مخاطر الحمل للأم و للجنين

 

هناك مَخاطِر ترافق كلَّ حمل. ويُمكن أن تكونَ من بين أسباب المُشكلات المُحتَملة حالاتٌ صحِّية موجودة لدى المرأة الحامل أو حالاتٌ صحية تنشأ في أثناء حملها. كما تشمل الأسبابُ أيضاً حالات حمل المرأة بأكثر من جَنين واحد، إضافةً إلى مُشكلات حدثت في حُمول سابقة، أو أن تكونَ المرأة قد تجاوزت خمسةً وثلاثين عاماً.  إذا كانت المرأة مُصابةً بحالةٍ صحيةٍ مزمنة، فعليها أن تستشير طبيبها قبلَ أن تحمل، وذلك من أجل تقليل المَخاطِر المُحتَملة. وبعد أن تحمل المرأة، فإنَّها قد تكون في حاجةٍ إلى فريق رعاية صحية من أجل مراقبة حملها. ومن الحالات الصحية الشائعة التي يُمكن أن تؤدِّي إلى مُضاعفاتٍ في الحمل:  • أمراض القلب. • ارتفاع ضَغط الدم. • مُشكلات الكلية. • اضطرابات المَناعة الذَّاتية. • الأمراض المنقولة بالجنس. • الداء السُّكري. • السرطان. • أنواع العدوى المختلفة.  هناك حالاتٌ صحيةٌ أخرى يُمكن أن تسبِّبَ مَخاطِر خلال الحمل، ويُمكن أن تصيب المرأة في أثناء حملها، ومن بينها السُّكريُّ الحملي وتنافر الزمر الدموية. لكنَّ الرعاية الجيِّدة للمرأة الحامل يُمكن أن تكتشفَ هذه المُشكلات، وأن تعالجها أيضاً. كما أنَّ هناك بعض الحالات التي تسبِّب إزعاجاً، ومن بينها الغَثَيانُ وألم الظهر والتعب، وهي مُشكلات شائعةٌ خلال الحمل. يكون من الصعب على المرأة أحياناً أن تعرفَ ما هو طبيعي، وما هو غير طبيعي، وهذا يعني أنَّ عليها أن تستشيرَ طبيبَها لمعرفة ذلك.

مقدِّمة

هناك بعضُ المَخاطِر التي ترافق أيَّ حمل. ومن الممكن أن تشمل المُشكلات الصحية خلال الحمل مُشكلاتٍ تتعلَّق بصحة الأم، ومُشكلات تتعلق بصحة الطفل، أو الأمرين معاً. وقد تكون أسبابُ هذه المُشكلات وجودَ مُشكلات صحية أُصيبت بها الأم قبلَ الحمل، أو مُشكلات ظهرت وتطوَّرت خلال فترة الحمل. يكون من الصعب أحياناً أن تعرفَ المرأة الحامل ما هو طبيعي وما هو غير طبيعي ويُمكن أن يكون سبباً للقلق. لذلك، فإنَّ عليها أن تستشير طبيبها إذا شعرت بأي قلق. ويجب أن تتذكر المرأة أن هناك دائماً طرقاً من أجل التعامل مع المُشكلات التي تظهر خلال الحمل، سواء أكانت هذه المُشكلات شائعةً أم نادرة. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على فهم المُشكلات الصحية خلال الحمل. وهو يتناول المُشكلات الصحية قبل الحمل، والمُشكلات المرتبطة بالحمل، إضافةً إلى قسم خاص عن الإصابة بالعدوى خلال الحمل. كما يتناول البرنامج أيضاً عوامل الخطورة، ومتى يكون على المرأة أن تستشير الطبيب. وهناك قسمٌ عن العناية بالمرأة الحامل.

الحمل

يستعرض هذا القسمُ المفاهيمَ والمصطلحات الشائعة فيما يتعلق بالحمل والوِلادة. تقع الأعضاءُ الإنجابية عند المرأة في منطقة الحوض، بين المثانة والمستقيم. وهي تشمل:

  • المبيضين.
  • البوقين.
  • الرَّحِم.
  • عنق الرحم.
  • المهبل.

