اخبار ليل ونهار. افضل الاعمال على الاطلاق في عشر ذي الحجة. وجاءت افضل ايام الدنيا على الاطلاق، الايام الوحيدة التي قد تفوق فضائل شهر رمضان المعظم، حيث ينتظر المسلمون في جميع انحاء العالم، بداية شهر ذو الحجة ووقفة عرفات وعيد الاضحى المبارك، حيث ان الايام العشر الاوائل من ذي الحجة، هي افضل ايام العام على الاطلاق، وينتظرها المسلمون للاكثار من اداء الاعمال الصالحة، وخاصة الصيام والبر والصدقات، وغيرها من ابواب الخير و الاحسان.
الشخص الحكيم، هو مَن فكر في الحياة، وتأمَّل أحوال الناس، وشاهد مصارعهم وجنائزهم، وخاصة في هذه الاوقات التي ينتشر فيها وباء كورونا، وما يحدث من وفيات بالالاف يوميا.
يا ايها الناس، إن وراءنا يومًا ثقيلاً عسيرًا، فتزودوا لذلك اليوم وخذوا له أهبته، فليس هناك إلا فريقان: فريق السعادة، وفريق الشقاء، يسعد أناس ويشقى آخرون.
إن هذه الأوقات جزء من أعماركم، وضياعها ضياع لكم وزيادة في حسراتكم.
لقـد خصَّ الله سبحانه وتعالى بعض الاماكن والازمان بفضائل ومزايا، حيث ضاعف فيها الأجر والثواب، ومن هذه الأزمنة التي خصَّها الله بفضائل العشر الأول من ذي الحجة، حيث ان ثواب الأعمال الصالحة فيها أفضل من الجهاد في سبيل الله، فعلى العبد أن يستغل هذه الايام القليلة، ويكثر فيها من الأعمـال الصّالحة، كالصّلاة والزّكاة والصوم والصدقة وغيرها؛ حتى ينال الفضل العظيم من الله العلي الكبير.
وهي أفضل أيام الدنيا كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (أفضل أيام الدنيا أيام العشر).
افضل الاعمال على الاطلاق في ايام ذي الحجة
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مامن أيّام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد).
كما ان في هذه الايام يوم عرفة، وهو من افضل ايام العام على الاطلاق.
افضل الاعمال في ايام العشر:
الصيام: من اهم الاعمال، صيام الايام التسعة الاوائل من ذي الحجة، منذ اول يوم وحتى يوم عرفة، ومن لم يستطيع صيام هذه الايام، فعليه ان يصوم يوم عرفة؛ لأنّ يوم عرفة يوم يعتق الله فيه رقابًا من النّار، وهو يوم الاكثار من الدعاء، يوم يدنو الله فيه من عباده، يوم يباهي فيه الله بعباده، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ). وفي الحديث الشريف: (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ). كما قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم: (من صام يومًا في سبيل الله، باعَد الله وجهَه عن النار سبعين خريفًا).
الاكثار من الدعاء: قال صلى الله عليه وسلم: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير).
الإكثار من الصدقات: في اوقات الازمات والاوبئة يزداد الفقراء والمساكين واصحاب الامراض، ولعل الجميع يشاهد الان ماذا اصاب كثيرا من الناس بسبب وباء كورونا، حيث توقفت الكثير من الاعمال والمصانع والشركات، واصاب الشلل حياة الناس، لذلك عليك انفاق الاموال في الزكاة والصدقات، والاكثار منها خاصة في هذه الايام، لما فيها من التقرّب إلى الله تعالى وابتغاء الأجر والثواب منه سبحانه عن طريق البذل والعطاء والإحسان للآخرين، ولما يترتب على ذلك من تأكيد الروابط الاجتماعية في المجتمع المسلم من خلال تفقّد أحوال الفقراء والمساكين واليتامى والمُحتاجين وسد حاجتهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ -يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ- شَهْرًا).
الاكثار من الذكر والتكبير والاستغفار: من الاعمال الهامة ايضا، في ايام العشر من ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق، الاكثار من التكبير في جميع الاوقات والاماكن، في البيوت والطرقات والمواصلات والاسواق، بالاضافة الى التكبير بعد كل صلاة مفروضة، من صلاة الصبح يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، وأيام التشريق هي ثلاثة أيام بعد يوم الأضحى.
وهذه مجموعة اخرى من الأعمال الصالحة التي يفضل الاكثار منها في ايام ذو الحجة: قراءة القرآن الكريم والاستماع اليه – والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم – وصلة أصدقاء الوالدين وصلة الأرحام والأقارب – والإحسان إلى الجيران – وإسباغ الوضوء – والدعاء بين الآذان والإقامة – والمحافظة على صلاة الجماعة – والمحافظة على السنن وقيام الليل– والحرص على صلاة العيد – وذكر الله عقب الصلوات – والحرص على الكسب الحلال – وإدخال السرور على المسلمين.
كما يُعَدُّ ذبح الأضاحي من العبادات المشروعة التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى في يوم العيد أو خلال أيام التشريق، عندما يذبح القُربان من الغنم أو البقر أو الإبل، ثم يأكل من أُضحيته ويُهدي ويتصدق، وفي ذلك كثيرٌ من معاني البذل والتضحية والفداء، والاقتداء بهدي النبُوّة المُبارَك.
طريقة اداء صلاة عيد الاضحى في البيت:
صلاة العيد واجبة عند الأحناف، وسنة مؤكدة عند المالكية والشافعية وفرض كفاية عند الحنابلة، ومن فاتته مع الإمام صلاها في بيته، وفي ظل انتشار وباء كورونا، إن لم تُفتح ساحات الصلاة، فيصلي الإنسان بأسرته في بيته، وليس شرطا لها الخطبة ومن فعل كان خيرا له.
فإن صلى الرجل بأهل بيته فيقتصر على الصلاة دون الخطبة، وإذا صلى المسلم صلاة العيد منفردًا أو جماعة بأهله في بيته، فإنه يصليها ركعتين وبالتكبيرات الزوائد، وعدد التكبيرات الزوائد سبع في الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام، وخمس في الركعة الثانية بعد تكبيرة القيام إلى الركعة الثانية، ووقت صلاة العيد هو وقت صلاة الضحى، يبدأ من بعد شروق الشمس بثلث ساعة ويمتد إلى قبيل أذان الظهر بثلث ساعة، فإن دخل وقت الظهر فلا تصلى؛ لأن وقتها قد فات.