اخبار ليل ونهار. مفاجأة جديدة مرعبة تحدث في استراليا بعد تخلصهم من الابل والخيول. تعيش استراليا حاليا مجموعة من الاحداث المتتالية، التي لو وضعت في فيلم رعب، لكان اقوى افلام الرعب الحقيقية، ولحاز على جميع جوائر الاوسكار العالمية، فيلم رعب يتضمن كافة انواع الرعب التي لايمكن ان تتوقعها، او تتخليها.
وتأتي هذه الاحداث المرعبة التي سنراها بعد قليل، بعد ان قامت السلطات الأسترالية بقتل آلاف الجمال والخيول بزعم انها تستهلك الكثير من الماء، وتطلق غاز الميثان الذي يساهم في التغير المناخي، بالرغم من ان استراليا من اكثر الدول التي مازالت تستخدم الفحم في الانشطة الصناعية، مما يتسبب في تلوث الهواء والمياه والاضرار بالمناخ العالمي.
وقد تفرقت الإبل البرية أثناء هروبها وبحثها عن المياه بعد حرائق الغابات المدمرة التي أودت بحياة الملايين من الحيوانات، وأصبحت الجمال العطشى تقتحم المناطق السكنية بحثًا عن الماء وتجتاح البيوت للحصول على المياه من خلال مكيفات الهواء والمواسير.
وتستعين السلطات بمروحيات في عمليات قنص الجمال، وينفذ هذه العمليات مجموعة من القناصة، ويعيش في المنطقة التي يتم فيها عمليات قنص الإبل حوالي 2000 شخصا فقط، فيما يقدر عدد الجمال في أستراليا بحوالي مليون رأس.
وقد تسببت “مجزرة الإبل” في استراليا في موجة عارمة من الانتقادات الغاضبة التي رأت أن هذه الحيوانات لا ذنب لها في الحرائق والفيضانات او التغير المناخي، وألقت باللوم على الحكومة التي تسببت في تدمير البيئة والكائنات الحية، يقول الله تعالى في سورة الروم: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).
وحاليا وخلال هذه الايام تحدث عدة مفاجآت كبرى مخيفة في استراليا، تسببت في حالة خوف وفزع وهلع للمواطنين في استراليا، واعتبرها الكثيرين عقابا من الله تعالى لهم بسبب قتلهم الابل والخيول ظلما وعدوانا، في حين قال البعض ان ما تقوم به استراليا هو بدافع العنصرية والحقد على المسلمين والعرب، نظرا لما تمثله الخيول والابل من رمز هام للعرب، في حين لاتجرؤ استراليا على التخلص من الخنازير او الكلاب رغم الاضرار البيئية الخطيرة لهذه الحيوانات.
المفاجأة الاولى التي حدثت في استراليا، هي غزو أسراب ضخمة من الخفافيش لمناطق واسعة من أستراليا.
حيث اجتاحت مئات الآلاف من خفافيش الفاكهة الحدائق العامة في استراليا حتى أن أغصان الأشجار تتحطم من ثقل الخفافيش الجاثمة عليها.
وقام اكثر من 300 ألف خفاش بغزو مدينة في شمال شرقي أستراليا، مما ادي الى منع مروحية طبية من الوصول إلى المستشفى.
ومع استمرار خفافيش الفاكهة في التوسع والانتشار، تحولت بعض المدارس الحكومية الي مكان جديد لأعشاش الخفافيش، هذا الأمر دفع أولياء الأمور لمنع ابنائهم من الذهاب إلى المدارس خوفا من الخفافيش.
وقال مدير احد المدارس: “إنهم قلقون للغاية ويبلغونني بمخاوفهم من أن يأتي أطفالهم الي المدرسة مع احتمال العدوى بفيروس كورونا ”.
والغريب ان القانون في استراليا يحمى الخفافيش ويمنع قتلها، مما يمنع الحكومة للتصدي لهذا الغزو، ولجأ المسؤلين والمواطنين الى طرق اخرى لابعاد الخفافيش، منها اطلاق الاصوات المزعجة مثل الطلقات النارية او آلات التنبيه في السيارات او الطائرات الصغيرة، وقالت السلطات انه تم منح عشرة ايام للسماح باحداث الضجيج والاصوات المزعجة، في محاولة لابعاد الخفافيش عن المناطق السكنية.
