لماذا يحاربون المساجد..؟

اخبار ليل ونهار – لماذا يحاربون المساجد؟، ولماذا اصبحت المساجد مستهدفة الان؟، كل هذه الاسئلة واكثر سنتعرف على اجابتها من خلال المقال التفصيلي التالي عن دور المساجد الحقيقي في الاسلام.

كان أول عمل يقوم به الحبيب صلى الله عليه وسلم، هو بناء المسجد!، ليحدد به منهاج الدعوة ومكانها فمن المسجد تنتشر فروع التشريع، ومنه تنطلق كلمة التوحيد وتزرع بذور الحب بين عباد الله، وتتوحد الصفوف وتتألف القلوب، ويتم التخطيط لشئون الدولة، ووضع أسس المعاملات والعبادات ويتعلم الإنسان أصول النظام والطاعة والنظافة.

ومن المسجد تنطلق قوة المسلمين في دينهم وحياتهم وحربهم وسلمهم، هذه القوة الكامنة في قوة الإيمان بالله ورسوله، قوة العقيدة، قوة الكلمة، قوة السلاح، قوة الإنتاج.. أي قوة من شأنها رفع راية الإسلام.

وإذا كان المسجد الحرام في مكة المكرمة أنشأ حوله المجتمع الحجازي (( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) )) سورة آل عمران الآيات 96-97.

فإن المسجد النبوي الشريف وضع ليكون نقطة بدء في نشر الدعوة الإسلامية التي أساسها الدين لأنها تعتمد على القرآن الكريم، ونشأت العلوم الدينية لخدمته، فكأن المسجد وضع ليكون بمثابة القلب النابض الذي يمد أجزاء الجسم بالغذاء الصالح.

وتوالى على مر السنين بناء المساجد في كل مدينة وفي كل بلدة وفي كل نجع وفي كل حي دخله الإسلام، وتسابق في بنائها الأغنياء والحكام الذين استخلفهم الله تعالى لعمارة الأرض والمساجد، فانتشرت شرقا وغربا شمالا وجنوبا بمآذنها الشامخة، ومبانيها الرائعة فيتردد من أعلاها أعظم نداء ناده الإنسان! الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حى على الصلاة، حى على الصلاة، حى على الفلاح, حى على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله.
نداء يحيي الموتى وينبه الغافلين ويدعو إلى جنة عرضها السموات والأرض.

لماذا يحاربون المساجد..؟
لماذا يحاربون المساجد..؟

 

رسالة المسجد في العبادة:

رسالة المسجد الأساسية هى عبادة الله تعالى فيه وتشمل الصلاة وقراءة القرآن والإعتكاف، مع أن الله تعالى رخص للمسلم السجود والطهارة في أي بقعة من الأرض طاهرة .. ولكن العبادة داخل المسجد لها روحانية خاصة، لها مذاق جميل .. حتى أن صلاة الجمعة لاتصح إلا في المسجد. وقد حث الإسلام إلى السعي إلى المساجد لحكم سامية .. فالجلوس في المساجد عبادة والسعي إليها طاعة ويشهد للساعي إليها بالإيمان.
روى الترمذي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان ) رياض الصالحين.

قال الله تعالى: (( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ )) سورة التوبة الآية 18.

وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح ) متفق عليه – رياض الصالحين.

والصلاة ليست عبادة شخصية يقوم بها المسلم فيما بينه وبين الله تعالى فحسب، بل من فوائدها تهذيب النفس وسبيلاً إلى التعارف والتآلف بين المسلمين في إجتماعهم للصلاة سواء كان في صلاة فرض أم سنة أم فضيلة، مما يقوي الروابط الإجتماعية بين صفوف المسلمين وإجتماعهم في الصلوات الخمس إنما هو نداء إسلامي لتوثيق الصلة بين جماعات المسلمين يتبادلوا المنافع والآراء فيما يحتاجون إليه في معاشهم ودينهم.

