انواع فقر الدم وطرق علاج فقر الدم بالغذاء

اسباب فقر الدم، انواع فقر الدم، علاج فقر الدم طبيعيا، علاج الانيميا بالغذاء، علاج الانيميا الحادة، علاج الانيميا عند الاطفال، علاج الانيميا عند الحوامل، علاج الانيميا الخبيثة، فقر الدم الحاد، اعراض فقر الدم، نقص الحديد، فيتامين ب 12

فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia مشتقة من اللغة الإغريقية بمعنى بلا دم) هو حالة تحدث بسبب انخفاض تركيز الهيموجلوبين عن المستوى الطبيعي (الاناث البالغات غير الحوامل اقل من 12جم/ديسيلتر والذكور البالغين أقل من 13جم/ديسيلتر). وبسبب الهبوط في مستوى الهيموجلوبين تعاني الأجهزة من عدم الحصول على ما يكفي من الأوكسجين وبالتالي يشكو المرضى من عوارض الإرهاق والصداع وعدم التركيز والخمول وغيرها.

انواع فقر الدم:

هناك ثلاث أنواع رئيسية لفقر الدم: فقر الدم الناجم عن فقدان الدم وفقر الدم الناجم عن خلل في إنتاج كريات الدم الحمراء وفقر الدم الانحلالي. فقر الدم هو الحالة المرضية الأكثر شيوعا في أمراض الدم. ففي الولايات المتحدة تصيب هذه الحالة أكثر من 3.5 مليون أمريكي. النساء والأشخاص المصابون بأمراض مزمنه قد يكونون في خطر أعلى للإصابة بفقر الدم.

وبمزيد من التفصيل، نشرح انواع فقر الدم:

فقر الدم الناجم عن عوز الحديد (Iron deficiency anemia): هذا النوع الشائع من فقر الدم يصيب ما يقارب 2 – 3% من سكان الولايات المتحدة البالغين. السبب لحدوثه هو نقص الحديد في الجسم. ذلك ان نخاع العظم يحتاج الى الحديد من اجل انتاج الهيموجلوبين. وان لم يكن تزويد الحديد كافيا، فلن يستطيع الجسم انتاج كمية كافية من الهيموجلوبين لخلايا الدم الحمراء. والنتيجة هي: الانيميا الناجمة عن عوز الحديد.

فقر الدم الناجم عن عوز الفيتامينات (Vitamin Deficiency Anemia): بالاضافة الى حاجته الى الحديد، يحتاج الجسم ايضا الى حمض الفوليك (Folic acid) والى فيتامين “ب 12” (Vitamin B12) لانتاج كمية كافية من خلايا الدم الحمراء الصحيحة. النظام الغذائي الذي ينقصه احد المركبات الغذائية الحيوية، هذه او غيرها، يمكن ان يؤدي الى خفض انتاج خلايا الدم الحمراء. وعلاوة على هذا، فثمة اشخاص لا تتمتع اجسامهم بالقدرة على امتصاص فيتامين B-12 بشكل فعال.

فقر الدم كعرض لمرض مزمن: العديد من الامراض المزمنة، مثل السرطان (Cancer)، الايدز (متلازمة العوز المناعي المكتسب – AIDS)، مرض النقرس (Gout)، داء كرون (Crohn’s disease)، وامراض التهابية مزمنة اخرى بامكانها التاثير على انتاج خلايا الدم الحمراء، والتسبب بالتالي بفقر دم مزمن. كما يمكن ان يؤدي فشل الكلى، ايضا، الى فقر الدم.

فقر الدم اللاتنسجي (Aplastic anemia): هذا النوع من فقر الدم نادر جدا، لكنه يشكل خطرا على الحياة. وهو يحدث نتيجة لتدني قدرة نخاع العظم على انتاج انواع خلايا الدم الثلاثة (خلايا الدم الحمراء، البيضاء وصفائح الدم). ولا يزال سبب فقر الدم اللاتنسجي غير معروف في معظم الحالات. ولكن، هنالك اعتقاد بان له علاقة بامراض تمس بعمل الجهاز المناعي (Immune system).

