مرض غامض يجتاح الهند باعراض مخيفة

اخبار ليل ونهار. مرض غامض يجتاح الهند باعراض مخيفة. حالة رعب في العالم من مرض غامض جديد يجتاح الهند، في وقت تشتد فيه الموجة الثانية من وباء كورونا.

من كان يظن ان وباء كورونا سوف يضرب العالم بهذا الشكل، رغم انه في البداية كان مجرد خبر صغير عن مرض رئوي اصاب عددا من الصينيين في احد اسواق الاسماك في مدينة وهان في الصين، لذلك اصبح مجرد الحديث عن مرض جديد هو بمثابة فيلم رعب جديد ينتظر العالم.

مرض غامض يجتاح الهند باعراض مخيفة
مرض غامض يجتاح الهند باعراض مخيفة

ماذا يجري في الهند هذه الايام، هذا البلد الاكثر ازدحاما على مستوى العالم، والذي يأتي في المرتبة الثانية بعد الصين في عدد السكان.

حيث أعلنت السلطات الصحية في جنوب الهند أن عدد الذين قد أصيبوا بـ”المرض الغامض” قد ارتفع إلى 800 حالة.

وتختلف اعراض المرض الغامض عن اعراض فيروس كورونا، حيث ان الاعراض الجديدة مخيفة ومفزعة.

وقد تزايدت الاماكن في قرى جنوب الهند التي تشهد ظهور الحالات الجديدة للمرض الغامض الذي يعاني ضحاياه من عدة أعراض مثل التقيوء والإغماء المفاجئ، ونوبات تشبه حالات الصرع والرغوة في الفم والارتعاش.

وقد كانت الحالات الأولى للمرض قد ظهرت قبل بضعة أيام، وقد أظهرت التحليلات المخبرية أن المرض الجديد لا علاقة له به بجائحة فيروس كورونا المستجد.

افادت تقارير إخبارية بوفاة شخص واحد، ونقل ما لايقل عن 800 شخص إلى المستشفيات جراء مرض مجهول وغامض ضرب ولايات جنوب الهند.

وافاد شهود عيان ان المرضى الذي جرى نقلهم إلى المستشفيات عانوا من أعراض مثل الغثيان وفقدان الوعي والصرع والرغوة في الفم.

وذكر أحد الأطباء في المستشفى إن المرضى المصابين بذلك المرض، ولاسيما الأطفال منهم قد اشتكوا من حرقة في العيون والتقيؤ، فيما فقد بعضهم الوعي، بينما عانى آخرون مما يشبه نوبات صرع.

وبحسب مسئولي الصحة في جنوب الهند، فإن الذين نقلوا الى المستشفى لا علاقة لمرضهم بوباء كورونا.

وأضافوا: “لقد استبعدنا أن يكون المرض ناجما عن تلوث الهواء أو الماء، ونعتقد أن التحليلات المخبرية ستكشف ماهيته”، وذلك ردا على المعارضة المحلية التي أصرت على أن تلوث الجو هو مسبب ذلك المرض المجهول.

وبحسب وسائل إعلام محلية، قال المسؤولون الذين يحققون في المرض إن الاستخدام المفرط للكلور ومسحوق التبييض في مجاري الصرف الصحي بغرض مكافحة فيروس كورونا قد يكون أدى إلى تلوث المياه، وبالتالي إصابة الناس بذلك “الداء الغامض”.

وقالت السلطات الهندية، إنها اكتشفت آثارا لجزيئات رصاص ونيكل في عينات الدم، بعد نقل المئات للمستشفيات في جنوب البلاد مصابين بمرض مجهول.

ويتزامن ظهور هذا المرض الغامض مع تواصل مكافحة الهند لمحاربة جائحة فيروس كورونا، حيث تحتل البلاد المركز الثاني في عدد الإصابات على مستوى العالم.

مفاجآت تثير حيرة العلماء في الهند:

يواصل وباء كورونا الانتشار في الهند في موجته الثانية، حيث اصاب حتى الان اكثر من 10 مليون شخص في الهند، مع وفاة حوالي 145 الف حالة.

عندما سجلت الهند أولى الإصابات بفيروس كورونا المستجد، في أواخر يناير الماضي، أبدى العلماء تخوفا من انتشار الوباء على نطاق واسع في البلد الآسيوي، نظرا إلى كثافته السكانية العالية، وذاك ما حصل بالفعل، لكن حالة مرضى كثيرين بـكورونا في الهند أحدثت حيرة في الأوساط الطبية والبحثية.

وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن دراسة طبية ضخمة كشفت أن بيانات المصابين بفيروس كورونا في الهند، وعددهم يتجاوز 10 مليون، تحمل الكثير من المفاجآت.

وشملت الدراسة الطبية عينة من 85 ألف مصاب إلى جانب 600 ألف من الأشخاص المخالطين.

ومن بين المفاجآت التي كشفتها الدراسة: تفاوت مدة الاستشفاء من فيروس كورونا بعد الإصابة بالعدوى، إذ يصل متوسط هذه المدة إلى 5 أيام فقط في الهند بينما تمتد إلى أسبوعين في الولايات المتحدة.

لكن هذا التفاوت قد يكون ناجما عن ضعف البنية الطبية في البلد الآسيوي مقارنة بالولايات المتحدة، لأن عددا من المرضى في الهند ربما يجدون صعوبة في العثور على سرير طبي يُعالجون فيه، حتى يتماثلون للشفاء، مما قد يؤثر على الأرقام الإجمالية.

أما المفاجأة الثانية في الدراسة فهي انخفاض نسبة الوفيات بين المسنين الذين تجاوزوا الخامسة والستين من العمر، بينما يشاع طبيا أن كبار السن هم الأكثر عرضة لأن يصابوا بالأعراض الأشد لفيروس كورونا الذي ظهر في الصين أواخر عام 2019 ثم تحول إلى جائحة عالمية.

ولا يخلو هذا الأمر بدوره من الجدل، لأن بعض الباحثين يرجحون أن تكون الهند قد كسرت هذه القاعدة لأن الفقراء قلما يعيشون أكثر من 65 سنة بسبب ظروفهم الاجتماعية الصعبة وضعف نظام الرعاية الصحية، فيما يشكل الأثرياء نسبة مهمة ممن يعيشون حياة مديدة.

وتعد الهند ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، الذي يصل إلى 1.3 مليار، وتشكل بيئة ملائمة لاحتضان الفيروسات وانتشارها بحسب خبراء الصحة.

وأوضحت الدراسة التي تعقبت المخالطين أن الأطفال قد يصابون بفيروس كورونا، بغض النظر عن أعمارهم، وهو ما يؤكد أن هذه الفئة ليست في مأمن من الوباء.

وعلى صعيد آخر، أوضحت الدراسة أن فئة محدودة من حاملي الفيروس هي التي تؤدي غالبا إلى انتشاره على نطاق واسع.

واوضح باحثون في علم الأوبئة بجامعة كاليفورنيا، أن أغلب الإصابات بفيروس كورونا تحدث في الدول الفقيرة، لكن البلدان الغنية هي التي تقدم بيانات مفصلة بشأن انتشار العدوى، ولذلك “يبدو” أنها الأكثر تضررا.