خطيب الجمعة: هذا ما فعله فيروس كورونا اصغر جند من جنود الله

اخبار ليل ونهار. خطيب الجمعة: هذا ما فعله فيروس كورونا اصغر جند من جنود الله. قال خطيب الجمعة في احد المساجد المصرية، ان فيروس كورونا هو جند من جنود الله تعالى، يرسله على من يشاء من عباده، وان هذا الفيروس رغم صغره الشديد، فهو تسبب في فزع وهلع العالم اجمع بكل ما يملك من اسلحة نووية وترسانة اسلحة كيميائية.

قبل أيام قليلة خرج بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني إلى شعبه ليطلب منهم، في خطاب أقل ما يقال عنه أنه “الأكثر رعبًا” إلى الآن، أن يتجهزوا لانتشار الوباء، فالأرقام تشير إلى أنه لن يتوقف عن المضي قدمًا في إصابة المزيد منهم، موضحًا أنه ليس كالإنفلوانزا بل هو أخطر تحدي يمكن لجيل ما أن يواجهه، ثم ألقى بقنبلة هائلة على الطاولة حينما أضاف: “الكثير من العائلات، الكثير جدًا من العائلات، ستفقد أحباءها قبل الموعد”.

خطيب الجمعة: هذا ما فعله فيروس كورونا اصغر جند من جنود الله
خطيب الجمعة: هذا ما فعله فيروس كورونا اصغر جند من جنود الله

 

الوضع في العالم كله ليس ببعيد، ترامب يخرج من المكتب البيضاوي، في مبادرة نادرة، ليقول فيما يشبه خطاب الحرب أنه عليهم أن يتحدوا معًا للمواجهة. ماكرون يتسبب في المزيد من الهلع، أنجيلا ميركل تقول صراحة إن 60-70% من الشعب الألماني سيصابون بالمرض. رئيسة وزراء النرويج تعلن أن الخَطْب جلل ولابد من غلق البلاد بالكامل، أرفف الأسواق في أوروبا كلها تقريبا فارغة، الشوارع تتجهز لأجواء مماثلة، ولا أحد يعلم ما الذي يجب أن يفعله.

سياسة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في التعامل مع الوباء:

شغل الإنسانية كلها في هذه الأيام، ما يدور من أخبار عن الوباء العالمي الذي يزداد انتشاراً يوماً بعد يوم، والمسمى بفيروس كورونا، وقد تسبب هذا الوباء بعدد كبير من الوفيات خصوصاً في البلدان التي استفحل فيها خطره. ولما كان هذا النوع من الأوبئة من قضاء الله وقدره، فإننا كمؤمنين مطالبون بالعمل على الوقاية من هذا البلاء ودرء أسبابه، وذلك بعد التوكل على الله والتسليم بقضائه وقدره.

وفي سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه من فقه التعامل مع الأوبئة ما ينفعنا في هذا الأمر، وذلك أنه في العام الثامن عشر من الهجرة وقع شيءٌ فظيعٌ مروِّعٌ، وهو ما تذكره المصادر باسم (طاعون عِمَواس) وقد سمِّي بطاعون عِمَواس نسبة إِلى بلدةٍ صغيرة، يقال لها: عِمَواس، وهي: بين القدس، والرَّملة؛ لأنَّها كانت أول ما نجم الدَّاء بها، ثمَّ انتشر في الشَّام منها، فنسب إِليها، وأفضل من ذكر صفة هذا الدَّاء ابن حجر حيث قال بعد أن ذكر الأقوال في الطاعون: فهذا ما بلغنا من كلام أهل اللُّغة، وأهل الفقه، والأطباء في تعريفه، والحاصل: أنَّ حقيقته ورمٌ ينشأ عن هيجان الدَّم، أو انصباب الدَّم إِلى عضوٍ فيفسده، وأنَّ غير ذلك من الأمراض العامَّة الناشئة عن فساد الهواء يسمّى طاعوناً بطريق المجاز، لاشتراكهما في عموم المرض به، أو كثرة الموت.

أودى هذا المرض الخبيث بحياة الكثير من الناس، وجلهم من كبار الفاتحين المسلمين، وقد كان تعامل عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع هذا البلاء في منتهى الحذر حيث لم يدخل هو ومن معه إلى الشام، كما حاول إخراج المعافين من أرض الوباء، وقام بتحمل المسؤولية كاملة بعد انجلاء هذا الوباء فرحل إلى الشام وأشرف على حل المشكلات وتصريف تبعات هذه الأزمة، كما كان مرجعه ودليله في كل ما فعله هو الشريعة الإسلامية وفقهها فاجتهد ونفذ، وأمر ووجه الولاة وفق ذلك، فأصبح بذلك مثالاً لكل الأمراء والحكام من بعده في كيفية مواجهة الأزمات وإدارتها. وهو في ذلك قدوة لمن أراد أن يتعامل مع الأمراض والأوبئة الخطيرة، فالابتعاد عن أماكن تفشي الوباء، ومحاولة تدارك انتشاره وتطويقه، هو من فقه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب في التعامل مع الأوبئة والأمراض.