ومن المعروف أن الخفافيش، التي تعرف أيضا باسم الثعالب الطائرة، تعتبر مخزنا هائلا للفيروسات، حيث يشير العلماء ان الخفافيش تعتبر مستودعاً لعدة فيروسات فتاكة مختلفة مثل فيروس كورونا وفيروس إيبولا، وداء الكلب، والمتلازمة التنفسية الحادة “سارس”، وهو الامر الذي يثير الرعب والهلع بين المواطنين في استراليا من امكانية العدوى بسهولة.
وتضم الخفافيش، أكثر من ألف نوع، وتعيش الخفافيش في جميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية. وبالمقارنة بالحيوانات الأرضية، فإن عمرها الافتراضي طويل، وتكتظ بالملايين في الكهوف، مما يعني أنها ربما تتلامس مع المزيد من الفيروسات، وتنتقل بسهولة بينها، وبالرغم من أن الخفافيش تحمل العديد من الفيروسات الخطيرة، إلا أنه لا يبدو أنها تعاني منها، باستثناء داء الكلب.
وتفترض إحدى النظريات أن التحليق قد سمح للخفافيش بتطوير آليات تحميهم من الفيروسات. إذ يرفع التحليق عملية التمثيل الغذائي للخفافيش ودرجة حرارة الجسم، مما يعزز الجهاز المناعي للخفافيش، ويجعلها أكثر تحملاً للفيروسات.
وفي مفاجأة اخرى، تنتشر حاليا في استراليا، مجموعة من العناكب القاتلة شديدة السمية، التي تسبب لدغة واحدة منها في الوفاة على الفور خلال عدة دقائق.
وقالت حديقة الزواحف الأسترالية، إن نشاط العناكب قد ازداد في الأيام الأخيرة.
ويحذر الخبراء السكان بضرورة الانتباه من الانتشار الغير مسبوق للعناكب المميتة شديدة السمية، بسبب وجود الظروف المثالية التي تزدهر فيها هذه العناكب حاليا في استراليا، حيث من الممكن ان تختبيء العناكب السامة في جميع الاماكن وداخل المنازل.
وتعتبر منطقة الغابات الرطبة في شرق أستراليا الموطن الأصلي للعناكب القمعية القاتلة، التي تشتهر بسمها الشديد سريع المفعول.
وفي مفاجأة اخرى، وبعد موجة الحرائق الضخمة، تتعرض استراليا حاليا لعواصف رعدية، وفيضانات مدمرة، كما تتعرض استراليا ايضا لاعصار مداري، يحمل قطع احجار ضخمة، كما لو كانت تتساقط الحجارة من السماء عقابا لهم على قتل آلاف الابل والخيول ظلما.
وتشهد أستراليا أسوأ موجة من الكوراث المتتالية، من حرائق الغابات، التي دمرت مساحات شاسعة كما تسببت في مقتل العشرات في جميع أنحاء البلاد، بالاضافة الى العواصف الرعدية ثم الفيضانات المدمرة، ثم العواصف الترابية التي تحمل قطع الحجارة.
وتستمر الأمطار الغزيرة والفيضانات والانهيارات الأرضية والعواصف المدمرة في إلحاق الدمار في مناطق واسعة من أستراليا، في ظل عمليات إخلاء خلال الليل وانقطاع التيار الكهربائي، حيث انقطعت الكهرباء عن 140 ألف منزل تقريبا خلال فترة الليل في سيدني والمناطق المحيطة بها.
وأصدر مكتب الأرصاد الجوية تحذيراً من هطول الأمطار الغزيرة و”الفيضانات المفاجئة التي تهدد الحياة”.
وكانت هناك عمليات إخلاء خلال الليل في العديد من الضواحي المنخفضة في سيدني، التي شهدت هطول الأمطار بكميات غزيرة لم تحدث منذ عام 1990.
ومن جانب اخر، وبعد فترة من الهدوء النسبي بسبب الامطار والفيضانات، اشتعلت من جديد الحرائق في استراليا، حيث نشب حريق غابات قرب المطار، كما تزايدت اعداد الحرائق الخارجة عن السيطرة في انحاء البلاد، مع عودة الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، حيث وصلت درجات الحرارة الى حوالى 40 درجة مئوية.
يأتي ذلك ايضا مع تحذيرات الارصاد الجوية من تعرض استراليا لموجة حارة شديدة الحرارة تضرب مناطق واسعة في استراليا، وهو الامر الذي قد يشعل حرائق الغابات من جديد، بعد شهور طويلة من الحرائق، تلاها امطار رعدية وفيضانات ساهمت في اطفاء العديد من الحرائق.