اخبار ليل ونهار. تقرير للمخابرات الفرنسية: الاسلام ينتشر بسرعة البرق. يوما بعد يوم تتكشف المزيد من الحقائق حول اسرار حرب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على الاسلام والمسلمين، ولماذا اصبح ماكرون يسعى لغلق عشرات المساجد والمدارس الاسلامية والجمعيات الخيرية في فرنسا.
الاجابة على هذه التساؤلات جاءت في تقرير مثير للمخابرات الفرنسية عن الاسلام والمسلمين.
كشف تقرير استخباري فرنسي عن تصاعد مستمر في نسبة اعتناق الاسلام في اوروبا وخاصة في فرنسا، حيث يقوم اغلب المسلمين بدور الدعاة لنشر الاسلام، ليس هذا وفقط، بل يقوم عدد من المسلمون داخل السجون الفرنسية بنشر الدين الاسلامي بين المساجين الفرنسيين، حيث اكد التقرير ان هناك فاعلية كبيرة للانشطة التي يقوم بها مسلمون لنشر الدين الاسلامي داخل السجون الفرنسية.
وقد اعرب تقرير المخابرات الفرنسية عن مخاوفه وقلقه من تصاعد انتشار الإسلام في فرنسا ودول اوروبا، مع تزايد حالات اعتناق الاسلام بين مشاهير السياسة والعلم والرياضة والفن والادب حول العالم.
وتحت عنوان “التبشير الإسلامي بالسجون” أشار تقرير أعدته الإدارة المركزية للمخابرات العامة الفرنسية إلى وجود 517 فرداً تحت المراقبة داخل مؤسسات الإصلاح الفرنسية او السجون يكرسون حياتهم في الوقت الحاضر للدعوة الى الإسلام.
وقد تم توزيع نسخ محدودة من تقرير المخابرات الفرنسية على السلطات والهيئات المعنية في فرنسا لاتخاذ اللازم.
وقّسم التقرير من أسماهم المبشرين على أساس الجنسية، مشيراً إلى أن 70% منهم فرنسيون والباقين من دول المغرب العربي وتركيا ويوغسلافيا السابقة وباكستان.
واعتبرت المخابرات أن فئتين من السجناء الدعاة تثيران لديها القلق، الفئة الأولى تتكون من هؤلاء الذين دخلوا السجن بسبب ما يسمى أعمال إرهابية وعددهم 99 شخصاً، الثلث من بينهم تقريباً يدعون الى الدين الإسلامي. وأوضح التقرير أن هؤلاء “ينظر إليهم من بعض الأفراد بنوع من القداسة استناداً إلى ماضيهم”.
وأضاف التقرير “تتيح لهم خبرتهم وقدراتهم استقطاباً سريعاً جداً للأفراد خاصة الشباب”.
أما الفئة الثانية فتقول عنها المخابرات الفرنسية العامة إنها تعود لنحو عشرين شخصاً ممن اعتنقوا الإسلام حديثا وعكفوا على الدعوة الى الإسلام.
ويسعى الدعاة -بحسب التقرير- إما بالعمل على إقامة الصلاة جماعة بنسبة (30%) أو الضغط على غيرهم من السجناء بنسبة (20%) أو بالتقدم بطلبات دينية مثل تجهيز مكان للعبادة، أو عبر السعي للإعلان عن دينهم مثل ارتداء ملابس معينة تقوم إدارة السجن بمصادرتها فوراً.
وقال التقرير الاستخباري أن نسبة الضغوط أو التهديدات الموجهة ضد الحراس، لم تتجاوز 1% من إجمالي المخالفات المرتكبة.
وأوضح تقرير المخابرات الفرنسية أن جماعة التبليغ والدعوة التي أتت من الهند وباكستان تعتبر صاحبة النفوذ الأوفر بين سائر التيارات الأخرى داخل السجون الفرنسية، مشيرا إلى أن بداية نشاط الجماعة في البلاد بدأ عام 1972.
كما لفت تقرير المخابرات الفرنسية إلى تصاعد قوة تيار السلفية الجهادية التي ترفض نمط الحياة المادية في الغرب و”تضيف شرعية على أعمال العنف”.
