اخبار ليل ونهار. مشاهد غير مسبوقة.. الشلل يضرب امريكا بسبب كورونا. حاولت امريكا على مدار عشرات السنوات، ان تصور نفسها على انها القوة العظمى التي لا تُقهر، وانها الاقوى اقتصاديا وصناعيا وعسكريا ونوويا، ثم جاء فيروس كورونا، وفي ايام معدودات تغيرت الحياة تماما في امريكا، وانقلب الحال رأسا على عقب، واغلقت وتوقفت الشركات والمصانع، وانهارات البورصات واسعار النفط والبترول، واصبح الرئيس الامريكي ترامب، لاول مرة في حالة يرثى لها، وانكسرت انفه وانكسر غروره.
واصبح ترامب، يقوم بتسويق الخرافات والاوهام، لمحاولة طمأنة المواطنين، وعودة الحياة الى طبيعتها، حيث قام في اكثر من مناسبة، بالاعلان عن وجود علاج فعال لفيروس كورونا، الا ان الاطباء قاموا بنفي هذه الانباء، كما قال ترامب، انه يريد حقن المرضى بالمطهرات للقضاء على الفيروس، وهو الامر الذي لاقى هجوما وسخرية كبيرة من جانب دول العالم.
وقد اصيب حتى الان، بشكل مؤكد اكثر من مليون ونصف امريكي بفيروس كورونا، في حين مات مايقارب مائة الف شخص، في خلال ايام واسابيع قليلة، وتعتبر نيويورك بؤرة تفشي فيروس كورونا في الولايات المتحدة، بل هي تعتبر الان المدينة الأكثر تأثّرا بكورونا في العالم.
وقد تحولت اهم الولايات الامريكية الى مدن أشباح، حيث اصبحت الشوارع والميادين خالية من البشر والسيارات، كما اصبحت الشركات والمصانع خالية من العمال والموظفين، والمدارس والجامعات خالية من الطلاب.
وقد روى الاطباء والعاملون في المجال الطبي، اهوال ما يحدث داخل ولاية نيويورك، التي مازالت تعيش فترات عصيبة.
ويكشف الطبيب جوناس تيلسون الذي يعمل في أحد مستشفيات نيويورك، ان الاوضاع تطورت بشكل غير متوقع، بحيث لا يمكن لأي نظام صحي في العالم التعامل مع الأعداد الكبيرة من الإصابات، قائلا: “لم يعد المستشفى الذي أعمل فيه كأي مستشفى آخر، لقد تغير كل شيء، واصبحت الاكياس البلاستيكية تغطي المستشفى كأماكن للعزل، كما كان يُطلب منا قبول المزيد من المرضى والمصابين”.
واضاف الطبيب الامريكي: “الان في نيويورك، اصبح الوباء حقيقة صارخة، وما يحدث حاليا هو اكبر وباء تعاني منه المستشفيات في العالم وخاصة في امريكا”.
وتحدث الطبيب الامريكي بحزن بالغ، عن صدمته من رؤية الجثث الكثيرة الناتجة عن الوفيات بسبب فيروس كورونا، فقال “لا يمكنني تصور الأمر لأنه أكبر من احتمالي”، وعبر عن حزنه الشديد بسبب القرارات التي يقوم باتخذها والمتعلقة بانهاء حياة الأشخاص المصابين، وقال ماذا لو كان الامر متعلق بوالدتي، هل كنت ساوافق على ذلك ؟ .
واستكمل الطبيب الامريكي قائلا: “من غير العادل ابدا ان اوافق على انهاء حياة انسان، بسبب ان احتمال نجاته ضئيلة، حتى ان تم وضعه على جهاز التنفس الاصطناعي، وحتى ان كُتب له النجاة، واستطاع العيش بعدها سيعاني الشخص من مضاعفات وآثار جانبية، ولا اعلم ماهو الصواب، ولكن مطلوب مني الان اتخاذ قرارا حاسما بشأن ذلك، ولكن بكل اسف لايمكننا انقاذ الجميع”.
وكشف ماهر خان الذي يعمل في الطوارئ الطبية بمدينة نيويورك، عن شعوره بالهلع والخوف حين شاهد أول حالة مصابة بفيروس كورونا، أثناء قيامه بإسعافها، وكيف يعاني المصابون من الفيروس، بحالة شديدة من ارتفاع الحرارة والتعرق والهزال والارتباك.