وتحقيقا لهذه الغاية أوجب الجماعة في نطاق أوسع على أهل البلد الواحد أو الحي الواحد كل أسبوع في صلاة جامعة – صلاة الجمعة – وجعل ذلك شرطا من صحة الصلاة التي تؤدى في ذلك الإجتماع الكبير يستمعون إلى خطبة الإمام وما فيها من وعظ وإرشاد وبيان أحكام .. فهى درس عظيم للمسلمين.

كذلك يتكرر هذا الإجتماع الهائل بشكل أوسع في صلاة العيدين كل عام مرتين، فتكون النفوس مهيأة له أكثر.
وبجانب أن الصلاة تجمع المسلمين في تكافل إجتماعي عظيم الأثر فهى العبادة الأصيلة التي تقرب المؤمن بالله وترسب مفهوم الإيمان بوحدة الألوهية في نفسه، ولذلك جاء إقتران أدائها بالإنتهاء من الفحشاء والمنكر، وإقتران عدم أدائها بإتباع الشهوات، والاسترسال في الإنحراف نحو الإتجاه المادي البحت في الحياة.

يقول سبحانه وتعالى: (( اُتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )) سورة العنكبوت الآية 45.
ويقول جل جلاله فيمن أضاعوا الصلاة: (( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا )) سورة مريم الآية 59.

ويعد الله تعالى عباده المؤمنين بسعة الرزق وزيادة الفضل إذا لم تصرفهم تجارتهم وبيعهم وشراؤهم عن أداء الصلوات في أوقاتها، وإيتاء الزكاة في حينها، يقول سبحانه: (( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) )) سورة النور الآيات 36 – 38.

المسجد دار الشورى والمبايعة:

لقد علّم الرسول صلى الله عليه وسلم، أبناء الإسلام بأن لا يقطعوا أمرا ذا بال إلا بعد المشاورة ليصل الجميع إلى حل سليم قاطع، وذلك في أي أمر يهم المسلمين في دينهم او معاشهم.

ولما كان المسجد له المكانة العظيمة في نفوس المسلمين أصبح هو أفضل مكان يصلح للتشاور، وفيه يكون المسلم بعيدا عن هوى النفس وزيغ الشيطان لإن الحاضرين هم – يقول سبحانه – : (( التَّائِبُوْنَ الْعَابِدُوْنَ الْحَامِدُوْنَ السَّائِحُوْنَ الرَّاكِعُوْنَ السَّاجِدُوْنَ الآمِرُوْنَ بِالْمَعْرُوْفِ وَالنَّاهُوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُوْنَ لِحُدُوْدِ اللهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِيْنَ )) سورة التوبة الآية 112.

وهذا ما يؤكده قول الله تعالى: (( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ )) سورة الشورى الآية 38.
فإذا اجتمع جماعة المسلمين على أمر بعد الشورى بينهم في مكان ليس ملكا لأحد بل هو بيت الله مالك السموات والأرض، فإن المسجد يبارك هذا الأمر ويزداد نفع المسلمين به.

وكما أن المسجد هو دار الشورى فهو مجلس شعبي لاتخاذ القرار المناسب، ومكان إختيار الخليفة في المسجد مما يجعل الإختيار موفقا بإذن الله تعالى لانها أمور تهم المسلمين جميعا ويتوقف عليها مستقبل الأمة فلابد من حسن الإختيار في حسن المكان.

قال أبو محنف في كتاب الجمل إن الانصار والمهاجرين إجتمعوا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لينظروا من يولونه أمرهم حتى غص المسجد بأهله، فاتفق رأي عمار وأبي الهيثم ورفاعة ومالك ابن عجلان وأبي أيوب على إقعاد على بن أبي طالب فى الخلافة، وكان أشدهم عمار الذي قال: أيها الأنصار إن عليًّا أولي الناس بهذا الأمر لفضله وسابقة فقالوا: رضينا به حينئذ فقاموا جميعا فاتوا عليًّا وأستخرجوه من داره و سألوه بسط يده ليبايعوه فقبض يده ممتنعا فتزاحموا عليه وطلبوا منه قبول الخلافة فلما رأى منهم ذلك سألهم أن تكون بيعته في المسجد ظاهرة للناس، وقال: “إن كرهني رجل واحد من الناس لم أدخل في هذا الأمر” شرح البلاغة لابن أبي الحديد ج 4.
وكان الخليفة بعد إنتهاء مبايعته يقف على المنبر في المسجد يوضح معالم منهاجه وأسس حكمه في أول خطبة له بعد توليه الخلافة داعيا الناس إلى مشاركته وإعانته في الحكم بالعدل بين الناس.

