الدكتور جاري ميلر عالم رياضيات كندي الأصل يعمل أستاذا للرياضيات بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وكان في حياته في كندا قسيسا يدعو للمسيحية فكان من أكبر الدعاة لها.
كان في بادئ أمره يجتهد دون عناء، في تفحص القرآن الكريم ليتصيد الأخطاء، وبعد مدة ليست بالطويلة، ولا بالقلة النادرة القليلة، دُهش الرجل وأصابه الذهول، فقد ظن أن نجم الإسلام قد أفل، فهل هذا هو القول الفصل! الذي ليس فيه لهو ولا هزل!
قصته مع الإسلام غريبة فقد درس القرآن الكريم بهدف إيجاد خطأ ما فيه يساعده في دعوته للنصرانية, لكنه ذهل مما وجده فيه, بل واكتشف أن هذا الكتاب يحتوي على أشياء لا توجد في أي كتاب آخر في هذا العالم، ولفتت نظره الآية القرآنية الكريمة: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا). سورة النساء الآية 82، حيث يعتقد أن من المبادئ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر هو مبدأ إيجاد الأخطاء أو تقصي الأخطاء في النظريات إلى أن تثبت صحتها، في حين أن القرآن الكريم يدعوا المسلمين وغير المسلمين إلى إيجاد الأخطاء فيه، كما بهرته وزادت إيمانه بالقرآن والدين الإسلامي سورة المسد وما بها تحدي ومصداقية، فأشهر اسلامه واتخذ لنفسه اسم عبد الأحد عمر.
فكان يتوقع أن يجد القرأن وهو على حد قوله كتاب قديم مكتوب منذ 14 قرن يتكلم عن الصحراء والجمال وما إلى ذلك … لكنه ذهل مما وجده فيه … بل واكتشف أن هذا الكتاب يحتوي على أشياء لا توجد في أي كتاب أخر في هذا العالم، كان يتوقع أن يجد بعض الأحداث العصيبة التي مرت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها أو وفاة أولاده، لكنه لم يجد شيئا من ذلك، أي ان نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم لم يذكر سيرته الذاتية من خلال هذا الكتاب.
بل الذي جعله في حيرة شديدة من أمره أنه وجد أن هناك سورة كاملة في القرآن تسمى سورة مريم وفيها تشريف لمريم العذراء عليها السلام، لا يوجد مثيل له في كتب النصارى ولا في اناجيلهم ! ولم يجد سورة باسم عائشة أو فاطمة رضي الله عنهم وهن احب النساء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهو متخصص في المنطق الرياضي والأديان، كان نشطا في مجال التبشير، ولكنه اكتشف خللا واضحا في الكتاب المقدس، وفي عام 1978 قرأ القرآن الكريم متوقعا نفس النوعية من الأخطاء والحقائق، ثم درس اللغة العربية لكي يستطيع فهم القرآن، وأخيرا اعتنق الإسلام. وصار يلقي محاضرات ويكتب مقالات ويؤلف كتبا حول الإسلام.
قس امريكي يعتنق الاسلام اثناء هجومه على القرآن الكريم
العالم زغلول النجار يكشف قصة اسلام القس جاري ميلر
سرد الدكتور زغلول النجار رئيس لجنة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، قصة إسلام عالم رياضيات كان قد تطاول على القرآن الكريم ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فأهداه أحد طلابه نسخة مترجمة من القرآن الكريم، فقرأها ووقف عندها وأسلم.
وحكى النجار، قصة أستاذ الرياضيات في إحدى الجامعات الأمريكية “جاري ميلر” والذي كان قسا أيضا، وكان كثير التطاول على القرآن وعلى شخص النبي صلى الله عليه وسلم. وقال إن أحد طلابه المسلمين أهدى له ترجمة القرآن الكريم باللغة الإنجليزية، وقال ميلر إنه عكف على هذه النسخة من القرآن “عكوف العدو للعدو”.
وأكد أنه قرأ حتى وصل إلى سورة الناس ولم يجد خطأ واحدا وقال إن ما هزّه من الأعماق هو الآية الكريمة: ﴿وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾.
