الكثير من الفتيات والسيدات يعانين من آلام الثدى فى مرحلة ما من مراحل حياتهن، والسبب الأكثر شيوعاً وراء الإصابة بمثل هذه الآلام هو الأعراض التى تسبق نزول الدورة الشهرية، وهذه الآلام تكون متوسطة الحدة لكن عند البعض الآخر من الإناث قد تكون الآلام حادة إلى الحد الذى يؤثر على الأنشطة الروتينية لهن وممارسة حياتهن بشكل طبيعى، وتتمثل خيارات العلاج فى أخذ مسكنات الألم أو دهان المراهم أو الكريمات الموضعية على مكان الألم.
أنواع آلام الثدى:
آلام الثدى يتم تصنيفها إلى نوعين:
النوع الأول آلام تتصل بالدورة الشهرية والتى تزداد سوءاً مع اقتراب نزولها.
النوع الثانى من الآلام لا يتصل بنزول الدورة الشهرية.
إذا لم تكن المرأة على دراية بأى نوع من الألم تعانى منه عليها بتدوين الأعراض التى تنتابها على مدار 2 – 3 أشهر، مع تسجيل الأيام التى تزداد فيها الآلام سوءاً ومدى تأثير الألم على نشاطها وروتينها اليومى المعتاد عليه.
النوع الأول من الآلام شائع الحدوث بين الإناث ومن الممكن أن يحدث فى أى سن عمرية من بدء نزول الدورة الشهرية، لكنه غالباً ما تصاب المرأة بمثل هذه الآلام ما بين 30 – 50 عاماً، وتتوقف الآلام بمجرد أن ينقطع نزول الطمث لوصول المرأة إلى سن انقطاع الدورة الشهرية وتوقفها عن النزول.
وعن أعراض آلام الثدى المتصلة بنزول الدورة الشهرية فهى آلام محتملة بسيطة، فمن الطبيعى أن يكون هناك عدم ارتياح يصيب المرأة فى ثديها قبل بضعة أيام من نزول الدورة الشهرية، وتصاب فقط مرأة لكل عشرة بآلام حادة قد تستمر من أسبوع إلى أسبوعين قبل نزول الدورة الشهرية، والثلاثة أو الخمسة أيام التى تسبق نزول الدورة الشهرية هى التى تشهد معها المرأة أشد الآلام معها، وتخف أعراض الألم بمجرد نزول الدورة الشهرية.
حدة الآلام تختلف من شهر إلى آخر، لكن الألم بوجه عام يؤثر على كلا الثديين وأكثر منطقة تتأثر بالألم فيه هو الجزء العلوى الخارجى من الثدى وقد يمتد الألم إلى الجزء الداخلى أعلى الذراع.
كما تشعر المرأة بتضخم الثدى عن الحجم المعتاد عليه كما تشعر بوجود كتل فيه (هذه الكتل منتشرة فى الثدى بأكمله وليست فى صورة كتلة واحدة من الممكن أن تتحسسها المرأة .. هذا التورم والإحساس بوجود كتل تبدأ فى الاختفاء بمجرد نزول الحيض.
يتأثر نشاط المرأة الروتينى ونشاطها الجسمانى فلا تستطيع القيام بممارسة بعض الأنشطة أو الرياضات التى تتطلب قفز لأن الألم يزداد سوءاً معه، كما أن احتضان أطفالها أو ممارسة العملية الجنسية مع شريك الحياة قد تكون مؤلمة لها بالمثل.
لكن ما الذى يسبب آلام الثدى المرتبط بنزول الدروة الشهرية؟
أثناء نزول الحيض تكون أنسجة الثدى حساسة عن المعتاد عليه نتيجة للتغيرات الهرمونية التى تحدث كل شهر، أى أن هذا ليس بسبب وجود مرض بالثدى أو اضطراب بأنسجته، وعلى الرغم من أن الحالة هنا لا يُلتفت إليها بوصفها اضطراب صحى إلا أنها تسبب ضيق بالغ للمرأة فى حالة ازدياد الألم سوءاً.