فعندما وقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الناس يدعوهم إلى مبايعة أبي الصديق بالخلافة قال: إن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثاني أثنين إذ هما في الغار، فقوموا فبايعوا، فبايع الناس أبا بكر بيعة العامة بعد البيعة الخاصة في السقيفة، وبعد أن بويع أبو بكر بالخلافة وتولى أمر المسلمين، إرتقى منبر المسجد و خطب في الناس فقال: أما بعد: أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن احسنت فاعينوني وإن أسأت فقوموني، الصدق امانة، والكذب خيانة، الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له حقه إن شاء الله، و القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لايدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء، اطعيوني ما أطعت الله ورسوله، فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله. من كتاب الصديق أبو بكر – لهيكل.

ما أعظمك يا أبابكر يا خليفة رسول الله، وما أروع خطبتك في أول يوم تتولي فيه أمور المسلمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو وقت عصيب بعد ان أذهل موت رسول الله الناس، حتى إن بعضا منهم لم يرد أن يصدق وفاة رسول الله صلى الله وسلم!.

فقد إستطاع أبو بكر أن يجمع شمل المسلمين في خطبته – مع إيجازها – ويحدد المطلوب من الحاكم وما يلتزم به أمام الله وأمام الناس.
القوة وقت القوة واللين وقت اللين، يساند الضعيف حتى يأخذ له حقه، ويقف ضد القوي الظالم حتى يأخذ الحق منه .
ويرشدنا إلى أهمية الجهاد وأثر الفاحشة في الشعوب، ولاينسى أمر الناس بالصلاة!
وسار الخلفاء الراشدون بعد أبي بكر على نفس الطريق، يجتمعون في المسجد يحددون من داخله أمور دينهم ومن فوق منبره يرشدون الناس إلى الطريق المستقيم.

المسجد دار قضاء:

يروى لنا القرآن الكريم قصة داوود عليه السلام حينما أتاه خصمان ليحكم بينهما فيقول: (( وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ﴿21﴾ إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ ﴿22﴾ )) سورة ص الآيات 21 – 22.
فالخصمان وصلا إلى داوود في محرابه داخل مسجده يطلبان القضاء من داوود وبعد أن شرحا قضيتهما له وسبب اختلافهما في بحث الاتفاق بينهما، فقضى لهما داخل المسجد وبهذه الآية الكريمة استدل على جواز القضاء في المسجد.

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقضي بين الناس في المسجد فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في المسجد، فقال: يا رسول الله إني زنيت! فأعرض عنه، فلما شهد على نفسه أربعا، فقال: أبك جنون؟ قال: لا، قال أذهبوا به فأرجموه. راوه يونس و غيره- فتح الباري.

واستعمل الخلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد دار قضاء، فإذا كان أحد المتخاصمين أو كلاهما على غير دين الإسلام أو به نجاسه فيجلس القاضي في رحبة المسجد حتى لا يلحق المسجد نجاسة.
قال العلامة أبو النجا المقدس: “و يباح في المسجد القضاء واللعان والحكم” الاقناع ج 1.

