تشتعل الجبهة اللبنانية الإسرائيلية بقصف متبادل وحرب استنزاف منذ أكتوبر الماضي، لكن أبرز ما يميز هذه المناوشات الحدودية المستمرة مؤخرا تسبب كل طرف في اندلاع الحرائق لدى الجانب الأخر.
نيران الحرائق تتسبب في خسائر مادية وبشرية، وهو أمر يمكن استخدامه لإيلام العدو من دون الحاجة للكثير من التقنيات الحديثة.
تسبب مسيرات وصواريخ مضادة للدروع أطلقت من لبنان، الاثنين، باندلاع حرائق وتضرر مبان في عدد من البلدات شمالي إسرائيل، تزامنا مع انطلاق صفارات الإنذار.
وقال الجيش الإسرائيلي في تصريح مكتوب وصل الأناضول: “متابعة للإنذارات التي تم تفعيلها في منطقة الجليل الغربي مرتين اليوم، خشية تسلل قطعة جوبة معادية، فقد تم رصد عدة أهداف جوية مشبوهة تسللت من لبنان”.
وأضاف: “تمكنت الدفاعات الجوية من اعتراض هدفين جويين (مسيرتين) فوق البحر قبالة شواطئ نهاريا”.
وتابع: “سقط هدفان جويان تسللا من لبنان في منطقة كابري، وتسببا في اندلاع حريق، وإلحاق أضرار بالمنطقة”.
وأشار إلى أنه لا يزال يحقق في تقارير عن “تسلل قطع جوية معادية في الشمال”.
مشاهد مرعبة.. نار الجحيم تحرق اسرائيل
تواصل خدمة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية مكافحة الحرائق التي اندلعت، شمالي البلاد بعد إطلاق صواريخ من لبنان تجاه إسرائيل، وسط انتقادات للحكومة بدعوى “فشلها” في حماية سكان المنطقة.
وأوضح الجيش أنه “في وقت سابق اليوم، قصفت المدفعية مناطق صالحاني وعيتا الشعب وحنين في جنوب لبنان، لإزالة تهديدات”، دون مزيد من التفاصيل.
وأكد رصد عمليات إطلاق قذائف مضادة للدروع نحو منارا ويارون وأفيفيم ومرغاليوت ويفتاح (بلدات قريبة الحدود اللبنانية)، حيث أصيبت بعض المباني في منارا ويفتاح، كما اندلعت حرائق هناك”.
تحدثت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن رصد 6 صواريخ مضادة للدروع أطلقت من لبنان اليوم على شمالي إسرائيل.
وأشارت إلى إصابة سائق شاحنة (24 عاما)، بسقوط شظايا صاروخ بالجليل الغربي.
وفي تصريحات لهيئة البث الإسرائيلية العامة “كان”، قال المتحدث باسم بلدية كريات شمونة، دورون شنابر، “يتحدث السياسيون كثيرا لدرجة أنهم لا يستطيعون فعل أي شيء”.
وأضتف: “أفضل أن يكون هناك كلام أقل ومزيد من العمل، فيما يتعلق بالمسائل الأمنية والاقتصادية، في اليوم التالي للحرب.. كان هناك الكثير من الوعود. ومن الناحية العملية، لا شيء يحدث”.
وقال عميت فريدمان، أحد سكان كريات شمونة، لموقع “واي نت” الإخباري الناطق باللغة العبرية إن الحرائق كانت بمثابة “كابوس”، حسبما نقلت “تايمز أوف إسرائيل”.
في المقابل، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية صباح الاثنين، بتعرض منطقة المربعة في بلدة حانين -قضاء بنت جبيل (جنوب)، لقصف مدفعي إسرائيلي متقطع.
اسرائيل بتولع.. سبحان الله العزيز الجبار
وكتب وزير الزراعة اللبناني عباس الحاج حسن، عبر منصة “إكس” الاثنين: “منذ 9 أشهر، يقصف العدو الإسرائيلي الثروتين النباتية والحيوانية اللبنانية بقذائف الفوسفور”.
ومنذ 8 أكتوبر الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا على الحدود، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم في الجانب اللبناني.
الأقمار الصناعية تكشف مواقع الحرائق في شمال إسرائيل
وفقا لصور الأقمار الصناعية لوكالة ناسا التهمت حرائق الغابات مساحات واسعة من الجليل الغربي في شمال إسرائيل بعد أن أشعلت الصواريخ التي أطلقها حزب الله النار في المنطقة.
وذكرت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (سانا)، أن صورا من شمال إسرائيل التقطت أظهرت التهام الحرائق التي اندلعت في الغابات مساحات واسعة من الجليل الغربي في شمال إسرائيل، بعد أن أشعلت الصواريخ التي أطلقها حزب الله النار في المنطقة.
وتركزت أشد حرائق الغابات في مدينة كريات شمونة وما حولها بشمال إسرائيل، كما تعرضت مدينة كتسرين، المعروفة بالعاصمة الإسرائيلية لهضبة الجولان المحتلة، لحرائق كثيفة.
حيث تسبب القصف الصاروخي الذي شنه “حزب الله” على مناطق في شمال إسرائيل في الثالث من يونيو الماضي في حرائق ضخمة استمرت جهود رجال الإطفاء عدة أيام حتى تمكنوا من السيطرة عليها.
اسرائيل تحترق نارا.. سبحان الله القوي المنتقم
أدت هذه الحرائق إلى تدمير مساحات واسعة من محمية الغابات إذ وصلت إلى ما يقرب من 2500 فدان من الأراضي بحسب السلطات الإسرائيلية.
أتت هذه الحرائق بعد إعلان “حزب الله”، عن شن سلسلة عمليات هجومية الاثنين بالصواريخ والطائرات المسيرة، طالت مواقع عسكرية ومواضع انتشار للجنود الإسرائيليين في شمال إسرائيل.
وفقًا للجيش الإسرائيلي، بحلول 14 يناير 2024، كان حزب الله قد أطلق بالفعل 2000 صاروخ على أهداف إسرائيلية. ومع استمرار الحرب في غزة، يبدو أن تركيز الجيش الإسرائيلي قد تحول إلى الشمال في الأسابيع الأخيرة.