ماذا سيحدث في مصر بعد امتلاء سد النهضة ؟

اخبار ليل ونهار. مخاوف من الجفاف والعطش بعد امتلاء سد النهضة. تصاعدت حالة الفزع والهلع بين المصريين خوفا من العطش وجفاف النيل، بعد قيام إثيوبيا رسميا بعملية تعبئة سد النهضة، حيث يعتبر نهر النيل بالنسبة الى المصريين هو شريان الحياة وعصب الحياة، واذا توقف نهر النيل في مصر، هذا يعنى حالة شلل تضرب جميع مجالات الحياة بدون استثناء، وتوقف الزراعة والصناعة، وتوقف الحياة في مصر بشكل تام.

وقد كشفت العديد من الصور انخفاض منسوب نهر النيل في مصر، في مشاهد اصابت المصريين بحالة من الخوف والفزع.

الجفاف والعطش يضرب مصر بعد امتلاء سد النهضة
الجفاف والعطش يضرب مصر بعد امتلاء سد النهضة

 

كما ضرب الجفاف الشديد العديد من الاراضي الزراعية في مصر، وخرج اصحاب الاراضي يصرخون من جفاف النباتات والمحاصيل، وتعرضهم لخسائر فادحة.

وفي السودان، كشفت الحكومة أن مستويات المياه في النيل الأزرق تراجعت بنحو 90 مليون متر مكعب يوميا، بعدما بدأت إثيوبيا ملء خزان سد النهضة الضخم.

وقالت وزارة الري والموارد المائية في بيان “اتضح جليا من خلال مقاييس تدفق المياه في محطة الديم الحدودية مع إثيوبيا أن هناك تراجعا في مستويات المياه، بما يعادل 90 مليون متر مكعب يوميا، مما يؤكد إغلاق بوابات سد النهضة”.

وقد ضرب العطش وانقطاع المياه قلب العاصمة المصرية القاهرة، بالاضافة الى العديد من المحافظات المصرية، حيث لجأ المواطنون الى تعبئة عبوات المياه، وشراء المياه المعدنية للشرب، وقد رصدت الكاميرات العديد من مشاهد الزحام امام عربات توزيع المياه.

ومع ارتفاع درجات الحرارة ولهيب الشمس، تزداد معاناة المصريين من انقطاع المياه، لتضيف معاناة اخرى الى اصناف المعاناة العديدة التي يعيشها المصريون، في وقت تشهد فيه مصر، ارتفاع معدلات الاصابة بفيروس كورونا، حيث يخشى المراقبون من ان انقطاع المياه قد يزيد من تصاعد انتشار كورونا، بسبب صعوبة القيام باجراءات النظافة الشخصية وغسيل الايدي.

وقد نشرت وكالة “رويترز”، صورا غير مسبوقة عبر الأقمار الصناعية تظهر “سد النهضة” الإثيوبي ونهر النيل الأزرق في إثيوبيا.

وتظهر الصور التي التقطت حديثا خلال الايام والاسابيع الماضية زيادة كبيرة في مناسيب المياه خلف سد النهضة.

وقد التقطت الأقمار الصناعية، صورا جديدة لخزان سد النهضة الإثيوبي، الذي تختلف مصر وإثيوبيا حتى الآن حول طريقه ملئه وتشغيله.

وأفادت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، بأن “صورا جديدة التقطتها الأقمار الصناعية لخزان سد النهضة الإثيوبي تظهر أنه قد بدأ بالامتلاء”، مشيرة إلى أن تلك الصور جاءت في وقت انتهت فيه المحادثات بين مصر وإثيوبيا والسودان دون التوصل إلى اتفاق.

وتتمسك إثيوبيا بملء وتشغيل السد خلال يوليو الجاري، فيما ترفض مصر والسودان إقدام أديس أبابا على هذه الخطوة قبل التوصل إلى اتفاق.

وتخشى مصر من المساس بحصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، وتطالب باتفاق حول ملفات، بينها أمان السد، وتحديد قواعد ملئه في أوقات الجفاف.

فيما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر والسودان، وإن الهدف من بناء السد توليد الكهرباء وتنمية بلادها.