دور المسجد في الحياة الإجتماعية:

حيث أن للمسجد مهابة كبيرة في نفوس المسلمين، فالمسلم الذي يرتاده كل يوم عدة مرات للصلاة والعبادة و التأمل وقراءة القرآن، يألفه ويرتبط به ارتباطا وثيقا بالحب والوفاء والإجلال ويعتقد في أن أي عمل يقوم به داخله يكون عملا طيبا مبارك فيه.
من أجل ذلك يقوم الكثير من أبناء الأمة الإسلامية بتوثيق عقود زواجهم – وهى مناسبات سعيدة يرتبط الإنسان بذكراها أبد الدهر– فيقومون بها داخل المسجد حتى تشملهما رعاية رب البيت ويباركها ويديم عشرة هذين الزوجين.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اعلنوا هذا النكاح واجعلوه في المسجد واضربوا عليه بالدفوف ) راوه الترمذي – صحيح الترمذي ج 4.
ويصان المسجد بأن تضرب الدفوف خارجه.
قال العلامة ابو النجا المقدس: ويباح في المسجد عقد النكاح. الاقناع جـ 1، وتأكيدا لهذا فقد أقيمت في بعض المساجد أمكنة خاصة يتم فيها عقود الزواج ويتم فيها أيضا تقبل العزاء في وفاة أحد المسلمين وتلاوة آيات الذكر الحكيم والأحاديث الشريفة والمواعظ المفيدة.

المسجد بيت لمال المسلمين لتوزيعه على المحتاجين:

كان الرسول صلى الله عليه وسلم، يتلقى الأموال ويوزعها من داخل المسجد على الفقراء وذوى الحاجات،
وفي الصحيح، عن أنس رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بمال من البحرين، فقال: “انثروه في المسجد”، وكان أكثر مال أتى به، فخرج إلى الصلاة ولم يلتفت إليه، فلما قضى الصلاة جلس إليه فما كان يرى أحدًا إلا أعطاه إذ جاءه العباس، فقال: أعطني فإني فاديت نفسي وفاديت عقيلا، فقال له: “خذ” فحثا في ثوب ثم ذهب يقله فلم يستطيع، فقال: يا رسول الله، مر بعضهم يرفعه إلي، قال: “لا”، قال: فارفعه أنت علي، قال: “لا”، فنثر منه ثم احتمله فألقاه على كاهله ثم انطلق وهو يقول: إنما أخذت ما وعد الله فقد أنجز، فما زال صلى الله عليه وسلم يتبعه بصره حتى خفى علينا عجبا من حرص، فما قام صلى الله عليه وسلم وثم منها درهم. (أي أنه صلى الله عليه وسلم وزعها جميعًا ولم يبق درهمًا واحدًا لنفسه). رواه البخاري.

المسجد وإستقبال الوفود الإسلامية:

المسجد خير الأماكن التي يمكن أن تستقبل فيها الوفود الإسلامية سواء كانت لأغراض دينية أو ثقافية أو إجتماعية أو حربية، فوجود هذه الوفود داخل المساجد يعطي للمسلمين قوة وهيبة وعمل جاد خال من الرياء والنفاق والخداع.
فقد كانت الوفود تفد على مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، في المسجد فيستقبلهم فيها ويحسن استقبالهم ويبين لهم مسائل الدين ويرشدهم إلى سواء السبيل ويمدهم بالفقهاء والمعلمين كما كان يوفد رجاله إلى الأمم الأخرى ورؤسائها وملوكها كل ذلك من بيوت الله يحملون نصائح وإرشادات رسول الأمه صلى الله عليه وسلم، للدعوة إلى عبادة الله وحده، وتوضيح منهاج شريعة الإسلام في الحياة.

المسجد وتجميع الجيوش:

إن مجرد التواجد داخل بيت من بيوت الله يشعرك بالأمان والقوة، ولابأس ان يشارك المسجد في تدريب الجنود في رحبته وفنائه إذا دعت الضرورة لذلك لحماية الجبهة الداخلية وعونا للقوات المسلحة وهذا من دور المسجد ايضا لبناء المسلم دينيا وثقافيا وروحيا وبدنيا وعسكريا.
قال ابن المهلب: المسجد موضوع أمن جماعة المسلمين فما كان من الأعمال يجمع منفعة المسلمين وأهله جاز فيه. فتح الباري حجر جـ2
ومن معاني الاّية الكريمة: (( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ )) سورة الانفال الآية 60.
الحث على القوة من أي نوع وبأي أسلوب جائز فيه النصر.

