كيف يستطيع الشخص معرفة ما إذا كان لقاح فيروس كورونا المستجد الذي تلقاه فعّالا؟ وهل يُنصح بإجراء فحص مستويات الأجسام المضادة بعد إكمال جرعتَي التطعيم؟
إن البعض قد يلجؤون إلى فحص مستويات الأجسام المضادة لديهم بعد إكمال جرعتَي التطعيم، إلا أن المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها تنصح بخلاف ذلك؛ حيث ورد على موقعها على الإنترنت أنه “لا يُنصح باختبار الأجسام المضادة لتقييم المناعة ضد فيروس “سارس-كوف-2″ بعد تلقي التطعيم”.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن خبير الأمراض المعدية روب مورفي- أنه “بعد تلقي اللقاح سيخضع الكثير من الناس لفحوصات الأجسام المضادة”؛ وذلك رغبة في الاطلاع على مدى فعالية التطعيم، لكن نتيجة الفحص تكاد تكون غير مرتبطة أبدا بنجاعة التلقيح.
وأضاف مورفي أنه “سيظهر لدى العديد من الأشخاص نتيجة سلبية في فحص الأجسام المضادة، لكن هذا لا يعني أن اللقاح لم ينجح”.
إن التقارير الواردة من الأفراد الذين تم تطعيمهم قد انقسمت إلى قسمين: منهم من واجه آثارا جانبية عقب تلقي جرعة اللقاح، مثل الصداع والحمى والتعب والطفح الجلدي في موقع الحقن أو بالقرب منه؛ ومنهم من لم يعان من أي أعراض على الإطلاق.
ويقول العديد من الأطباء إن الأعراض المذكورة طبيعية، وهي تدل على استجابة الجسم الصحية المعززة للمناعة. ووفقا لما تقوله “المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها” من الشائع عدم ظهور رد فعل بعد تلقي جرعة من اللقاح، إلا أنه من الطبيعي أيضا الإصابة بتورم أو احمرار أو ألم في موضع الحقن، بالإضافة إلى الحمى والقشعريرة وآلام العضلات.
وغالبا ما تستمر الآثار الجانبية لبضعة أيام فقط، لكنها قد تمنع صاحبها من أداء مهامه اليومية، مثل العمل. وحسب موقع “هيلث لاين” فإن التفاعلات العكسية غالبا ما تظهر بعد تلقي الجرعة الثانية بالنسبة للقاحَي “فايزر-بيونتك” و”مودرنا”.
وأكدت الدكتورة ديبرا باول أن وجود تفاعلات عكسية أو انعدامها لا يدعو للقلق؛ نظرا لاختلاف الاستجابة من شخص لآخر. وتكمن أفضل طريقة لضمان المناعة المثلى -بالنسبة لكل من لقاح فايزر ومودرنا- في الحصول على الجرعة الثانية وإكمال التلقيح التام.
وأضافت الدكتورة باول أنه من شأن الجرعة الأولى تحسين المناعة بنسبة تصل إلى 50%، في حين أن الجرعة الثانية ستكسب الجسم بمناعة تصل إلى 95%.
وفي الحقيقة، إن الآثار الجانبية أو غيابها ليست ما يحدد فعالية اللقاح، بل الحصول على الجرعة الثانية في “أقرب ما يمكن من الفترة الزمنية الموصى بها”، وذلك حسب إرشادات المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.
كيف تخفف آلام الذراع بعد تلقي لقاح كورونا؟
التأثير الجانبي الأكثر شيوعًا بعد اللقاح هو الشعور بألم في الذراع التي حقن فيها اللقاح. أبلغ بعض الأشخاص عن ألم خفيف مشابه لما يحدث بعد تلقي لقاح الإنفلونزا، بينما قال آخرون إنهم لا يستطيعون تحريك ذراعهم بسبب الألم.
ونقدم هنا نصائح لتخفيف آلام الذراع بعد تلقي لقاح كورنا:
1- تحريك الذراع
نظرًا لأن الذراع هي المكان الذي حُقن فيه اللقاح، فإن الخلايا المناعية تندفع إلى تلك المنطقة وتسبب التهابها، لتصبح المنطقة حمراء ومتورمة. يمكن أن يؤدي تحريك ذراعك طوال اليوم، سواء من خلال التمرين أو تحريك ذراعك حول غرفة المعيشة، إلى تخفيف آلام الذراع.
2- قطعة قماش وماء بارد
يمكنك تبريد منطقة الحقن بقطعة قماش نظيفة مبللة بالماء البارد.
3- شرب الكثير من السوائل للبقاء مرتويا
4- أخذ راحة
5- المسكنات
ويقول الخبراء إنه رغم عدم معرفة ما إذا كانت مسكنات الألم يمكن أن تتداخل مع فعالية لقاحات كوفيد-19، فإن ذلك ممكن، لذلك من الأفضل تجنب مسكنات الألم إذا استطعت.
ووفقا لدراسة نشرت في مجلة “الصدر” (Chest) الطبية فإن المسكنات قد تخفض مستوى الأجسام المضادة بعد اللقاح.
ولا ينصح بتدليك الذراع، فرغم أن تحريك الذراع يساعد على الحد من التهاب هذه المنطقة بشكل أسرع، فإنه في المقابل يؤدي مجرد تدليك مكان اللقاح بيدك إلى تفاقم الالتهاب والألم.
لن يكون لتدليك موقع حقن اللقاح أي آثار سلبية حقًا، ولكن نظرًا لأن القيام بذلك قد يؤدي إلى انتشار اللقاح إلى منطقة أكبر والتي ستصبح ملتهبة بعد ذلك عندما يستجيب الجهاز المناعي، وبذلك تتسع منطقة الألم”. ويتلاشى ألم الذراع بعد يوم أو يومين من تلقي اللقاح.