اخبار ليل ونهار. هل اقتربت نهاية جوجل ؟. يعتبر جوجل الوجهة الأولى لأي شخص يريد معرفة معلومات عن الأحداث والمشاهير والمواعيد الرياضية الكبرى التي عادة ما يبحث عنها المستخدمون في أنحاء العالم.

ويبدو أن محرك البحث بدأ يفقد سيادته على عالم الإنترنت بشكل بطيء ولكن مرئي، وأمام المنافسة التي تمثلها مواقع أخرى مثل فيسبوك وتويتر بدأ احتكار جوجل لهذا العالم ينهار.

في الوقت الحالي تجرى عمليات البحث عن كل شيء في العالم عن طريق محرك البحث جوجل، لكن يعتقد عدد متزايد من الخبراء أن جوجل بلغ ذروته، وسوف يبدأ الآن بفقدان بريقه.

فقد أورد الكاتب ستيفان بيوتلسباخر في تقرير نشرته صحيفة فيلت الألمانية أن محرك البحث جوجل يسجل مئتي ألف عملية بحث خلال كل خمس ثوان فقط و3.5 مليارات عملية بحث في اليوم.

وأورد الكاتب أن بعض التوقعات تشير إلى أن نجاح جوجل هذا سوف يبدأ بالتراجع قريبا، وهو ما أكده أيضا المستثمر الأميركي روبرت لوكاسكيو في حوار مع صحيفة فيلت.

يشار إلى أن لوكاسكيو ليس الوحيد الذي يتوقع هذا الأمر أو يرى أن السطوة المطلقة التي فرضها محرك البحث جوجل في الماضي بدأت تتراجع.

ويرى لوكاسكيو أنه بعد عقدين من النجاح فإن سيطرة محرك البحث جوجل اقتربت من نهايتها، وفي الوقت الراهن تشهد الطريقة التي يبحث بها الناس عن المعلومات على شبكة الإنترنت تغييرا جذريا، سواء تعلق الأمر بالسفر أو المطاعم أو السيارات أو الكتب أو مستحضرات التجميل وكل الأشياء التي يبحث عنها الناس عبر الإنترنت.

وأشار الكاتب إلى أن روبرت لوكاسكيو هو مؤسس شركة لايف بيرسون التي تعمل على برمجة روبوتات الدردشة وتنجز هذه المهام من خلال عمليات تشفير ذكية تتواصل مع المستخدمين على مواقع الإنترنت في نوافذ محادثات صغيرة.

ويقول لوكاسكيو إنه “في المستقبل سوف يفضل الناس التعامل مع خوارزميات المحادثة عوضا عن جوجل، خاصة إذا كانوا يرغبون في معرفة شيء ما”.

ونقل الكاتب عن روبرت لوكاسكيو قوله إن “هذا الموقع الكلاسيكي سوف يموت، وفي حال موت محرك البحث من المرجح جدا أن تندثر شركة جوجل أيضا”.

مواقع اخرى تزاحم جوجل

لكن الكاتب يرى أن أي شخص يريد شراء غرض من الإنترنت سيتوجه على الأرجح نحو موقع أمازون، وهو ما أظهرته دراسة أجرتها مؤسسة جامبشوت لتحليلات السوق في ولاية كاليفورنيا.

علاوة على ذلك باتت 54% من مجمل عمليات البحث عن المنتجات تجرى عبر مواقع البيع بالتجزئة، في حين تجرى 46% فقط من خلال جوجل .

من جانب آخر، تراجع عدد قراء الأخبار جوجل نيوز، وأصبح الناس يتوجهون إلى المؤسسات الإعلامية مباشرة أو لموقع فيسبوك للتزود بأخبار العالم.

وذكر الكاتب أن هناك أعدادا متزايدة من مستخدمي الإنترنت الذين باتوا يعرفون مصدر المعلومة، بالإضافة إلى ذلك تسمح لهم روبوتات الدردشة بالتواصل مع الشركات دون فتح أي صفحة إنترنت، الأمر الذي كان مستحيلا في السابق.

ويتبنى عدد من الخبراء هذا الرأي أيضا، حيث يستخدم اثنان من بين كل ثلاثة شبان أميركيين الخوارزميات للتواصل مع الشركات، بحسب ما أظهرته استطلاعات للرأي أجرتها مجلة بيزنس إنسايدر الأميركية.

وبين الكاتب أن كثيرا من مستخدمي الإنترنت اليوم يبحثون عن المعلومات من مصادر أخرى مختلفة، ولذلك لم يعد جوجل القناة الأساسية التي تتدفق عبرها البيانات.

اغلاق شبكة جوجل بلاس

ونقل الكاتب أن كثيرين فقدوا ثقتهم في جوجل، فقد بات معلوما أن شبكة التواصل الاجتماعي جوجل بلس شهدت تسريبات لبيانات المستخدمين خلال الأعوام الماضية.

كما كان مطورو البرمجيات قادرين على معاينة البيانات الشخصية للمستخدمين منذ عام 2015 دون الحصول على إذن، وتمكنوا أيضا من الاطلاع على الأسماء وعناوين البريد الإلكتروني ووظيفة وجنس وعمر أي شخص.

وقد اكتشفت شركة جوجل هذه الثغرة في مارس/آذار الماضي وعمدت إلى إغلاقها وإخفائها، لكن لا يزال الخبراء غاضبين من هذا الأمر، حيث إن رئيس مفوضية حماية البيانات في مدينة هامبورغ الألمانية يوهانس كاسبار فتح تحقيقا بشأن هذه الوقائع.

أورد الكاتب أن شركة جوجل أغلقت شبكة جوجل بلس، وقد أنشأت الملايين من الحسابات في هذه الشبكة منذ إطلاقها خلال سنة 2011، ويبدو أن نحو خمسمئة ألف منها تعرضت لعمليات تسريب بيانات.

جوجل تجني المليارات وترغب في المزيد

ويذكر أن مداخيل الإعلانات المرافقة لنتائج البحث في موقع جوجل لا تزال تمثل أكبر مصدر لدخل الشركة، وخلال العام الماضي جمعت الشركة نحو 78 مليار دولار، ومع هذا يواصل لاري بايج مدير الشركة الأم لجوجل -وهي ألفابت- التفكير في طرق جديدة لكسب المال.

وينكب مهندسو الشركة على إنتاج السيارات ذاتية القيادة، وكابلات الألياف الضوئية، وملاعق خاصة لإطعام المصابين بمرض باركنسون (شلل الرعاش)، كما أن الطائرات دون طيار التابعة للجيش الأميركي تعتمد على الذكاء الاصطناعي من جوجل ، مع وجود احتجاجات على هذا الأمر داخل الشركة.

ويبدو أن مجموعة أعمال جوجل تشهد اتساعا، وربما تفقد الفكرة الأصلية التي بدأت بها الشركة قيمتها، وبعد أن كانت فكرة “سؤال، جواب، سؤال، جواب” هي أساس النجاح خلال السنوات الأولى بدأت جوجل في الوقت الراهن تسلك طرقا متنوعة، بحسب محلل البيانات غرانفيل الذي يقول “ربما تكون عمليات البحث هي أول منتجات جوجل وأكثرها استخداما وشهرة، ولكنها لا تمثل المستقبل”.