عندما تحمل المرأةُ، فإنَّ الجَنين يبقى في الرَّحِم حتى موعد الوِلادة. إن الرَّحِم قادرٌ على التمدُّد إلى حدٍّ كبير. يُدعى الجزءُ السفلي من الرَّحِم باسم عُنُقَ الرَّحِم. وهو ينفتح على المَهبِل. خلال الحمل، يكون الجَنين موجوداً ضمن سائل خاص يُدعى السائل الأمينوسي. ويحيط بالجَنين والسائل الأمينوسي كيسٌ يدعى باسم “الكيس الأمينوسي” داخل الرَّحِم. يتلقَّى الجَنينُ الغذاءَ عبر المَشيمَة. والمَشيمَةُ عضوٌ موجودٌ بين الكيس الأمينوسي و الرَّحِم الذي ينمو بالترافق مع نمو الجَنين خلال الحمل. يقدِّم دم الأم الأكسجين والمواد المغذِّية إلى دم الجَنين من خلال المَشيمَة. كما يقوم دم الأم بإزالة الفضلات من دم الجَنين من خلال المَشيمَة أيضاً. ينتقل دمُ الجَنين إلى المَشيمَة عبر الحبل السّرِّي. وهذا يعني أنَّ دم الأم لا يذهب إلى جسم الجَنين على الإطلاق. عندما يقترب وقتُ الوِلادة، يهبط رأسُ الجَنين إلى الأسفل ضمن حوض الأم. وهذا ما يجعل بطنها يبدو أصغرَ قليلاً ممَّا كان سابقاً. تُدعى هذه الظاهرة باسم “التَّخَفُّف”. يبدأ المخاضُ عندما تشعر الأم بتقلصات في بطنها. إن هذه التقلصات هي حركة تقلص وارتخاء عضلات الرَّحِم.

المُشكلاتُ الصحية قبل الحمل

قد تكون المرأةُ مُصابةً بمُشكلات صحيةٍ قبل أن تحمل. ومن الممكن أن تؤدِّي هذه المُشكلاتُ إلى مضاعفاتٍ خلال الحمل. ومن أجل منع هذه المضاعفات، لابدَّ من استشارة الطبيب قبل الحمل. يُمكن أن يقرِّرَ الطبيبُ تغييرَ طريقة التعامل مع المُشكلات الصحية في أثناء حمل المرأة، لأنَّ هناك أدوية يُمكن أن تكون مؤذيةً إذا تناولتها المرأة خلال حملها. وفي الوقت ذاته، فإنَّ التوقُّفَ عن تناول الأدوية الضرورية يُمكن أن يكونَ ضاراً أيضاً. لله الحمد، فإنَّ حسن التعامل مع المُشكلات الصحية يزيد كثيراً من فرصة وِلادة طفل سليم معافى. يناقش هذا القسمُ المُشكلات الصحية الشائعة التي يُمكن أن تؤدِّي إلى حصول مضاعفات في أثناء الحمل. هناك مُشكلاتٌ صحِّية سابقة على الحمل يُمكن أن يكون لها أثرٌ سيء على الحمل نفسه. ومن بينها:

  • الرَّبو، وهو ما يُمكن أن يزيدَ مَخاطِر الوِلادة المبكِّرة، وانخفاض وزن الجَنين، و الوِلادة القيصرية.
  • الاكتئاب، الذي يُمكن أن يزيد مَخاطِر الإصابة باكتئاب ما بعد الوِلادة.
  • الداء السُّكري.
  • اضطرابات الأكل.
  • الصَّرَع.

إنَّ الضَّغط الدموي المرتفع يعرِّض المرأةَ الحامل وجَنينها إلى مَخاطِر الإصابة بعددٍ من المُشكلات. وتكون المرأةُ المُصابة بارتفاع الضَّغط الدموي أكثر تعرُّضاً لمَخاطِر مقدمات الارتعاج (الانسمام الحملي) وانفصال المَشيمَة. كما تزداد مَخاطِرُ حدوث الوِلادة المبكِّرة أو انخفاض وزن المولود. هناك مُشكلاتٌ صحيةٌ أخرى يُمكن أن تسبب مضاعفات خلال الحمل. ومن هذه المُشكلات:

  • فيروس العوز المناعي البشري (الإيدز).
  • زيادة الوزن.
  • أمراض الدَّرَق.
  • تَليُّف الرَّحِم، وهو ما يُمكن أن يسبب وِلادة مبكرة، أو وِلادة مِقعدية.

هناك مُشكلاتٌ صحيةٌ أخرى يُمكن أن يكون لها أثرٌ سلبيٌّ على الحمل. ولابدَّ من استشارة الطبيب قبل الحمل إذا كان لدى المرأة:

  • أحد أمراض المَناعة الذاتية، كالذئبة مثلاً.
  • سرطان.
  • مرض قلبي.
  • مُشكلات كلوية.

