فضل (سبحان الله وبحمده) الذي لم تكن تتوقعه!

ذكرُ الله تعالى من العبادات اليسيرة ذاتِ الأجر العظيم، والمُتتبِّعُ لفضل الأذكار الشرعية يجدُ فيها نجاته، ويلتمسُ فيها حياتَه، وهي الحياة الحقيقيَّة التي سيعيشُها المسلم في الدار الآخرة.

بفضل الله تعالى يستطيع المسلم أن يملك جبالًا من الذهب؛ لكي ينفقَها في سبيل الله تعالى، عندما يستشعرُ نعمةَ اللسان، ويتبيَّن فضلَ ذكر الله تعالى، ويُدرِكُ عظيمَ الأجر، فلا ينازعُه في تملُّك هذا الفضل عارضٌ من مشاغل الدنيا.

فضل (سبحان الله وبحمده) الذي لم تكن تتوقعه!

عن أبي أُمامة الباهليِّ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن هالَه الليلُ أن يكابدَه، أو بخِلَ بالمالِ أن يُنفِقَه، أو جَبُنَ عن العدوِّ أن يقاتلَه، فلْيُكثِر من (سبحان اللهِ وبحمدِه)؛ فإنها أحبُّ إلى اللهِ من جبلِ ذهبٍ ينفقُه في سبيل اللهِ عز وجل» (صححه الألباني).

هذا حديث عظيم، به أجرٌ كبير، ويتبيَّن من الحديث الشريف فضلُ قولِ: “سبحان الله وبحمده” والإكثار منه، وأن هذا العملَ أحبُّ إلى الله سبحانه من إنفاق جبلٍ من الذهب في سبيل الله تعالى، فمن يَملِكُ جبلًا من الذهب؟!

والاكثار من قول: “سبحان الله وبحمده” لها عاقبةٌ قيمة في الدنيا والآخرة؛ فعن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «وآمرُكما بـ(سبحان اللهِ وبحمده)؛ فإنها صلاةُ كلِّ شيءٍ، وبها يُرزَقُ كلُّ شيءٍ» (صححه الألباني).

وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن قال حينَ يُصبِحُ وحين يمسي: سبحانَ الله وبحمده، مائةَ مرة، لم يأتِ أحدٌ يومَ القيامة بأفضلَ مما جاء به، إلا أحدٌ قال مثلَ ما قال، أو زاد عليه» (مسلم).

من اليسيرِ على مَن يسَّر الله تعالى عليه الإكثارُ من قول: “سبحانَ الله وبحمدِه”، وكثير من الأوقات الضائعة لا يُدرِكُ المرءُ أنه قد يتحسَّر على إهدارِ قِيمتِها، فعندَ السير في الطُّرُقات لا تجعلْ لسانَك يتوقَّفُ عن ذكر الله تعالى، وقُمْ بمراقبةِ النفس في هذا الأمر، وتشجيعِها، وحثِّها، وفي وسائل المواصلات احرصْ على ذكر الله تعالى، وفي منزلِك قُمْ بتبليغ هذا الفضل لأهلك جميعًا، وثابِرْ على تعليم أبنائك هذا الفضلَ، وقُمْ بترغيبهم بالحلوى ووسائل التشجيع والتحفيز، وتواصَ معهم بالخيرِ كلَّ يوم، وبإمكانِ الآباء استثمارُ هذا الأمر؛ بجعل ذكر الله تعالى ملازمًا للأطفال منذ صغرهم؛ لكي يصبوا إليه، ويسارعوا إليه، وأَخْبِرْ طفلَك اليومَ وكلَّ يوم: كم جبلًا من الذهب أنفقتَه في سبيل الله تعالى اليوم؟

نسأل الله تعالى أن يجعلَنا من الذاكرين الشاكرين، والحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اتَّبعه بإحسان إلى يوم الدين.