وقد كشفت تقارير فرنسية، عن تصاعد اقبال الشعب الفرنسي لاكتشاف الاسلام، وزيارة المساجد، وحضور ندوات التعريف بالاسلام، ومشاهدة المسلمين اثناء الوضوء واداء الصلوات، مع الاستماع الى عدد من الخطب والدروس الدينية باللغة الفرنسية.
وحسب البيانات الرسمية، يتزايد اعتناق الشعب الفرنسي للاسلام، حيث تشهد العديد من المساجد يوميا في فرنسا، دخول العديد من الفرنسيين في الدين الاسلامي.
ويتعرف الزوار على مباديء وتعاليم الإسلام، مع الحرص على اتباع آداب زيارة المساجد، حيث يتم خلع الاحذية، مع الالتزام بالهدوء والسكينة داخل المساجد.
ومع تصاعد اعتناق الاسلام بين الفرنسيين، يحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التدخل لايقاف انتشار الاسلام داخل فرنسا، حيث قال ماكرون إنه سيفرض قيودا على ارسال تركيا أئمة ودعاة إلى البلاد، وقال إنه سيُنهي العمل بالنظام الذي يسمح لتركيا والجزائر والمغرب بارسال دعاة وأئمة الى مساجد فرنسا.
وقال ماكرون إن هذه الدول ترسل ثلاثمئة إمام إلى فرنسا سنويا، وإن هذا العام سيكون آخر عام تستقبل فيه فرنسا مثل هذه الأعداد.
واضاف ماكرون إن الأئمة غالبا لديهم انتماء بالسلفية أو الإخوان المسلمين، وسنقوم بتدريب الأئمة في فرنسا حتى يتعلموا لغة وقوانين الجمهورية.
وتقوم تركيا بدور مؤثر في نشر الاسلام حول العالم، خاصة في الدول الاوروبية، حيث تقوم رئاسة الشؤون الدينية التركية بادارة عدد كبير من مساجد فرنسا، وتقوم بدفع الرواتب الشهرية للائمة والدعاة، وهي خاضعة لرقابة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ويوجد الآن أكثر من 100 ألف شخص على جدول رواتبها، وتضاعفت ميزانيتها بأكثر من أربعة أضعاف منذ ولاية أردوغان الأولى في منصب رئيس الوزراء، لتصل هذا العام إلى 2 مليار دولار.
وقد شككت الجالية المسلمة في فرنسا، وهي الأكبر في أوروبا، في نجاح خطط ماكرون لانشاء دين اسلامي فرنسي جديد، بينما اتهمت تركيا الرئيس الفرنسي بالاسلاموفوبيا.
الرهينة الفرنسية التي أحرجت ماكرون
صوفي بترونين، سيدة فرنسية تبلغ من العمر 75 عاما، كانت تعمل في مجال الإغاثة الفرنسية، أمضت ما يقارب 4 سنوات لدى جماعة جهادية في دولة مالي، قامت باعتناق الاسلام.
وقالت انها اقتنعت بالاسلام وانها اصبحت مسلمة وان اسمها الجديد هو مريم وليس صوفي، واضافت مريم انها عاشت خلال اعتقالها “تجربة روحية رائعة”، وانها عازمة على العودة إلى مالي للعيش هناك.
وقال العديد من المراقبين، ان اعتناق الرهينة الفرنسية مريم للاسلام، قد تسبب في حرج بالغ للرئيس ماكرون، الذي سبق وقال ان الاسلام في ازمة، كيف يكون الاسلام في ازمة، بينما يتزايد اعتناق الفرنسيين للاسلام ؟ بل كيف يكون الاسلام في ازمة بينما تتصاعد معدلات اعتناق الاسلام في اوروبا كلها ؟ مقابل انخفاض اعداد المسيحيين.
وقد دفعت فرنسا فدية 10 ملايين يورو، مقابل الافراج عن الرهينة مريم، اخر رهينة فرنسية، وهو الامر الذي اغضب اليمين المتطرف في فرنسا، يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ).