من روائع الدعاء في ليلة القدر

للعشر الأواخر من رمضان مزايا تفضلها على غيرها من ليالي العام، ذلك أنها الليالي التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحييها كلها بالعبادة، وفيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص العشر الأواخر بعناية واجتهاد كبيرين، ويجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها من العبادة والحرص على فعل الخير.

فيستحب للمسلم أن يحقق في هذه العشر مفهوم العبودية لله عز وجل في حياته العامة والخاصة، وأن يركز على تزكية نفسه وإصلاح قلبه والتزود بالخيرات، حيث يحبذ للمسلم في العشر الأواخر من رمضان الحرص على جملة من أعمال البر من أهمها تحري ليلة القدر.

والجميع يحاول ادراك ليلة القدر، قال تعالى في تعظيم شأنها: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)). وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم، إذا دخل العشر الأواخر، شد مئزره، وأيقظ أهله، وأحيا ليله، وعلينا أن نُري الله من أنفسنا خيرا في بيوتنا، وتقوم كل الأسرة لله رب العالمين، (وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَة).

فضل ليلة القدر

سميت بليلة القدر بمعنى (القدر والشرف)، تُكتب فيها المقادير، وهي الليلة التي أنزل الله بها القرآن على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويترقب أن تصادف في الليالي 21 و23 و25 و27 و29 من شهر رمضان.

وصفها الله عز وجل بأنها ليلة مباركة في قوله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين)، وأنه يُقضى فيها ما يكون خلال العام (فيها يٌفرق كل أمر حكيم).

عن فضلها، أخبرنا الله تعالى في اللوح المحفوظ أن (ليلة القدر خير من ألف شهر)، ومن أدركها فهو ذو حظ عظيم، فكم من سعيد في هذه الدنيا قد نال سعادته بفضل دعائه في هذه الليلة المباركة، التي تعد أفضل الليالي.

يجب الإكثار من أدعية ليلة القدر، وكان أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، والسلف، يعظمون هذه العشر الأواخر من رمضان ويجتهدون فيها بأنواع الخير.

علامات ليلة القدر

تلك العلامات وردت في أحاديث شريفة، وهنا نشير لـ 4 علامات رئيسية لليلة القدر، قد تصادف إحداها الليالي الوترية (الفردية) في العشر الأواخر من رمضان.

العلامة الأولى: تطلع الشمس صبيحتها لا شعاع لها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع) رواه مسلم.

العلامة الثانية: يطلع القمر فيها مثل (شق جفنة) أي “نصف قصعة”، وقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة) رواه مسلم.

العلامة الثالثة: ليلة معتدلة “لا هي حارة ولا باردة”، فقد قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم: (ليلة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة) رواه ابن خزيمة وصححه الألباني.

العلامة الرابعة: ليلة قوية الإضاءة ولا يُرمى فيها بنجم، أي: لا ترى فيها الشهب التي ترسل على الشياطين، وقد ثبت عند الطبراني بسند حسن، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنها ليلة بلجة -أي: منيرة- مضيئة، لا حارة ولا باردة، لا يرمى فيها بنجم).

من علاماتها أيضًا: انشراح النفس وطمأنينة القلب بالإضافة لسكون الرياح وصفاء السماء.

دعاء ليلة القدر

سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت: يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر فما أقول فيها، قال: قولي (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني).

وعلّم الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة كيفية الدعاء، فقال لها: يا عائشة عليك بالجوامع والكوامل، قولي (اللهم إني أسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم).

وتابع صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إني أسألك مما سألك منه محمد صلى الله عليه وسلم، وأعوذ بك مما استعاذ منه محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم ما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته لي رشدًا).

من روائع الدعاء في ليلة القدر

ربنا لك الحمد، ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجَد منك الجد.

اللهم ارزقني فضل قيام ليلة القدر وسهل أموري فيه من العسر إلى اليسر، واقبل معاذيري وحط عني الذنب والوزر يا رؤوفًا بعباده الصالحين.
اللهم إن كانت هذه ليلة القدر فاقسم لنا فيها خير ما قسمت، واختم لنا في قضائك خير ما ختمت، واختم لنا بالسعادة فيمن ختمت.

اللهم اجعلني في هذه الليلة ممن نظرت إليه فرحمته، وسمعت دعاءه فأجبته.
اللهم أسألك في ليلة القدر وأسرارها وأنوارها وبركاتها أن تتقبل ما دعوتك به وأن تقضي حاجتي يا أرحم الرحمين.
اللهم اجعل اسمي في هذه الليلة في السعداء وروحي مع الشهداء واحساني في عليين وإساءتي مغفورة.

اللهم افتح لنا الليلة باب كل خير فتحته لأحد من خلقك وأوليائك وأهل طاعتك ولا تسده عنا، وارزقنا رزقًا من رزقك الطيب الحلال تغيثنا به.
اللهم ما قسمت في هذه الليلة المباركة من خير وعافية وصحة وسلامة وسعة رزق فاجعل لنا منه نصيبًا، وما أنزلت فيها من سوء وبلاء وشر وفتنة فاصرفه عنا وعن جميع المسلمين.

دعاء ليلة القدر مكتوب

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني.

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا.

