رصدت احدى كاميرات المراقبة في احد شوارع مصر، واقعة مؤسفة، لتسلل احد الشباب الى احد المنازل التي وجد ابوابها مفتوحة، ليقوم بتنفيذ جريمة رصدتها الكاميرا في السادسة صباحا!
السَّارِقُ شخصٌ مُجرِمٌ استخدَمَ نِعمَةَ اللهِ تعالى في معصيةِ اللهِ عز وجل، استخدَمَ عَقلَهُ وسَمعَهُ وبَصَرَهُ ويَدَهُ ورِجلَهُ فيما يُسخِطُ اللهَ تعالى، وهوَ مسؤولٌ عن هذه الجوارحِ، قال تعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) [الإسراء: 36].
السَّارِقُ عَرَّضَ إِيمَانَهُ للضَّيَاعِ؛ كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: (وَلا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ). [رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ-].
والسَّارِقُ عَرَّضَ نَفْسَهُ لِلَعنَةِ اللهِ تعالى، واللعنُ يعني: الطردَ من رحمةِ اللهِ عز وجل، يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: (لَعَنَ اللهُ السَّارِقَ يَسْرِقُ البَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ، وَيَسْرِقُ الحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ). [رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ-].
كاميرا المراقبة ترصد تسلل شاب الى منزل ليفعل جريمة!
يا عباد الله: إنَّ سوءَ التَّربِيَةِ لهُ آثارٌ سَيِّئَةٌ على الفردِ والمجتمعِ, فإذا لم يَقُم الأبوانِ, ثمَّ المدرسةُ, ثمَّ أجهزةُ الإعلامِ بجميعِ صُوَرِها, بما هوَ واجبٌ عليهم من حُسنِ التَّربِيَةِ للأبناءِ وأفرادِ المجتمَعِ, فَلْيَتَحَمَّلُوا نتائِجَ هذا الإهمالِ من ظُهورِ السَّرِقاتِ, ثمَّ تَعَاطي المُخَدِّراتِ, ثمَّ الدِّياثةِ, ثمَّ الغِشِّ, ثمَّ الرِّبا, ثمَّ الزِّنى, ثمَّ العُقوقِ؛ فالآباءُ ووُزراءُ الإعلامِ والمدرِّسونَ والمعلِّمُونَ والحُكَّامُ همُ الذين يَتَحمَّلون نتيجةَ جَرَائِمِ السَّرِقَةِ بِسَبَبِ تَقصِيرِهِم في التَّربِيَةِ, هذا إِنْ لم يكونوا هم أوَّلَ السَّارِقين.