الحمد لله الذي جعلنا نعيش حتى نرى بانفسنا هذه المشاهد الخيالية من ارض فلسطين وغزة، مشاهد كان من الصعب تصديقها لولا وجود الكاميرات والهواتف للتصوير.
وجّهت المقاومة الفلسطينية، ضربات جديدة للجيش الإسرائيلي في جباليا شمالي قطاع غزة، إذ هاجمت خطوطه الخلفية وقتلت جنودا وفجّرت آليات، في حين أعلنت إسرائيل أنها سترسل قوات إضافية إلى رفح.
تتصدر نشرات الاخبار العالمية ما يحدث في اسرائيل حاليا من مفاجآت وصدمات لم يكن نتوقع ان نراها، ولم يكن يتوقعها رئيس الوزراء الاسرائيلي ولا حكومته، بل هي مفاجآت لم تتوقعها اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية.
تفرض فصائل المقاومة الفلسطينية وجودها في الميدان عبر نشر فيديوهات بشكل يومي حول عملياتها ضد قوات الاحتلال التي تحاول التوغل في مخيم جباليا (شمال) وفي مناطق أخرى من قطاع غزة، وفي المقابل لا يقدم الاحتلال أي صورة عن معاركه في غزة.
أفادت مواقع إسرائيلية بوقوع حدث أمني “صعب جدا” في غزة خلال القتال المستمر مع “القسام” وفصائل فلسطينية شمال قطاع.
وأفادت مصادر إسرائيلية أن عددا من المشافي الإسرائيلية تستعد لاستقبال جنود مصابين في غزة، بسبب “الحدث الأمني صعب جدا جدا”.
ويؤكد الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري في غزة- أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في جباليا تعثرت بشكل كبير جدا خلال هذه الأيام، نتيجة العمليات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، وقال إن جيش الاحتلال يحاول التوغل إلى عمق جباليا وجباليا البلد ومناطق أخرى، لكنه قد يكون صيدا سهلا للمقاومة.
وفي المقابل، تراوحت عمليات فصائل المقاومة في الفترة الأخيرة ما بين عمليات مباشرة وعمليات غير مباشرة، من خلال التصدي للقوات الإسرائيلية المتقدمة وتدمير دباباتها وجرافاتها، بالإضافة إلى عمليات القنص واستخدام العبوات والاشتباكات المباشرة بين الطرفين.
الحمد لله الذي احيانا حتى نرى هذه المشاهد العجيبة
ووصف العقيد الفلاحي عمليات المقاومة في غزة بأنها نوعية ومستمرة، وتسبب خسائر كبيرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، رغم أنه لا يقر بهذه الخسائر ويحاول في بعض الأحيان تقديم مبررات من قبيل أن مقتل جنوده حدث بنيران صديقة.
ويشير إلى أن الأصوات داخل إسرائيل بدأت تتعالى على مستويات عليا بشأن الجنود الذين يقتلون على يد المقاومة في غزة، وقال إن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي صرح بأن مهمة الجيش في جباليا وجباليا البلد شمالي قطاع غزة هي مهمة “عبثية”.
كما أن العملية العسكرية في مدينة رفح جنوبي القطاع لن تقدم شيئا للإسرائيليين على المستويين السياسي والعسكري، كما يرى الخبير العسكري والإستراتيجي، والذي يقول إن إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الحرب هو لأسباب سياسية.
ورجح أن الخسائر التي تتكبدها إسرائيل جراء حربها على غزة ستكون لها تداعيات على الاقتصاد الإسرائيلي وعلى جوانب أخرى من الحياة في تل أبيب.
من جانب اخر، يرى الخبير في الشؤون الإستراتيجية والعسكرية اللواء واصف عريقات أن تكثيف جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه المدفعي والجوي على مخيم جباليا (شمال) ورفح (جنوب) قطاع غزة، يعكس حالة الضعف والإنهاك التي وصل إليها وعجزه عن تحقيق أي إنجاز على الأرض.
مشاهد خيالية تهز اسرائيل اليوم
وقال -في تحليل للمشهد العسكري في غزة- إن استخدام الجيش الإسرائيلي للطائرات والمدفعية البرية والبحرية بعد مرور 7 أشهر من عدوانه على القطاع، يؤكد أنه في حالة من الضعف وعدم قدرة على الثبات والسيطرة وتحقيق الأهداف على الأرض.
وأضاف عريقات أن قصف المربعات السكنية والأماكن التي يجتمع فيها الناس مثل مراكز الإيواء والمستشفيات، يأتي ضمن السياسة الإسرائيلية في حرب الإبادة والتدمير والتهجير، وأيضا في ظل تعرض جيش الاحتلال لضغط كبير من المقاومة الفلسطينية. وقال إن جيش الاحتلال يلجأ إلى استهداف المدنيين في غزة ليغطي على عجزه.
وبحسب الخبير في الشؤون الإستراتيجية والعسكرية، فإن حالة الإنهاك والضعف التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي تصب في صالح المقاومة الفلسطينية التي أثبتت قدرتها على التصدي والضغط على هذا الجيش.
وذكر أن المقاومة الفلسطينية حيّرت الجيش الإسرائيلي وكذلك المحللين والخبراء العسكريين، ففي ظل الظروف الصعبة التي يتعرض لها قطاع غزة والمجازر التي ترتكب بحق الغزيين، يخرج المقاوم الفلسطيني ويبث بالصوت والصورة عملياته التي تستهدف قوات الاحتلال في مختلف مناطق القطاع.
وقد وصل الإسرائيليون -كما يقول عريقات- إلى طريق مسدود في حربهم على قطاع غزة، وصناع القرار يقفون على مفترق طرق لأن بقاء جيشهم في حالة الضعف سيعني مزيدا من الاستنزاف ليس فقط في الأرواح والمعدات، وإنما في عدم ثقة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى تعميق الخلافات الداخلية.
الحمد لله الذي احيانا حتى نرى هذه المشاهد العجيبة
وتواصل فصائل المقاومة الفلسطينية عملياتها ضد قوات الاحتلال في مختلف المناطق، وقد أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 5 جنود وإصابة 16 آخرين في تفجير مبنى بمنطقة جباليا أمس الأربعاء.
ويرتفع عدد العسكريين الإسرائيليين القتلى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 627 بين ضابط وجندي، بينهم 289 لقوا مصرعهم منذ بدء العملية البرية لقوات الاحتلال في قطاع غزة.
وتعلن فصائل المقاومة بشكل شبه يومي عن سلسلة عمليات تم تنفيذ بعضها بشكل مشترك وشملت كمائن وقنص جنود واستهداف آليات متوغلة في مخيم جباليا شمالا وشرق رفح جنوبا، مما أسفر عن قتلى وجرحى من الجنود الإسرائيليين.
ودأبت كتائب القسام في غزة على توثيق عملياتها ضد قوات وآليات جيش الاحتلال في مختلف محاور القتال منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
مشاهد جديدة تزلزل اسرائيل في غزة اليوم
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 5 مجازر أسفرت عن 60 شهيدا و80 مصابا خلال الـ24، مما رفع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 35 ألفا و233 شهيدا و79 ألفا و141 إصابة.