الهند تستغيث.. كورونا يستوحش

تشهد الهند ارتفاعا غير مسبوق في أعداد المصابين بفيروس كورونا، وضع مستشفيات البلاد تحت ضغط هائل، ودفع عائلات المرضى للجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي للبحث عن مستشفيات فيها أماكن شاغرة وتملك إمدادات من الأكسجين لمعالجة ذويهم. في هذه الأثناء سارعت الولايات المتحدة وبريطانيا إلى إرسال أجهزة تنفس ومعدات تطعيم إلى ثاني أكثر دول العالم سكانا، والتي باتت السبب الرئيسي في الزيادة العالمية لأعداد المصابين بكوفيد-19.

وقد سجلت الهند رقما قياسيا في عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا بلغ 315 ألف إصابة في أعلى حصيلة على مستوى العالم. وتجتاح البلاد موجة وبائية ثانية تأخذ بزمامها “متحورة مزدوجة” أشد فتكا من الفيروس الأم ويسهّل انتشارها التجمعات الجماهيرية التي تملأ البلاد نظرا لاقتراب موعد الانتخابات التشريعية. ويعاني النظام الصحي المتداعي بالبلاد تحت وطأة الأعداد الإضافية الكبيرة كل يوم ونقص الأكسجين في المستشفيات.

وأصبح البلد الذي يبلغ عدد سكانه 1,3 مليار نسمة آخر بؤرة للوباء الذي أودى بحياة أكثر من ثلاثة ملايين شخص حول العالم، على الرغم من تحرك الدول الأغنى لإعادة الحياة إلى طبيعتها مع تسريع وتيرة برامج التطعيم.

وتواجه حكومة الهند الهندوسية القومية انتقادات متزايدة لسماحها بالتجمعات الحاشدة في أنحاء البلاد خلال الأسابيع الأخيرة، إذ حضر الملايين مهرجانات هندوسية وشاركوا في تجمعات سياسية.

كما يواجه الدوري الهندي الممتاز للكريكيت ضغوطا إذ علقت صحيفة رائدة تغطية مبارياته منددة بقرار مواصلة إقامة المباريات بالقول إن “الاستغلال التجاري بات فظا”.

وفي بداية انتشار كورونا، كان الهندوس يتهمون المسلمين بنشر فيروس كورونا، لكن الان اصبح من المؤكد ان الهندوس هم سبب انتشار الكارثة الجديدة بعد قيامهم باقامة احتفالات مليونية ضخمة.

وأكدت منصة تويتر أنها حجبت عشرات التغريدات، بما فيها تلك الصادرة عن نواب معارضين، انتقدت طريقة تعامل الحكومة مع الأزمة بعد التماس قانوني تقدمت به نيودلهي في هذا الصدد.

الهند تستغيث.. كورونا يستوحش

وأقر رئيس الوزراء ناريندرا مودي في كلمة متلفزة بأن الهند وسكانها البالغ عددهم 1,3 مليار “يواجهون مجددا معركة كبرى” داعيا مواطنيه إلى بذل المزيد من الجهود لمكافحة فيروس كورونا.

ومن المقرر أن تصل إلى الهند أول شحنة إمدادات جوية من تسع من المملكة المتحدة، وتشمل أجهزة تنفس وأجهزة توليد الأكسجين، وفق ما أفاد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، متعهدا بأن بلاده ستبذل “كل ما في وسعها” للمساعدة.

كما أكد البيت الأبيض أنه سيوفر معدات إنتاج اللقاحات والعلاجات والفحوص وأجهزة التنفس والوقاية فورا للهند.

لكنه لم يذكر إن كان سيرسل أيا من 30 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا فائضة عن الحاجة حاليا في الولايات المتحدة، وهو ما أثار اتهامات لواشنطن بتخزين اللقاحات.

وقد ارتفعت أسعار الأكسجين اللازم لإنقاذ حياة الحالات الحرجة لأكثر من الضعف، بينما قفزت الأدوية التي يستخدمها المرضى لأكثر من 10 أمثال سعرها الطبيعي.

وقال آشيش تشودري مدير مستشفى أكاش في نيودلهي، إن سعر كيلو الأكسجين ارتفع من 20 أو 22 روبية، إلى أكثر من 50 روبية.

أما عقار “ريمديسفير”، فقد قفزت أسعاره من بين 4 آلاف روبية إلى نحو 40 ألف روبية، وفقا لشبكة “سكاي نيوز” البريطانية.

ويحذر الأطباء في نيودلهي من انفجار أكثر خطورة للوضع المتأزم مع وباء “كوفيد-19″، حيث ينهار المرضى على عتبات المستشفيات المكتظة، ويشبه المسؤولون الأكسجين بـ”الذهب”.

وقال شارانج ساشديف، وهو طبيب في المستشفى ذاته، إن “الوضع حرج في الوقت الحالي. هذا الوباء أسوأ ما شهدناه حتى الآن. الأسبوعان المقبلان سيكونان جحيما بالنسبة لنا”.

وتواجه الدولة، نقصا مزمنا في أجنحة العناية الفائقة، فيما تعاني المستشفيات نقص الأكسجين، ويضطر كثيرون إلى اللجوء لمرافق مؤقتة لدفن الجثث ذويهم وحرقها.

وحثت الهند مواطنيها على ارتداء أقنعة الوجه حتى في المنازل لمنع انتشار فيروس كورونا، كما دعت قواتها المسلحة لتقديم المساعدة.