يعرّف الوضوء في الإسلام بأنّه الطّهارة عن طريق غسل ومسح الأعضاء، وهو من أوّل شروط الصّلاة، وسُمّي بذلك لأنّه يُضفي على الأعضاء وضاءةً وطهوراً، وتحدّث القرآن الكريم عنه، وتطرّقت إليه السنّة النبويّة في عدّة أحاديثٍ شريفة.
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لا تقبل صلاةٌ من أحدث حتّى يتوضّأ). صحيح البخاري .
أهميّة الوضوء
يعدّ الوضوء علامةً للطهارة، ولا تقبل الصّلاة من دونه.
اكتشف العلم الحديث عدّة فوائدٍ للوضوء؛ حيث تبيّن أنّ إتقانه يعطي الإنسان طاقةً إيجابيّةً كبيرةً جدّاً، وذلك من خلال الماء الّذي يحمل في ذرّاته الطّاقة، فيعيد التّوازن الحيويّ، ويصلح أيّ خللٍ موجود في الإنسان.
يقلّل الوضوء من تأثير الأشعّة فوق البنفسجيّة المنبعثة من الشّمس، والتي تسبّب سرطان الجلد؛ وذلك لأنّ ماء الوضوء يرطّب الجلد؛ ومن ذلك يتبيّن لنا أنّ الله تعالى فرض الوضوء لما فيه من فوائد؛ حيث إنّه يحمي أجسادنا من الآثار السلبيّة للتقدّم التكنولوجيّ، والتلوّث البيئيّ، والمجالات الكهربائيّة والمغناطيسيّة جميعها.
اركان الوضوء
قال الله تعالى في سورة المائدة: ﴿ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون).
إذن ما تتحدث عنه الآية هو ست فرائض للوضوء؛ النية، وغسل الوجه، وغسل اليدين إلى المرافق، ومسح الرأس، وغسل الرجلين إلى الكعبين. أما ثبوت أن النية في الضوء فرض من فرائض الوضوء هو ابتداء الله سبحانه وتعالى الآية بـ: “إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا…..” وهذا يعني أن الوضوء مأمور به للصلاة وبالتالي هذا معناه وجوب النية، حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام: “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى………” متفق عليه، أي أن لكل عمل يقوم به الشخص يجب أن يحدد له النية، فلا تكون الأعمال شرعية يتعلق بها ثواب أو عقاب إلا بالنية.
1- النية: ومعناها في اللغة القصد والعزم على فعل الشيء. أما شرعا فمعناها قصد الشيء مقترنا بفعله. وحكمها الوجوب، ومحلها في القلب، والمقصود بها تمييز العبادة عن العادة. وترتيبها في الوضوء هو الأول، حيث إذا نسي المتوضئ النية أو تذكرها بعد الشروع بالوضوء تجب عليه النية وإعادة الوضوء. وتكون صيغتها بقصد الطهارة للصلاة، أو أداء فرض الوضوء .
2- غسل الوجه: ويتم فرض غسل الوجه بالغسل ابتداء بحدود الوجه من منابت الشعر عند الجبهة إلى تحت الذقن ومن منابت الشعر عند الأذنين وشحمة الأذن اليمنى حتى شحمة الأذن اليسرى، مرورا بالحاجبين والعينين والأنف والشفاه والشاربين، ومن كان له لحية خفيفة وجب عليه غسلها أيضا لاعتبارها من الوجه، أما من كانت لحيته طويلة وكثيفة فيكتفي بغسل ما ظهر منها فقط، ويستحب تخليل اللحية بالأصابع من الأسفل. ويكون غسل الوجه بوضع الماء داخل الكفين وسكبه على الوجه مع التدليك من أعلى الوجه لأسفله. كما يفضل من باب إسباغ الوضوء أن يتم إيصال الماء إلى الرقبة.
3- غسل اليدين مع المرافق: ويكون بالبدء بغسل اليد اليمنى من الأصابع حتى الكف والساعد انتهاء بالكوع ويفضل أن يصل الماء حتى العضد، ثم الإنتهاء بغسل اليد اليسرى كما ذكرنا تماما في غسل اليد اليمنى.
