حسب البيانات الرسمية، يتزايد اعتناق الشعب الفرنسي للاسلام، حيث تشهد العديد من المساجد يوميا في فرنسا، دخول العديد من الفرنسيين في الدين الاسلامي.
ويتزايد اقبال الشعب الفرنسي على زيارة المساجد، وحضور ندوات التعريف بالاسلام، ومشاهدة المسلمين اثناء الوضوء واداء الصلوات، مع الاستماع الى عدد من الخطب والدروس الدينية باللغة الفرنسية، حيث فتحت المساجد ابوابها في مختلف مدن فرنسا.
ويتعرف الزوار على مباديء وتعاليم الإسلام، مع الحرص على اتباع بعض القواعد البسيطة المتبعة في المساجد، حيث يتم خلع الاحذية قبل الدخول إلى مكان الصلاة، مع الالتزام بالهدوء والسكينة داخل المساجد.
وقد كشف تقرير استخباري فرنسي عن تصاعد مستمر في نسبة اعتناق الاسلام في اوروبا وخاصة في فرنسا، حيث يقوم اغلب المسلمين بدور الدعاة لنشر الاسلام، ليس هذا وفقط، بل يقوم عدد من المسلمون داخل السجون الفرنسية بنشر الدين الاسلامي بين المساجين الفرنسيين، حيث اكد التقرير ان هناك فاعلية كبيرة للانشطة التي يقوم بها مسلمون لنشر الدين الاسلامي داخل السجون الفرنسية.
وقد اعرب تقرير المخابرات الفرنسية عن مخاوفه وقلقه من تصاعد انتشار الإسلام في فرنسا ودول اوروبا، مع تزايد حالات اعتناق الاسلام بين مشاهير السياسة والعلم والرياضة والفن والادب حول العالم.
ومع تصاعد اعتناق الاسلام بين الفرنسيين، يحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التدخل لايقاف انتشار الاسلام داخل فرنسا، حيث قال ماكرون إنه سيفرض قيودا على ارسال تركيا أئمة ومعلمين إلى البلاد، وقال إنه سيُنهي العمل بالنظام الذي يسمح لتركيا والجزائر والمغرب بارسال دعاة وأئمة الى مساجد فرنسا.
وقال ماكرون إن الأئمة غالبا ما كانوا مرتبطين بالسلفية أو الإخوان المسلمين. وأضاف ماكرون: “سنقوم بتدريب الأئمة في فرنسا حتى يتعلموا لغة وقوانين الجمهورية”.
وقد شككت الجالية المسلمة في فرنسا، وهي الأكبر في أوروبا، في نجاح خطط ماكرون لانشاء دين اسلامي فرنسي جديد، بينما اتهمت تركيا الرئيس الفرنسي بالاسلاموفوبيا.
اقبال غير مسبوق من الفرنسيين على زيارة المساجد
وتقوم تركيا بدور فعال في نشر الاسلام حول العالم، خاصة في الدول الاوروبية، حيث تقوم رئاسة الشؤون الدينية التركية بادارة عدد كبير من مساجد فرنسا، وتقوم بدفع الرواتب الشهرية للائمة والدعاة، وهي خاضعة لرقابة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقد استطاعت رئاسة الشؤون الدينية التركية، النمو سريعا على مستوى العالم، تحت قيادة حزب العدالة والتنمية، ولديها طموحات عالمية كبرى.
وكان قد أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حملة ضد الإسلام السياسي وما سمَّاها الانفصالية الإسلامية في بعض المدن الفرنسية، وقال ماكرون إنه من غير المقبول أن يعصى أي شخص قوانين الجمهورية الفرنسية باسم الدين أو قوة أجنبية.
وقال ماكرون: إنه في الجمهورية الفرنسية، لا يمكننا أن نقبل رفض مصافحة المرأة لأنها امرأة، ولكن السؤال الذي نطرحه الان على إيمانويل ماكرون، لماذا ترفض انت الان مصافحة اي شخص خوفا من انتقال عدوى كورونا ؟ بالتأكيد لن يلومك احد طالما الامر متعلق بالحفاظ على الصحة، اذن لما ترفض ان يحافظ الشخص المسلم على تعاليم دينه ؟
وتعتبر فرنسا من اوائل دول العالم التي تقوم بحظر النقاب في الاماكن العامة، لكن جاء فيروس كورونا ليجعل من الشعب الفرنسي، بل جميع شعوب العالم اصبحت ترتدي النقاب، سواء الرجال او النساء او الاطفال، يا سبحان الله!
فهل يمكن ان تقوم السلطات الفرنسية بحظر ارتداء الكمامات، بدعوى حفظ الامن، بالتأكيد لن يحدث طالما الامر متعلق بالحفاظ على الصحة، اذن لماذا تمنع السلطات الفرنسية المرأة المسلمة من ارتداء النقاب طالما الامر متعلق بالحفاظ على دينها ؟
واليوم، تروج الدعاية الحكومية الفرنسية للالتزام بهذه السلوكيات التي وصفتها سابقا انها سلوكيات متطرفة ومتشددة، مثل عدم الاختلاط والتباعد الاجتماعي وعدم المصافحة وتغطية الوجه وارتداء الكمامات، وتصفها بأنها سلوكيات صحية ووطنية وضرورية لحماية البلاد من الوباء. فهل يعني ذلك أن الحكومة الفرنسية تطلب من مواطنيها التشدد والتطرف ليصبحوا جزءا من النسيج الوطني؟
الرهينة الفرنسية التي أحرجت ماكرون
صوفي بترونين، سيدة فرنسية تبلغ من العمر 75 عاما، كانت تعمل في مجال الإغاثة الفرنسية، أمضت ما يقارب 4 سنوات لدى جماعة جهادية في دولة مالي، قامت باعتناق الاسلام.
وقالت انها اقتنعت بالاسلام وانها اصبحت مسلمة وان اسمها الجديد هو مريم وليس صوفي، واضافت مريم انها عاشت خلال اعتقالها “تجربة روحية رائعة”، وانها عازمة على العودة إلى مالي للعيش هناك.
وقال العديد من المراقبين، ان اعتناق الرهينة الفرنسية مريم للاسلام، قد تسبب في حرج بالغ للرئيس ماكرون، الذي سبق وقال ان الاسلام في ازمة، كيف يكون الاسلام في ازمة، بينما يتزايد اعتناق الفرنسيين للاسلام؟ بل كيف يكون الاسلام في ازمة بينما تتصاعد معدلات اعتناق الاسلام في اوروبا كلها ؟ مقابل انخفاض اعداد المسيحيين.
وقد دفعت فرنسا فدية 10 ملايين يورو، مقابل الافراج عن الرهينة مريم، اخر رهينة فرنسية، وهو الامر الذي اغضب اليمين المتطرف في فرنسا، يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ).