اخبار ليل ونهار. كورونا يضرب دبي. تعتبر دبي من اشهر المدن السياحية والاستثمارية، واسرع المدن الخليجية والعربية نموا، فقد تحولت المدينة من قرية صغيرة للصيادين مع بيئة صحراوية شديدة الحرارة إلى فانتازيا عمرانية ديناميكية النمو رأسيا وأفقيا، وتحولت في خلال سنوات قليلة الى وحوش أسمنتية من ناطحات السحاب ومجمعات تجارية عملاقة ومجمعات سكنية مغلقة ومدن الملاهي وقاعات الحفلات والسينمات.
اقتصاد دبي لا يعتمد على الإيرادات النفطية بشكل أساسي، على عكس باقي دول الخليج العربي، النفط والغاز يشكلون 6% فقط من إجمالي الاقتصاد، اذن فمن أين تأتي اموال دبي؟ ولماذا تتعجل دبي في فتح حركة السياحة والانشطة التجارية والاسواق بالرغم من تصاعد نسب الاصابة بفيروس كورونا.
الاجابة جاءت في تقرير صحيفة لوموند الفرنسية، التي قالت ان إمارة دبي التي يعتمد اقتصادها إلى حد كبير على التسوق والسياحة، قامت بإعادة فتح مراكز التسوق العملاقة على الرغم من استمرار انتشار فيروس كورونا، وذلك خوفا من حدوث انهيار اقتصادي وشيك، حيث ان سلطات دبي متعجّلة لطي صفحة كورونا.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من عدم تراجع عدد الوفيات وتواصل تسجيل الإصابات يوميا في الإمارات العربية المتحدة، فإن هذه الإمارة، التي تعتبر مركز التجارة والسياحة في الشرق الأوسط، بدأت مرحلة الإنهاء التدريجي للإغلاق الشامل، في الوقت الذي ما زالت بقية دول الخليج حذرة.
وأشارت الجريدة الفرنسية، إلى قيام السلطات في دبي بالسماح لـ 3.5 مليون شخص داخل دبي، بالتنقل داخل أنحاء المدينة نهارا، بعد فرض حظر تجول شامل لا يسمح فيه للسكان بالخروج إلا للتزود بالطعام وذلك كل ثلاثة أيام شريطة الحصول على ترخيص من الشرطة يُسلّم عبر الإنترنت.
كما تم السماح للمراكز التجارية الضخمة، التي تستقطب الملايين من الزوار سنويا، بإعادة فتح أبوابها إلى الساعة العاشرة مساءً بنسبة لا تتجاوز 30% من طاقتها، كما هو الحال مع المطاعم التي اصبحت خالية من الزوار.
ودبي كما هو معلوم، تعتمد في اقتصادها بشكل اساسي، على السياحة بمختلف انواعها، لذلك فإن توقف حركة الطيران، قد تسبب ضربة قاتلة للاقتصاد الاماراتي وخاصة في دبي، ويكفي ان تعلم ان عدد زوار دبي سنويا، اكثر من 15 مليون سائح من مختلف دول العالم، حيث تعتبر الإمارات حاليا من أكثر عشر وجهات سياحية نموا في العالم وفق منظمة السياحة العالمية.
وتختص مدينة دبي، ليس فقط على مستوى دول الخليج العربي، بل على مستوى كل المدن العربية، بأنها مدينة مفتوحة بكل المقاييس. فهي المدينة العربية التي يتم فيها تأمين كل طلبات السائحين، علنا، وبقوانين تتوخى المناخ الاستثماري أكثر من أي شأن آخر.
وليس غريبا في دبي ان تتفاجأ بفتاة من اي جنسية، وهي تحاول التقرب منك، او تحاول الحصول على رقم هاتفك الخاص، او تتفاجأ بفتاة اجنبية وهي تطرق عليك الباب، في محاولة لايقاعك في الرذيلة.
