لقاح كورونا ومشتقات الخنازير وسر الخوف من اللقاح الصيني !

اخبار ليل ونهار. لقاحا كورونا ومشتقات الخنازير وسر الخوف من اللقاح الصيني !. يعيش العالم حاليا في حالة فزع وقلق من انتشار السلالات الجديدة من فيروس كورونا، وفي نفس الوقت هناك بارقة امل في نجاح التطعيمات واللقاحات الجديدة التي يتم الاعلان عنها، بالرغم من المخاوف حول اثارها الجانبية التي لم يتم معرفتها بسبب السرعة والاستعجال في محاولة ايقاف النسب المرتفعة في معدلات الاصابة والوفيات، بالاضافة الى الاضرار الاقتصادية الفادحة من الحظر والاغلاق العام.

لقاحا كورونا ومشتقات الخنازير وسر الخوف من اللقاح الصيني !
لقاحا كورونا ومشتقات الخنازير وسر الخوف من اللقاح الصيني !

 

ولكن هل تحتوى اللقاحات على مشتقات لدهن الخنازير، وهل ستندم الدول التي ستعتمد على اللقاح الصيني؟
وهل ستحقق شركات الأدوية واللقاحات أرباحاً طائلة من وراء هذا الفيروس؟

بينما تتسابق الشركات لتطوير لقاحات لجائحة كورونا وتتسابق الدول لتأمين الجرعات اللازمة لمواطنيها، أثارت الأسئلة حول استخدام مشتقات لحم الخنزير المحرمة في الإسلام المخاوف بشأن احتمال تعطيل حملات التطعيم.

وكان قد وصل وقد دبلوماسي إندونيسي وعلماء دين مسلمون العاصمة الصينية بكين لوضع اللمسات الأخيرة على صفقات شراء لقاح كورونا، وبينما كان هاجس الوفد هو ضمان وصول ملايين الجرعات إلى الشعب الإندونيسي البالغ 225 مليونا، كان لدى علماء الدين قلق مختلف كثيرًا يتعلق بما إذا كان استخدام اللقاح مسموحا بموجب الشريعة الإسلامية، وخاليا من أية محرمات.

وسبق لمثل هذه المخاوف أن دفعت بعض الشركات لسنوات على تطوير لقاحات خالية من لحم الخنزير، حيث أنتجت شركة الأدوية السويسرية “نوفارتس” لقاحا ضد التهاب السحايا خاليا من مشتقات لحم الخنزير.

وفيا يتعلق باللقاح الخاص بكورونا تم استخدام الجيلاتين المشتق من لحم الخنزير على نطاق واسع كعامل استقرار لضمان بقاء اللقاحات آمنة وفعالة أثناء التخزين والنقل.

وينبه الأمين العام للجمعية الطبية الإسلامية البريطانية الدكتور سلمان وقار إلى أن هناك تكلفة اعلى وعمر افتراضي أقصر للقاحات التي لا تحتوي على جيلاتين الخنازير، ومن المرجح أن يستمر استخدام المكون في غالبية اللقاحات لسنوات.

واضاف “هناك اختلاف في الرأي بين علماء المسلمين حول ما إذا كنت تأخذ شيئا مثل جيلاتين الخنزير وتجعله يخضع لتحول كيميائي صارم.. فهل هذا المنتج مازال يعتبر حراما؟

وقال الدكتور هارون راشد، الأستاذ المساعد في جامعة سيدني انطلاقا من قاعدة أهون الضررين قائلا، “إن الإجماع في الآراء من المناقشات السابقة حول استخدام جيلاتين الخنزير في اللقاحات هو أنه مسموح به بموجب الشريعة الإسلامية، حيث قد يحدث “ضرر أكبر” إذا لم يتم استخدام اللقاحات”.

أما المتحدث باسم شركة “فايزر”، فيقول إن مشتقات الخنزير لا تدخل في إنتاج التطعيم الخاص بها، لكن مع ذلك فإن بعض البلدان التي بها عدد كبير من المسلمين، مثل إندونيسيا، ستتلقى لقاحات لم يتم اعتمادها بعد على أنها خالية من الجيلاتين.

