اخبار ليل ونهار. بالفيديو.. تصاعد انتشار الاسلام في اليابان. يتصاعد يوما بعد يوما انتشار الاسلام في دولة اليابان، وهي الدولة التي لايؤمن اغلب شعبها بالديانات السماوية، حيث ان الغالبية العظمى من الشعب الياباني البالغ حوالي 130 مليون يعتنق ما يعرف بالشنتو والبوذية، وللإسلام في اليابان تاريخ طويل حيث انتشر الإسلام في اليابان عن طريق التجار الصينيين، ويبلغ عدد المسلمين في اليابان حوالي ربع مليون مسلم.
ومع ازدياد اعتناق اليابانيين للاسلام، بدأت السلطات اليابانية مؤخرا في إعداد غرف جاهزة للصلاة في الاماكن الحيوية مثل الجامعات والمؤسسات والشركات والطرق السريعة، مع وضع بوصلة لتحديد اتجاة القبلة، وهو الامر الذي قبول باعجاب شديد من جانب المسلمين في العالم اجمع.
كما تنتشر في كافة أنحاء اليابان العديد من المساجد والمصليات، بشكل يجعل العثور على مكان للصلاة ليس بالأمر الصعب كما كان في الماضي، حيث انشأت تركيا العديد من المساجد في اليابان.
كما تنتشر العديد من غرف الصلاة في المجمعات التجارية الكبيرة سواء بالعاصمة طوكيو أو المدن الكبرى مثل أوساكا والمدن السياحية مثل مدينة كيوتو الشهيرة.
ومع زيادة حركة السياحة لليابان من دول جنوب شرق آسيا ذات الغالبية المسلمة بفضل تخفيف إجراءات منح التأشيرة قد ساهمت بشكل أو بآخر في زيادة الأماكن المخصصة للعبادة، مما دفع اليابان لتوفير أماكن مخصصة للصلاة والعبادة في مطاراتها الرئيسية في طوكيو، وأوساكا.
كما تقوم اليابان حاليا بزيادة عدد أماكن العبادة للزوار المسلمين مع انعقاد الألعاب الأولمبية الصيفية 2020 في طوكيو، حيث سيكون هناك آلاف الزوار من كافة أنحاء العالم.
من جانب اخر، ومع زيادة اعداد المسلمين في اليابان، بدأت المطاعم اليابانية في اعداد وجبات الطعام الحلال، الذي لا يحتوي على اي مكونات محرمة شرعا، مثل لحوم ودهون الخنازير والخمور.
قصة اعتناق فتاة يابانية للاسلام:
تحكي احدى الفتيات في اليابان عن قصة اعتناقها الاسلام، الفتاة اليابانية ريزا، تكشف انها اعتنقت الدين الإسلامي بسبب حُسن أخلاق من تعاملت معهم من المسلمين، حيث تعرفت الفتاة اليابانية ريزا على الاسلام اثناء زيارتها الى ماليزيا، واقامتها عند احدى العائلات المسلمة.
وتقول الفتاة اليابانية ريزا، ان اغلب المسلمين يتميزون بالطيبة والصدق والامانة والاخلاق العالية، وانها اقتنعت ان الاسلام هو الدين الوحيد الانسب والاصلح للحياة في كل زمان ومكان.
واضافت ريزا انها حريصة على ارتداء الحجاب والملابس الاسلامية المحتشمة، بالرغم من البعض ينظر اليها بغرابة، على اعتبار ان الحجاب ليس منتشرا في شوارع ووسائل المواصلات في اليابان، ورغم ذلك فهي حريصة على ارتداء الحجاب الاسلامي، وفي ذلك عبرة للفتيات المسلمات، حيث قد نرى بعض الفتيات يرتدين الملابس الضيقة بالرغم من وجود الحجاب، او ترى بعض الفتيات يضعن المساحيق ويُظهرن بعض خصلات الشعر بالرغم ايضا من وجود الحجاب.
وتؤكد ريزا انها تصوم شهر رمضان المعظم، وان اسلامها لم يمنعها من مواصلة حياتها واعمالها بشكل طبيعي، حيث انها تعمل ضمن مشروع انشاء مدرسة يابانية دولية متخصصة في العلوم.
وتتناول الفتاة ريزا افطارها في رمضان، في المسجد التركي في طوكيو، حيث يتم تنظيم موائد افطار جماعي للمسلمين، يعقبها اداء صلاة العشاء والتراويح.
قصة اعتناق شاب ياباني للاسلام:
احمد ماينو، شاب ياباني، يعمل في شركة يابانية للنفط، يعيش مع زوجته وابناءه الخمسة بالقرب من طوكيو، قرر اعتناق الاسلام، بل واصبح من الدعاة الى الاسلام في اليابان، وهو حريص على اداء الصلوات الخمس في مواقيتها بدقة، ويحرص على الصلاة مع ابناءه داخل البيت، لتعليم اولاده الصلاة والحرص عليها، وفي ذلك عبرة لبعض المسلمين ممن يستهون بأمر الصلاة ويتكاسل عنها او يقوم بتأخيرها عن مواعيدها.
