فيديو.. دعاء جميل لبداية صفحة جديدة في حياتك
عن شداد بن أوس، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (سيد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة). حديث صحيح رواه البخاري.
كلما اشتدت الكروب وتعاظمت الخطوب في الأمة، وكلما اشتدت المحن والبلايا وحلّت بنا الأزمات والرزايا, كلما كانت حاجتنا إلى التوبة والاستغفار أشد وأعظم.. فما نزل البلاء إلا بذنب، ولا يرفع إلا بتوبة واستغفار.. حقيقة قد نغفل عنها..!!.
إذا شعرتَ بضيقٍ في صدرك، وتزاحَمَت على قلبك الهمومُ والأحزان، وضاقت عليك الدنيا، وسُدَّت في وجهك الأبواب – فاعلَمْ أنك بحاجةٍ لأَنْ تُكثِرَ مِن قول: (أستغفِرُ الله).
إن الاستغفار دواءٌ ناجع، وعلاجٌ نافع، يقشَعُ سُحُب الهموم، ويُزِيل غيم الغموم، فهو البَلْسَم الشافي، والدواء الكافي.
عن بكر المُزَني رحمه الله قال: إن أعمال بني آدم تُرفَع، فإذا رفعت صحيفةٌ فيها استغفار رُفِعَت بيضاء، وإذا رُفِعَت ليس فيها استغفارٌ رُفِعَت سوداءَ.
إن ملازمة الاستغفار من أجل العبادات والقربات إلى المتعال جل جلاله، فمهما جدَّ المؤمنُ فينا واجتهدَ، لا بدَّ أن يُلَّم بذنبٍ صغير أو كبير فالمعاصي تحيطُ بنا، والمغرياتُ تتجاذُبنا، وعواملُ الشرورِ ودواعيهِ عنا يمينةً ويسرةً، إن سلمت من الأعيُن، وقعت الآذانُ، وإن نجتِ الآذانُ أو العينُ، وقعت اليدُ أو وقع اللسانُ، ولا ملاذَ لنا نلوذُ به، ولا حصنَ نلتجئُ إليه ونعتمدُ عليه في تطهيرنَا مما قد نقعُ فيه من الذنوبِ والآثام إلا الاستغفار والتوبة النصوح، فيا من وقعت في شرك المعصية، يامن ضاقت بك أحوال وقلت بيدك بركة الأرزاق، يامن تعاني من ضيق في الصدر.. هلا جربت هذا الدواء الإلهي النبوي الناجع.. ألم نسمع قول رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ، فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ» قال حفاظ الحديث لما سمع الصحابي الجليل أبو هريرة – رضي الله عنه – هذا الحديث قال: “إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم اثني عشر ألف مرة” فما بالنا نقع بالذنوب والمصائب والبلايا والنكبات وأحدنا ربما يعجز عن الاستغفار في اليوم ولو مائة مرة.
قال ابن عبدالهادي رحمه الله في “العقود الدرية”: “سمِعتُ شيخ الإسلام في مبادئ أمرِه يقول: إنه ليقفُ خاطري في المسألة والشيءِ أو الحالة التي تُشكِل عليَّ؛ فأستغفِرُ الله تعالى ألفَ مرَّةً أو أكثر أو أقل، حتى ينشرح الصدر، وينحلَّ إشكال ما أُشكِل، قال: وأكون إذ ذاك في السوق، أو المسجد، أو الدرب، أو المدرسة، لا يمنعني ذلك مِن الذكر والاستغفار إلى أن أنال مطلوبي”.