حيث تنتشر في دبي السياحة الجنسية، وتقوم الفتيات من روسيا وعدد من دول اسيا بالدور الاكبر، حيث ان العاملات الروسيات في ممارسة الرذيلة هن الفئة الأكبر من سواهن ومن أي جنسية أخرى، بسبب أسعارهن الاقل، وخبرتهن الاكبر بالمهنة، وكذلك جمال أجسادهن. ولكن في حال وجود امرأة عربية تعمل في البغاء، ولو كانت أقل جمالا وخبرة من الروسية، فإن أجرها سيكون اعلى من الروسية.
وكشف صحيفة لوموند الفرنسية، السبب وراء رفع الإغلاق الشامل في هذه المرحلة بالذات في المدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان والتي تسجل نسب إصابات مرتفعة بالفيروس، قائلة، إنّ السلطات تقوم بإجراء اختبارات واسعة للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا، ولكن ليس ذلك لاعتبارات صحية، ولكن لاعتبارات اقتصادية في المقام الاول.
وأضافت لوموند أن دبي، التي تكبدت خسائر فادحة في الأزمة الصحية الحالية، تفتقر للنفط والغاز خلافا لجيرانها الخليجيين.
وأشارت إلى أن شركة كابيتال إيكونوميكس -وهي شركة تحليل بريطانية- أجرت دراسة في منتصف شهر مارس الماضي، توقعت فيها حدوث انهيار مالي في دبي في حالة الإغلاق الشامل لفترات طويلة. ولهذا ظهرت عجلة السلطات الاماراتية لتخفيف قيود التنقل.
ونقلت الصحيفة عن خبراء اقتصاد أن “المنطق التجاري هو السائد، ودبي في وضع حرج”، فالمدينة التي تشتهر بمظاهر الحداثة والتي تعتبر نفسها مركز الأعمال التجارية، تعاني من صعوبات منذ منتصف عام 2010.
وهناك عوامل مثل انخفاض أسعار النفط والصدمات الجيوسياسية الإقليمية وتباطؤ النمو الصيني أضرت بشدة بقطاعي العقارات والسياحة، اللذين يعتبران المصدرين الرئيسيين لدخل الإمارة، إلى جانب تجارة الموانئ.
وفي عام 2019، حقق الناتج المحلي الإجمالي نموا بنسبة اقل من 2 % فقط، وهو أبطأ معدل نمو منذ الأزمة التي عرفتها دبي عام 2009، عندما كانت الإمارة على عتبة الإفلاس بسبب الديون.
ونقلت لوموند الفرنسية، رأي مستشار مطلع على شؤون الإمارة أكد أن رفع الإغلاق الشامل مسألة حياة أو موت، كما أنّ اتخاذ هذا القرار يعتبر مجازفة إلزامية.
وقال أستاذ الاقتصاد المقيم بأبو ظبي أنّ دبي شهدت الكثير من حالات تسريح العمال، لأنه لم يعد بإمكانهم الاستمرار، لذلك كانت المصالحة مع مجتمع الأعمال ضرورية.
وقد كشفت وكالة بلومبيرج أن طيران الإمارات تخطط للاستغناء عن نحو 30 ألف وظيفة لتقليص التكاليف في ظل انتشار فيروس كورونا.
وكانت طيران الإمارات -إحدى أكبر شركات الطيران بالعالم- قالت إنها ستستدين لتجاوز أزمة وباء فيروس كورونا وإنها قد تضطر لاتخاذ تدابير أشد لمواجهة أصعب شهور في تاريخها.
وقالت الشركة المملوكة للحكومة -والتي أوقفت رحلات الركاب المنتظمة في مارس الماضي بسبب كورونا- إن تعافي الطلب لن يحدث قبل 18 شهرا على الأقل.
من جانب اخر، يعيش القطاع المصرفي الإماراتي حالة ارتباك حقيقية، بسبب توقف الأنشطة الاقتصادية مع انتشار فيروس كورونا، وتوقف الشركات والمصانع ورجال الاعمال عن سداد الديون والقروض.
وقد خيم شبح الافلاس على شركة إدارة المستشفيات الإماراتية “إن.إم.سي هيلث” وشركاتها التابعة، ويصل إجمالي القروض التي منحتها البنوك للشركة المتعثرة إلى نحو ثلاثة مليارات دولار.