خيارات العلاج لآلام الثدى المتصلة بنزول الحيض:
ما هى خيارات العلاج للنوع الأول من آلام الثدى (المتصل بنزول الطمث)؟
قد لا تكون هناك حاجة لعلاج آلام الثدى المتصلة بنزول الدورة الشهرية وخاصة إذا كانت الآلام محتملة أو فى صورتها البسيطة، وترتاح المرأة كثيراً عندما تعلم أن مثل هذه الآلام ليست لها علاقة بأية اضطرابات صحية خطرية مثل سرطان الثدى.
وتخف حدة الأعراض لدى المرأة فى خلال 3 – 6 أشهر، حيث أظهرت الدراسات أن آلام الثدى المتصلة بنزول الحيض تختفى فى خلال 3 أشهر من بدايتها عند المرأة وذلك لكل ثلاث حالات من عشرة، كما أن ستة حالات من إجمالى عشرة تختفى لديها آلام الثدى المتصلة بنزول الدورة الشهرية تعاودها الآلام مرة أخرى فى خلال عامين .. أى أن آلام الثدى المتصلة بنزول الدورة الشهرية تختفى وتعاود المرأة على مدار الأعوام.
أما إذا كان الألم حاداً لا يمكن أن تتحمله المرأة، فهناك العديد من خيارات العلاج والتى تتمثل فى التالى:
– ارتداء حمالة الثدى (مشد الصدر) الملائمة ذات المقاس الملائم، هناك البعض من الإناث ممن يرتدين مقاساً خاطىء مما يصيب الثدى بألم وهذ غير محبذ مع آلام الثدى المرتبطة بنزول الدورة الشهرية، ضرورة ارتداء مشد الصدر لمدة 24 ساعة أى على مدار اليوم بأكمله ولمدة أسبوع (الأسبوع الذى يسبق نزول الدورة الشهرية)، تجنب ارتداء حمالة الثدى التى بها سلك ويُفضل ارتداء حمالة الثدى الرياضية أثناء القيام بممارسة التمارين الرياضية.
– أخذ مسكنات للألم مثل “الأيبوبروفين” بشكل منتظم أثناء الإحساس بألم فى الثدى.
– دهان الكريمات الموضعية المسكنة للألم، فهى تساعد كثيراً فى تخفيف حدة آلام الثدى.
– هناك بعض الأدوية التى تزيد من حدة الآلام سوءاً مثل حبوب منع الحمل أو العلاج ببدائل الهرمونات، ومضادات الاكتئاب وبعض أدوية علاج ضغط الدم المرتفع .. وحينها لابد من اللجوء إلى الطبيب لتغيير العلاج أو التوقف عن أخذه حتى تزول أعراض ألم الثدى.
– هناك بعض الأدوية التى يتم حقن المرأة بها لتقليل معدلات الهرمونات أو تثبيط عملها مثل هرمون الإستروجين، ولابد أن تأخذها المرأة بشكل منتظم ليس فقط فى حالة حدوث الألم . لكن هذه الأدوية لها تأثير جانبى شائع لذا يتم اللجوء إليها عندما يكون الألم حاداً للغاية أى عند الحاجة، وعندما يكون الألم محتملاً حينها يكون اللجوء إلى خيارات أخرى من العلاج.
– زيت زهرة الربيع (Primrose oil) من أنواع العلاجات الشائعة أو المعروفة، لكن الأبحاث أكدت عدم فعاليته أو له تأثير بسيط .. وبالرغم من ذلك فما زالت العديد من الإناث يؤكدن على فعاليته!
هذا الزيت لايتم وصفه من قبل الطبيب، وهناك العديد من التحضيرات الخاصة بهذا الزيت والتى تحتوى على مقادير متنوعة من المادة الفعالة فيه حامض جامولينيك (Gamolenic acid) والجرعة التى تأخذها المرأة عادة ما تكون بين 120 – 160 ملجم من المادة الفعالة مرتين فى اليوم الواحد.