اللهم اجعلني ووالديَّ وأهلي وذريتي والمسلمين جميعًا فيها من عتقائك من جهنم وطلقائك من النار.
اللهم ما كان فيها من ذكر وشكر فتقبله منا وأحسن قبوله، وما كان من تفريط وتقصير وتضييع فتجاوز عنا بسعة رحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم اعتق رقابنا ورقاب أحبائنا وكل من له حق علينا من النار.

اللهم لا تصرفني من هذه الليلة إلا بذنب مغفور، وسعي مشكور، وعملٍ متقبل مبرور، وتجارة لن تبور، وشفاءٍ لما في الصدور، وتوبة خالصة لوجهك الكريم.
اللهم امدد لي في عمري وأوسع لي في رزقي، وأصح لي جسمي، وبلغني أملي، واكتبني من السعداء.

اللهم اجعل فيما تقضي وتقدر من الأمر المحتوم وفيما تفرق من الأمر الحكيم في ليلة القدر من القضاء الذي لا يرد ولا يبدل أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام، واجعل فيما تقضي وتقدر أن تطيل عمري وتوسع في رزقي.
اللهم تغمدني فيها بسابغ كرمك واجعلني فيها من أوليائك واجعلها لي خيرًا من ألف شهر مع عظيم الأجر وكريم الذخر.

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل وصحب سيدنا محمد، صلاة مباركة من قلوب محبة عاشقة لجماله وكماله، وببركة الصلاة عليه، اغفر لنا ما انطوت عليه نفوسنا من قبائح الضمائر، وسواد البصائر، وغطنا برداء سترك الجميل، يوم تبلى السرائر.

برنامج عملي لقضاء رمضان في عصر الكورونا

عمل مقرأة جماعية للأسرة، بحيث تجلس الأسرة بعضها مع بعض، يتلون آيات من القرآن، مع التصحيح للصغار، واستشعار حلاوة القراءة الجماعية.
الاجتماع على أذكار المساء قبل المغرب، مع الدعاء، فإنها ساعة إجابة.
تناول بعض التمرات أو العصائر والماء، وذكر دعاء الفطور: “اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، ذهب الظمأ، وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله”.
ثم صلاة المغرب جماعة، وقول أذكار ما بعد الصلاة مختصرة، فيقولون: “سبحان الله” عشرا، و”الحمد لله” عشرا، و”الله أكبر” عشر، حتى لا يتأخروا على الفطور، ثم يصلون سنة المغرب البعدية.
ثم تجلس الأسرة للفطور، ولا يكثرون من الطعام، حتى يستطيعوا صلاة العشاء والتراويح بسهولة، ويبقون بعد الفطور لشرب الشاي والقهوة والاستراحة.

الاستعداد لصلاة العشاء، وترديد الأذان، ثم صلاة السنة القبلية ركعتين، والدعاء ما بين الأذان والإقامة، ثم يقيم أحد أفراد الأسرة الصلاة، ويا حبذا لو كان صغيرا، تشجيعا له، ثم صلاة العشاء جماعة، ثم أذكار الصلاة، ثم صلاة ركعتين السنة البعدية للعشاء.
صلاة التراويح جماعة، ثماني ركعات، يقرأ من يؤمهم ربعا من القرآن في كل ركعة، ويستريح بعد أربع ركعات استراحة خفيفة. وتترك صلاة الوتر مع التهجد.
ثم استراحة وتناول بعض المأكولات الخفيفة، وبعض المشروبات.

عمل مسابقة عن الصحابة، وإعطاء جوائز للفائزين.
النوم ساعتين لاستراحة الجسد.
الاستعداد لصلاة التهجد وقيام الليل، بالوضوء وتجهيز مكان الصلاة.
صلاة التهجد ثماني ركعات، كل ركعة ربعين، أو ربع من القرآن حسب الاستطاعة، لأنه مع قراءة جزء في التراويح وجزأين في التهجد تكون الأسرة قد ختمت القرآن.
صلاة الوتر ثلاث ركعات، ويصح أن تصلى ركعتين بتشهد وسلام، ثم ركعة واحدة، وتصح أن تصلى ثلاث ركعات متتاليات بتشهد واحد.
يستحب أن يطيل الدعاء في الركعة الأخيرة من الوتر، وأن يجمع بين المأثور من الدعاء، وبين الدعاء بالحاجات الواقعة، خاصة فيما يخص الأولاد والأسرة، والأمة الإسلامية، ورفع البلاء الذي نحن فيه.
ثم استعداد الأسرة للسحور، على أن ينتهوا قبل الفجر بمدة كافية، كنصف ساعة.

الاستعداد لصلاة الفجر، والاستغفار والدعاء في وقت السحر.
ترديد الأذان مع المؤذن، ثم صلاة السنة.
الجلوس ثلث ساعة بين الأذان والإقامة في الدعاء وقراءة القرآن.
صلاة الصبح جماعة، وقول أذكار ما بعد الصلاة.
قول أذكار الصباح بعد أذكار الصلاة.
حرص الأسرة على صلاة الجماعة في الصلوات الخمس، مع صلاة السنن الراتبة قبل الصلوات وبعد الصلوات، بنية بناء بيت في الجنة لمن صلاها، كما ورد في الحديث النبي صلى الله عليه وسلم. وهي: قبل الفجر ركعتان، وقبل الظهر ركعتان أو أربع، وبعد الظهر ركعتان أو أربع، وقبل العصر ركعتان أو أربع، وقبل المغرب ركعتان، وبعد المغرب ركعتان، وقبل العشاء ركعتان، وبعد العشاء ركعتان.