وأشار إلى أن هذا يمثل معضلة للمجتمعات الدينية، بما في ذلك بعض طوائف اليهود حيث يعتبر استهلاك منتجات لحم الخنزير محرما دينيا، ويشمل ذلك تطبيق الحظر على الأدوية التي تحتويه.

هل ستحقق شركات الأدوية أرباحا طائلة؟

يتوقع خبراء الاستثمار أن تجني اثنتان من شركات الادوية على الأقل وهما شركتا التكنولوجيا الحيوية الأمريكية موديرنا والألمانية بيونتيك مع شريكتها الأمريكية العملاقة فايزر مليارات الدولارات خلال الشهور القادمة.

ويشير حجم سوق لقاحات الإنفلونزا الذي يقدر بعدة مليارات دولارات سنويا، إلى أنه في حال استمر فيروس كورونا مثل الإنفلونزا وتطلب جرعات سنوية منشطة، فيمكن أن يكون ذلك مُربحاً بالنسبة للشركات التي تقدم المنتجات الأكثر نجاحاً والأكثر فعالية.

وبعض الشركات لا تريد أن تظهر وكأنها تحقق مكاسب من أزمة عالمية، خاصة بعد حصولها على قدر كبير من التمويل الخارجي. فشركة الأدوية الأمريكية العملاقة جونسون آند جونسون وشركة أسترازينيكا البريطانية اللتان تعملان مع شركة تكنولوجيا حيوية مقرها جامعة أوكسفورد تعهدتا ببيع اللقاح بسعر التكلفة. ويبدو أن سعر لقاح أسترازينيكا سيكون الأرخص بقيمة 4 دولارات للجرعة الواحدة.

أما موديرنا وهي شركة تكنولوجيا حيوية صغيرة تعمل منذ سنوات على لقاح يستخدم تقنية الحمض النووي الريبوزي، يصل سعر لقاحها إلى 37 دولاراً للجرعة الواحدة.

هل ستندم الدول التي ستعتمد على اللقاح الصيني المضاد لكورونا؟

في وقت قامت فيه الدول الغنية بشراء وحجز ما بين تسعة إلى 12 مليار جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المصنعة في دول غربية، يبقى السؤال عن مصير الدول الأفقر التي قد تعتمد على اللقاحات الصينية غير الموثقة علمياً بشكل كامل حتى الآن.

وعلى الرغم من عدم وجود أسباب طبية للشك في فاعلية تلك اللقاحات الصينية، إلا أن بكين تملك تاريخاً مما يسمى بالفضائح الطبية المتعلقة بإنتاج أدوية غير فعالة أو قد تسبب أعراضا جانبية خطيرة.

وسابقا، تم الكشف عن قيام شركة صينية بصناعة مئات الآلاف من الجرعات غير الفعالة من لقاح مركب للدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي بسبب عطل في المعدات.

كما تم الإبلاغ عن أن شركة صينية زورت بيانات حول لقاح داء الكلب.

وتملك الشركات الصينية ستة لقاحات مضادة لكوفيد-19 ولكنها لم تعلن الكثير عن النتائج النهائية لاختبار تلك اللقاحات مما يثير الشكوك حول فعاليتها.

وبعد الإمارات العربية المتحدة، أصبحت البحرين ثاني دولة تعتمد استخدام اللقاحات الصينية بينما تبحث حكومات تركيا وإندونيسيا والبرازيل الموافقة عليها.

ولا زالت اللقاحات الصينية تحت الاختبار في عدد من الدول الأخرى من بينها مصر والصين والمكسيك.

وكان الرئبس البرازيلي قد عبر عن شكوك بشأن اللقاحات الصينية وقال إن الشعب البرازيلي لن يكون خنازير لتجاربها.

ويعمل اللقاح الصيني باستخدام جزيئات فيروسية ميتة لتعريض النظام المناعي للجسم للفيروس دون المخاطرة بحدوث رد فعل عنيف.

أما لقاحا موديرنا وفايزر فيعملان بتقنية الحمض النووي الريبوزي. ويعني هذا أنه يتم حقن جزء من الشفرة الجينية لفيروس كورونا داخل الجسم، مما يحفزه على البدء في انتاج بروتينات فيروسية.

وتعتبر لقاحات الحمض النووي الريبوزي نوعاً جديداً من اللقاحات وليس هناك حاليا مثال ناجح على استخدام هذه اللقاحات بين البشر.