يوميا يتصاعد انتشار الاسلام بدون توقف حول العالم، متفوقا بشدة عن باقي الديانات الاخرى، ورصدت العديد من الدراسات والابحاث، تزايد اعداد المسلمين بالمقارنة مع باقي اتباع الديانات الاخرى، وقد توقعت دراسة أعدها مركز أبحاث بيو الامريكي تزايد عدد المسلمين في العالم بشكل أسرع من باقي الديانات الأخرى، بسبب تصاعد نسبة اعتناق الاسلام في دول اوروبا وامريكا، وخاصة تحول العديد من اتباع الدين المسيحي الى الاسلام.
وقال مركز بيو للأبحاث المختص بمتابعة نمو الديانات في العالم، إنه خلال العقود الماضية كانت المسيحية هي الديانة الأكبر في العالم، لكن حدث تحول وتغير، واصبح عدد المسلمين يزداد بشكل أسرع من أي ديانة أخرى.
ووفقا لنتائج الدراسة، فإن أعلى نسبة للتحول بين الأديان توجد بين المسيحيين، وتوقعت أن يتحول 106 ملايين شخص عن الديانة المسيحية خلال السنوات المقبلة، مقابل تحول 40 مليونا إلى المسيحية، في حين من المتوقع أن تخسر الديانة اليهودية 300 ألف نتيجة للتحول الديني.
وتتوقع الدراسة أن تصل نسبة المسلمين في أوروبا 10% بحلول 2050، وأن تتجاوز نسبة المسلمين في الولايات المتحدة نسبة اليهود بحلول العام نفسه.
والملفت وفقا للتقرير أن أوروبا -المنطقة الوحيدة التي ستشهد انكماشا في عدد السكان- سينخفض فيها عدد المسيحيين من 550 إلى 450 مليونا، كما سينخفض عدد المسيحيين في الولايات المتحدة من ثلاثة أرباع عدد السكان إلى الثلثين في العام 2050.
ومن المتوقع انقراض البوذية، حيث انها ستكون الديانة الوحيدة التي لا يُتوقع أن تشهد ارتفاعا في عدد معتنقيها بسبب عوامل الشيخوخة ومعدلات الخصوبة المتدنية في البلدان التي تتبع تلك الديانة، مثل الصين واليابان وتايلاند.
وفي العام 2010 كان عدد المسلمين في العالم 1.6 مليار نسمة مقارنة مع 2.17 مليار مسيحي. لكن، بحسب التقرير، “سيعادل عدد المسلمين تقريبا عدد المسيحيين في العالم” بعد أربعة عقود.
وتتوقع الدراسة -في حال استمرار نفس المؤشرات الحالية- أن يبلغ عدد سكان العالم اكثر من 9 مليارات نسمة عام 2050، ليشكل المسلمون حوالي 3 مليار نسمة، والمسيحيون حوالي 3 مليار نسمة ايضا، وهو ما يعني أن المسلمين سيشكلون 30% من سكان العالم.
مشاهد من تصاعد انتشار الاسلام عالميا
وقد رصدت دراسة أميركية حديثة تراجعا كبيرا لتمسك الناس بالأديان على مدار الـ12 عاما الماضية، باستثناء الإسلام.
وقالت الدراسة، التي أعدها الباحث رونالد إنجلهارت، ونشرتها مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، إنه منذ عام 2007 إلى عام 2019 انخفضت نسبة التدين في حوالي 50 دولة كانت في مجال البحث.
وتابعت الدراسة الامريكية: “أصبحت المجتمعات الحديثة أقل تدينا جزئيا، وذلك على الرغم من أن بعض رجال السياسة المحافظين الدينيين يحذرون من أن الابتعاد عن الدين سيؤدي إلى انهيار التماسك الاجتماعي والأخلاق العامة في المجتمعات”.
وأكدت الدراسة أن الإسلام هو الاستثناء الرئيسي الوحيد من تراجع الاهتمام بالأديان، مشيرة إلى أن سكان البلدان ذات الأغلبية المسلمة ظلوا متدينين بشدة وملتزمين.
وأضافت الدراسة: “انه حتى في حالة ارتفاع مستوى الاقتصاد والدخل المادي، تميل الشعوب الاسلامية إلى أن تكون أكثر تدينا وتحفظا من المتوسط”.
وأضافت الدراسة: “لم يقتصر ضعف إيمان الناس في المعتقدات الدينية على البلدان ذات الدخل المرتفع فقط، إنه ظهر في معظم أنحاء العالم”، مؤكدة أن أعدادا متزايدة من الناس لم تعد تجد الدين مصدرا ضروريا للحصول على الدعم النفسي وإدراك المعنى من حياتهم.
وقد انخفض تقدير الأمريكيين لأهمية وجود الرب والإله في حياتهم من 8 إلى 4 على مقياس من 10 نقاط، وهو انخفاض حاد بشكل مذهل، وفقا للدراسة.
وأوضحت الدراسة أن العوامل السياسية والفضائح الجنسية المروعة التي شهدتها بعض الكنائس لعبت دورا كبيرا في تراجع مكانة الدين ورجال الدين المسيحي في الولايات المتحدة، خاصة مع كشف العديد من فضائح استغلال الاطفال جنسيا داخل الكنائس.