وفي بعض الحالات، كالسرطان مثلاً، يُمكن أن يقترح الطبيب الانتظار قبل بدء الحمل.

مُشكلات متعلِّقة بالحمل نفسه

يُمكن في بعض الأحيان أن تظهرَ مُشكلاتٌ خلال الحمل، حتى لدى المرأة السليمة المعافاة. هناك اختباراتٌ وفحوص يُمكن إجراؤها خلال الحمل، للمساعدة على الوقاية من هذه المُشكلات أو لاكتشافها في وقتٍ مبكر. وإذا جرى العثور على إحدى هذه المُشكلات، فلابدَّ من التقيُّد بنصائح الطبيب فيما يخص معالجتها؛ فهذا التقيُّد يزيد من فرصة الوِلادة الآمنة لطفلٍ سليم. فقرُ الدم هو انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء السليمة عن المعدل الطبيعي. ومن الممكن أن تؤدِّي الإصابةُ بفقر الدم خلال الحمل إلى إحساس المرأة بالتعب أو بالإغماء. كما يُمكن أن يسبِّب شحوباً وقصراً في النفس. وغالباً ما تكون معالجة فقر الدم أمراً سهلاً، وذلك من خلال تناول متمِّمات غذائية تحوي الحديد أو حمض الفوليك. يحدث الحملُ المُنتَبِذ (خارج جوف الرحم) عندما تنغرس بيضةٌ ملقَّحة خارج الرحم، وغالباً ما يكون هذا في البوق. ومن أعراض هذه الحالة الإحساسُ بألم في البطن أو في الكتف، إضافةً إلى النزف المَهبِلي والإحساس بالإغماء أو الدوخة. ولابدَّ في هذه الحالة من استخدام الأدوية أو الجراحة لإنهاء الحمل حتى لا تُصابَ بقية أعضاء جسم المرأة بالضرر. يُمكن أن تظهرَ مُشكلاتٌ لدى الجَنين خلال الحمل، وذلك من قبيل ضعف النمو أو المُشكلات القلبية. إذا كان الجَنين يتحرَّك أقل من الحد الطبيعي، أو إذا كان أصغر من الحد الطبيعي، فمن الممكن إجراء بعض الفحوص والاختبارات من أجل معرفة ما إذا كان مُصاباً بمشكلة صحية. وقد تكون الأمُّ في حاجةٍ إلى رعايةٍ خاصة خلال الحمل. كما يُمكن في بعض الحالات تقديم موعد الولادة. مقدِّماتُ الارتعاج (الانسمام الحملي) هي حالةٌ تبدأ بعد الأسبوع العشرين من الحمل، وتسبِّب ارتفاع ضغط الدم، إضافةً إلى مُشكلات في الكلى وغيرها من الأعضاء. العلاجُ الوحيد لهذه الحالة هو الوِلادة التي يُمكن إجراؤها إذا كان موعدها قد اقترب. أمَّا إذا كان الوقت مبكراً جداً، فلابدَّ من مراقبةٍ مستمرة للأم والجَنين. السُّكري الحملي هو مرضُ السُّكري الذي يبدأ خلال الحمل. ولا تكون لهذا المرض أيَّة أعراض عادةً، لكن من الشائع أن يجري الطبيب اختباراً للكشف عنه قبل الوِلادة. إذا لم تجرِ السيطرة على هذه الحالة، فمن الممكن أن تؤدِّي إلى إصابة المرأة بمقدمات الارتعاج، كما يُمكن أن تحدث وِلادة مبكرة، بالإضافة إلى مُشكلات لدى الجَنين عند ولادته. وهناك كثيرٌ من المضاعفات المُحتَملة الأخرى للسكَّري الحملي. ارتفاعُ ضغط الدم الحملي هو ارتفاع ضغط الدم الذي يبدأ بعد الأسبوع العشرين من الحمل، ويزول بعد الوِلادة. لابدَّ في هذه الحالة من