ماذا يجري في السعودية ؟!

اخبار ليل ونهار. ماذا يجري في السعودية ؟!. تعيش المملكة العربية السعودية هذه الايام على صفيح ساخن، واحداث وتطورات متلاحقة، قد تكون مصيرية في تاريخ السعودية، وسط حالة شديدة من الغموض والتخبط تعيشها السلطات السعودية، وفي ظل انعدام الشفافية والمصداقية للنظام السعودي ووسائل اعلامه، اصبح الحصول على اخبار ما يحدث داخل السعودية وداخل العائلة الحاكمة غير متاح الا من خلال وكلات الانباء العالمية والصحف الاجنبية، واصبح من الواضح ان هناك صراعا للاستيلاء على الحكم، وهو الامر الذي قد يتسبب في تقاتل ابناء عائلة آل سعود، حيث نرى الان الابن يقاتل عمه، وكذلك الاخ يقاتل اخيه، مما قد يكون الفصل الاخير في تاريخ العائلة، لتعود السعودية الى اسمها الحقيقي بلاد الحجاز والحرمين الشريفين!.

استيقظ العالم فجأة على انباء وتقارير نشرتها وسائل إعلام أميركية عن اعتقالات لبعض كبار الأمراء في السعودية بينهم شقيق الملك، وولي العهد السابق.

وقد تزايدت التوقعات والتخمينات بين المراقبين والنشطاء حول اسباب ما يحدث حاليا في السعودية، حيث اشارت مصادر الى تصاعد غضب كبار رجال عائلة آل سعود من تصرفات بن سلمان، وخاصة فيما يتعلق بنشر الحفلات والاختلاط والفجور مع اعتقال العلماء والدعاة، مما تسبب في انهيار صورة المملكة بين المسلمين، وهو الامر الذي يستدعي عزل بن سلمان.

وقد كشفت صحيفتي وول ستريت جورنال ونيويورك تايمز الأميركيتين أنه تم اعتقال الأميرين أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك وولي العهد السابق محمد بن نايف.

وذكرت المصادر أن الديوان الملكي شهد حركة غير طبيعية خلال الايام الماضية، أعقبها اعتقال عدد من الأمراء الكبار.

وقالت المصادر إن أفرادا من الأسرة المالكة يسعون لتغيير ترتيب ولاية العرش، ويعتبرون الأمير أحمد، شقيق الملك سلمان الأصغر وشقيقه الوحيد الباقي على قيد الحياة، خيارا ممكنا قد يحظى بدعم أفراد الأسرة والأجهزة الأمنية وبعض القوى الغربية.

ويعتبر الأمير أحمد بن عبد العزيز أخر الأبناء الباقين على قيد الحياة لمؤسس البلاد الملك عبد العزيز، ويحظى باحترام واسع بين كبار السن في الأسرة الحاكمة.

وأشارت المصادر إلى أن الأمير أحمد بن عبد العزيز تذمر مؤخرا من قرار إغلاق الحرم المكي بهدف منع انتشار فيروس كورونا، في حين مازالت تقام الحفلات الغنائية والفنية التي يتم محاولة فرضها على الشعب السعودي.

الأمير المهم الآخر هو محمد بن نايف، إذ كان وليا للعهد في السابق قبل أن يُستبدل فجأة قبل ثلاث سنوات بمحمد بن سلمان. وشغل بن نايف منصب وزير الداخلية، ولعب دورا هاما في هزيمة تنظيم القاعدة في السعودية.

وقد شمل الاعتقال أيضا الأمير نواف بن نايف شقيق ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف.

كما تم استدعاء وزير الداخلية عبد العزيز بن سعود بن نايف، ووالده الأمير سعود بن نايف، أمير المنطقة الشرقية والابن الأكبر للأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد السعودي الأسبق؛ لاستجوابهما من قبل الديوان الملكي في ما يتعلق بمحاولة الانقلاب.

وتكشف الصحافة الامريكية أن قوات الأمن اعتقلت العشرات من مسؤولي وزارة الداخلية وكبار ضباط الجيش، وغيرهم ممن يشتبه في دعمهم محاولة انقلاب.

وذكرت وكالة رويترز أن احتجاز الأمراء الثلاثة البارزين جاء بدعوى التخطيط لانقلاب على بن سلمان.

وقال مصدر لرويترز إن ولي العهد بن سلمان “اتهمهم بإجراء اتصالات مع قوى أجنبية، منها الأميركيون وغيرهم، لتنفيذ انقلاب”.