زلازل مدمرة تنتظر مصر والسودان:

بخلاف الاثار المدمرة لانشاء سد النهضة، تخشى مصر والسودان، من اثار مدمرة اخرى لم تكن في الحسبان، حيث من الممكن ان يؤدي امتلاء السد الى حدوث زلازل مدمرة تؤثر على مصر والسودان.

وعلى الرغم من نفي وزير الري السوداني وجود أي زلازل في منطقة سد النهضة، وأن منطقة الأخدود الأفريقي المشهورة بالزلازل تبعد كثيرا عن منطقة السد، ولكن هذا يتنافى مع نص تقرير مكتب الاستصلاح الأمريكي “الملحق الثاني” الصادر عام 1964 بعنوان “الأرض ومصادر مياه النيل الأزرق في إثيوبيا” حيث أكد إن منطقة حوض النيل الأزرق منطقة زلازل، وهذه الحقيقة يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند تصميم الأعمال الهندسية.

ويقع سد النهضة في منطقة حوض النيل الأزرق، لذلك فإنه يقع في منطقة نشطةً زلزاليا قولا واحدا، كما أن الناظر إلى خريطة توزيع الزلازل في حوض النيل، يلاحظ حدوث زلازل متوسطة إلى كبيرة، بقوة تساوي أو أكبر من 4.0 درجات على مقياس ريختر في منطقة حوض النيل الأزرق، والتى عادة يتم رصدها من قبل المحطات الإقليمية والدولية لرصد الزلازل، وذلك لخلو منطقة حوض النيل الأزرق من محطات رصد وتسجيل الزلازل.

ويروج البعض، لنظرية عدم وجود زلازل في منطقة حوض النيل الأزرق ولكنها تختفي في منطقة السد هذا قول صحيح، ولكن اختفاء الزلازل من منطقة السد ناتج من عدم وجود محطات راصدة للزلازل وخلو المنطقة من السكان، وليس لعدم حدوث زلازل.

الحرب على المياه:

يخشى خبراء من أن بدء ملء السد من دون اتفاق يمكن أن يدفع إلى حافة الصراع العسكري، وخاصة ما بين اثيوبيا والسودان، في حين مازال النظام المصري متمسك بالمفاوضات ومجلس الامن، ويخشى خوض حربا ضد المياه.

وكان قد تبنى الرئيس الراحل محمد مرسي، سياسة حشد القوى الشعبية وتوحيد الصف الوطني في مواجهة أزمة سد النهضة، ودعا أحزاب المعارضة للاجتماع في مقر الرئاسة وأطلعهم بشفافية على ما ورد في تقرير اللجنة الدولية، وهو الاجتماع الذي اذاعه التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة.

ثم عقد الرئيس مرسي مؤتمرا شعبيا تحت عنوان “المؤتمر الوطني للحفاظ على حقوق مصر في مياه نهر النيل”، لطمأنة المصريين بقدرة الدولة المصرية على الحفاظ على مياه النيل، وقال في كلمته أمام المؤتمر، الذي عُقد قبل انقلاب يوليو بثلاثة أسابيع، وعلى الهواء مباشرة، أخطر مما قيل في اجتماع أحزاب المعارضة، وهو التهديد صراحة باستخدام القوة ضد إثيوبيا.

وشدد على أن “أمن مصر المائي لا يمكن تجاوزه أو المساس به على الإطلاق، وإنني كرئيس للدولة أؤكد أن جميع الخيارات أمامنا مفتوحة في التعامل مع هذا الملف، ولا نسمح أبدًا بأن يهدد أمننا مائيًا أو غير ذلك، وإن نقصت مياهه قطرة واحدة فان دماءنا هي البديل”.

وقد تراجع وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سيليشي بقلي عن تصريحاته التي تؤكد بدء بلاده ملء سد النهضة.

وقال بقلي إن تصريحاته التي أدلى بها في وقت سابق للتلفزيون الوطني الإثيوبي كانت تشير إلى “صحة صور الأقمار الصناعية للسد”، نافيا في الوقت ذاته أن تكون أديس أبابا “بدأت فعليا عمليات الملء”.

وحسب بقلي، فإن “ما وصلت إليه أعمال البناء في السد تمكنه من بدء الملء. وتسمح تلك المرحلة من بدء عملية التخزين الأولي بـ4.9 مليارات متر مكعب من أصل 74 مليار متر مكعب هي السعة الإجمالية للبحيرة خلف السد”.