مشاهد خيالية لانتشار الاسلام في اكثر دول العالم برودة وجليدا، من كان يصدق رؤية هذه المشاهد العجيبة في هذه البلاد المتجمدة؟!
يأتي ذلك مع نشر العديد من الابحاث والتقارير التي تفيد ان الاسلام هو اكثر الاديان انتشارا، بالتزامن مع التمسك بتعاليم الاسلام حتى في حالة الغنى والثراء، عكس باقي الديانات الاخرى، حيث يشهد العالم انخفاض نسبة التدين في المجتمعات المسيحية واليهودية، مع عدم التمسك بتعاليم الاديان في حالة الثراء والغنى.
وفي تقرير نشرته مجلة “فورين أفيرز” الأميركية، يقول الكاتب رونالد إنغلهارت إنه أجرى قبل 12 عاما هو وزميلته بيبا نوريس تحليلا لبيانات متعلقة بالاتجاهات الدينية في 49 دولة، وذلك في الفترة الممتدة بين عامي 1981 و2007، ولم تكشف هذه البيانات عن عزوف عالمي عن الدين على الرغم من الادعاءات التي تفيد بأن معظم البلدان ذات الدخل المرتفع أصبحت أقل تدينا.
في المقابل، توصل التحليل إلى أن الناس في 33 من أصل 49 دولة أصبحوا أكثر تدينا خلال تلك الأعوام.
وأوضحت النتائج التي توصل إليها التحليل أن التحول الصناعي وانتشار المعرفة العلمية لم يتسببا في اختفاء الدين كما افترض بعض العلماء ذات مرة، لكن منذ عام 2007 تغيرت الأمور بسرعة مذهلة.
فمنذ عام 2007 إلى عام 2019 تقريبا أصبحت الأغلبية العظمى من البلدان موضع الدراسة أقل تدينا، ولم يقتصر ضعف إيمان الناس في المعتقدات الدينية على البلدان ذات الدخل المرتفع فقط، حيث إنه ظهر في معظم أنحاء العالم.
وأشار الكاتب إلى أن أعدادا متزايدة من الناس لم تعد تجد الدين مصدرا ضروريا للحصول على الدعم النفسي وإدراك المعنى من حياتهم.
وأصبحت المجتمعات الحديثة أقل تدينا جزئيا، وعلى الرغم من أن بعض المحافظين الدينيين يحذرون من أن الابتعاد عن الدين سيؤدي إلى انهيار التماسك الاجتماعي والأخلاق العامة فإن الأدلة لا تدعم هذا الادعاء.
وعلى الرغم من أنه قد يبدو غير متوقع فإن البلدان الأقل تدينا تميل في الواقع إلى أن تكون أقل فسادا، وتتميز بمعدلات جريمة أقل من الدول الأكثر تدينا.
بالفيديو.. الاسلام يصل القطب الشمالي واكثر بلاد العالم ثلوجا
وغني عن القول إن الدين بحد ذاته لا يشجع على الفساد والجريمة، لكن هذه الظاهرة تعكس حقيقة أنه مع تطور المجتمعات يصبح البقاء على قيد الحياة أكثر ضمانا، حيث يرتفع متوسط العمر المتوقع وتنخفض معدلات القتل وغيره من أشكال العنف، ومع ارتفاع هذا المستوى من الأمن يميل الناس إلى أن يصبحوا أقل تدينا.
هذا التطور انتشر إلى بقية العالم مع استثناء واحد رئيسي، فسكان البلدان الـ18 ذات الأغلبية المسلمة والتي تتوفر عنها بيانات في رابطة مسح القيم العالمية ظلوا أقل بكثير من نقطة التحول، وظلوا متدينين بشدة وملتزمين بالحفاظ على الأعراف التقليدية المتعلقة بالجنس والخصوبة، وحتى في حالة السيطرة على التنمية الاقتصادية تميل البلدان ذات الأغلبية المسلمة إلى أن تكون نوعا ما أكثر تدينا وتحفظا ثقافيا من المتوسط.
وفي وقت سابق، أظهرت دراسة عام 2017 أن الإسلام هو الدين الأسرع نموا في العالم، وتشير التوقعات الدينية لعام 2050 من قبل مركز “بيو” للأبحاث (Pew Research Center) إلى أنه يُتوقع أن ينمو عدد المسلمين في العالم بمعدل أسرع من السكان المسيحيين بسبب صغر سنهم وارتفاع معدل الخصوبة لديهم، وفي المقابل ليس للتحول الديني تأثير كبير على السكان المسلمين كما يظهر الاستطلاع.
وعلى الرغم من أن الإسلام بدأ في الجزيرة العربية فإنه بحلول العام 2002 كان 80% من المسلمين يعيشون خارج العالم العربي.
وأوضحت الدراسة أن الفضائح الجنسية المروعة التي شهدتها بعض الكنائس لعبت دورا كبيرا في تراجع مكانة الدين ورجال الدين المسيحي في اوروبا وامريكا، خاصة مع كشف العديد من فضائح استغلال الاطفال جنسيا داخل الكنائس.
فضائح التحرش بالأطفال تلاحق الرهبان
تعاني المجتمعات الكاثوليكية منذ عقود من اتهامات بحق عشرات آلاف الأطفال في مناطق واسعة من العالم، من تشيلي في القارة اللاتينية الجنوبية حتى أستراليا في أقصى الشرق.
ونشرت منظمة الأمم المتحدة عام 2014 تقريرا حول حالات التحرش الجنسي بالأطفال في الكنيسة الكاثوليكية.
وجاء في التقرير أن الفاتيكان يتستر على قضايا التحرش الجنسي في الكنائس الكاثوليكية في الكثير من الدول حول العالم.
وأعلن البابا العام الماضي عن متابعة الفاتيكان نحو 2000 قضية تحرش جنسي بالأطفال، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هذه القضايا تسير بشكل بطيء.
وقد كشف رئيس لجنة مستقلة، تحقق في انتهاكات جنسية بالكنيسة الكاثوليكية في فرنسا إن 216 ألف طفل تعرضوا لاعتداءات جنسية من قبل القساوسة ورجال الدين منذ عام 1950.
وأضاف جان مارك سوفيه إن العدد قد يرتفع إلى 330 ألفاً، إذا ما أدرجت الإساءات من قبل أعضاء الكنيسة والعاملين فيها من خارج الإكليروس.
وأوضح في تصريح سابق لوكالة فرانس برس للأنباء، أن الآلاف ممن عملوا بالمؤسسة الدينية اعتدوا على أطفال.
وقال إن اللجنة اكتشفت أدلة على أن ما بين 2900 و3200 قسيس أو عضو في الكنيسة اقترفوا اعتداءات جنسية، من إجمالي 115 ألف كاهن ورجل دين، “على أقل تقدير”.