ونقل النجار عن الأستاذ الأمريكي تأكيده أن توسع الكون هو كشف حديث جدا لم يدركه العلماء إلا في الثلث الأول من القرن العشرين، فكيف للرسول الكريم أن يدركه في ذلك العصر وأن يعرف تلك الحقيقة إن لم يكن موصولا بالوحي ومعلما من قبل الخالق جلّ وعلا؟
وأشهر غاري ميلر إسلامه، وقال النجار إن الأخير نشر كتابا عن الإعجاز العلمي للقرآن الكريم باللغة الإنجليزية ساهم في اعتناق العشرات للإسلام.
مقالة رائعة للمفكر الامريكي المسلم عبد الأحد عمر (جاري ميلر)
الآية الإلهية
لقد كان لجميع الرسل معجزاتهم؛ فموسى مثلا دخل في تحد بينه وبين السحرة وفرعون، والمسيح شفى المرضى وأحيا الموتى بإذن الله، وهكذا.. ولم يكن آخر الرسل صلى الله عليه وسلم استثناء من ذلك، فالمسلمون يؤمنون بأن معجزته هي القرآن، ولكنها معجزة لا تزال معنا إلى اليوم.
ألا يبدو ذلك منصفا؟ فإذا كانت النبوة والرسالة ستنتهي، فإن آخر الأنبياء والمرسلين يجب أن يأتي بمعجزة باقية، وإذا كان المسلم قبل ألف وأربعمائة عام يستطيع الوصول إلى المعجزة الإلهية فإن المسلم اليوم يجدها أيضا بين يديه دون نقص؛ فأولئك المسلمون الذين عاشوا بصحبة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت لهم القدرة على الوصول إلى مصدر تلك المعلومات الإلهية بنفس القدر الذي لدى المسلمين اليوم. كان لديهم القرآن الذي يعتبرونه آية ومعجزة لهم، وهو لا يزال آية ومعجزة لنا اليوم، نفس المعجزة.
حسنا، إذن فلنتأمل القرآن..
لنفترض أنني قلت لرجل ما: “إنني أعرف أباك.” ستكون الاستجابة المحتملة لذلك الرجل هي أن يتحقق من الأمر ليتأكد أنني ربما قابلت أباه. فإذا لم يقتنع فسيستمر بطرح الأسئلة، كأن يقول مثلا: “أنت تقول أنك تعرف أبي، حسنا.. هل كان طويلا؟ وهل كان أجعد الشعر؟ وهل كان يرتدي النظارات؟” وهكذا.. فإن كنت أرد على أسئلته بإجابات صحيحة، فإنه سيقتنع حتما بصحة كلامي، ويتحقق أنني صادق عندما ادعيت معرفتي بأبيه.
نظرية الانفجار العظيم
إن القرآن كتاب يدعي أن مؤلفه كان حاضرا في بداية نشوء الكون وبداية الحياة. ولهذا فلنا الحق أن نسأل ذلك المؤلف ونقول: “حسنا.. أخبرنا عن شيء يثبت لنا أنك كنت موجودا عند نشوء الكون وبداية الحياة.”
وهنا يعطينا القرآن بيانا شيقا لذلك الحدث الكبير، فيقول:
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ). سورة الأنبياء الآية 30.
إن في هذه الآية ثلاث نقاط مهمة: الأولى، أن غير المسلمين هم الذين سيكتشفون أن السماوات والأرض كانتا جسما واحدا ثم انفصلتا، وهم الذين سيجدون أيضا أن وجود الحياة يعتمد على وجود الماء.
وكما هو حاصل فإن النظرية المقبولة عالميا لأصل نشوء الكون هي نظرية الانفجار العظيم (Big Bang Theory). فهي تقول إنه في الماضي البعيد كانت كل الأجرام السماوية والأرض قطعة مادية واحدة تسمى “الكتلة الموحدة” (monoblock)، وهذه الكتلة الموحدة انفجرت واستمرت في التوسع، فأعطتنا هذا الكون الذي نعيش فيه اليوم. وهذه النظرية تعد اكتشافا حديثا تم التأكد من صحته، وقد منحت جائزة نوبل قبل سنوات لأولئك الذين أثبتوا أن بداية الكون هي الانفجار العظيم.
