من يصدق رؤية هذه المشاهد في امريكا !

اخبار ليل ونهار. من يصدق رؤية هذه المشاهد في امريكا !. من كان يتوقع ان يرى المشاهد التالية في الولايات المتحدة الامريكية ؟، كان من الممكن رؤية هذه المشاهد فقط في افلام السينما الامريكية، لكن الحقيقة ان ما سوف نشاهده في هذا الفيديو، هي مشاهد حقيقية لايمكن تخيل انها يمكن ان تحدث في الولايات المتحدة، البلد الذي يدعي الديمقراطية والحرية والتحضر واحترام حقوق الانسان.

حاولت امريكا على مدار عقود عديدة، ان تصور نفسها على انها القوة العظمى التي لا تُقهر، وانها حامية الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان، وانها الاقوى اقتصاديا وصناعيا وعسكريا، ثم جاء فيروس كورونا والمظاهرات الغاضبة للامريكيين ضد العنصرية، وفي خلال ايام معدودات تغيرت الحياة تماما في شوارع امريكا، وبعد ان كانت الشوارع والطرقات مدن اشباح خالية من البشر، والسيارات، بعد ان تصدرت امريكا المرتبة الاولى عالميا في نسب الاصابة والوفيات بفيروس كورونا، فجاءة امتلأت الشوارع بالامريكيين الغاضبين، وتم نهب وسلب عشرات المحلات التجارية الشهيرة، وسط عمليات فوضى غير مسبوقة، وقام ترامب لاول مرة بتهديد الشعب الامريكي باستخدام القوة، والتهديد بتدخل الجيش لفرض الامن بالقوة.

من يصدق رؤية هذه المشاهد في امريكا !
من يصدق رؤية هذه المشاهد في امريكا !

 

في مشاهد فوضى غير مسبوقة، كان من المستحيل رؤيتها في امريكا، قام العديد من المتظاهرين الامريكيين الغاضبين، بعمليات سلب ونهب واسعة، لمحتويات العديد من المحلات والمتاجر الكبرى الشهيرة، حيث رصدت الكاميرات، مشاهد قيام عدد من المتظاهرين باقتحام عدد من المتاجر والمحلات الشهيرة لبيع الاغذية والاجهزة المنزلية والملابس، في مشاهد كان من الممكن رؤيتها فقط في افلام هوليود، لكنها الان اصبحت واقعا حقيقيا يعيشه الامريكيون.

ونشاهد الان مشاهد حقيقية، اثناء اقتحام ونهب وسرقة محتويات العشرات من المحلات التجارية الشهيرة في عدد من مختلف الولايات الامريكية، حيث يتزاحم الامريكيين لسرقة كل ما خف وزنه وغلا ثمنه، وذلك بدون اي خوف، مع اختفاء تام للشرطة وقوات الامن، وسط سعادة كبيرة بين المتظاهرين.

ولم يتوقف مسلسل السلب والنهب على المحلات فقط، حيث تم سرقة العديد من الحاويات الضخمة التي تنقل البضائع والاجهزة الكهربائية، حيث استولى المتظاهرون على كميات كبيرة من شاشات التلفزيون.

اين الحضارة الامريكية التي صدعوا بها رؤوسنا، واين العدالة الامريكية، واين ابسط حقوق الانسان في هذا البلد، وهل استطاعت اقوى دولة في العالم ان تساوى بين الناس، وان تحقق العدل والمساواة بين المواطنين ؟، الاجابة ببساطة في هذه المشاهد الصادمة، حيث تكشف هذه المشاهد عن وجود حالة شديدة من الشعور بالظلم والاحتقار والمهانة والنقص بين افراد الشعب الامريكي، وانتهاز الفرصة للاستيلاء على ممتلكات الغير.

الاسلام جاء ليساوي بين الجميع، ويلغي الفوارق بين الناس، الابيض والاسود، الغني والفقير، الحاكم والمحكوم، انَّ الناس جميعا في نظر الإسلام سواسيةٌ، الحاكم والمحكوم، الرجال والنساء، العرب والعجم، الأبيض والأسود.