واكد تقرير رويترز ان أوساط النخبة السعودية يقولون إنهم “لا يثقون” في ولي العهد، وان وجود العاهل السعودي سلمان على قيد الحياة حتى الان هو السبب الاهم في عدم تفجر الغضب ضد تصرفات ابنه، وان وفاة سلمان هو الخطر الحقيقي الذي ينتظر بن سلمان، وهو الامر الذي قد يكون بالفعل قد حدث او يكون قريبا، حيث كشفت احدث تقارير صحفية عن تدهور كبير في صحة سلمان، البالغ من العمر 83 عاما.

انهيار البورصة السعودية واسعار النفط تتهاوى:

وتتواصل الضربات القاسية على السعودية، حيث تواصل البورصة السعودية انهيارها، متأثرة باعتقالات الامراء السعوديين، وفيروس كورونا، كما تواصل اسعار النفط انخفاضها، بعد قيام روسيا بانهاء الاتفاق مع الاوبك، بعد أن رفضت موسكو الموافقة على تخفيض الانتاج لمواجهة تفشي الفيروس.

وقد أفادت وكالة بلومبيرج بأن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، تعتزم زيادة إنتاج النفط إلى أكثر من عشرة ملايين برميل يوميا، بعد انهيار اتفاق خفض المعروض بين أوبك وروسيا، مع توقعات بأن تتهاوى أسعار النفط لتصل الى عشرين الى ثلاثين دولارا فقط، بدلا من السعر الحالي البالغ حوالي 50 دولارا للبرميل.

نهاية عصر النفط وبداية عصر السيارات الكهربائية:

توقعت وكالة الطاقة الدولية انخفاض الطلب العالمي على النفط خلال السنوات القادمة، بسبب تحسن كفاءة محركات السيارات وزيادة استخدام السيارات التي تعمل عن طريق الشحن بالكهرباء.

والتطورات في مجال السيارات الكهربائية تتسارع يوما بعد يوم، وأسعار البطاريات المسؤولة عن 50 في المائة من سعر السيارات الكهربائية هبطت بنسبة 65 في المائة خلال السنوات الأخيرة وهي مستمرة بالهبوط.

وهناك تطورات تكنولوجية متسارعة في مجال السيارات الكهربائية، ومن المتوقع حدوث قفزة تقنية وهبوطا في تكلفة استخدام السيارات الكهربائية خلال الشهور القادمة، ولذلك قد يحدث انخفاض في الطلب على وقود السيارات في الدول الصناعية فجأة ودون إنذار خلال فقط سنتين أو ثلاث.

وفي دراسة اصدرها بنك باركليز، كشفت كيف يمكن ان تصبح السيارات الكهربائية تهديد لدول النفط حيث تقلل الطلب على النفط بحلول عام 2025، ومن المتوقع انخفاض في سعر النفط إلى أقل من 30 دولار للبرميل، اي اقل من نصف سعره حاليا، وهو مايمثل كارثة حقيقية للسعودية ودول النفط الخليجية.

ومن يعتقد أن مسألة تحول العالم من السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل إلى السيارات الكهربائية سيستغرق عشرات السنوات عليه أن يطلع على بعض الصور القديمة لشوارع مدينة نيويورك، فبينما اكتظت شوارع نيويورك بالخيول الساحبة للعربات في 1900، فإن الخيول اختفت تقريبا من هذه الشوارع في أقل من عشر سنوات، وحلت محلها السيارات.

قال الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الأميركية ديفيد بترايوس لقناة سي إن بي سي الإخبارية”الحقيقة أن المملكة العربية السعودية تنفد تدريجيا من الأموال، وفي طريقها الى الافلاس، وستكون أول من يعترف بأن صندوق الثروة السيادية قد تقلص دون 500 مليار دولار الآن”.

وأضاف أن “العجز (في الميزانية)، بحسب سعر خام برنت، يمكن أن يتراوح بين 40 و60 مليار دولار استنادا إلى بعض أنشطتهم في دول المنطقة”.

واضاف قائلا: تريد المملكة العربية السعودية أن يكون الطرح العام الأولي لشركة أرامكو النفطية الحكومية ناجحا، لأنها تحتاج إلى جذب الاستثمارات الأجنبية، وبشكل أوضح: السعودية تحتاج الان إلى المال.

واستكمل قائلا إن “الخلاصة هي أنهم يحتاجون إلى المال، ويحتاجون إلى ذلك الاستثمار الخارجي المهم لتحقيق رؤية 2030 التي لا يمكن تحقيقها دون استثمار خارجي، وهذا مجرد مكوِّن واحد في عدد من المبادرات المختلفة التي يسعون وراءها في محاولة لجذب الاستثمار الخارجي”.