4- مسح الرأس: ويكون بمسح بعض الرأس وليس كله، ودليل ذلك قوله تعالى في الآية الكريمة: “وامسحوا برؤوسكم”، حيث تعتبر الباء هنا باء التبعيض (يعني البعض وليس الكل). والأصل أن يتم المسح بإمرار اليد المبتلة على الرأس من منابت الشعر عند ناصية الشخص (فوق جبهته) وجانبي الجبين وجانبي الرأس انتهاء بآخر الرأس. لكن بما أن الباء هنا للتبعيض (على المذهب الشافعي) فإن المسح يتحقق بمسح بضع شعرات من الرأس أو مسح الرأس كله أو غسله كله، سواء كان على الرأس شعر أم لا (أي أن من يعانون من الصلع يتحقق لديهم فرض المسح على الرأس بمسح بشرة الرأس). ويفضل مسح الرأس كاملا من باب إسباغ الوضوء.
5- غسل الرجلين: ويتم ذلك بغسل القدم اليمنى أولا ابتداء من أصابع القدمين حتى الكعبين، ويكون ذلك بسكب الماء الطاهر على الأصابع مع التدليك والتخليل بينهم انتهاء بتدليك الكعب بشقوقه، ثم الإنتهاء بغسل القدم اليسرى تماما كما في غسل القدم اليمنى. ويفضل إيصال الماء إلى الساقين، وذلك من باب إسباغ الوضوء.
6- الترتيب والموالاة: أي القيام بفرائض الوضوء كما تم ذكرها بالآية الكريمة، أي بنفس الترتيب، وبشكل متتابع وبدون أي فترة فاصلة بين فرض وآخر.
كيفيّة الوضوء الصّحيح
قال الله تعالى في سورة المائدة: ﴿ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون).
من هذه الآية الكريمة يتبيّن لنا أنّ هناك عدّة خطوات يجب على المسلم أن يقوم بها عند الوضوء، وهي مرتّبة كالآتي:
عندما يريد أن يتوضّأ عليه أن ينوي بقلبه الوضوء، ثمّ يقول: بسم الله .
يقوم بغسل كفّيه ثلاث مرّات.
يتمضمض ثلاث مرّاتٍ أيضاً، وذلك عن طريق وضع الماء في فمه ثمّ إخراجه.
يستنشق ثلاث مرّات، وهو يجذب الماء عن طريق النّفس إلى الأنف ثمّ يستنثر الماء، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (وبالغ في الاستنشاق إلّا أن تكون صائما).
يغسل الوجه كاملاً ثلاث مرّات، وحدود الوجه هي: منابت شعر الرّأس إلى آخر الذّقن، ومن الأذن إلى الأذن الأخرى، وإن كان بالوجه شعرٌ أو لحيةٌ خفيفة وجب غسلها وما تحتها من البشرة، وإن كان الشّعر كثيفاً وجب غسل ظاهره.
يغسل اليدين إلى المرافق ثلاث مرّات ويبدأ باليمين أوّلا.
يمسح رأسه مرّةً واحدة.
يمسح أذنيه مرّةً واحدة.
يغسل الرّجلين إلى الكعبين، مع تخليل المياه بين الأصابع .
بعد أن ينتهي من الوضوء عليه أن يقول: ( أشهد أنّ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له واشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله، اللهمّ اجعلني من التوّابين واجعلني من المتطهّرين).
شرح التيمم
التيمم الصحيح مثل ما قال الله عز وجل: (وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا) . سورة النساء ، فالمشروع: ضربة واحدة للوجه والكفين.
وصفة ذلك: أنه يضرب التراب بيديه ضربة واحدة، ثم يمسح بهما وجهه وكفيه، كما في الصحيحين، أن النبي قال لعمار بن ياسر رضي الله عنه: “إنما يكفيك أن تقول بيديك هكذا” ثم ضرب بيديه الأرض، ومسح بهما وجهه وكفيه.
فيديو .. الطريقة الصحيحة للوضوء والتيمم