فحين ترامت الاخبار أن كفار قريش قادمون لقتالهم بات أفاضل الصحابة في المسجد وعليهم السلاح وحرست المدينة كلها مع عامة المسلمين طيلة الليل فلما أصبحوا جمع النبى صلي الله عليه وسلم، أهل الرأى من المسلمين وجعلوا يتشاورون كيف يلقون عدّوهم وأخذ كل واحد يدلي برأيه ويدافع عنه داخل المسجد وكان اليوم يوم الجمعة، فصلى النبى صلي الله عليه وسلم بالناس وأخبرهم ان لهم النصر ما صبروا وأمرهم بالتهيؤ لعدوهم.

ودخل الرسول بيته بعد صلاة العصر فلبس ملابس الحرب وتقلد سيفه، والناس أثناء غيبته هذه في جدل يتحاورون ويتشاورون فلما خرج النبى إليهم لابسا درعه متقلدا سيفه أقبل عليه الذين كانوا يرون الخروج فقالوا ما كان لنا يا رسول الله أن نخالفك فأصنع ما بدا لك وما كان لنا ان نستكرهك والأمر إلى الله ثم إليك فقال: قد دعوتكم إلى هذا الحديث فأبيتم وما ينبغي لنبى إذا لبس لامته “أي أداة الحرب من سيف ودرع وترس ورمح” أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين أعدائه، انظروا ما آمركم به فاتبعوه والنصر لكم ما صبرتم.
وكان هذا في غزوة أحد، وهنا نجد ان التطبيق الفعلى لمبدأ الشورى كان وضع أساسه أيضا في المسجد، بل كانت اخر وصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، في حياته واخر أمر للحرب اتخذه كان من قلب المسجد، فقد ذهب إلى المسجد وقال بعد ان حمد الله وأثني عليه: انقذوا بعث أسامة – فلعمرى – لئن قلتم في إمارته لقد قلتم في إمارة أبيه من قبله، وأيم الله إنه لخليقا للإمارة وإن كان أبوه لخليقا لها. حياة محمد لمحمد هيكل صـ 441.

ولاشك أن للمسجد أثره الفعال في قيادة أى معركة منه سواء كانت من أجل البناء أو الإنتاج، أو من أجل إزاحة ظلم واقع او استعمار غاشم فمن فوق منبر المسجد تعلو كلمة الحق البناءه لكل متطلبات الحياة فإن من يعتلي هذا المنبر يجب أن يكون اهلا له فهو يقف مكان موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم، نائبا عنه وخليفة في الدعوة.
فكم وقف العلماء وقادة الثورات على مر التاريخ معتلين منابر المساجد ثائرين على الظلم والفساد منادين بالحرية والكرامة ناشدين العزة مؤيدين أصحاب الحق في حقهم وخاذلين أهل الباطل لا يخافون في الحق لومة لائم.
ولقد كان الإمام والخطيب على المنبر جناح الجندى في الميدان يشدون من أزرهم يطلبون تأييدهم ونصرتهم حاثين الأمه بمساندتهم.
فما شهر سيف في وجه الباطل إلا وكان دوى الكلمة يؤيده ويحرك فيه عوامل النصر والتأييد والفوز، لأن النصر وراءه كلمة هادفة مؤيده وقلم ثائر يدفعه إلى الأمام.

دور المسجد في الثقافة:

إن ثقافة الشعوب من أساسيات الحكم النزيه ويقع عبء شرحها على جهات قد يحسن اختيارها فتؤتي ثمارها المرجوة فإن رقي الشعب ونهضته يتوقف على مدى ثقافته!، ولما كان المسجد موضع ثقة كاملة آمنة فهو خير مكان لبث هذه الثقافة منه وخاصة الثقافة الراقية التي تهذب العقول وتبين البصائر وتهدي إلى الطريق المستقيم.
والثقافة ذات أبعاد وأهداف يجب تحديدها بدقة العارف الماهر، وللمسجد دور بارز فيها، قديما – فقد حمل من غير شك – راية التوجيه الثقافي على مدى أجيال متعاقبة منذ إنشاء أول مسجد فكان الرسول صلى الله عليه وسلم، يحث على القراءة والكتابة وهما أول طريق للثقافة، وكان عليه الصلاة والسلام يطلب من أسرى الحرب مقابل إطلاق حريتهم أن يعلموا عددا من المسلمين القراءة والكتابة.
وكان التشجيع المستمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لطلب العلم الأثر الكبير في تحقيق نشر العلم والحث على تعلمه مما أوجد ركيزة من العلماء في كل فنون الحياة والدين وحملوا من نور الإسلام ما أضاء للعالم دروبه وسبله وفجّر ينابيع الحضارة والخير للبشرية.

