اخبار ليل ونهار. كورونا بريء.. سر اغلاق بيوت الله تعالى. كشف فيروس كورونا بشكل واضح، بما لايدع مجالا للشك، عن كراهية بعض الحكام العرب والمسلمين للمساجد والصلاة، حيث قامت السلطات في احدى الدول العربية، باعتقال كل من يقوم باداء صلاة الجماعة او التراويح، حتى وان كان داخل بيته، في حين تمتلأ استديوهات تصوير المسلسلات والافلام، وتزدحم وسائل المواصلات والجهات الحكومية.
كما يقوم وزير اوقاف هذه الدولة، بالتشديد على اغلاق المساجد، كما لو كان ينتظر بفارغ الصبر تخريب المساجد، مع التحقيق مع بعض الائمة الذين قاموا باقامة الصلاة في بعض المساجد، كما قام بمنع اذاعة القرآن الكريم في وقت المغرب في مكبرات الصوت في المساجد.
في حين سمحت العديد من دول العالم في اوروبا، بفتح المساجد، واذاعة الاذان عبر مكبرات الصوت، لبث الطمأنينة والتفاؤل بين السكان.
الإعتداء على بيوت الله، والسعي لخرابها أو تدميرها أو الإستيلاء على أراضيها أو جزء منها أو منع أداء الشعائر فيها، كل هذا إعتداء على حرمات بيوت الله تعالى، والإعتداء على المسجد وإنتهاك حرماته جريمة مابعدها جريمة!، فالويل والهلاك والإنتقام له من رب البيت وحاميه.
فلماذا تشتد الحرب على المساجد، ولماذا يسعى البعض الى تخريب بيوت الله تعالى، وماهو دور المساجد الحقيقي في الاسلام، والذي بسببه يخشاه هؤلاء الحكام؟
كورونا بريء.. سر اغلاق بيوت الله تعالى
كان أول عمل يقوم به الحبيب صلى الله عليه وسلم، في المدينة، هو بناء المسجد!، فمن المسجد تنتشر فروع التشريع، ومنه تنطلق كلمة التوحيد وتتوحد الصفوف وتتألف القلوب، بين عباد الله، ويتم التخطيط لشئون الدولة، ووضع أسس المعاملات والعبادات ويتعلم الإنسان أصول النظام والطاعة والنظافة.
رسالة المسجد في العبادة:
رسالة المسجد الأساسية هى عبادة الله تعالى فيه وتشمل الصلاة وقراءة القرآن والإعتكاف، مع أن الله تعالى رخص للمسلم الصلاة في أي بقعة طاهرة من الأرض، ولكن العبادة داخل المسجد لها روحانية خاصة، ومذاق جميل، حتى أن صلاة الجمعة لاتصح إلا في المسجد. وقد حث الإسلام إلى السعي إلى المساجد، فالجلوس في المساجد عبادة والسعي إليها طاعة ويشهد للساعي إليها بالإيمان.
المسجد دار الشورى والمبايعة:
المسجد له المكانة العظيمة في نفوس المسلمين لذلك هو أفضل مكان يصلح للتشاور، والخروج باراء وقرارات صحيحة، وفيه يكون المسلم بعيدا عن هوى النفس ومكائد الشيطان.
المسجد دار قضاء:
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقضي بين الناس في المسجد، وتبعه في ذلك الخلفاء الراشدون.
دور المسجد في الحياة الإجتماعية:
للمسجد مهابة كبيرة في نفوس المسلمين، فالمسلم الذي يرتاده كل يوم عدة مرات للصلاة والعبادة والتأمل وقراءة القرآن، يألفه ويرتبط به ارتباطا وثيقا، كما ان المسجد خير الأماكن التي يمكن أن تستقبل فيها الوفود الإسلامية سواء كانت لأغراض دينية أو ثقافية أو إجتماعية أو حربية، فوجود هذه الوفود داخل المساجد يعطي للمسلمين قوة وهيبة وعمل جاد خال من الرياء والنفاق والخداع.
المسجد ومساعدة الفقراء والمساكين:
كان الرسول صلى الله عليه وسلم، يتلقى الأموال ويوزعها من داخل المسجد على الفقراء وذوى الحاجات.