مراقبة الأم والجَنين مراقبةً مستمرة خلال فترة الحمل. إن ارتفاع ضغط الدم الحملي يعدُّ إشارةً إلى مقدِّمات الارتعاج أيضاً. القيءُ المفرط الحملي هو حالةُ غَثَيان وتقيؤ شديدة تصيب الأمَّ خلال الحمل. يُمكن أن تسبب هذه الحالة نقصاً في الوزن لدى الأم، بالإضافة إلى الجفاف والإغماء أيضاً. وقد تكون المرأة الحامل في حاجةٍ إلى دخول المستشفى حتى يجري إعطاؤها السوائل والمواد المغذية من خلال أنبوب عبر الوريد. وتبدأ المرأةُ المُصابة بالقيء المفرط الحملي بالتحسُّن مع حلول الأسبوع العشرين من الحمل عادةً. الإجهاضُ التلقائي هو فقدان الجَنين لأسبابٍ طبيعية قبل حلول الأسبوع العشرين من الحمل. وقد يكون من بين علامات الإجهاض التلقائي حدوثُ تبقيع أو نزف مَهبِلي، إضافةً إلى الإحساس بتقلصات وألم بطني مع خروج سائل أو أجزاء من النسيج عبر المَهبِل. يجب استشارةُ الطبيب على الفور إذا ظهرت هذه الأعراضُ لدى الحامل. من الممكن أن تؤدِّي مُشكلات المَشيمَة إلى بعض المضاعفات أيضاً، وذلك من قبيل النزف المَهبِلي. وغالباً ما تتطلَّب هذه الحالات أن تستريح المرأة الحامل في الفراش. يحدث انفصالُ المَشيمَة عندما تنفصل المَشيمَة عن الجدار الداخلي للرَّحِم في وقتٍ مبكرٍ جداً، ممَّا يقلِّل كميةَ الأكسجين التي يحصل عليها الجَنين. وأمَّا انزياحُ المَشيمَة فهو ما يحدث عندما تغطيالمَشيمَة عُنُق الرَّحِم، وتسد قناة الوِلادة. وإذا حدث هذا، فلابدَّ من توليد المرأة عن طريق عمليةٍ قيصرية. المخاضُ المبكِّر هو حدوثُ المخاض قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل. تكون المرأةُ مضطرةً إلى الوِلادة في وقتٍ مبكر أحياناً، وهذا ما يدعى بالوِلادة المبكِّرة. لكن هناك أدويةٌ متوفرة من أجل محاولة وقف المخاض المبكر عند الحاجة. وغالباً ما تكون استراحة المرأة في السرير أمراً ضرورياً في هذه الحالات. إنَّ الطبيب هو من يقرر التصرُّف الأفضل بالنسبة للأم والجَنين. تنافر الزمر هو حالةٌ تحدث خلال الحمل إذا كان عامل الراهاء (عامل ريسوس) في دم المرأة سلبياً، وكان عامل الراهاء في دم جَنينها إيجابياً. في هذه الحالة يتحسَّس دم الأم ضد عامل الراهاء، وقد يؤدي ذلك إلى قيام جسدها بمهاجمة خلايا الدم الحمراء لدى جَنينها. وهذا ما يقلِّل كمية الأكسجين الواصلة إلى الجَنين. لكن الوقاية من مضاعفات هذه المشكلة أمرٌ ممكن من خلال تلقِّي الرعاية المناسبة قبل الوِلادة. إنَّ الحالات السابقة كلها ليست إلاَّ جزءاً من المضاعفات التي يُمكن أن تظهر خلال الحمل. لابدَّ من استشارة الطبيب فيما يخص المضاعفات التي يُمكن أن تكونَ المرأة معرضةً لها. كما يستطيع الطبيب مساعدة المرأة الحامل من أجل تقليل هذه المَخاطِر، ومن أجل ضبط الحمل ومراقبته على نحوٍ مباشر.