هذا الزيت بحاجة إلى أن يتم أخذه على مدار أربعة أشهر كاملة لكى تظهر فاعليته.
ملحوظة هامة:
فى الماضى كان يتم استخدام مدرات البول (أقراص المياه) لتخفيف آلام الثدى المتصلة بنزول الدورة الشهرية .. إلا أن هذه الأقراص غير فعالة على الإطلاق لأن سبب الألم ليس هو احتجاز السوائل بالثدى.
النوع الثانى من ألم الثدى غير المتصل بنزول الطمث:
من الممكن أن تستمر آلام الثدى طوال الوقت، أو تذهب وتجيىء فى صورة عشوائية غير منتظمة، هذا النوع من الآلام لا يتصل بنزول الدورة الشهرية ويكون شائعاً بين الإناث فى سن يزيد عن الأربعين عاماً.
وتختلف صور الألم فقد يكون فى:
– ثدى واحد.
– وقد يكون فى مكان واحد بالثدى.
– وقد يكون الألم فى الثدى بأكمله أو فى كلا الثديين.
هناك العديد من الأسباب المتنوعة لمثل هذه الآلالم:
– ألم يأتى من أنسجة الثدى فى غياب أية أورام أو اكتشاف أى شىء غير طبيعى .. أى أن سبب هذا الألم غير معلوم.
– ألم يأتى من جدار الصدر تحت الثدى وليس من أنسجة الثدى نفسها، مما يشير إلى وجود مشكلة فى العضلات أو العظام فى جدار الصدر وليس الثدى نفسه.
– العدوى وهى سبب لعدد صغير من الحالات.
– الشينجل (Shingle) مرض السبب فيه الإصابة بفيروس هربس زوستر (Herpes Zoster) ومن أعراضه ظهور طفح جلدى مؤلم – قد تسبب ألم قبل ظهور الطفح.
– أورام الثدى من الأسباب غير الشاعة لألم الثدى.
– وقد يكون السبب غير واضحاً فى حالات أخرى.
وتوجد العديد والعديد من الأسباب .. لذا لابد من رؤية الطبيب للتقييم الصحيح للحالة.
ما هى خيارات العلاج؟
فى العديد من الحالات يختفى الألم بدون تقديم العلاج، أما خيارت العلاج مع الآلام الحادة تتمثل فى أخذ مسكنات الألم أو دهان الكريمات الموضعية .. وغيرها من خيارات العلاج الأخرى التى تتحدد مع معرفة السبب المؤدى إلى الألم بالثدى.
ألم الثدى وعلاقته بسرطان الثدى:
هناك قلق يساور الكثير من الإناث بخصوص آلام الثدى لاعتقادهن بأن هذه الآلام مرتبطة بالإصابة بالأورام السرطانية الخبيثة فى أنسجة الثدى، فى حين أن الأعراض الأولية للإصابة بسرطان الثدى هو عدم وجود ألم فى الثدى مع وجود الورم .. أى أن الألم ليس هو العرض الأولى للإصابة بسرطان الثدى.
حتى لو لم يكن الألم فى الثدى بسبب أورام سرطانية من الأفضل استشارة الطبيب المختص لمعرفة سبب هذه الآلام، وخاصة إذا ما كانت توجد أعراض أخرى إضافية بجانب الألم فى الثدى تشعر بها المرأة.
لابد من الزيارة الفورية للطبيب إذا لاحظت المرأة العلامات التالية:
– ورم أو كتلة فى الثدى أو تحت الذراع (الإبط).
– إفرازات من حلمة الثدى.
– تاريخ عائلى بالإصابة بسرطان الثدى.
– تورم أو احمرار بالثدى.
– أعراض الحمل وخاصة عدم نزول الدورة الشهرية فى ميعادها الطبيعى.