اخبار ليل ونهار – النصيحة الاشهر والتي يقولها الاطباء للناس، بضرورة شرب من 6 إلى 8 أكواب يوميا، ولكن المفاجأة ان هذه النصيحة ليست صحيحة على الدوام، حيث كشف خبراء بريطانيون، إن التوصيات المنتشرة منذ سنوات بشرب من 6 إلى 8 أكواب يوميا من الماء ليس مفيدا للصحة بالضرورة، مشككين فى الفوائد التى يؤكدها البعض، مثل التمتع ببشرة صحية وخفض الوزن وتعزيز التركيز وغيرها.
وأشار الخبراء إلى أن استهلاك كمية المياه الموصى بها يوميا تكون أكبر بكثير من حاجة الجسم الفعلية، حتى إن البعض منهم حذر من أن الهوس بشرب الماء يمكن أن يسبب عددا من المشكلات الصحية التى تنهك الجسم أو تهدد الحياة.
واشارت صحيفة ديلى ميل البريطانية، أنه على مدار السنوات القليلة الماضية أصبح الكثيرون يؤكدون أنهم أدمنوا شرب الماء، وهؤلاء يعرفون باسم “مدمنى المياه”، وهم لا يستطيعون الابتعاد عن الماء ولو لوقت قصير على مدار اليوم ويشعرون بالذعر إذا لم يشربوه باستمرار.
لكن الخبراء البريطانيين أعربوا عن قلقهم حيال هذا الأمر، موضحين أن شرب المياه بإفراط يمكن أن يتسبب على المدى البعيد فى إعادة ضبط كيمياء المخ لتتوقع كميات أكثر من الماء.
وقال الخبراء إن أحد أضرار الإفراط فى شرب الماء تتمثل فى الإفراط فى التعرق، فهو مرتبط بالعديد من مشكلات التعرق التى يواجهها البعض لدرجة أنهم يفكرون أحيانا فى إجراء جراحة للتقليل من عدد غدد التعرق الموجودة لديهم.
ولفت الخبراء إلى أن من يتعرقون بشدة يقبلون على شرب المزيد من الماء لتعويض ما فقدوه، لكن هذا الإفراط قد يجعل مشكلة التعرق لديهم أسوأ، فعند شرب مياه تزيد على حاجة الجسم يكون التعرق أحد السبل التى يلجأ اليها الجسم للتخلص من الكمية الفائضة، ويكتشف الكثيرون أنهم يفرزون عرقا أقل إذا قللوا كميات الماء المفرطة التى يشربونها.
وأضاف الخبراء أن كثرة شرب الماء يمكن أيضا أن تسبب الأرق، فعند النوم، يفرز المخ هرمونا مضادا لإدرار البول لإبطاء وظائف الكلى، وبالتالى عدم الشعور بالحاجة إلى التبول أثناء الليل، أما عند تناول الكثير من الماء فى المساء، قد تعمل كل هذه السوائل الفائضة داخل الجسم على إلغاء تأثير هذا الهرمون وجعل المثانة ممتلئة مما يجعل الانسان يستيقظ للتبول خلال ساعات قصيرة.
ويوصى الخبراء لحل هذه المشكلة بأن تكون آخر سوائل يتناولها الإنسان فى يومه قبل النوم بثلاث ساعات، وإذا شعر البعض بصعوبة فى النوم يكون الاستحمام بماء دافئ هو الحل الأمثل.
كما حذر الخبراء أيضا مما أطلقوا عليه “تسمم المياه”، ففى عام 2008، توفيت ربة منزل فى الأربعين من عمرها كانت تتبع برنامجا لإنقاص الوزن بتسمم المياه، بعد أن شربت 4 لترات من الماء خلال ساعتين، فهذا الإفراط يمكن أن يخرب التوازن الطبيعى للأملاح فى الجسم.
وأوضحوا أن شرب كميات كبيرة من الماء خلال فترة قصيرة جدا من الوقت لا يمكن الكلى من إزالة السائل الفائض من الجسم بشكل سريع، ويصبح الدم “مخففا” أكثر مما ينبغى مع وجود تركيزات قليلة للغاية من الملح. وإذا أصبح الدم فجأة مخففا، قد ينجم عن ذلك حدوث تورم فى الخلايا، لاسيما خلايا المخ مما يزيد الضغط فى الجمجمة مما يمكن أن يؤدى بدوره إلى الصداع، وفى حالات خطيرة، إلى نقص صوديوم الدم أو تسمم المياه وهو أمر خطير.
كما ينصح الخبراء أيضا برؤية لون البول لمعرفة ما إذا كانت السوائل التى يتناولها الإنسان كافية من عدمه، فالبول الطبيعى يجب أن يكون لونه أصفر فاتحا، وإذا ظهر بلون أغمق فإن ذلك يعنى الحاجة لشرب المزيد من الماء، أما إذا ظهر فاتحا جدا عن لونه الطبيعى فسيعنى ذلك أن الإنسان يفرط فى شرب الماء وعليه أن يتناوله باعتدال أكثر.
وينصح الخبراء بشرب الماء وفقا لحاجة الجسم فقط، فكل جسم يحتاج كمية ماء تختلف عن غيره حسب الظروف والبيئة المحيطة، والأمر ببساطة هو “عندما تشعر بالعطش تناول الماء”، كما يمكن أيضا الحصول على السوائل من مصادر أخرى مثل المشروبات الساخنة وعصير الفواكه.