الإصابةُ بالعدوى خلال الحمل

خلال مرحلة الحمل، يُمكن لبعض أنواع العدوى أن تكونَ ضارَّة بالمرأة أو الجَنين، أو بالاثنين معاً. إنَّ عادات الحياة اليومية، كغسل اليدين وممارسة الجنس الآمن وتجنب بعض أنواع الأطعمة، يُمكن أن تكونَ مفيدةً في حماية الحامل من بعض أنواع العدوى. يوضح هذا القسمُ بعضَ حالات العدوى الشائعة التي يُمكن أن تسبب حدوث مضاعفات خلال الحمل. الداءُ الجرثومي المَهبِلي هو عدوى مَهبِلية تنتج عن زيادة تكاثر بعض أنواع الجراثيم التي توجد في المَهبِل عادةً. وعادةً ما ترتبط هذه العدوى بالوِلادة المبكرة وبانخفاض وزن المولود. لابد من استخدام المضادات الحيوية لمعالجة هذه العدوى. الفيروسُ المضخِّم للخلايا هو فيروسٌ شائعٌ يُمكن أن يسبب المرض للجَنين الذي تصاب أمُّه بهذا الفيروس خلال حملها. ومن الممكن أن يؤدي حدوث هذه العدوى لدى الرضيع إلى فقدان السمع وفقدان الرؤية، وغير ذلك من الإعاقات. ولا تتوفَّر في الوقت الحالي أيَّة معالجةٍ آمنة من أجل النساء الحوامل المُصابات بهذا الفيروس. الجراثيم العِقديَّة من المجموعة ب هي جراثيم توجد غالباً في المَهبِل والمستقيم لدى النساء السليمات صحياً. ولا تكون هذه الجراثيم مؤذيةً في الأحوال العادية، لكنها يُمكن أن تكون قاتلةً بالنسبة للطفل إذا انتقلت إليه خلال الوِلادة. تُعطى المرأة مضادات حيويةً خلال المخاض لحماية طفلها من الإصابة بالجراثيم العقدية من المجموعة ب. إنَّ فيروسَ التهاب الكبد من النوع ب هو عدوى فيروسية يُمكن أن تنتقل إلى الطفل خلال الوِلادة. ويبلغ احتمالُ إصابة الطفل بهذه العدوى طوالَ حياته نسبة تسعين بالمائة إذا التقط الفيروس خلال الوِلادة. ومن الممكن أن يؤدِّي هذا إلى إصابة الكبد بالضرر، كما يُمكن أن يؤدي إلى سرطان الكبد أيضاً. لكنَّ هناك لقاحاً يُمكن أن يحمي المولود من الإصابة بفيروس التهاب الكبد من النوع ب. الأنفلونزا هي عدوى فيروسية شائعة غالباً ما تسبب مرضاً شديداً للمرأة الحامل. كما أنَّ إصابة جَنين المرأة التي تصاب بالأنفلونزا بمُشكلات صحيةٍ خطيرة يكون كبيراً، ومن هذه المُشكلات احتمال المخاض والوِلادة المبكرين. إن تلقِّي لقاح الأنفلونزا يُمكن أن يحقق الوقاية من هذه المضاعفات. داء الليستريات هو عدوى ناتجة عن جراثيم ضارَّة تُدعى باسم الليستريَّة. وتوجد هذه الجراثيم في بعض الأطعمة المجمدة والأطعمة الجاهزة. ومن الممكن أن تسبِّب العدوى بهذه الجراثيم إجهاضاً تلقائياً أو وِلادة مبكرة. يُمكن معالجة هذه العدوى بالمضادات الحيوية. إنَّ الإصابة بالفيروسة الصغيرة ب 19 لا تسبب مُشكلات صحيةً خطيرة لدى معظم النساء. لكنَّ هناك احتمالاً ضئيلاً لأن تصل العدوى إلى الجَنين. وهذا ما يزيد من مَخاطِر الإجهاض التلقائي خلال العشرين أسبوعاً الأولى من الحمل. الأمراضُ المنقولة عن طريق الجنس هي حالاتٌ من العدوى التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي. وهناك كثيرٌ من هذه الأمراض التي يُمكن أن تنتقلَ إلى الطفل خلال وجوده في الرَّحِم أو خلال الوِلادة نفسها. ومن النتائج المُحتَملة لهذه الأمراض وِلادةُ طفلٍ ميت، أو انخفاض وزن المولود، أو إصابة الطفل بعدوى خطيرةٍ على حياته. ومن الممكن أيضاً أن تؤدي الأمراض المنقولة عن طريق الجنس إلى الوِلادة المبكِّرة. داءُ المقوَّسات هو عدوى ناتجة عن طفيلي موجود في براز القطط وفي التراب، وكذلك في اللحوم النيئة أو غير المطهوة جيداً. وإذا انتقل هذا الطفيلي إلى الجَنين، فإنَّ العدوى يُمكن أن تؤدي إلى إصابته بفقدان السمع أو بالعمى أو بإعاقاتٍ عقلية. إن تناولَ المضادات الحيوية خلال الحمل أمرٌ ضروري من أجل معالجة عدوى المسالك البولية. عدوى المسالك البولية هي عدوى جرثومية شائعة تصيب المجاري البولية. ومن الممكن أن تنتقل هذه العدوى إلى الكليتين إذا ظلت من غير معالجة. إذا حدث هذا، فمن الممكن أن يؤدي إلى مخاضٍ مبكِّر. تنتج العدوى الفطرية عن زيادة نمو أنواع من الفطريات التي توجد في المَهبِل عادةً. ويكون احتمالُ إصابة المرأة بهذه العدوى خلال الحمل أكبرَ من احتمال إصابتها بها في أي وقتٍ من أوقات حياتها. لا تعدُّ هذه العدوى خطيرةً على الطفل، لكنها يُمكن أن تكون مزعجةً وصعبة المعالجة خلال الحمل.

