الشيخ النابلسي: هذه افضل الاعمال في ايام العشر ويوم عرفة

إذا كنا بحاجة إلى الرجوع إلى الله واستغفاره والتوسل إليه بالدعاء، فليس هناك أفضل من هذه الأيام المباركة التى نعيشها اليوم (العشر الأولى من ذى الحجة)، وهي أفضل أيام الدنيا كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (أفضل أيام الدنيا أيام العشر).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مامن أيّام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء).

وكذلك هناك يوم عرفة، ذلك اليوم الفريد بالعام كله، فلهذا اليوم قدر عظيم لما فيه من سعة رحمة الله ومغفرته ذنوب عباده وعتقهم من النيران، فهو يوم مغفرة الذنوب، والتجاوز عنها، والعتق من النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من يومٍ أكثرُ من أن يعتِقَ اللهُ فيه عبيدًا من النَّارِ من يومِ عرفةَ، وأنه لَيدنو، ثم يباهي بهم الملائكةَ فيقول: ما أراد هؤلاءِ ؟ اشهَدوا ملائكتي أني قد غفرتُ لهم).

لذا فقد عظم الله أجر صيام هذا اليوم وجعله سببا فى مغفرة عامين كاملين، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: (صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده).

يوم عرفة هو يوم دعاء وابتهال إلى الله، وحَرِيّ بالمسلم أن يتعرّض لنفحات الله، ورحماته، فيُكثر من الدعاء، ومن ذلك الدعاء الذي ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير).

وفضل الدعاء فى هذا اليوم ليس خاصّاً بمَن هم فى عرفة، وإنّما يشمل المسلمين جميعهم فى كلّ مكان، لذلك يجب استغلال هذا اليوم في الدعاء بكل ما تتمنى وتطلب من الله عز وجل، من امور وحوائج الدنيا والاخرة.

الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي: هذه افضل الاعمال في ايام العشر ويوم عرفة

افضل الاعمال في افضل ايام الدنيا:

الاكثار من الذكر والتكبير والاستغفار: من الاعمال الهامة، في ايام العشر من ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق، الاكثار من التكبير في جميع الاوقات والاماكن، في البيوت والطرقات والمواصلات والاسواق، بالاضافة الى التكبير بعد كل صلاة مفروضة، من صلاة الصبح يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، وأيام التشريق هي ثلاثة أيام بعد يوم الأضحى.

الإكثار من الصدقات: في اوقات الازمات والاوبئة يزداد الفقراء والمساكين واصحاب الامراض، ولعل الجميع يشاهد الان ماذا اصاب كثيرا من الناس بسبب وباء كورونا، حيث توقفت الكثير من الاعمال والمصانع والشركات، واصاب الشلل حياة الناس، لذلك عليك انفاق الاموال في الزكاة والصدقات، والاكثار منها خاصة في هذه الايام، لما فيها من التقرّب إلى الله تعالى وابتغاء الأجر والثواب منه سبحانه عن طريق البذل والعطاء والإحسان للآخرين، ولما يترتب على ذلك من تأكيد الروابط الاجتماعية في المجتمع المسلم من خلال تفقّد أحوال الفقراء والمساكين واليتامى والمُحتاجين وسد حاجتهم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ -يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ- شَهْرًا).

الاكثار من الدعاء: قال صلى الله عليه وسلم: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير).

الصيام: من اهم الاعمال، صيام الايام التسعة الاوائل من ذي الحجة، منذ اول يوم وحتى يوم عرفة، ومن لم يستطيع صيام هذه الايام، فعليه ان يصوم يوم عرفة؛ لأنّ يوم عرفة يوم يعتق الله فيه رقابًا من النّار، وهو يوم الاكثار من الدعاء، يوم يدنو الله فيه من عباده، يوم يباهي فيه الله بعباده، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ). وفي الحديث الشريف: (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ). كما قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم: (من صام يومًا في سبيل الله، باعَد الله وجهَه عن النار سبعين خريفًا).

التكبير في ايام العشر:

من الاعمال الهامة ايضا، في ايام العشر من ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق، الاكثار من التكبير في جميع الاوقات والاماكن، في البيوت والطرقات والمواصلات والاسواق، بالاضافة الى التكبير بعد كل صلاة مفروضة، من صلاة الصبح يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، وأيام التشريق هي ثلاثة أيام بعد يوم الأضحى.

ولقد كان ابن عمر وأبو هريرة رضى الله عنهما يخرجان إلى السوق فيكبران ويكبر الناس على تكبيرهما، وأما صيغ التكبير: فالأمر فيها واسع.

اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ، لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ، والله أكْبَرُ الله أكبر ولِلَّهِ الحَمْدُ.

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

الله أكبرُ كبيرا، والحمدُ للَّه كثيرا، وسُبْحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلا، لا إلهَ إلا اللهُ، ولا نعبدُ إلا إيَّاه، مخلصين له الدِّينَ ولو كره الكافرون، لا إله إلا اللهُ وحدَهُ، صدَقَ وعده، ونصرَ عبدَه، وهزم الأحزابَ وحده، لا إله إلا الله واللهُ أكبرُ.

الله أكبرُ كبيرا، والحمدُ للَّه كثيرا، وسُبْحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلا، لا إلهَ إلا اللهُ، ولا نعبدُ إلا إيَّاه، مخلصين له الدِّينَ ولو كره الكافرون، لا إله إلا اللهُ وحدَهُ، صدَقَ وعده، ونصرَ عبدَه، وهزم الأحزابَ وحده، لا إله إلا الله واللهُ أكبرُ.

وهذه مجموعة اخرى من الأعمال الصالحة التي يفضل الاكثار منها في ايام ذو الحجة: قراءة القرآن الكريم والاستماع اليه – والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم – وصلة أصدقاء الوالدين وصلة الأرحام والأقارب – والإحسان إلى الجيران – وإسباغ الوضوء – والدعاء بين الآذان والإقامة – والمحافظة على صلاة الجماعة – والمحافظة على السنن وقيام الليل– والحرص على صلاة العيد – وذكر الله عقب الصلوات – والحرص على الكسب الحلال – وإدخال السرور على المسلمين.

كما يُعَدُّ ذبح الأضاحي من العبادات المشروعة التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى في يوم العيد أو خلال أيام التشريق، عندما يذبح القُربان من الغنم أو البقر أو الإبل، ثم يأكل من أُضحيته ويُهدي ويتصدق، وفي ذلك كثيرٌ من معاني البذل والتضحية والفداء، والاقتداء بهدي النبُوّة المُبارَك.