دور المسجد في مكافة المخدرات:

المسجد يقوم بدوره كاملا في محاربة الإدمان والمخدارت ويبذل الكثير في ذلك ما بين موعظة الواعظ وخطبة الخطيب ونصيحة العالم، فهؤلاء الدعاة يوجهون نصائحهم إلى أضرار الإدمان والمخدرات وأثرها السيئ في تحطيم النفوس وهلاك الأبدان كما يوجهون جهدهم إلى حكم الدين في هذه الموبقات المهلكات حيث يشكك فيها فئة ضالة مضلة لم تحصل على جانب من الثقافة فتفشت بين صفوفهم الامية والجهل والضلال.. لذا كانت النصيحة لهؤلاء تحتاج إلى جهابذة العلماء وجهد الدعاة، وعندما يعرف المدمن الطريق إلى المسجد فهذا أول طريق النجاح للإقلاع عن الإدمان لذا يجب ان يكون الإمام المنصح على درجة عالية من إسداء النصيحة وتقديم الوجبة الشهية من الموعظة الحسنة حتى يستمر هذا الإنسان في توبته ويسلك الطريق المستقيم بإذن الله تعالى.

المسجد والأسرة:

إذا قلنا ان المسجد له دور في حياة كل فرد من افراد الأسرة المسلمة فهذه حقيقة لاجدال فيها، فالطفل يتعلم من المسجد أول خطوط الكتابة والقراءة، يتناول حفظ القرآن الكريم ويتعلم مبادئ الوضوء والصلاة ويكتسب من فضائل الدين كل يوم فضيلة، وهذا تحقيقا لمنهاج الشريعة الإسلامية.

وينتقل إلى دور الشباب في أحضان المسجد، وقد منحه المسجد صلابة في الإيمان، قوة في العقيدة، إخلاصا في العمل، دواما في العبادة، فتتولد فيه المناعة الإلهية ضد الإنحراف والزلل.
والشيوخ .. ففي المسجد إيابهم وإلى المسجد ذهابهم لا يهنأ لهم بال حتى يصلوا المسجد ولا يطيب لهم مقام إلا في المسجد فأصبح دار الهناء لهم.
كذلك المرأة التي تنشد أمور دينها وما يصلح حالها في ديناها وآخراها تجد ذلك فيما تستمع إليه في المسجد سواء في خطبة الجمعة أو الدرس، حيث خصص لهن المكان المناسب في بعض المساجد لإقامة شعائرهن في مكان اَمن.
والفرد المؤمن إذا أراد سعادة الدنيا فعليه بالمسجد وإذا أراد الاَخرة فعليه بالمسجد وإذا أرادهما معا فعليه بالمسجد.

والمسجد نقطة تحول في حياة المذنب التائب، فعندما يريد عاصٍ أو مذنب التوبة يلجأ إلى المسجد يستعيذ بربه، يلجأ إلى خالقه فيجد الله غفورا رحيما، فيهيئ الله تعالى، الإمام المخلص ليتوب على يديه ويرشده إلى الطريق المستقيم، فيجد بين جدران المسجد الأمان، ويسمع تحت منبره سبل الخير والسلام ويقف أمام محرابه راكعا ساجدا يغتسل من الذنوب والاَثام.
يقول سبحانه وتعالى: (( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا )) سورة مريم الآية 60.