عواملُ الخطورة

هناك نساءٌ معرَّضاتٌ أكثر من غيرهن للإصابة بالمُشكلات الصحية خلال الحمل. وتكون لدى هذه الفئة من النساء عوامل خطورة مرتفعة تجعل احتمالَ إصابتهن بالمُشكلات الصحية يزداد. إنَّ عوامل الخطورة المتعلِّقة بالمُشكلات الصحية للحمل تتضمن ما يلي:

  • الحمل بأكثر من جَنين واحد.
  • الحمل في سن أقل من ستة عشر عاماً.
  • الحمل في سن تتجاوز خمسةً وثلاثين عاماً.
  • الحمل في حالة الهزال.
  • الحمل في حالة زيادة الوزن.

هناك عواملُ خطورة أخرى فيما يتعلق بالمُشكلات الصحية للحمل، وهي:

  • وجود تاريخ سابق لظهور مُشكلات خلال الحمل.
  • وجود شذوذات في الرَّحِم أو في عُنُق الرَّحِم.
  • تناول بعض أنواع الأدوية.

إنَّ تناولَ الكحول والكوكايين وتدخين السجائر يُمكن أيضاً أن يؤدي إلى انخفاض وزن المولود، وإلى تشوُّهاتٍ ولادية، إضافةً إلى إمكانية حدوث الإجهاض التلقائي أيضاً. إن لهذه المواد المَخاطِر التالية أيضاً:

  • يزيد الكحول من مَخاطِر متلازمة الجَنين الكحولي، ومن الإعاقات العقلية.
  • يزيد الكوكايين من مَخاطِر انفصال المَشيمَة، والوِلادة المبكرة، ووِلادة طفلٍ ميت.
  • إن تدخين السجائر يزيد من مَخاطِر وِلادة طفل ميت، والمخاض المبكر، ومُشكلات المَشيمَة، إضافةً إلى مَخاطِر المُشكلات السلوكية والإعاقات العقلية لدى الطفل.

ليست هذه هي عوامل الخطورة الوحيدة المتعلِّقة بالمُشكلات الصحية للحمل. على المرأة أن تستشير طبيبها فيما يخص تاريخها الطبي والتاريخ الطبي لأسرتها أيضاً؛ فالطبيبُ قادرٌ على إخبار المرأة إذا كانت معرَّضةً إلى مَخاطِر كبيرة فيما يتعلق بمضاعفات الحمل.

متى يصبح طلبُ المشورة الطبية ضرورياً

عندما تحمل المرأة، فعليها ألاَّ تتأخَّر أبداً في الاتصال مع طبيبها إذا شعرت بأي انزعاجٍ أو قلق. من الممكن أن تكون التغيرات الجسدية علامةً على وجود مشكلة. على المرأة أن تستشير الطبيب إذا ظهر لديها:

  • نزف مَهبِلي أو تسرب سائل من المَهبِل.
  • انزعاج أو ألم أو شعور بالحرقة عند التبوُّل.
  • دوخة.
  • انزعاج أو ألم أو تقلص في الجزء السفلي من البطن.
  • نوبات حمَّى أو برد.

على المرأة أن تتَّصل بطبيبها أيضاً إذا ظهر لديها:

  • مُشكلات في الرؤية، أو تَشوُّش في الرؤية.
  • حالات صُداع شديد أو مستمر.
  • تورُّم مفاجئ أو شديد في الوجه أو اليدين أو الأصابع.
  • أفكار تتعلق بأن تؤذي المرأة نفسها أو بأن تؤذي جَنينها.
  • التقيؤ أو الغَثَيان المستمران.