فقر الدم الناجم عن مرض في نخاع العظم: العديد من الامراض، مثل ابيضاض الدم (اللوكيميا – Leukemia)، خلل التنسج النخاعي (Myelodysplasia) – وهو عبارة عن حالة طبية سابقة للوكيميا – يمكنها ان تؤدي الى نشوء فقر دم والتاثير على نخاع العظم. تاثيرات الاضطرابات السرطانية- او شبه السرطانية، هذه يمكن ان تتراوح بين التغيير المعتدل جدا في كميات انتاج خلايا الدم وحتى التوقف الكامل عن انتاجها بما يشكل خطرا على الحياة. كما ان هنالك انواعا اخرى من السرطان تهاجم الدم ونخاع العظم، مثل الورم النقيي المتعدد (Multiple myeloma)، اضطرابات التكاثر النقوي (Myeloproliferative disorders)، الورم اللمفي (lymphoma)، يمكن ان تؤدي الى نشوء فقر دم.

فقر الدم الناجم عن انحلال الدم (Hemolysis): هذه المجموعة من انواع فقر الدم تتطور عندما يتم اتلاف خلايا الدم الحمراء بسرعة تفوق قدرة نخاع العظم على انتاج خلايا دم جديدة.

هنالك امراض دم معينة بامكانها التسبب بتلف خلايا الدم الحمراء بشكل مكثف. الاضطرابات في الجهاز المناعي يمكن ان تدفع الجسم الى انتاج اضداد (Antibodies) لخلايا الدم الحمراء، والتسبب باتلافها قبل الاوان. كما ان تناول ادوية معينة، كانواع مختلفة من المضادات الحيوية (Antibiotics) المستعملة لمعالجة انواع مختلفة من العدوى (التلوثات)، يمكن ان يتسبب، ايضا، بتلف خلايا الدم الحمراء.

فقر الدم المنجلي (Sickle cell anemia): هذا النوع من فقر الدم يكون احيانا حادا، ينتقل بالوراثة، وفي معظم الحالات يصيب الناس ذوي الاصول الافريقية، العربية او بحر المتوسطية. هذا النوع من فقر الدم يحدث نتيجة لخلل في الهيموجلوبين يجعل خلايا الدم الحمراء ذات شكل استثنائي يشبه المنجل. هذا الشكل من خلايا الدم الحمراء يسبب ضمور هذه الخلايا وموتها قبل الاوان، وهكذا يسبب نقصا مزمنا في خلايا الدم الحمراء.

انواع اخرى من فقر الدم: هنالك انواع اضافية اخرى من فقر الدم، هي انواع اكثر ندرة مثل مرض الثلاسيميا (Thalassemia)، وانواع تنجم عن عيوب في الهيموجلوبين. واحيانا، لا يمكن الوصول الى تشخيص دقيق لسبب ظهور الانيميا.

أعراض فقر الدم:

يتعلق ظهور اعراض فقر الدم لدى المرضى بحسب درجة فقر الدم، وتيرة تطور المرض وحاجة المريض الى الاوكسجين. تظهر اعراض فقر الدم (المذكورة في الاسفل) عادة اذا كان تطور المرض سريع للغاية، اما اذا كان تطور فقر الدم بطيء فمن الممكن الا تظهر تلك الاعراض لان الجسم يكون قد اعتاد على الوضعية الجديدة.

تتنوع اعراض فقر الدم وتختلف، تبعا للمسبب. اعراض الانيميا قد تشمل:

  • التعب
  • شحوب البشرة
  • خفقان قلب سريع وغير منتظم
  • نبضات قلب متراقصة
  • ضيق التنفس
  • اوجاع  في الصدر
  • الدوخة
  • النوام
  • تغيرات في الحالة الادراكية
  • برود اليدين والقدمين
  • الصداع
  • احتشاء عضلة القلب (في الحالات النادرة والقاسية للمرض)

قد تكون الانيميا في بداياتها معتدلة جدا وغير محسوسة، لكن الاعراض تزداد سوءا كلما تفاقم المرض.

أثناء الفحص السريري تظهر العلامات الاتية:
الشحوب (شحوب البشرة، والبطانات المخاطية وجذور الاظافر) ولكن لا يمكن الاعتماد عليه لتشخيص الحالة.
قد تكون هناك علامات مرتبطة بمسببات فقر الدم، مثل تشوهات بالأظافر (نتيجة نقص الحديد).
الصفرة (عندما ينتج فقر الدم عن تكسير كريات الدم الحمراء الغير طبيعية).
تشوهات في العظام (وجدت في المتلازمة الكبرى لانيميا البحر المتوسط) أو قرحة الساق (شوهد في مرض الخلية المنجلية).

