الحساسية مرض منتشر جدا و خاصة في سن الاطفال من سن عام الي 10 سنوات، و اعراض الحساسية المختلفة، مثل: الطفح الجلدي، الربو، الاورام الحميدة (البوليبات)، حمى الكلا (Hay fever) وغيرها. من المهم ان نتذكر ان هذه المواد التي تسبب الحساسية هي مواد لا تضر بالصحة، الا ان الجهاز المناعي لدى هؤلاء الاشخاص، يعتبرها ويتعامل معها على اعتبار انها عناصر ضارة.
هنالك عدة طرق لعلاج الحساسية. الطب التقليدي يؤمن ان العلاجات الصحيحة تعتمد على مضادات الهيستامين او الاستروئيدات. في كلتا الحالتين، تعالج هذه الادوية اعراض المشكلة، وليس المرض نفسه. في مثل هذه الحالة، يتناول المريض الدواء بشكل دائم، وغالبا ما يبقى انفه مسدودا او يبقى مصابا بالرشح المزمن.
اما الطب البديل فيقترح، ايضا، طريقة المعالجة المثلية (Homeopathy). تقوم المعالجة المثلية بتحفيز الجهاز المناعي دون استخدام الادوية الكيميائية، ودون ادخال المريض الى غرفة العمليات الجراحية. علاوة على ذلك، فانها لا تعالج المرض او اعراضه فقط، انما تاخذ بعين الاعتبار ايضا نمط حياة المريض وشخصيته.
يؤمن اسلوب العلاج هذا، بوجود علاقة مباشرة بين الجسد والنفس، لذلك فهو يقترح معالجة المشكلة عن طريق النفس. من اجل القيام بذلك، يبحث عن دواء ملائم للوضع الذي بسببه اصيب المريض بالمرض. عند وجود الحساسية، يعتمد هذا الاسلوب على البحث عن العامل الذي تسبب باصابة المريض بهذه الحساسية.
لكي يصاب شخص ما بالحساسية، يجب ان يتحقق امران: وجود ميل للحساسية لدى هذا الشخص، ووجود عامل يؤدي الى ظهورها – بمعنى حدث عاطفي او جسدى. في مثل هذه الحالة، من الضروري تقوية جهاز المناعة، لكي يستطيع المريض مواجهة هذا الميل وكذلك مواجهة العامل الذي ادى الى ظهور الحساسية.
وجدت الابحاث التي فحصت نجاعة العلاج المثلي (Homeopathy) ان تحسنا طرا على معالجة انواع مختلفة من الحساسية، لدى اكثر من ثمانين بالمائة من الذين تمت معالجتهم. والعلاج لا يساهم في معالجة الحساسية فقط، انما يساهم ايضا في تحسين الحالة الصحية العامة للمريض، لان الهدف ليس حل مشكلة بعينها فقط، بل توفير حل مجموعي شامل.
يتم القيام بالعلاج على النحو التالي: اولا، تجرى مقابلة المريض لفهم شخصيته، طبيعته واسلوب حياته، ولمعرفة كيفية اصابته بالحساسية. بعد ذلك، تتم ملاءمة دواء مثلي يناسبه بشكل شخصي. مع البدء بتناول الدواء، يشعر المريض بتحسن في حالته. اذا كان يتناول ادوية عادية، فانه يواصل تناولها حتى يقوي الجهاز المناعي، عندها يمكن الاستغناء عنها تدريجيا. من المهم ان نعرف ان هذه الادوية لا تسبب الادمان ولا تسبب اثارا جانبية.
تلخيصا للموضوع نقول: تكمن افضلية العلاج المثلي (Homeopathy) في كونه لا يعالج المشكلة بشكل محدد فقط، وانما بشكل مجموعي شامل، من خلال ازالة العوامل التي تسبب ظهور المرض بشكل عام (والحساسية، في هذه الحالة) بحيث انه يقوي جهاز المناعة ويحافظ عليه ليكون قادرا على حماية الجسم بشكل يومي ودائم.