اخبار ليل ونهار. فيروس خفافيش جديد يظهر في فرنسا. تعيش فرنسا هذه الايام في مجموعة من المفاجآت المذهلة والمخيفة، واصبح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يستيقظ صباح كل يوم على مفاجأة جديدة مرعبة.
فرنسا البلد الاوروبي الذي كان يعيش لعقود طويلة في حالة من الاستقرار والهدوء والامان، اصبح الان يعيش في حالة مستمرة من الكوراث والمصائب، التي تنهال فوق رأس ايمانويل ماكرون، مما جعله يعيش في حالة من الفزع والهلع.
دعونا الان نشاهد احدث وآخر المفاجآت المخيفة والمدهشة التي تحدث في فرنسا حاليا:
المفاجأة الاولى: فيروس إنفلونزا الطيور يتفشي بسرعة خيالية في فرنسا
بينما مازالت تعاني فرنسا بشدة من تفشي وباء كورونا في موجته الثانية، الا انه قد تفشى فيروس اخر لايقل خطورة على فيروس كورونا، حيث انتشر فيروس إنفلوانزا الطيور بشكل كبير في فرنسا، واعلن وزير الزراعة الفرنسي، إن مستوى تفشي فيروس إنفلوانزا الطيور في بلاده بلغ “حدا صعبا بشكل لا يُصدّق، وهو اليوم ينتقل بسهولة كبيرة”.
وقد أحصت السلطات الفرنسية اكثر من 125 بؤرة لوباء إنفلونزا الطيور عبر البلاد، من بينها 119 بؤرة في إقليم “لاند”، الأكثر تضررا، حيث يتصاعد غضب مربي الدواجن الذين يتهمون الحكومة بإهمالهم وعدم التحرك بما يكفي لمواجهة التحدي الصحي والاقتصادي الذي يواجهونه دون إمكانيات.
وقد استجاب وزير الزراعة وقام بزيارة المنطقة ومعاينة حجم الكارثة بها. وطمأن الوزير الفرنسيين بأن فيروس إنفلونزا الطيور لا ينتقل إلى الإنسان، موضحا بأنه وصل إلى فرنسا عن طريق الطيور المهاجرة و”لا يمكننا وقف هجرة الطيور”، على حد تعبيره، معترفا بصعوبة الظرف وبأن هذا الوباء يشكل “مأساة بالنسبة للمربين”. ووعد، في المقابل، بمساعدات مالية لتعويض خسائر المتضررين “ابتداء من الأسبوع المقبل”.
وسارعت السلطات الفرنسية إلى إجراء التحاليل الضرورية للتحقق من هذه الإصابات بالإنفلونزا التي تنتشر منذ أسابيع في فرنسا بشكل مثير للقلق مهددة الصناعات الغذائية التي تعتمد على لحوم الطيور ومضيفة تعقيدات إلى الوضع الاقتصادي الراكد بسبب وباء كورونا.
وقد قررت السلطات الفرنسية إعدام اكثر من 6 آلاف من طيور الإوز، خوفا من تصاعد انتشار فيروس إنفلونزا الطيور في البلاد.
المفاجأة الثانية: فيروس خفافيش جديد يظهر في فرنسا
ظهر فيروس خفافيش نادر في فرنسا وتسبب في وفاة شخص بعد إصابته بالفيروس.
وتوفي رجل فرنسي بسبب نوع نادر من داء الكلب يقال إنه أصيب به من الخفافيش التي كانت تعيش فوق سطح منزله.
المركز المرجعي الوطني لداء الكلب أكد أن الرجل في الستينات من عمره تم نقله إلى المستشفى ثم توفى.
ويعتقد الأطباء أن الرجل تعرض للعض أو الخدش من قبل خفاش يعشش على منزله.
وتوفي الرجل بشكل مأساوي في المستشفى، وقال الأطباء أن السبب الرسمي لوفاته هو التهاب في الدماغ، لكن خبراء طبيين قالوا إن السبب غير معروف.
ونظرا لعدم تفسير سبب الوفاة، تم إرسال العينات إلى معامل التحاليل، بهدف تحديد أسباب التهاب الدماغ.