علاج فقر الدم بالطعام:

بشكلٍ عام، يختلف علاج فقر الدم لا سيما العلاج التغذويّ باختلاف نوعه وسببه، وسنتحدث فيما يلي عن أهم الأغذية الضروريّة في علاج كل من أنواع فقر الدم التي يمكن علاجها بالغذاء.

فقر الدم بعوز الحديد

يعتبر هذا النوع من فقر الدم الأكثر شيوعاً، حيث إنّ نقص الحديد هو الأكثر شيوعاً بين جميع حالات نقص العناصر الغذائيّة، ويعاني منه حوالي 1.2 بليون شخص، ومن المجموعات الأكثر عرضة للإصابة به الأطفال في عمر ما قبل المدرسة والنّساء الحوامل، حيث يصاب بنقصه حوالي نصف هذه المجموعات، ويعتبر الشّخص مصاباً بفقر الدم بعوز الحديد عندما ينخفض مستوى الحديد في جسمه إلى حدّ يقلل من مستوى الهيموجلوبين في الدّم، والذي يحتاج إلى الحديد لتكوينه، وتشمل أسباب فقر الدم بعوز الحديد ما يلي:
• عدم الحصول على كميّات كافية من الحديد من الحمية الغذائيّة، وخاصة في الأطفال والمراهقين والنباتيّين.
• ارتفاع احتياجات الجسم اليوميّة من الحديد، مما يؤدي إلى استهلاك مخزون الجسم منه، كما يحدث في حالات الحمل والرّضاعة.
• الحيض، وخاصة في حالات غزارته .
• فقدان الدّم بالنّزيف أو القرحة أو غيرها من مشاكل الجهاز الهضميّ.
• تكرار التّبرع بالدّم.
• ممارسة التّمارين الرياضيّة (الأيروبيك) بكثرة.
• بعض أمراض الجهاز الهضمي مثل مرض كرون، أو إزالة جزء من المعدة أو الأمعاء الدّقيقة بالجراحة.
• بعض الأدوية والأغذية والمشروبات المحتوية على الكافيين.

ويتم علاج هذا النّوع من فقر الدم عن طريق زيادة تناول الحديد، بتناول مكمّلاته الغذائيّة وزيادة تناول مصادره الغذائيّة، بالإضافة إلى علاج المُسبّب، مثل حالات خسارة الدّم بأي طريقة عدا الحيض، والتي يتطلّب علاجها الجراحة أحياناً، وتشمل المصادر الغذائيّة الغنيّة بالحديد اللّحوم الحمراء، والأسماك، والأسماك القشريّة، والدّواجن، والبيض، والبقوليّات، والحبوب الكاملة والحبوب المُدعّمة بالحديد مثل حبوب الإفطار المُدعّمة بالحديد والخبز المُدعّم، وتليها الفواكه المجففة والخضروات الخضراء مثل البروكلي. ويجب الأخذ بعين الاعتبار إمكانيّة الاستعانة ببعض العوامل الغذائيّة التي ترفع من امتصاص الحديد لتسريع عمليّة العلاج عن طريق تناولها في الوجبات نفسها مع مصادر الحديد، حيث توفّر المصادر الحيوانيّة الحديد الهيمي عالي الامتصاص، بالإضافة إلى أنها تحتوي على عامل يُحسّن من امتصاص الحديد غير الهيمي الموجود في المصادر الحيوانيّة والنباتيّة، كما ويسبب ڤيتامين ج زيادة امتصاص الحديد غير الهيمي، بالإضافة إلى بعض السكّريات والأحماض التي ترفع أيضاً من امتصاصه.

فقر الدم بعوز فيتامين B12

يسبب نقص الفيتامين B12 فقر دم يتميز بالخلايا الحمراء كبيرة الحجم، ويحصل نقص الفيتامين B12 غالباً بسبب عدم قدرة الجسم على امتصاصه وليس بسبب قلّة تناول مصادره الغذائيّة، ولكنّه يمكن أن يحصل بسبب نقص الحمية الغذائية بمصادره، ويتم علاج فقر الدّم بعوز فيتامين B12 في الغالب باستعمال الحقن، وفي الحالات التي يحصل فيها نقص فيتامين B12 بسبب قلّة تناوله في الأغذية، يمكن أن يتم علاجه بالمُكمّلات الغذائيّة أو بالغذاء، حيث إنّه موجود طبيعيّاً في المصادر الحيوانيّة فقط، وتعتبر اللّحوم، والأسماك، والدّواجن، والأسماك القشريّة، والحليب، والأجبان، والبيض، أهم مصادره، كما أنّه موجود في منتجات الحبوب المُدعّمة به.