دور المسجد في التعليم:

للمسجد دور كبير في المشاركة داخل حقل التعليم، فبجانب المدرسة التي تمد الطفل والشباب بالمواد العلمية والدراسية فإن المسجد يساند المدرسة ويغرس في هؤلاء الصفات الحميدة والأخلاق الكريمة مما يساعده على أن يكون رجلا صالحا لامته.

ويمكن أن يكون المسجد مكملا في استيعاب أعداد التلاميذ الذين يفيضون عن فصول المدارس، فلا يعقل أن يكون المسجد لأداء الصلوات عدة دقائق ويغلق او يكون فارغا طوال اليوم، فمشاركة المسجد للمدرسة في ذلك ما يخفف عنها كثيرا من الأعباء.
وقد سمح في المساجد أن تقوم بدورها في هذا الجانب المضمار ففتحت وخصصت أماكن لمساعدة وتقوية الطلاب وعلى جانب اَخر فتحت فصول لمحو الأمية.

دور المساجد في علاج المرضى:

قامت المساجد بدورها في ذلك حيث أنشئت أماكن خاصة لعلاج المرضى والمترددين على المساجد بواسطة أطباء متخصصين في فروع الطب المختلفة والتحاليل اللازمة التي ساعدت كثيرا وخففت من مغالاة بعض الأطباء وخففت أيضا من التزاحم على المستشفيات العامة والخاصة.
وكثير من هؤلاء الأطباء الذين يشرفون على هذه المستوصفات العلاجية يقومون بالكشف مجانا حسبة لله أو نظير أجر زهيد، هذا مما شجع بعض أهل الخير بتقديم أدوية ليسوا في حاجة إليها إلى هذه المستوصفات وتقديمها للفقراء بدون مقابل.

دور المسجد في مساعدة الفقراء ماديا:

يتقدم كثير من الأغنياء عن طريق المسجد بمساعدة الفقراء وطلاب العلم المحتاجين فيقوم بعض المختصين من رواد المسجد بجمع هذه التبرعات المادية والعينية وتوزيعها على المستحقين بصورة منظمة ودقيقة، وفيها ما يحفظ كرامة الفقراء.

دور المسجد في النظافة:

إن المسلم الذي يتوضأ كل يوم خمس مرات للصلاة، ويتطهر فيزيل عن جسده المعرض للتلوث كل ما علق به .. فلا شك أن هذه الطهارة تقي الانسان الكثير من الامراض وتحميه منها بل جعل الإسلام في هذه الطهارة ثوابا أيضا!.
فروي عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من تطهر في بيته، ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة ) صحيح مسلم، رياض الصالحين.

دور المسجد في حركة الإنتاج والبناء:

الإسلام يدعو إلى العمل الجاد، (( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) سورة التوبة الآية 105.

والمسلم حينما يذهب إلى المسجد لأداء فريضة مع المسلمين جماعة، فهذا العمل ينقي القلوب ويدفعها إلى روح الجماعة في العمل والنشاط، لانهم أدوا واجب الله وتوكلوا عليه ودعوه بصالح العمل والله تعالى يقول: (( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ )) سورة الطلاق الآية 3.

وما أذان الفجر إلا دعوة صادقة لأولي الألباب بالقيام مبكرين موحدين لله مؤدين واجبهم في الصلاة التي يستقبلون بها يوما جديدا في حياة البشرية، وهم داعين الله بالكسب الحلال والعمل المفيد.

فبعد أداء الصلاة .. يسعى التاجر إلى رزقه بالبيع والشراء، والفلاح يسعى إلى حقله ليعمل بهمة ونشاط، والعامل يقصد عمله، والموظف والطالب، الكل يسعى في عمل دؤوب متواصل بعد أن أخذوا شحنة إيمانية تعينهم على العناء وتمدهم بالصدق والإخلاص، فيتضاعف الإنتاج ويزداد الخير ويعم الرخاء.

