سجلت الهند، زيادة قياسية جديدة في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، في سلالة جديدة مرعبة.
وسجلت الهند ما يقرب من مليون إصابة خلال ثلاثة أيام فقط!
وارتفع عدد حالات الوفاة في شتى أنحاء الهند إلى 2624 حالة، في غضون الأربع والعشرين ساعة الماضية، مقارنة بـ 2263 في اليوم السابق.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن الوضع في الهند “تذكير وخيم” بما يمكن أن يفعله فيروس كورونا.
وتشهد الهند موجة ثانية قاسية من الوباء، حيث تسجل وفاة واحدة جراء كورونا كل 4 دقائق تقريبا في دلهي مع انهيار النظام الصحي في العاصمة الذي يعاني من نقص التمويل.
ونشرت الحكومة طائرات عسكرية وقطارات لتوصيل الأكسجين من أقاصي البلاد إلى دلهي. وأظهر التلفزيون شاحنة أكسجين تصل إلى مستشفى “باترا” في دلهي بعد أن أصدر استغاثة تقول إن لديه 90 دقيقة من الأكسجين المتبقي لمرضاه البالغ عددهم 260 مريضا.
الكارثة الصحية وصلت أيضا إلى أجزاء أخرى من البلاد، حيث أصدرت عدة مستشفيات إشعارات عامة تفيد بعدم وجود الأكسجين الطبي لديها. وتحدثت وسائل إعلام محلية عن حالات جديدة لوفاة أشخاص في مدينتي جايبور وأمريتسار بسبب نقص الغاز.
يعود نقص الأكسجين في مستشفيات الهند إلى 3 أسباب: الأول بعد المسافة بين مصانع الإنتاج والمستشفيات، والثاني شبكة التوزيع الممتدة على آلاف الكيلومترات، والثالث سوء التخطيط وفق بعض المراقبين.
وحذرت المستشفيات في دلهي من أنها على وشك الانهيار. وفي مستشفى “العائلة المقدسة” امتلأت وحدات العناية الفائقة عن آخرها، ولا يوجد مكان لاستيعاب المزيد من المرضى.
وقال طبيب يُدعى سوميت راي لبي بي سي: “كل مستشفى تقريبا على حافة الهاوية. إذا نفد الأكسجين، فلا مفر لكثير من المرضى”.
وأضاف: “سيموتون. سيموتون في غضون دقائق. يمكنك أن ترى هؤلاء المرضى: إنهم يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي ويحتاجون إلى أكسجين عالي التدفق. إذا توقف الأكسجين سيموت معظمهم”.
وأصدر القائمون على مستشفى آخر رسالة استغاثة لطلب أكسجين، قائلين إن المخزون المتاح انخفض إلى 30 دقيقة. وقالت مستشفى مولشاند، التي يرقد بها 135 من مرضى كوفيد-19 الذين يحتاجون أجهزة طبية للبقاء على قيد الحياة، إن جميع المستشفيات في المنطقة في وضع مماثل.
وقالت مادو هاندا، المدير الطبي لمستشفى مولشاند، لشبكة إخبارية محلية: “لقد أبقينا على كل موظفينا الليليين في العمل، للتأكد من إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح”.
وأضافت: “نأمل أن يأتي الإمداد في الوقت المناسب… إنه أمر لا ينتهي، فهو يحدث كل يوم”.
وقررت السلطات في العاصمة الهندية نيودلهي في وقت سابق من الأسبوع فرض عزل عام لمدة 6 أيام، في ظل التفشي الكبير لفيروس كورونا.
وفي وقت سابق من العام، اعتقدت الحكومة الهندية أنها تغلبت على الفيروس. فقد انخفضت حالات الإصابة الجديدة إلى 11 ألفا بحلول منتصف فبراير، وراح البلد يُصدّر اللقاحات، وفي مارس قال وزير الصحة إن الهند “في المرحلة الأخيرة” من الوباء.
لكن منذ ذلك الحين، اندلعت موجة جديدة من الوباء مدفوعة بظهور سلالات متحورة جديدة من الفيروس، بالإضافة إلى التجمعات الجماهيرية مثل مهرجان “كومبه ميلا” الذي شهد تجمع الملايين في وقت سابق من أبريل.
وقد أعرب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن قلق بلاده تجاه السلالة المتحورة من كورونا في الهند، مؤكدا أن المملكة المتحدة ستفعل ما في وسعها للمساعدة.