اخبار ليل ونهار. لهذه الاسباب احذر تعاطي اللقاح الروسي لكورونا !. يخوض العالم سباقا منذ مطلع العام الجاري، من أجل إيجاد لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، لكن الإعلان الروسي المفاجيء والغامض، عن تطوير لقاح يحمي من العدوى، لم يلق ترحيبا وتفاعلا واسعين.
وبالتزامن مع عودة المخاوف من تفشي الموجة الثانية من كورونا، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تسجيل أول لقاح ضد الفيروس، قائلا إن ابنته أخذت جرعة منه، في مسعى إلى طمأنة الرأي العام بشأن سلامة وفعالية اللقاح الجديد.
وأشار الرئيس الروسى إلى أن اللقاح يشكل خلايا مستقرة ومناعة من الأجسام المضادة وقال “أعلم هذا جيدا، لأن واحدة من بناتي شاركت فى الاختبار وحصلت على اللقاح”.
وأشار بوتين إلى أنه بعد تلقي ابنته أول حقنة من لقاح كورونا، ارتفعت درجة حرارة ابنته عن المعدل الطبيعى 37 درجة، وثم وبعد الحقنة الثانية، أصيبت بارتفاع طفيف فى درجة الحرارة، ثم أصبح كل شىء على ما يرام، وهى تشعر أنها بصحة جيدة ولديها عدد مرتفع من الأجسام المضادة.
وأطلق على اللقاح اسم “سبوتنيك في” (Sputnik V)، وذلك نسبة الى سبوتنيك وهو أول قمر صناعي فضائي، قام الاتحاد السوفياتي باطلاقه بنجاح عام 1957، في حين ان حرف “في” (V) هو أول حرف من كلمة لقاح في عدة لغات.
وبحسب “واشنطن بوست”، فإن منح هذا الاسم يكشف نظرة الروس إلى المسألة اللقاح، وكيف يعتبرونه بمثابة سباق مع أوروبا والولايات المتحدة.
وقد دعت منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية الأميركية إلى الحذر والتريث بعد إعلان روسيا التوصل إلى لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، في حين أعلنت موسكو أن الإنتاج سيبدأ الشهر المقبل، وأن 20 دولة طلبت مسبقا “أكثر من مليار جرعة”.
وقد تم تطوير هذا اللقاح من قبل معهد “غاماليا” في العاصمة موسكو، لكن عددا من مسؤولي الصحة الكبار في العالم أبدوا تحفظا إزاء الخطوة الروسية.
وكشف خبراء الصحة أن البحوث التي قام بها المعهد الروسي في هذا الشأن لم يجر عرضها على العموم، كما أنها لم تسلك المسار الأكاديمي المطلوب، وهو التدرج والانتقال من مسودة الدراسة، ثم المراجعة والنشر النهائي، فضلا عن إخضاع عينة واسعة للتجارب السريرية.
وقام عددا من خبراء الطب والصحة بطرح مجموعة من الاسئلة والملاحظات الهامة حول اعلان روسيا التوصل الى اللقاح الجديد:
– اللقاح الروسي صندوق أسود ولا توجد أي نتائج منشورة علميا
– تطوير اللقاحات يستغرق عدة سنوات، ولكن الاسراع بالخطوات مهم ولكنه لا يعني التضحية بحياة الناس
– لم يتم نشر اي نتائج علمية حول اللقاح الروسي
– تسجيل اللقاح في روسيا قبل الإنتهاء من التجارب ونشر النتائج خطوة مخيفة
– تصريحات الروس عن تلقي طلبات للحصول على اللقاح من أكثر من 20 دولة.. مرعبة!
– اذا تسبب هذا اللقاح في أي مشاكل صحية، سوف يلحق سمعة سيئة باللقاحات ويتسبب في خوف وفزع الناس من التطعيمات، مما يهدد بانتشار الاوبئة والفيروسات
– طريقة الإعلان عن اللقاح بواسطة بوتين توحي بأنها مناورة سياسية
– اختيار إسم سبوتنيك في يوحي بأجواء حرب باردة!
وقد تعهد المسؤولون الروس بأن يشمل التلقيح ملايين الأشخاص، خاصة الاطباء ومن يعملون في قطاع الصحة وباقي مهن الصفوف الأمامية الأخرى، خلال هذا الشهر، أي قبل نهاية التجارب السريرية.
وأبدى علماء شكوكهم في نجاعة هذا اللقاح، معربين عن تخوفهم من أن يمنح وقاية منقوصة، أو أن يكون مضرا بالصحة، قبل أن تكون ثمة بيانات علمية دقيقة وحاسمة بشأن الجدوى.
وتحاول كل دولة أن تكون أول من يتوصل إلى لقاح لفيروس كورونا لأن هذا الأمر يصورها بمثابة إنجاز عظيم لصالح البشرية، فيما يقول محللون إن الروس يسعون إلى زيادة نفوذهم الجيو سياسي، كما أن موسكو حريصة على عدم الاعتماد على الغرب، نظرا إلى تدهور العلاقة بين الطرفين.
وكان قد اتهم مسؤولون أمنيون في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا، قراصنة مرتبطين بالمخابرات الروسية بمحاولة سرقة معلومات من بحوث حول تطوير لقاحات ضد فيروس كورونا، وهو ما نفته روسيا.
وكشف كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، أنتوني فاوتشي، خلال جلسة سابقة في الكونغرس، إنه ستكون ثمة مشكلة في حال قامت بعض الدول بطرح لقاح ضد كورونا قبل استكمال التجارب المطلوبة.
وأعرب عن أمله في أن يجري الروس والصينيون، ما يكفي من التجارب للقاحات، قبل أن يعطوا الناس جرعة منها لأجل التغلب على المرض الذي أودى بحياة مئات الآلاف من الأشخاص وألحق ضررا بالغا بالاقتصاد العالمي.
وتلقت شركات الدواء المرموقة في العالم طلبات ضخمة، لأجل التزويد باللقاح، في حال نجحت التجارب، كما تم إنفاق مليارات الدولارات لأجل مساعدة تلك المؤسسات على تسريع تطوير لقاح آمن.
وأوردت “واشنطن بوست” أن اللقاح الروسي المعلن عنه خضع للتجربة على نطاق محدود، وبشكل سريع، كما أنه أُعطي للعلماء حتى يجربوه بشكل شخصي، وهذا أمر لا يبدد المخاوف من منظور العلوم الحديثة.
وتم تجريب اللقاح على العلماء أنفسهم، إلى جانب خمسين عنصرا من الجيش الروسي، وعدد قليل من المتطوعين، وهذا المسار غير كاف بحسب باحثين مختصين.
من جانب اخر، بدأت إندونيسيا تجارب على 1600 متطوع للقاح صيني دخل المرحلة الثالثة من الاختبار.
وهذا اللقاح الذي تعده شركة “بيوتيك” الصينية، والمسمى “كورونا فاك”، واحد من عدة لقاحات دخلت المرحلة الثالثة والأخيرة من الاختبار، التي تسبق الموافقة عليه.
وسبق أن بدأ اختباره على 9 آلاف متطوع في البرازيل، ثاني أكثر دول العالم تضررا من الوباء.
وتواجه إندونيسيا -وهي رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان- زيادة في عدد الإصابات بالوباء.
ورغم هذا التطور في مجال تطوير اللقاحات، فلا يزال العالم يواجه تزايدا في تفشي كورونا بأكثر من 20 مليون إصابة.