تخريب المساجد.. لمصلحة من؟

اخبار ليل ونهار. تخريب المساجد.. لمصلحة من؟

في المسجد يجتمع المسلمون خمس مرات كل يوم على فترات متفرقة لأداء أعظم عبادة وهي الصلاة.

وفي المسجد تتآلف القلوب وتتقوى آصرة الأخوة والمحبة بين المسلمين.

وفي المسجد تتساقط فوارق الجاه والمال والسلطان.

تخريب المساجد.. لمصلحة من؟
تخريب المساجد.. لمصلحة من؟

وفي المسجد يتعلم المسلمون من نظام صلاة الجماعة: وحدة الصف والالتفاف حول الإمام والنظام في الحياة.

وفي المسجد يتعلم المسلمون نظام الإسلام وآدابه وأحكامه.

وفي المسجد يتربى المسلمون على الأخلاق الفاضلة والمعاملات الحسنة.

إلى غير ذلك من مهام المسجد وأدواره الكبيرة في التربية والتوجيه والتعليم.

وعمارة بيوت الله تعالى تكون بالعبادة فيها وأداء الصلوات، وفتح أبوابها لمن أراد ذلك دائما، ومن عمارتها إقامة الدروس، وتعليم الناس ما ينفعهم في دينهم وفي دنياهم، فالمسجد أهم مؤسسة عند المسلمين، وأول عمل قام به النبي صلى الله عليه وسلم بعد قدومه إلى المدينة المنورة هو تشييد المسجد، فكان مسجده صلى الله عليه وسلم مكانا للصلاة والعبادة، وكان مدرسة يتعلم فيها المسلمون ما يحتاجونه من أمور دينهم ودنياهم، وكان محل الاجتماعات العامة يلتقي فيه المسلمون، ومركز القيادة العليا، فيه تعقد الألوية، ومنه تنطلق الجيوش والسرايا والبعوث الدعوية.

وقد ظل المسجد عبر العصور يؤدي هذه الادوار، بتفاوت مختلف، فبعض الحكام العرب الان، يحاربون المساجد لما لها من تأثير قوي على المسلمين، من ناحية توعيتهم بامور دينهم وبالحلال والحرام في كل امور حياتهم، وبالتالي معرفتهم مقدار الضلال والظلم الذي يعيش عليه الحاكم، ومن ثم الخروج عليه.

وقد يشمل تخريب المساجد، غلقها مبكرا فور كل صلاة، ومنع اقامة الدروس الدينية، ومنع واعتقال الائمة والخطباء الذين يقبل عليهم الناس، والتضييق على استهلاك المساجد من الكهرباء والمياه، وغيرها من امور يتفنن فيها العديد من الحكام الظالمين.

ومن يعطل المسجد عن أداء دوره في المجتمع، وتبليغ رسالته على النحو الذي كان عليه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومساجد السلف الصالح، فإنه يسعى لتهميشه والتقليل من أهميته، وبالتالي خرابه، وقد قال الله تبارك وتعالى عنهم:

(ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم). 114 سورة البقرة.