فقر الدم بعوز حمض الفوليك (معروف كذلك بفيتامين بي 9)

يُسبّب نقص الفولات فقر دم يتميّز بالخلايا كبيرة الحجم، وهو يحصل في حال نقص الحمية بمصادر الفولات أو بسبب عمليات الطّبخ الزّائد، ويمكن أيضاً أن يحصل نقصه بسبب ارتفاع احتياجات الجسم له كما يحصل في حالات الانقسام السّريع للخلايا كالحمل بتوأم أو ثلاثة توائم، وفي مرض السّرطان، وفي بعض الأمراض الجلديّة، كالحصبة، وجدري الماء، والحروق، وفي حالات خسارة الدّم، وتقدّم العمر، واستعمال مُضادّات الحموضة والأسبرين بشكل دائم، بالإضافة إلى أدوية منع الحمل والتدخين، ويتم علاج هذا النوع من فقر الدم بالمكملات الغذائية وبزيادة تناول مصادر الفولات الغذائيّة، ومن أهم مصادره الغذائيّة الكبدة، والخضار الورقيّة الخضراء مثل السّبانخ، والبروكلي والهليون والبندورة، والبقوليّات كالعدس والفاصوليا الناشفة، كما وتعتبر الحبوب المدعّمة بحمض الفوليك وخبز القمح الكامل والبطاطس مصادر جيدة له أيضاً، أما بالنسبة للّحوم والحليب ومنتجاته فهي تعتبر مصادر سيئة وفقيرة بهذا الفيتامين، وتجدر الإشارة هنا إلى أن حمض الفوليك حسّاس للحرارة والأكسجين، بالتّالي يتمّ فقد حوالي 50% إلى 90% منه خلال التّخزين والطّبخ، ويجب أن يتم أخذ هذه العوامل بعين الاعتبار عند علاج نقصه بالغذاء.

فقر الدم بعوز الفيتامينات الأخرى
• نقص فيتامين B6: يمكن أن يؤدي نقص فيتامين B6 (البيريدوكسين) إلى فقر دم يتسم بخلايا الدم الحمراء صغيرة الحجم، ويتم علاجه غذائيّاً عن طريق التركيز على تناول مصادره، والتي تشمل اللّحوم، والأسماك، والدّواجن، والبطاطس، والبقوليّات، والفواكه غير الحمضيّة، والحبوب المُدعّمة، والكبدة، ومنتجات الصّويا، كما يتمّ أيضاً علاجه بالمُكمّلات الغذائيّة.
• نقص فيتامين C: يمكن أن يؤدي نقص فيتامين C إلى فقر دم من النوع الذي يتسم بكريات الدم الحمراء صغيرة الحجم، ويتمّ علاج هذا النوع من فقر الدم بالمُكمّلات الغذائيّة أو بالحمية، وتشمل المصادر الغذائيّة لفيتامين C الفواكه والخضروات، مثل الفواكه الحمضيّة، والبروكلي، والفلفل الحلو، والفراولة، والبطاطس، والبندورة، والخسّ، والمنجا، والبابايا، والبطّيخ، والشّمام، والكيوي.
• نقص فيتامين E: يُسبّب نقص فيتامين E فقر الدم الانحلالي (Hemolytic anemia)، وهو نوع نادر من أنواع فقر الدم، ويرتبط غالباً بأمراض سوء الامتصاص، ويتمّ علاجه بالمُكمّلات الغذائيّة والحمية، حيث تشمل مصادر فيتامين E الزّيوت النباتيّة غير المشبعة، والخضار الخضراء الورقيّة، والحبوب الكاملة، وأجنّة القمح، والكبدة، وصفار البيض، والمكسّرات، والبذور، وتجدر الإشارة هنا إلى أن فيتامين E يعتبر حسّاساً للأكسدة والحرارة.

فقر الدم بعوز النّحاس

تعتبر الإصابة بنقص النّحاس أمراً نادراً، وفي حال حصل نقصه فإنه يسبب العديد من الأعراض، منها فقر الدم، ويتم علاجه بالمُكمّلات الغذائيّة وعن طريق تناول مصادره الغذائيّة، والتي تشمل الأغذية البحريّة، والمكسّرات، والحبوب الكاملة، والبذور، والبقوليّات.