إن الذي جاء به دين الإسلام منذ 14 قرنا من التأكيد على المساواة بين الناس قد عجزت عنه كل المناهج البشرية والدينية المحرفة أو المخترعة. ولقد كانت آخر وصايا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ، ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ، ولا لأحمرَ على أسْودَ، ولا لأسودَ على أحمرَ، إلَّا بالتَّقوَى إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ.

ان الظلم يأذن بخراب العمران وزوال الحضارات. فمهما كان التفوق العسكري أو الاقتصادي أو الحضاري، فإن الظلم وغياب العدالة الاجتماعية وتكريس العنصرية والكراهية المجتمعية -سواء كان على أساس العرق أو الانتماء أو غير ذلك- هو في حقيقته تفكك وانهيار منتظر الحدوث ولا يمكن تجاهله أو الاستمرار معه إلى الأبد باستعمال القمع والقهر.

فقد شاهد العالم واستمع إلى ترامب وهو يهدد باستدعاء الجيش الأمريكي للسيطرة على الاحتجاجات، وهو ما يمثل نمطا يكاد أن يجمع بين المستبدين حتى في دولة ديمقراطية كالولايات المتحدة. فأصحاب العقليات المستبدة لا يمانعون أن تحترق الأرض وأن يقتتل أبناء الشعب الواحد وبالسلاح الذي دفعوا ثمنه من أجل استقرار أنظمتهم.

وإذا كان الحال كذلك في أكثر الدول تفوقا من الناحية العسكرية والاقتصادية، فلك أن تتصور كيف يكون في أنظمة دكتاتورية لا تملك من أدوات التفوق الحضاري شيئا يذكر، ولا تعرف غير سرقة موارد شعوبها وإهدارها لتطوير أدوات القمع وتكريس التبعية للدول الكبرى لتشتري بقاءها في مواقعها.

المناهج البشرية والقوانين الوضعية لم تتمكن أن توفر مساواة حقيقية بين البشر، بعد كل تلك القرون من التطور البشري، فالأمريكيون الأفارقة الذين عانوا ظلما غير عادي على يد الرجل الأبيض لقرون، ما زالوا حتى اليوم يعيشون ذلك حتى بعد عقود من تغيير القوانين، ولا يغرنك أن واحدا منهم قد أصبح رئيسا أو ما شابه ذلك من أمور لا يمكنها طمس حقيقة الظلم والتفرقة الحاضرين. حتى أن ترامب نفسه استمر في إطلاق التصريحات المستفزة والمؤججة للعنف لكسب اصوات اليمينيين ولعدم أهمية أصوات السود والاقليات الذين يصوتون عادة للديمقراطيين وخاصة بعدما حدث.

وأما العدالة الاجتماعية، فإن الشعور بالظلم وعدم المساواة، وامتلاك فئة محدودة للثروة والسلطة؛ هو ما يدفع بقية الناس التي تعيش وهم الحضارة واحترام القانون؛ للهجوم على المحال التجارية لسرقتها وإفراغ الأرفف من البضائع التي يحتاجونها أو لا يحتاجونها، لأن الشعور بالظلم وفقدان المعان الأخلاقية الذاتية الغائبة عن الحضارة الغربية لا تنتج إلا مثل ذلك.

لذلك كله، نؤكد دائما على انه يجب الوقوف مع كل المظلومين، وأننا ندعو كل الشعوب المقهورة لرفض الظلم والثورة عليه، لأن الحق لا يتجزأ.

قصة العشرين دولارا التي اشعلت امريكا:

في الوقت الذي قتل فيه فيروس كورونا أكثر من 100 ألف أمريكي، كان فيروس «العنصرية» يجثم على صدر أمريكي جعله يعجز عن التنفس في آخر لحظات حياته يستنجد للحصول على الهواء: امي امي لا أستطيع التنفس.

إنه جورج فلويد الأمريكي من أصول أفريقية صاحب الـ 46 عامًا، فقد حياته تحت ركبتي شرطي أبيض في مدينة منيابوليس للاشتباه بأنه كان يريد ترويج عملة ورقية مزورة بقيمة 20 دولارا.

كان فلويد يعمل في وظيفتين: سائق شاحنة، وحارس أمن في مطعم، لكن فلويد فقد مؤخرا وظيفة الحارس في المطعم، وذلك بعد اغلاق المطاعم والمقاهي، والتزام الناس بالبقاء في البيوت، بعد انتشار فيروس كورونا.