وأشار إلى أن الطواقم الطبية كانت تسعى لتقديم المساعدة للجميع في ظل حالة إحباط شديد، مع حث الناس على البقاء في منازلهم، لتتمكن الطواقم الطبية من التعامل مع الارتفاع المستمر في أعداد الإصابات، مؤكدا أن الالتزام بالتعليمات سيخفف الإصابات وسيسرع عودة الحياة إلى طبيعتها.
وأضاف أن الأمور انقلبت رأسا على عقب، واصبح عليهم أن يقرروا من يعيش ومن يموت، ومن يجب أن يتأخر علاجه، نظرا لعدم وجود اعداد كافية من الغرف والاجهزة الطبية، امام الاعداد الكبيرة من المصابين التي تنهمر بشكل متسارع، وقال أنه مع مرور الوقت تفاقم الوضع، واصبح اكثر سوءا، وبدأ يسأل نفسه: كيف وصل الأمر لهذا الوضع؟
كما قال أحمد -وهو بائع في عربة طعام في نيويورك- أن العمل تراجع ولم يعد كما كان في السابق، لأن الناس يعتمدون على خدمات توصيل الأطعمة الى المنازل، واصبح الجميع يخاف من تناول الطعام في الشوارع او حتى في المطاعم.
كورونا يدمر أمريكا… فقدان 20 مليون وظيفة ومعدل بطالة تاريخي:
يواصل عدد العاطلين عن العمل ارتفاعه في أمريكا بشكل غير مسبوق، وقد توقع المراقبون أن تقترب نسبة البطالة من 20%، وهو اعلى معدل للبطالة منذ حوالي 90 عاما، وهو الامر الذي تسبب في حالة هلع وفزع عند الرئيس الامريكي ترامب، الذي كان يفتخر انه قضى على البطالة بشكل كبير في امريكا، وكان يعتمد على هذه النقطة تحديدا، من اجل الفوز بولاية رئاسية ثانية، التي من المقرر اجراءها خلال شهور قليلة خلال هذا العام، فهل تبخرت أحلام ترامب بالفوز بولاية ثانية؟
وقد أفادت وزارة العمل الأمريكية، أن إغلاق البلاد لمكافحة انتشار كورونا دمر 20 مليون وظيفة أمريكية خلال الاسابيع القليلة الماضية، أي أنه قضى على جميع الوظائف التي تم توفيرها خلال العقد السابق في أكبر اقتصاد في العالم، ليبلغ إجمالي من فقدوا وظائفهم بسبب فيروس كورونا المستجد حوالي 37 مليون شخص امريكي.
ويتوقع أن يستمر ارتفاع أعداد العاطلين خلال الأسابيع القادمة مع استمرار غلق الكثير من قطاعات الاعمال وإتباع إجراءات التباعد الاجتماعي في مختلف الولايات الأميركية.
وقد حصل كل مواطن امريكي أو مقيم على 1200 دولار، بالاضافة الى 500 دولار لكل طفل بشرط عدم تخطي دخل العام الماضي مبلغ 99 ألف دولار.
وإضافة للمساعدة المادية التي حصل عليها جميع المواطنين بغض النظر على خسارتهم وظائفهم من عدمها، يحصل من خسر وظيفته على مبلغ 600 دولار أسبوعيا حتى نهاية شهر يوليو المقبل.
وانخفضت العمالة بشكل حاد في جميع قطاعات الصناعة الرئيسية، مع خسائر فادحة في الوظائف في الأعمال المرتبطة بالخدمات والترفية والفنادق والمطاعم، حيث كان هذا أول قطاع يتحمل وطأة تأثير عمليات الإغلاق.
وقد سجلت الولايات المتحدة نحو 30 مليون طلب للحصول على إعانات البطالة منذ بداية انتشار كورونا، وهو أمر غير مسبوق في الولايات المتحدة، مما يكشف حجم الاثار المدمرة للفيروس على سوق العمل، والتداعيات الاقتصادية الناتجة عنها.
كما تتوقع الولايات المتحدة تراجع اقتصادها في الفصل الثاني من العام الحالي، مع انخفاض إجمالي ناتجها الداخلي حوالي 12 %.
دعونا الان نرى عددا من اخر واحدث الاخبار حول هذا الموضوع، الذى مازال يشغل العالم حتى الان.