اخبار ليل ونهار. الموجة الثانية من وباء كورونا تسبب حالة فرار من دبي. تعيش دبي هذه الايام فترة غير مسبوقة في تاريخها القصير، احداث مؤلمة ومفاجآت صادمة في دبي اليوم، والتي لم يكن اسوء المتشائمين يتوقع حدوثها في يوم من الايام، في هذه المدينة الساحرة، التي تعتبر كانت تعتبر في يوم ما حلم العديد من الناس، لكن الحلم تحول الى كابوس مزعج ومفزع.
ضربت الموجة الثانية من فيروس كورونا دبي وابو ظبي بشكل مبكر، ووصلت نسبة الاصابات اليومية الى مستوى غير مسبوق، حيث يواصل عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا في دبي التصاعد بشكل مخيف بعد تسجيل اكثر من الفين اصابة خلال الساعات القليلة الماضية، في اعلى معدل اصابة على الاطلاق منذ تفشي وباء كورونا.
وتكشف الرسوم البيانية، ان الامارات تشهد الان موجة ثانية غير مسبوقة من فيروس كورونا، اشد قوة واعنف من الموجة الاولى.
وقد بلغ اجمالي اعداد الاصابات في الامارات اكثر من 100 الف اصابة، مع وفاة حوالي 500 حالة.
وتعتمد دبي في اقتصادها بشكل اساسي، على السياحة بمختلف انواعها، لذلك فإن توقف حركة الطيران، قد تسبب ضربة قاتلة للاقتصاد الاماراتي وخاصة في دبي، ويكفي ان تعلم ان عدد زوار دبي سابقا، اكثر من 15 مليون سائح سنويا، حيث كانت تعتبر الإمارات سابقا من أكثر عشر وجهات سياحية نموا في العالم حسب منظمة السياحة العالمية.
اقتصاد دبي لا يعتمد على الإيرادات النفطية بشكل أساسي، على عكس باقي دول الخليج العربي، النفط والغاز يشكلون 6% فقط من إجمالي الاقتصاد، اذن فمن أين تأتي اموال دبي؟ ولماذا تتعجل دبي في فتح حركة السياحة والانشطة التجارية والاسواق بالرغم من تصاعد نسب الاصابة بفيروس كورونا.
الاجابة جاءت في تقرير صحيفة لوموند الفرنسية، التي قالت ان إمارة دبي التي يعتمد اقتصادها إلى حد كبير على الاستثمار والسياحة والتسوق، قامت بإعادة فتح مراكز التسوق والفنادق على الرغم من تواصل انتشار فيروس كورونا، وذلك خوفا من حدوث انهيار اقتصادي وشيك، حيث ان سلطات دبي متعجّلة لطي صفحة كورونا.
وقد تسبب فيروس كورونا في ضربة قاتلة للسياحة الجنسية في دبي، حيث تنتشر في فنادق ومنتجعات دبي السياحة الجنسية، وتقوم الفتيات من روسيا وعدد من دول اسيا بالدور الاكبر، حيث تسيطر النساء والفتيات الروسيات على النسبة الاكبر من مجال ممارسة الرذيلة، بسبب أسعارهن الاقل، وجمال أجسادهن، وخبرتهن الاكبر بالمهنة، ولكن في حال وجود امرأة عربية تعمل في البغاء، ولو كانت أقل جمالا وخبرة من الروسية، فإن أجرها سيكون اعلى من الروسية.
حيث تسبب فيروس كورونا في توقف شبه تام لحركة الطيران، بالتالي توقف المطارات وتوقف حركة السياحة في دبي، بالاضافة الى خوف الرجال والنساء المتعاملين في مجال الدعارة والسياحة الجنسية من انتقال فيروس كورونا اثناء اللقاء الجنسي المحرم، مما تسبب في النهاية في ضربة قاتلة للسياحة بشكل عام في دبي، وللسياحة الجنسية بشكل خاص.
وكشفت صحيفة لوموند، السبب وراء رفع الإغلاق الشامل في هذه المرحلة بالذات في المدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان في الامارات، والتي تسجل نسب إصابات متزايدة في الموجة الثانية من فيروس كورونا، قائلة، إنّ السلطات تقوم بإجراء اختبارات واسعة للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا، ولكن ليس ذلك لاعتبارات صحية، ولكن لاعتبارات اقتصادية في المقام الاول.
وأضافت لوموند أن دبي، التي تعاني من خسائر اقتصادية فادحة بسبب وباء كورونا، تفتقر للنفط والغاز خلافا لجيرانها الخليجيين، مما يجعلها في ازمة حقيقية.
وأشارت إلى أن شركة كابيتال إيكونوميكس -وهي شركة تحليل بريطانية- توقعت حدوث انهيار مالي في دبي في حالة الإغلاق الشامل لفترات طويلة. ولهذا السبب تتعجل السلطات الاماراتية تخفيف اجراءات الحظر والاغلاق.
المفاجأة الثانية: دبي تتحول الى مدينة اشباح بعد موجة فرار جماعي
ليس غريبا الان ان تشاهد شوارع دبي وهي مهجورة، خالية من البشر والسيارات ومظاهر الحياة، ليس غريبا ان تشاهد الفنادق والمحلات والمطاعم والمولات التجارية مغلقة او خالية من الزوار، والبعض قد يقول ان هذا الوضع يوجد في جميع دول العالم بسبب الوباء، هذه حقيقة، ولكن الامر مختلف تماما في دبي، حيث يعتمد النموذج الاقتصادي للإمارات على وجود المقيمين الأجانب، الذين يشكلون حاليا حوالي 90 في المئة من السكان.
وفي احدث تقرير لشبكة بي بي سي البريطانية، بعنوان آلاف العمال الوافدين مهددون بترك الإمارات، كشف التقرير ان الشهور القادمة ستكون فترة تراجع وانهيار لامارة دبي، وسوف يستمر فرار المقيمين من الامارات، حيث لن يكون هناك اي فرص عمل جديدة.
وتوقع معهد أمريكان إنتربرايز الامريكي، أن يستمر تدهور الاوضاع في الإمارات، إذ تُظهر الاحصائيات أن الشركات هناك لا تستوظف أي أحد على الإطلاق.
وقد تفقد الإمارات، حوالي مليون وظيفة من بين السكان الذين يقترب عددهم من 10 ملايين نسمة، ويعني هذا أن حوالي 10 في المئة من اهم سكانها قد يرحلون من دبي الى ديارهم.
وقامت شبكة بي بي سي، بعرض قصص حقيقية لبعض المقيمين في دبي، حيث يستعد روبرت وزوجته، لتوديع دبي، بعد قضاء 10 سنوات في المدينة التي التقيا فيها، وتزوجا وانجبا ابنتهما البالغة من العمر 10 أشهر.
كان كل منهما يعمل في مجال السياحة، لكن لم يعد هناك سفر او سياحة في دبي، ولم يتمكنا من العثور على أي فرص عمل جديدة، وأجبرهما هذا الوضع على اتخاذ قرار صعب بالعودة إلى وطنهما – البرازيل.
ويواجه عشرات الآلاف من العمال المهاجرين في جميع أنحاء الإمارات، نفس المصير.
وفي الشهر الماضي عاد مؤمن من الإمارات إلى بنجلاديش، بعد أن عمل في مجال التعمير والبناء لمدة ثماني سنوات، حيث توقف المشروع الذي كان يعمل فيه، وقد اخبرهم صاحب العمل انه لن يستطيع دفع رواتبهم ولكنه سيسمح لهم بالاستمرار مؤقتا في السكن إلى أن يتمكنوا من العودة إلى بلادهم.