لابدَّ من مراجعة الطبيب أيضاً إذا شكت المرأة في أن جَنينها يتحرك أقل من الحدِّ الطبيعي بعد الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل. يجب سؤال الطبيبُ عن مقدار الحركة الذي يعدُّ طبيعياً بالنسبة للجَنين.

رعاية الحامل قبل الوِلادة

إنَّ مرحلةَ الحمل مرحلةٌ مثيرة، لكنها يُمكن أن تسبب شدةً نفسيةً للمرأة؛ ومعرفةُ المرأة الحامل بأنها تفعل كل ما تستطيع من أجل المحافظة على صحتها خلال حملها، ومن أجل جعل طفلها القادم يبدأ حياته على نحوٍ سليمٍ معافى، أمرٌ يُمكن أن يحقق الراحة للمرأة. حتَّى إذا قامت المرأةُ بالخطوات اللازمة للوقاية من مُشكلات الحمل، فإنَّ حملها يظل معرَّضاً لبعض المَخاطِر. إن رعاية المرأة قبل الوِلادة أمرٌ هام لهذا السبب تحديداً. ومن الممكن لهذه الرعاية المستمرة أن تساعدَ الطبيبَ على اكتشاف المُشكلات في وقتٍ مبكرٍ، وفي الوقاية من مضاعفاتها أيضاً. رعاية الحامل قبل الوِلادة هي الرعايةُ التي تتلقاها المرأة الحامل قبل الحمل وخلال الحمل. إن تلقِّي هذه الرعاية في وقتٍ مبكر وعلى نحوٍ منتظم أمرٌ مهم من أجل صحة الأم، ومن أجل صحة الجَنين أيضاً. وتشمل هذه الرعايةُ الرعايةَ الصحية العامة، والتثقيف وتقديم المشورة فيما يخص كيفية تعامل المرأة مع حملها. تساعد الرعايةُ قبل الوِلادة المرأة والطفل على البقاء في صحةٍ جيدة. يقوم الطبيبُ بوضع جدول زمني للمراجعات خلال فترة الحمل. لا يجوز تفويتُ أي موعد من هذه المواعيد، فكلُّها مواعيد هامة. يستطيع الطبيبُ رصدَ المُشكلات في وقتٍ مبكر عندما تراجعه المرأة الحامل على نحوٍ منتظم. وهذا ما يسمح له بالمعالجة المبكرة لأيَّة مشكلة. يُمكن للمعالجة المبكِّرة أن تحقق الشفاء من معظم المشكلات، وأن تمنع ظهور مُشكلات أخرى. كما يستطيع الطبيب أن يخبر الحامل بالخطوات التي يُمكن القيام بها حتى يبدأ طفلها حياته بدايةً صحيةً سليمة. إنَّ أطفال الأمهات اللواتي لا يتلقين رعاية ما قبل الوِلادة معرضون أكثر من غيرهم بثلاث مرات لانخفاض الوزن عند الوِلادة. كما أنَّهم معرضون أكثر من غيرهم بخمس مرات لاحتمال الموت أيضاً. يستطيع الطبيبُ أن يوضح للأم الأشياء التي تعدُّ طبيعيةً في أثناء الحمل والأشياء التي يُمكن أن تثير القلق. يمر جسمُ الحامل بتغيُّرات كثيرة خلال الحمل، كما تظهر عليه بعض الأعراض من قبيل الانزعاج أو الغَثَيان، لكن هذا أمرٌ طبيعي.

الخلاصة

هناك مَخاطِر في كل حمل. ومن الممكن أن تشتمل المُشكلات الصحية التي تظهر خلال الحمل على مُشكلات تتعلَّق بصحة الأم، ومُشكلات تتعلق بصحة الجَنين، أو مُشكلات تتعلق بالاثنين معاً. وقد تكون أسبابُ هذه المُشكلات ناتجةً عن مُشكلات صحية سابقة تعاني منها المرأة قبل الحمل، أو عن مُشكلات صحية تظهر لديها في أثناء حملها. يكون من الصعب أحياناً معرفةُ ما هو طبيعي وما هو سببٌ حقيقيٌّ للقلق. ولذلك، على المرأة الحامل أن تستشيرَ طبيبها إذا شعرت بأي قلق. وعليها أن تتذكَّر أن هناك طرقاً للتعامل مع المُشكلات التي تظهر لديها في أثناء حملها، سواءٌ أكانت هذه المُشكلات مُشكلات طبيعيةً شائعةً أم نادرة.