السيول والسلالات الجديدة من كورونا تضرب فرنسا

اخبار ليل ونهار. السيول والسلالات الجديدة من كورونا تضرب فرنسا. في الوقت الذي يواصل فيه وباء كورونا اجتياح فرنسا بالسلالات الجديدة، مسببا ارتفاع صاروخي في نفس الاصابات والوفيات يوميا، اجتاحت فيضانات عارمة مناطق واسعة من فرنسا، بعد أيام من السيول والأمطار الغزيرة، التي تسببت في حالة شلل تام للحياة في فرنسا، يضاف لحالة الشلل والحظر والاغلاق بسبب فيروس كورونا.

98560232654

واعلنت العاصمة الفرنسية، حالة الطوارئ، جراء فيضان نهر السين الذي ارتفع منسوبه إلى أكثر من أربعة أمتار، غمرت المياه على إثره بعض الطرقات القريبة من النهر، ما دفع السلطات إلى إغلاق الشوارع المحاذية للنهر أمام حركة المرور في مناطق متفرقة من باريس.

برج إيفيل تحت حصار الفيضان

وفي مشاهد غير مسبوقة، نشرت وكالة أنباء رويترز صورا لبرج إيفيل تحت حصار الفيضان، وأغلق المسئولون في باريس عدة قطاعات على ضفاف نهر السين بسبب خطر الفيضانات، وغمرت المياه بعض الممرات بالقرب من النهر بالكامل وتم تطويق بعض السلالم المؤدية إلى نهر السين.

وتسببت السيول والفيضانات في عزل عدة قرى في فرنسا بعدما أدّت الأمطار والفيضانات إلى قطع الطرق عنها، مع حدوث انهيارات ارضية، ابتعلت كل شيء، البيوت والاشجار والسيارات، ووصف مسؤولون الوضع بأنه “حرج للغاية”.

كما تسببت السيول في انقطاع الكهرباء عن عشرات الآلاف من المنازل والشوارع، وتحولت الشوارع والقرى الى مدن اشباح تغرق في الظلام، وتم اجلاء مئات السكان بعد انقطاع الكهرباء بسبب تسرب المياه إلى محطات الكهرباء.

مجلس مدينة باريس كان أطلق تحذيرا باللون الأصفر، ما يعني أن خطر الفيضانات مازال ممكنا ومنسوب المياه يمكن أن يرتفع بشكل متسارع.

وقد غمر النهر المناطق التي يجلس فيها عادة سكان العاصمة الفرنسية أو يمشون أو يركضون، كما تم إغلاق جزيرة البجع الواقعة في النهر بالقرب من برج إيفل.

وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر تويتر أن الفيضانات في جنوب غرب البلاد تسببت في دمار، رغم أنه لا توجد خسائر بشرية وتعهد بأنه لن يتخلى عن السكان.

وكانت بلدة سانت؛ هي الأكثر تضرراً؛ حيث بلغ مستوى المياه في نهر «شارانت» اكثر من 2 متر، وهو أعلى مستوى على الإطلاق. وارتفعت المياه إلى مستوى الخصر في شوارع عدة، وإلى مستوى الركبة في أجزاء واسعة من البلدة.

وقد تم ارسال المئات من عمّال الإغاثة للمساعدة في جهود الإنقاذ في القرى المعزولة، وسط صعوبات بالغة في القيام بعمليات الانقاذ.

ووضعت السلطات المحلية عوارض على كتل من الخرسانة حتى يستطيع السكان السير من المنازل التي غمرتها المياه إلى مناطق جافة.

وضع وباء كورونا في فرنسا يتدهور

يخشى العديد من المراقبين تحول فرنسا، الى نفس مصير الولايات المتحدة الامريكية في معدل الاصابة والوفيات بفيروس كورونا.

وأعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أن وضع مكافحة كوفيد-19 “يتدهور” في فرنسا و “يثير القلق البالغ في نحو عشر مقاطعات”.

وقال المتحدث إن هذا الوضع “يفرض اتخاذ تدابير سريعة وصارمة”،مشيرا إلى أن رئيس الوزراء سيعقد مؤتمرا صحافيا عاجلا.

واضاف: في فرنسا التي تضم 100 مقاطعة، “تفرض بعض المناطق قرارات وتدابير سريعة وصارمة لمواجهة المخاطر الوشيكة التي تنتظرنا”.

