ماذا يحدث في غزة هذه الايام، هو من الامور العجيبة والغريبة حقا، مشاهد من الصعب تصديقها، في مدينة تعاني من آثار حروب عدوانية من دولة الاحتلال باحدث الاسلحة الامريكية، كما تعاني من اثار حصار خانق منذ سنوات.
مشاهد عجيبة تدعو للتعجب في غزة، بالرغم من آلة الحرب الاسرائيلية المدمرة، التي تدمر كل مظاهر الحياة، حيث لا يوجد مبنى آمن من القصف بالصواريخ، حتى المساجد والمستشفيات والمدارس والمنازل والابراج، لكن مع كل هذا، نرى العجب العجاب، ولا نملك في النهاية الا ان نقول: سبحان الله القادر المقتدر.
وتأتي هذه المشاهد في غزة تأكيدا وتحقيقا، لما جاء في آيات القرآن الكريم، قال الله تعالى: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
كما يقول الله في كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
دعونا الان نشاهد عددا من هذه المشاهد العجيبة في غزة الحرة، التي اثارت اعجاب الملايين حول العالم:
التسبيح والحمد.. سلاح طفلة فلسطينية في مواجهة القصف الإسرائيلي على غزة:
لجأت طفلة فلسطينية الى ذكر الله تعالى لمواجهة الصواريخ على غزة.
وتظهر طفلة دون الخامسة من العمر وهي تردد: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)، بشكل دائم، وذلك مع أصوات الانفجارات التي تخترق سكون الليل جراء القصف الإسرائيلي العنيف لقطاع غزة.
وعلى العكس من ذلك، يعالج الان الالاف من الإسرائيليين من نوبات الهلع والفزع بسبب صواريخ المقاومة الفلسطينية، حيث كشفت الصحافة العبرية عن تلقي عشرات الآلاف من الإسرائيليين العلاج النفسي، وطلب المساعدة النفسية بسبب الحرب على قطاع غزة الأخيرة.
وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، بأن آلاف الإسرائيليين توجهوا إلى مكاتب الرعاية الاجتماعية في بلادهم طلبا للمساعدة النفسية، منذ بداية الحرب مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وأكدت أن حالة التوتر والضغط العصبي والنفسي لدى الإسرائيليين خلال أيام الحرب الأخيرة على قطاع غزة، والتي امدت لـ11 يوما كاملة، تحولت إلى أزمة نفسية صعبة لدى كثير منهم، ما تسبب في ارتفاع عدد الحالات التي توجهت إلى طلب المساعدة المختلفة.
وأوضحت الصحيفة أن جمعية “عيران” الإسرائيلية الخاصة بالشؤون الاجتماعية، قد تلقت نحو 10 آلاف طلب للحصول على علاج نفسي، منذ بداية الحرب مع غزة، حيث تتعاطى مع 30% من حالات القلق، و20% حالات ضيق نفسي حاد، و20% حالات تتعلق بالعلاقات العائلية والأسرية، و30% حالات الشعور بالوحدة.
قصص ثبات عجيبة في غزة:
يحكي احد النشطاء المشهورين في غزة، الناشط جهاد حِلِّس يحكي قائلا:
كنت في زيارة لأحد المصابين الذين خرجوا من تحت الأنقاض، والذين تم انتشالهم من بين ركام القصف بعد أكثر من اثنتي عشرة ساعة من القصف !!
سألته ماذا حدث ؟!
قال لي: كنت نائما أنا وأسرتي، فإذا بصوت قصفٍ شديدٍ حولنا يوقظنا، وما هي إلا لحظات، وفجأة ارتجَّ المكان بنا، وتحطم كل شيء حولنا، وانهار سقف البيت فوقنا، وغطى الغبار كل مكان، ظننتها القيامة قد قامت، وغبت عن الوعي لا أعلم بعدها شيئا !!
حين أفقت من الصدمة، وجدت نفسي تحت ركام القصف عالقا، كأني في قبر مظلم، بالكاد ألتقط أنفاسي، وكأني أنتزعها من قبضة أسد!
ظللت على هذه الحال مدة لا أستطيع حولا ولا قوة !! صرخت حتى ذهب صوتي، لعل أحدا ينقذني، ولكن دون جدوى فلا أحد يسمعني!
كان الموت يزورني في كل ثانية، بل كان جالسا بجانبي لا يفارقني، وذقت من سكراته ما الله به عليم، حتى استرجعت روحي، واستجمعت قواي، وظللت أدعو الله!
ثم تذكرت حديث الصخرة التي أُغلقت على الثلاثة نفر حين دعا كل واحد منهم بأرجى عمل عمله، ففرج الله عنهم، وأزاح تلك الصخرة، وخرجوا سالمين، فاستبشرت بهذا الحديث خيرا، وأعطاني دفعة قوية لأتشبث بالحياة أكثر، ولا أفقد الأمل!
فجعلت أقول: يارب إنك كنت تعلم أني لم أوذي أحدا، ولم أظلم أحدا، وكان قلبي سليما لكل المسلمين! اللهم إن كنت تعلم أني كذلك، فالطف بي، وفرج عني ما أنا فيه!
ثم سرعان ما بدأت أسمع جلبةً وضجيجا، فصرخت حتى وصل رجال الدفاع المدني إلي، وأزالوا الركام عني!
وأخرجوني، وأنا أبكي وأقول; الحمد لك يا عظيم، الحمد لك يا كريم، الحمد لك يارب!
المؤلم في القصة، أنه حين أفاق من هول الصدمة، وسأل عن أسرته، تفاجأ أن هناك 22 فردا منهم قضوا نحبهم، وارتقوا إلى العلا بفعل القصف الغادر على شارع الوحدة، منهم زوجته وأولاده وإخوانه وأولاد إخوانه!
فكان جوابه حين علم بمصابه: الحمد لله، لله ما أخذ ولله ما أعطى!
خرجت من عنده ودموعي تسيل على خدي متعجبا من شدة صبره وتجلده، خرجت وأنا أقول: يا من ثبته ثبتنا، ويا من ربطت على قلبه اربط على قلوبنا، واقبضنا وأنت راضٍ عنا ولا تفتنا!
محلل إسرائيلي: السنوار يحتفل بالنصر في شوارع غزة واسرائيل تعيش في العار
لم يكن الظهور العلني لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة يحيى السنوار عدة مرات خلال الايام القليلة الماضية، “عبثيا”، فالرجل -الذي تضعه إسرائيل مع رئيس أركان كتائب عز الدين القسام محمد الضيف كهدفين رئيسيين- بعث برسالة تحدٍ لافتة لإسرائيل، ورسائل أخرى في كل الاتجاهات.
وكان جيش الاحتلال قد هدد بعد وقت قليل من إعلان وقف إطلاق النار بأنه لا “حصانة” للسنوار والضيف إذا ظهرا علانية”، فلم يتأخر رد السنوار كثيرا ومنحه 60 دقيقة لاتخاذ قراره وإرسال “طائرة الاغتيال”.
وقال السنوار، إنه يفضل الموت شهيدا بصاروخ طائرة “إف-16” على الموت بكورونا أو في حادث طريق.