وأظهر التحليل أنه أصيب بفيروس ليسا، وهو فيروس الخفافيش الأوروبي.
وكشف الباحثون ان هذه الحالة هي الأولى في فرنسا، وان 35 عاما مرت على آخر وفاة من هذا النوع في العالم.
المفاجأة الثالثة: ظهور السلالة الجديدة من كورونا في فرنسا
ظهرت السلالة الجديدة من فيروس كورونا في العاصمة الفرنسية باريس، وقد ارتفع عدد الإصابات بهذا الفيروس المتحور إلى أربعين حالة في جميع أنحاء فرنسا.
وحذرت السلطات الصحية من انتقال العدوى للأطفال، وطالبت بإجراء اختبارات وتشديد إجراءات الوقاية، خاصة وأن الفيروس سريع الانتشار.
ولم تثبت المعلومات الأولية عن السلالة الجديدة أنها أخطر من الفيروس الأول، لكنه قد يؤدي إلى امتلاء المستشفيات بالمرضى وهو ما تخشاه السلطات، حيث تمتليء المستشفيات الفرنسية عن آخرها بالمصابين بفيروس كورونا.
وقد أعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس خلال زيارة لجنوب غرب البلاد، تقديم بدء حظر التجول ساعة ليصبح من السادسة مساء في ثماني مقاطعات إضافية، لتنضم إلى 15 مقاطعة أخرى تواجه تسارع تفشي فيروس كورونا المستجد وظهور فيروسات متحورة. وأكد أنها “إجراءات صعبة لكنها ضرورية” في مواجهة “وباء لا يضعف بل يتعزز في بعض مناطق البلاد”.
وتكشف الرسوم البيانية، تواصل الموجة الثانية من فيروس كورونا، ويتم تسجيل حوالي عشرين ألف إصابة يوميا في فرنسا، وأشارت وكالة الصحة العامة الفرنسية إلى “زيادة كبيرة في عدد الإصابات المؤكدة” خلال الاسابيع الماضية.
وقد بلغ اجمالي اعداد المصابين بفيروس كورونا في فرنسا مايقارب 3 مليون اصابة، مع وفاة مايقارب 70 الف حالة.
وقد تسبب الاغلاق الشامل والحظر في فرنسا، في اضرار اقتصادية فادحة، حيث قال وزير المالية الفرنسي أن الحظر المفروض على معظم المدن الفرنسية كلف الاقتصاد حوالي 2.5 مليار دولار أمريكي، خلال الفترة الماضية.
وقد شهدت فرنسا أقوى انكماش اقتصادي منذ الحرب العالمية الثانية، في ظل إغلاق اغلب المتاجر والمنشآت بسبب العزل العام، ولزوم المستهلكين منازلهم.
وتوقع المعهد الوطني للإحصاءات، بانكماش الاقتصاد الفرنسي بنسبة 20% بسبب فيروس كورونا.
وتعتبر فرنسا من اقل الدول الاوروبية في مستوى التطعيم ضد كورونا، و لا تزال حملة تلقيح الفرنسيين تسير ببطء “غير مبرر” حسب تعبير إيمانويل ماكرون.
والدليل على ذلك هو العدد القليل الذين استفادوا من الجرعة الأولى من هذا اللقاح والذين لا يتجاوز عددهم 500 شخصا، حسب بيانات وزارة الصحة الفرنسية.
وتبدو هذه الأرقام متدنية مقارنة ببعض الدول الأوربية الأخرى كألمانيا وبريطانيا اللتين باشرتا عمليات التطعيم بالتزامن مع فرنسا.
ويعتبر الشعب الفرنسي من اكثر شعوب العالم رفضا لفكرة التلقيح والتطعيم.
وتجدر الإشارة إلى أن البطء الذي تشهده حملة التلقيح ضد وباء كورونا يأتي بعد التأخير الذي شهدته فرنسا في توفير وبيع الكمامات الواقية من الوباء فضلا عن التأخير في مجال الفحوصات الطبية. ما أدى إلى انتقاد السياسة الصحية التي اتبعتها الحكومة الفرنسية في مقاومتها للوباء.