أما بالنسبة لضرورة وجود الماء للحياة فلم يتم اكتشافه إلا قبل حوالي مائتي سنة حين اخترع العالم ليفنهوك (Leeuwenhoek) وآخرون الميكروسكوب واكتشفوا لأول مرة أن الماء يمثل حوالي ثمانين بالمائة من حجم الخلايا الحية.
لم يكن هؤلاء الفائزون بجائزة نوبل وذلك العالم الهولندي الذي اخترع الميكروسكوب مسلمين، ورغم ذلك فإنهم أكدوا تلك المعلومة القرآنية التي قالت إن الكون كان قطعة مادية واحدة وإن الماء هو أصل الحياة، بالضبط كما قالت الآية التي ذكرناها.
حسنا.. إن تلك الآية تبدو إجابة مقبولة للسؤال الذي طرحناه على مؤلف القرآن حين قلنا “أخبرنا شيئا عن نشوء الكون ونشوء الحياة”..
اتخاذ الموقف
كل منا يجب أن يتخذ موقفا، فلابد أن تضع قدميك في مكان ما.. ومن المستحيل أن تكون محايدا كل الوقت.
إن من الواجب أن توجد نقطة مرجعية في حياة كل فرد مفكر منا، وأن يقف في مكان محدد، ولكن الأمر الهام بالطبع هو أن تضع قدميك في المكان المناسب.
ولإنه لا يوجد ما يمكن اعتباره برهانا لإثبات برهان لإثبات برهان.. الخ، حتى يجد أحدنا أخيرا المكان المناسب ليضع قدميه عليه ويتخذ له موقفا، فإن علينا أن نبحث عن المكان المناسب لذلك، وسيكون البحث باستخدام منهجية أحاول أن أوضحها هنا.
إن الأمر يتعلق بإيجاد نقطة التقاء، فإذا كنا نبحث عن الحقيقة في أماكن متعددة فإن نجاحنا في اكتشاف الحقيقة سوف يتحقق عندما تنتهي بنا كل الطرق المختلفة إلى النقطة نفسها.
فإذا كنا نتفحص كتابا لنبحث عن دليل على مصدره الإلهي، ثم نجد أنفسنا نتجه إلى الإسلام، فهذا طريق واحد. أما إذا كنا نتفحص في نفس الوقت ما قاله الأنبياء ثم نجد مرة أخرى أننا نتجه إلى الإسلام، فهذا طريق ثان، ولهذا فإننا نجد أنفسنا أخيرا على أرضية صلبة للإيمان، فقد بدأنا بالبحث عن الحقيقة في مكانين مختلفين ووجدنا أنفسنا متجهين إلى نفس النقطة.
لا أحد على الإطلاق بإمكانه إثبات كل شيء.. علينا أن نقف عند نقطة معينة ولدينا شعور بالاكتفاء بمعاييرنا كما أشرت سابقا. لكن المهم هو أننا لكي نتأكد أن موقفنا هو الموقف الصحيح علينا أن نتفحص كل الأدلة من حولنا ونرى إلى أين تتجه بنا ونتطلع إلى نقطة الالتقاء تلك، بحيث تشير كل الأشياء إلى تلك النقطة. ثم نذهب إلى تلك النقطة وننظر في كل المعطيات التي حولنا لنتأكد أنها ثابتة فعلا، وأننا بالتالي نقف في المكان المناسب.
مصدر القرآن
إن من المثير حقا أن القرآن يردّ كثيرا على منتقديه حول موضوع مصدره. أي أنه لم يأت أحد حتى الآن بادعاء حول مصدر القرآن إلا ويجد الرد في القرآن نفسه.