ويقول الشاب الياباني المسلم، ان الاسلام اضاف لهم الكثير من السعادة والاستمتاع بالحياة، والابتعاد عن المشاكل والازمات النفسية، التي قد تنشأ بسبب الابتعاد عن الله عز وجل، وتعاليم الاسلام.
ويحرص الشاب احمد ماينو على الصوم في شهر رمضان المعظم، مع عائلته، ويقول انه حريص على اتباع السنة النبوية الشريفة، حيث يبدأ الافطار بتناول بعض الماء والتمور، ثم اداء صلاة المغرب، ثم تناول وجبة الافطار الرئيسية، وغالبا تكون وجبة السوشي الشهيرة في اليابان، وهي عبارة عن شرائح سمك مع الخضروات والارز.
مسجد طوكيو منارة الإسلام التي تضيء اليابان:
هناك عدد كبير من المساجد الكبيرة والصغيرة في اليابان يصل عددها إلى حوالي ٨٠ مسجداً. يتربع جامع طوكيو على عرش هذه المساجد من حيث التصميم والمساحة حيث يتسع إلى ما يقرب من١٢٠٠ مصلي.
يقع جامع طوكيو في وسط منطقة سكنية هادئة بالعاصمة اليابانية طوكيو. وقد أقيم الجامع على الطراز العثماني القديم حيث يتشابه في التصميم مع الجامع الأزرق (جامع السلطان أحمد) في اسطنبول وكذلك جامع محمد علي بمصر، وقد تحول هذا الجامع إلى تحفة فنية يزوره الكثير من اليابانيين للاطلاع على الطراز المعماري العثماني والتعرف عن قرب على الإسلام والمسلمين.
وشارك في بناء المسجد عدد كبير من المهندسين والعمال الأتراك، والذين تم إرسالهم خصيصاً من تركيا لإنجاز هذا الصرح المميز، حيث جلبوا معهم الكثير من مواد البناء والمفروشات.
واستغرقت عملية البناء سنة واحدة، وقد تم افتتاح المسجد عام 2000، وقد تم بناء المسجد في الطابق الأعلى والمركز الثقافي الاسلامي في الطابق الأرضي.
ويستخدم إمام المسجد جهاز الأيباد خلال إلقاءه لخطبة الجمعة.
تاريخ الاسلام في اليابان:
كانت معرفة اليابانيين عن الإسلام في الماضي قليلة للغاية، فقد اقتصرت معلوماتهم على الترجمات القادمة من الكتب الصينية وغيرها من الكتب الأوروبية. ولم يحدث أي اتصال مباشر بين اليابان والبلاد الإسلامية حتى عام ١٨٩٠ حينما رست إحدى السفن التركية على أحد شواطئ اليابان لاداء التحية العسكرية للأمير أكيهيتو الذي قام بزيارة الأستانة (إسطنبول حاليا) في وقت سابق، ولكن السفينة تحطمت في طريق العودة، ومات معظم طاقمها، فأرسلت اليابان إحدى سفنها التي حملت الناجين من الباخرة التركية إلى الأستانة وكان هذا أول اتصال رسمي بين الإسلام واليابان.
وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى، افتتح اليابانيون مفوضية بالأستانة وبدأ اتصالهم بالعالم الإسلامي، وبعد اندلاع الحرب اليابانية الروسية في مستهل القرن العشرين زاد احتكاك اليابان بالعالم الإسلامي، حيث لجأ إلى اليابان العديد من المسلمين المُبعدين من روسيا وقد قام هؤلاء بعد ذلك بنشر تعاليم الإسلام في موطنهم الجديد حيث أسلم على أيديهم العديد من اليابانيين.
وفي عام ١٩٢١ شهدت اليابان وصول مئات المسلمين من تركستان حيث ساهموا في تأسيس أول مسجد في طوكيو عام ١٩٣٥. وقد ازدهر انتشار الإسلام بين اليابانيين في أعقاب الحرب العالمية الثانية، حيث اعتنق الإسلام بعض الجنود اليابانيين قبل عودتهم من البلاد الإسلامية في جنوب شرقي آسيا.
وقد اهتم السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بنشر الإسلام في اليابان، وأرسل مبعوثيه لليابان، كما تعاطفت الدولة العثمانية مع الانتصارات اليابانية على روسيا عام 1905، وهو ما ساهم في إقامة أول مسجد في مدينة اوساكا للمسلمين الروس الذين أسرتهم اليابان في تلك الحرب.