها المستهلك المغفل، تخيل بتدفع فلوسك ومالك اما لشركات بتدعم الاحتلال الاسرائيلي او اما لشركات بتصرف الملايين على الاعلانات على الراقصين والراقصات.

والمصيبة ان اغلب المنتجات دي منتجات ترفيهية يعني غير ضرورية اصلا، يعني والله مش هتموت لو قاطعت المنتجات دي، لكن غيرك هيموت بسببك انت!

طبعا هيطلع واحد عامل نفسه ذكى، ويقولك ياعم دي شركات عالمية معاها مليارات، يعني هتفرق لو انا قاطعت المنتجات دي، هاقولك اجابة من الاخر، ربنا سبحانه وتعالى هيسأل كل واحد لوحده، يعني لو ربنا سألك عملت ايه لاخوانك في غزة، هتقول ايه؟، اذن كل واحد مسئول عن نفسه، واهل بيته.

بعض الناس كمان هيقول طيب وايه ذنب الناس العمال في فروع هذه الشركات في البلاد العربية، بمعنى اخر، مثلا مصنع شيبسي في مصر بيشغل المئات من الناس، كده المقاطعة هتخرب بيوت الناس دي، اولا اقولك ان الارزاق بيد الله تعالى، وربنا هو الرزاق وهو الغني المغني، تاني شيء انه من الفوائد العجيبة للمقاطعة، هي ان كثير من الشركات والمصانع الوطنية في البلاد العربية قد ازداد الاقبال عليها، بالتالي تم توظيف مستوظفين جدد وفتح ابواب رزق للناس.

لا تستهين ابدا بسلاح المقاطعة، عندما تعلم أن أسهم الشركات العالمية المقاطعة تنهار في البورصة، ألا يعد ذلك انتصاراً؟! عندما ترى بعينك أن تلك الشركات تعلن عن خصومات تصل إلى ستين بالمئة وتبور بضائعها على الأرفف ولا يشتريها أحد، ألا يعد ذلك انتصاراً؟!

المهم في المقاطعة هو استحضار النية لله تعالى، واستمرار المقاطعة طوال حياتك، والله مش هتموت لو بطلت تشرب بيبسي وكاكوكولا!، بالعكس اغلب منتجات المقاطعة اصلا منتجات غير صحية وضارة جدا، ولو مش مصدق، تعالى نشوف بعض الابحاث عن اضرار المياه الغازية والشيبسي ووجبات المطاعم السريعة مثل ماكدونالدز.

المقاطعة تسببت في خسائر فادحة لهذه الشركات، وبعضها قام بتقديم خصومات خيالية، مما يُظهر مدى جشع تلك الشركات في اسعارها وتحقيقها مكاسب هائلة، وايضا يظهر مدى قوتها المالية، في تحمل خسائر، لو فرضنا انها خسائر، من أجل البقاء في السوق، لأغراض استراتيجية متعلقة بأبعاد سياسية استعمارية.

المقاطعة أتت أُكلها في أيام معدودات بانهيار أسهم تلك الشركات، ومع توالي الأيام تتوالى خسائرها، ومن ثم يشعرك ذلك بأنك تقدم شيئاً للقضية الفلسطينية، ويشعرك كمان انك انسان ليك دور في الحياة مش مجرد مستهلك.

لو لسه مش مقتنع بالمقاطعة، يكفيك تشوف نشرة الاخبار على قناة الجزيرة وتشوف المجازر اللي بتحصل، ولو بعد كل ده لسه مش مقتنع، يبقى كفاية عليك انك تاكل وتشرب وتنام، والسلام!