تحت كلمة (Quran) تشير الموسوعة الكاثوليكية الجديدة (The New Catholic Encyclopedia) إلى وجود نظريات كثيرة عبر القرون حول المصدر الذي أتى منه القرآن. ثم تقول: “لا يوجد شخص مدرك اليوم يستطيع أن يقبل أيا من هذه النظريات”. وهذا طبعا يترك النصراني في موقف لا يخلو من الصعوبة؛ فكل النظريات المطروحة إلى الآن، حسب هذه الموسوعة، غير مقبولة لدى الشخص الواعي المدرك. فكلها إذن نظريات غير واقعية، فمن أين أتى هذا الكتاب إذن؟
إن أولئك الذين لا يتفحصون القرآن يصرفون النظر عنه عادة باعتباره- في رأيهم- مجموعة من الحكم والأمثال والأقوال المأثورة قالها رجل في أوقات متفرقة فسارع من حوله بتدوينها ثم جمعت فصارت كتابا اسمه “القرآن”. أما أولئك الذين يقرأون القرآن بعناية فسيجدونه شيئا آخر. إن مجموع الأقوال التي قالها الرسول صلى الله عليه وسلم هي ما يعرف بالحديث. وهناك فرق واضح بين نصوص الحديث والنص القرآني.
ولهذا السبب فإن من قرأ القرآن من أولئك النقاد المتعجلين قال إنه عمل تأليفي قام به محمد (صلى الله عليه وسلم) ومعاونوه، وهم أناس يفترض أنهم جلسوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم وقاموا بتأليف القرآن؛ فيعتقدون أن “لجنة” قامت بتأليف القرآن.
إنهم يعترفون بأن هناك معلومات غزيرة تمت صياغتها بأسلوب دقيق بحيث يصعب على رجل واحد أن يقوم بتجميعها. أي أن أعضاء تلك تلك اللجنة كانوا يجتمعون دوريا ويحضرون معهم مصادر المعلومات المختلفة لديهم، ويكتبون شيئا يجمعون عليه ثم يناولونها لذلك الرجل قائلين: “اذهب إلى الناس غدا، فهذا وحيك جاهز!” بمعنى آخر، إنه تلاعب باطل مدبر من مجموعة أشخاص. ولكن مالذي يقوله القرآن عن الباطل؟:
(قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ). سورة سبأ الآية 49.
فالآية تقول إن الباطل لا يمكن أن يصير مصدرا لأي شيء! فأي حق جديد لا يمكن أن يأتي من مصدر باطل، والباطل لا يعيد الحقائق إلى أذهاننا. فالحق يتفق مع الحقيقة، وأما الباطل فهو شيء آخر، وهو فارغ بلا محتوى، وإذا كان هناك ما ينتج عن الباطل فلن يكون معلومة جديدة نستفيد منها وهي لن تستمر بالتأكيد، وإنما ستسقط مع مرور الوقت.
الكون المتمدد
لنقم بالمزيد من التأمل في القرآن الكريم..
يقول القرآن:
(وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ). سورة الذاريات الآية 47.
لقد ذكرت سابقا نظرية الانفجار العظيم، وهذا الأمر يتعلق بنشوء الكون من ذلك الانفجار العظيم. وفي عام 1973 منحت جائزة نوبل لثلاثة علماء أكدوا أن الكون يتسع بصورة مستمرة.
إن تعليقات المسلمين في تفسير آيات القرآن عبر القرون حول هذه الآية لطيفة للغاية.. فأحكمهم قال أن تلك الكلمات تتحدث عن توسع السماوات. لكنهم على كل حال لم يتخيلوا كيف يتم ذلك، وإنما كان تعليقهم على الكيفية غالبا هو “الله أعلم”.
المادة الأصغر
هناك كلمة عربية هي “ذرة”. وهي عادة تترجم للإنجليزية على أنها أصغر جزء من المادة (atom). وهي بالعربية تستخدم لتعبر عن أصغر مادة موجودة في وقت ما. وربما اعتقد العرب أن المقصود بها “النملة” أو “ذرة الغبار”. أما اليوم فإنها تعني أصغر جسيم يحمل خصائص المادة.
ويقول أولئك الذين يحاربون القرآن أن “الذرة” ليست أصغر جزء من المادة، فهناك اكتشافات في هذا القرن تقول إن “الذرة” نفسها تحوي جسيمات أصغر منها. فهل هذا يتفق مع ما ورد في القرآن؟ حسنا.. هناك آية في القرآن تتحدث عن أجسام في حجم الذرة أو أصغر.. تقول الآية: (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ). سورة يونس الآية 61.
ولهذا فلا يستطيع أحد أن يقول إن اكتشافا جديدا تجاوز النص القرآني في تحديد أصغر جزء من المادة، فالآية تتكلم عن مادة في حجم الذرة أو أصغر.