وقال كبير المستشارين الصحيين في فرنسا إن هناك حاجة لفرض إغلاق وطني شامل للمرة الثالثة لمواجهة انتشار فيروس كورونا في البلاد.

وفرضت السلطات حظرا للتجوال في نهاية الأسبوع الماضي، لكنّ عدد الإصابات مستمرّ في الارتفاع.

وكانت قد تجنبت فرنسا حتى الآن فرض إغلاق ثالث على المستوى الوطني لمكافحة الفيروس على عكس بعض الدول المجاورة في ما اعتبره محللون أنه رهان محفوف بالمخاطر جازف به الرئيس إيمانويل ماكرون، في محاولة منه لايقاف تدهور وضع الاقتصاد الفرنسي.

وقد تسبب فيروس كورونا في ضربة قاسية للاقتصاد الفرنسي الذي يعتمد بشكل كبير على السياحة، حيث تعتبر باريس، من أهم المدن السياحية عالميا.

ومن جانب اخر، تتواصل بشكل مذهل حملات مقاطعة المنتجات الفرنسية التي يقوم بها المسلمون حول العالم، وقد اصيب رجال الاعمال واصحاب المصانع الفرنسية بحالة فزع وهلع خوفا من استمرار حملات مقاطعة المنتجات الفرنسية، وقام العديد من اصحاب المحلات التجارية بعمل تخفيضات وعروض مغرية في محاولة للتخلص من المنتجات الفرنسية التي اصبحت مكدسة في المخازن.

وقال البروفيسور جون فرنسوا، رئيس المعهد العلمي الذي أسدى النصائح إلى القادة الفرنسيين بشأن فيروس كوفيد – 19، إنّ “هناك وضعا طارئا وخطيراً.

واضاف إن البيانات أظهرت أن السلالات الجديدة من الفيروس الأسرع انتقالاً، وسيصعب إيقافه.

وقال محذراً: “إن لم نشدد القيود، سنجد أنفسنا في وضع صعب للغاية بدءاً من منتصف مارس”. ويتوقع أن تجتمع الحكومة الأربعاء لتقرّر إن كانت هناك حاجة للمزيد من الاجراءات.

ودعا إلى اتخاذ اجراءات حكومية سريعة، وسط مخاوف من انتشار سلالة جديدة من فيروس كورونا.

وتجّنب المسؤولون حتى الآن تطبيق حظر لثالث مرة، وفضلوا فرض حظر التجوال الليلي، بدءاً من الساعة السادسة مساء، الذي يسمح بإبقاء المدارس مفتوحة.

لكن أعداد الإصابة اليومية مستمرة في الارتفاع، وأعلنت وزارة الصحة الفرنسية عن تسجيل اكثر من 30 الف إصابة جديدة بفيروس كورونا في الساعات الماضية، ما يمثل ارتفاعا كبيرا بعدد الإصابات، بالرغم من حملات التطعيم ضد الفيروس.

ويبلغ متوسط الوفيات يوميا اكثر من 400 حالة وفاة يوميا بالوباء في فرنسا.

وتكشف الرسوم البيانية، ان فرنسا تشهد الان ارتفاع في اعداد الاصابات بفيروس كورونا، وتعتبر فرنسا الدولة الـ6 عالميا من حيث عدد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا والـ7 من حيث حصيلة الوفيات جراء الجائحة.

وقد بلغ اجمالي اعداد الاصابات في فرنسا اكثر من 3 مليون ونصف مليون اصابة، مع وفاة اكثر من 85 الف حالة.

وتستعد مدينة نيس على الريفييرا الفرنسية لمجموعة جديدة من القيود لمكافحة كوفيد- 19 في مواجهة انتشار وصف بأنه خارج عن السيطرة وينتقل بسرعة أكبر بكثير من أماكن أخرى في فرنسا.

وتقوم مدينة نيس الفرنسية باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لوقف انتشار جائحة فيروس كورونا الذي ينتشر بسرعة أكبر في هذه المنطقة من الجنوب الفرنسي من باقي المناطق الفرنسية الأخرى حيث تسجل نيس 700 حالة إيجابية لكل 100 ألف نسمة وهي نسبة تفوق ثلاثة أضعاف المستوى الوطني.