ويقوم كثير من الأغنياء عن طريق المسجد بمساعدة الفقراء وطلاب العلم المحتاجين فيقوم بعض المختصين من رواد المسجد بجمع هذه التبرعات المادية والعينية وتوزيعها على المستحقين بصورة منظمة ودقيقة، وفيها ما يحفظ كرامة الفقراء.
المسجد والأسرة:
الطفل يتعلم في المسجد أول خطوط الكتابة والقراءة، ويحفظ القرآن الكريم ويتعلم مبادئ الوضوء والصلاة ويكتسب من فضائل الدين كل يوم فضيلة، وينتقل إلى دور الشباب في أحضان المسجد، وقد منحه المسجد صلابة في الإيمان، قوة في العقيدة، إخلاصا في العمل، دواما في العبادة، فتتولد فيه المناعة الإلهية ضد الإنحراف والفساد.
والشيوخ .. ففي المسجد إيابهم وإلى المسجد ذهابهم لا يهنأ لهم بال حتى يصلوا المسجد ولا يطيب لهم مقام إلا في المسجد فأصبح دار الهناء لهم.
كذلك المرأة التي تنشد أمور دينها وما يصلح حالها في ديناها وآخراها تجد ذلك فيما تستمع إليه في المسجد سواء في خطبة الجمعة أو الدروس، حيث تم تخصيص اماكن في بعض المساجد لحضور النساء.
دور المسجد في التعليم:
للمسجد دور كبير في تعليم وتريبة الاطفال، فبجانب المدرسة التي تمد الطفل بالمواد العلمية والدراسية فإن المسجد يساند المدرسة ويغرس في هؤلاء الاطفال الصفات الحميدة والأخلاق الكريمة مما يساعده على أن يكون انسانا صالحا لامته.
دور المساجد في علاج المرضى:
يوجد في العديد من المساجد، مراكز طبية باسعار رمزية، والتي ساعدت كثيرا وخففت من مغالاة بعض الأطباء وخففت أيضا من التزاحم على المستشفيات العامة والخاصة.
دور المسجد في النظافة:
إن المسلم الذي يتوضأ كل يوم خمس مرات للصلاة، ويحرص على الحضور الى المسجد نظيفا، فإن هذا يجعله حريصا على النظافة بشكل عام، سواء في البيت او الشارع، ولا شك أن هذه الطهارة تقي الانسان الكثير من الامراض وتحميه منها، وجعل الإسلام في هذه النظافة والطهارة ثوابا أيضا!.
دور المسجد في حركة الإنتاج والبناء:
المسلم حينما يذهب إلى المسجد لأداء فريضة مع المسلمين جماعة، فهذا العمل ينقي القلوب ويدفعها إلى روح الجماعة في العمل والنشاط، لانهم أدوا واجب الله وتوكلوا عليه ودعو الله بصالح العمل.
فبعد أداء الصلاة .. يسعى التاجر إلى رزقه بالبيع والشراء، والفلاح يسعى إلى حقله ليعمل بهمة ونشاط، والعامل يقصد عمله، والموظف والطالب، الكل يسعى في عمل دؤوب متواصل بعد أن أخذوا شحنة إيمانية تعينهم على العناء وتمدهم بالصدق والإخلاص، فيتضاعف الإنتاج ويزداد الخير ويعم الرخاء.
المسجد وتجميع الجيوش:
لاشك أن للمسجد أثره الفعال في قيادة أى معركة منه سواء كانت من أجل البناء أو الإنتاج، أو من أجل إزاحة ظلم واقع او استعمار غاشم فمن فوق منبر المسجد تعلو كلمة الحق البناءه لكل متطلبات الحياة فإن من يعتلي هذا المنبر يجب أن يكون اهلا له فهو يقف في مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، نائبا عنه وخليفة في الدعوة.
دور المسجد في الثقافة:
إن ثقافة الشعوب من أساسيات الحكم النزيه والعادل، ويتوقف رقي الشعب ونهضته على مدى ثقافته!، ولما كان المسجد موضع ثقة كاملة آمنة فهو خير مكان لبث هذه الثقافة منه وخاصة الثقافة الراقية التي تهذب العقول وتبين البصائر وتهدي إلى الطريق المستقيم.