ويتناول المسلم هذه الوجبات الإيمانية بعد الحين والحين طوال النهار ثم يختم يومه بصلاة العشاء فتتكامل الصورة الإيمانية، تبدأ بالتوحيد لله وتنتهي بالتوحيد لله.
ولقد لوحظ أن الرجل الذي يؤدي صلاة الفجر في المسجد يقبل على عمله بهمة ونشاط ويتميز عمله بالجودة وحسن الأداء متعاونا مع إخوانه، بعكس من يتكاسل عن الصلاة في المسجد فيخيم عليه الكسل ويصير عمله ناقصا ويكون عرضه للإهمال ما يكون سببا في فشله.

دور المسجد في حفظ الرسالة المحمدية:

لقد أدى المسجد دوره في حفظ الرسالة المحمدية راسخة في قلوب المؤمنين محفوظة في صدور العلماء يوصلها جيل لجيل بأمانة وكفاءة منقطعة النظير، تارة بالكلمة المقروءة وتارة بالكتابة في الأوراق، فبقيت الشريعة الغراء بنورها وخيرها وهدايتها تهدي الناس إلى الطريق المستقيم وترشدهم وتبين لهم الحلال والحرام والثواب والعقاب، واستمر العطاء فيها والخير متدفقا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ولقد بقيت شعائر الدين وأحكامه تساير كل زمان ومكان رغم تعدد الأمم وإختلاف الأجناس والألسن واللهجات. بقي المسجد في أي بقعة من الأرض – رغم هذه الفوارق – يؤدي رسالته كاملة في حفظ الرسالة شرقا وغربا شمالا وجنوبا.
أحكام واحدة وأهداف واحدة، الحلال هو حلال في كل زمان ومكان، والحرام حرام في كل زمان ومكان، وإن ظهر من يشذ عن ذلك فسريعا ما ينبذ من الوجود ويتصدى له جنود الله في أي مكان أو زمان.

حرمة المساجد:

الإعتداء على المسجد وإنتهاك حرماته جريمة مابعدها جريمة!، فالويل والهلاك والإنتقام له من رب البيت وحاميه.

والإعتداء على بيوت الله كخرابه أو تدميره أو الإستيلاء على أرضه أو جزء منها أو سلب محتوياته أو الإعتداء على محارمه ومخصصاته أو منع أداء الشعائر فيه كل هذا إعتداء على حرماته، يقول سبحانه وتعالى: (( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) )) سورة الفيل.

كيف نحب المسجد؟

إن ترسيخ حب المسجد في النفوس مسئولية المجتمع كله فأجهزة الدولة – على اختلاف اغراضها – تنتمي إلى المسجد بل إذا شئنا أن نقول من يريد أن ينجح جهازه فليبدأ من المسجد – كما رأينا – إذ أن المسجد هو صمام لكل متطلبات الحياة، فالمعلم في مدرسته والتاجر في تجارته والصانع في مصنعه والموظف في عمله والمسئول في موقع مسئوليته عليهم مسئولية حب المسجد وتعميقه في النفوس، لأن حب المسجد يبني صروحا شامخة ضد الفساد و الإنحراف.
فهذا يقي الطفل من التشرد، والشاب من الإنحراف، ويهدي الضال إلى طريق الهدى والرشاد، ويغني الفقير ويجود الغني ويتوب العاصي ويزداد المؤمن إيمانا.
عن أبي سعيد الجعفري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فأشهدوا له بالإيمان ) رواه الترمذي.
قال الله عز وجل: (( إنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ )) سورة التوبة الآيه 18.

يقول جابر بن عبد الله قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( يا أيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له وكثرة الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وتنصروا وتجبروا واعلموا أن الله قد افترض عليكم الجمعة في مقامي هذا في يومي هذا في شهري هذا من عامي هذا إلى يوم القيامة فمن تركها في حياتي أو بعدي وله إمام عادل أو جائر استخفافا بها أو جحودا لها فلا جمع الله له شمله ولا بارك له في أمره ألا ولا صلاة له ولا زكاة له ولا حج له ولا صوم له ولا بر له حتى يتوب فمن تاب تاب الله عليه ألا لا تؤمن امرأة رجلا ولا يؤم أعرابي مهاجرا ولا يؤم فاجر مؤمنا إلا أن يقهره بسلطان يخاف سيفه وسوطه ) اخرجه ابن ماجه.