والغرض من هذا التَّفريق بين الوباء والطَّاعون التَّدليل على صحَّة الحديث النَّبويِّ الَّذي يخبر: أنَّ الطاعون لا يدخل المدينة النَّبويَّة، أمَّا الوباء؛ فقد يدخلها، وقد دخلها في القرون الَّتي خلت وكان حصول الطَّاعون في ذلك الوقت بعد المعارك الطَّاحنة بين المسلمين، والروم، وكثرة القتلى، وتعفُّن الجو، وفساده بتلك الجثث أمراً طبيعياً، قدَّره الله لحكمةٍ أرادها.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فراراً منه»، وقد اختلف الصَّحابة في مفهوم النَّهي عن الخروج، والدُّخول، فمنهم من عمل به على ظاهره، ومنهم من تأوَّله، والَّذين تأوَّلوا النَّهي أباحوا خروج من وقع في أرضه الطَّاعون، وقد مرَّ علينا حرص الفاروق على إِخراج أبي عبيدة من الأرض الَّتي وقع فيها الطَّاعون إِلا أنَّ أبا عبيدة اعتذر ـ رضي الله عنه كما أنَّ الفاروق طلب من أبي عبيدة أن يرتحل بالمسلمين من الأرض الغمقة الَّتي تكثر فيها المياه، والمستنقعات إِلى أرضٍ نزهةٍ عالية، ففعل أبو عبيدة، وكانت كتابة عمر إِلى أبي عبيدة بعد أن التقيا في سَرْغٍ، وسمعا حديث عبد الرَّحمن بن عوف بالنَّهي عن الخروج، والقدوم إِلى أرض الوباء، ورجع عمر إِلى المدينة، ويظهر: أنَّ الوباء كان في بدايته، ولم يكن قد استشرى، واشتعل لهيبه، فلمَّا رجع عمر إِلى المدينة؛ وصلته أخبارٌ بكثرة الموت في هذا الطَّاعون.

ومفهوم عمر رضي الله عنه بجواز الخروج من أرض الطَّاعون نُقل أيضاً عن بعض الصَّحابة؛ الَّذين عاصروا أبا عبيدة في الشَّام، وعاشوا محنة المرض، كعمرو بن العاص، وأبي موسى الأشعريِّ رضي الله عنهم ـ والخلاف جارٍ في مسألة الخروج من أرض الطَّاعون، لا في الدُّخول إِلى أرض الطَّاعون. فبعضهم أباح الخروج على ألا يكون الخروج فراراً من قدر الله، والاعتقاد بأنَّ فراره هو الَّذي سلَّمه من الموت، أمَّا مَنْ خرج لحاجةٍ متمحِّضَةٍ، فهو جائزٌ، ومن خرج للتَّداوي فهو جائزٌ، فإِنَّ تَرْكَ الأرض الوبئة، والرَّحيل إِلى الأرض النَّزهة مندوبٌ إِليه، ومطلوبٌ.

وأمَّا تعليل أبي عبيدة رضي الله عنه بقاءه واعتذاره للفاروق عن الخروج، فراجعٌ إِلى أسبابٍ صحِّيَّةٍ، واجتماعيَّةٍ، وسياسيَّةٍ، وقياديَّةٍ ينظمها الدِّين في نظامه، وتعدُّ مثلاً أعلى للقيادة الأمينة، وأبو عبيدة أمين هذه الأمَّة، حيث قال معلِّلاً سبب ثباته: إِنِّي في جند المسلمين، ولا أجد بنفسي رغبة عنهم. وقد قال بعض العلماء في ذكر حكمة النَّهي عن الخروج فراراً من الطاعون: أنَّ النَّاس لو تواردوا على الخروج، لصار مَنْ عجز عنه بالمرض المذكور أو غيره ـ ضائع المصلحة، لفقد من يتعهَّده حيّاً وميتاً، ولو أنَّه شُرع الخروج، فخرج الأقوياء؛ لكان في ذلك كسر قلوب الضُّعفاء. وقد قالوا: إِنَّ حكمة الوعيد من الفرار من الزَّحف؛ لما فيه من كسر قلب مَنْ لم يفرَّ، وإدخال الرُّعب فيه بخذلانه.

والخلاصة: أنَّ البقاء رخصةٌ، والخروج رخصةٌ، فمن كان في الوباء، وأصيب، فلا فائدة من خروجه، وهو بخروجه ينقل المرض إِلى النَّاس الأصحَّاء، ومن لم يُصَبْ فإِنَّه يرخَّص له في الخروج من باب التَّداوي على ألا يخرج النَّاس جميعاً، فلا بدَّ أن يبقى من يعتني بالمرضى.

سلاح الأتراك في مواجهة كورونا:

منذ إعلان الحكومة التركية تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا مساء الأربعاء الماضي، جاءت نصيحة الأطباء باستخدام المعقمات والكحوليات بينها الكولونيا التي تزيد نسبة الكحول فيها على 70%، فعاد للكولونيا التركية مجدها، وباتت السلعة الأكثر رواجا ونفادا من الأسواق.

وبعد انتشار أخبار تفيد بنفاد الكولونيا من جميع الأسواق التركية، كواحدة من أكثر الأسلحة الفعالة وقليلة التكلفة في الوقاية من الفيروس المستجد، خاضت الجزيرة نت رحلة لاقتناء زجاجة كولونيا.

توجهنا إلى السوق الرئيسية بمنطقة “بشكتاش” في الجانب الأوروبي بمدينة إسطنبول، واتضح أن فيروس كورونا قد قضى بالفعل على زجاجات الكولونيا، وبات الرد الأشهر للعاملين في متاجر أدوات التجميل والعطور أن العثور على زجاجة “ربما يكون مستحيلا”.

وقالت “ميناس” إحدى العاملات في سلسلة محلات شهيرة لمنتجات التجميل في إسطنبول إن “الكولونيا نفدت من جميع الفروع، وحتى المخازن، وعرض المزيد من الزجاجات إن تمكنت الإدارة توفيرها، فلن يكون إلا بحلول الاثنين، أي بعد انتهاء عطلة نهاية الأسبوع”.

وأشارت إلى أن الزبائن يبحثون عن أي نوع وأي حجم في ظل الظروف الحالية، لافتة إلى أنه في السابق كان الذوق التركي يفضل “كولونيا البرتقال والليمون واليوسفي (ماندرين)”.