الاقمار الصناعية تكشف ما اخفته الصين عن العالم

اخبار ليل ونهار. الاقمار الصناعية تكشف ما اخفته الصين عن العالم. ينشغل العالم حاليا، حكومات وأفراد، بوقف انتشار فيروس كورونا والحفاظ على سلامة السكان وحينما ينجلي هذا الوباء، بمشيئة الله تعالى، سيكون هناك مزيدا من الوقت أمام الجميع للنظر في ما جرى.

وعندما يُحصي العالم حجم الخسائر الناجمة عن هذا الفيروس ستتعالى الأصوات والضغوطات على بكين لمعرفة ما جرى في ووهان لتفادي تكرار ذلك مستقبلا؛ حينها لن ينفعها سور الصين الذي كان يحميها لقرون من الغزو الخارجي أبدا في هذه المواجهة.

الاقمار الصناعية تكشف ما اخفته الصين عن العالم
الاقمار الصناعية تكشف ما اخفته الصين عن العالم

 

ولن ينظر العالم بعد اليوم إلى الصين بوصفها البلد الذي قدم للبشرية الكثير من الانجازات، بل أيضا البلد الذي خرج منه فيروس كورونا ونشر الموت والمرض في كل أرجاء العالم.

قبل نهاية العام الماضي، بدأ تفشي فيروس كورونا في مدينة ووهان بالصين، وما لبث أن انتشر في مختلف أنحاء العالم وتسبب بفقدان عشرات ملايين الناس لأعمالهم، وبخسائر لا أحد يعرف حجمها وقد تتجاوز تريليونات الدولارات، ولا أحد يعلم متى يبدأ العالم بالعودة إلى طبيعة الحياة السابقة بسبب هذا الفيروس الذي وصفه ترامب بالصيني.

وبعد كل ما تسبب به هذا الفيروس من موت لمئات الآلاف من الناس ودمار اقتصادي للكوكب، لا يزال العالم لا يعرف كيف بدأت هذه الكارثة التي مست حياة كل سكان الكرة الأرضية بشكل غير مسبوق. ولا أحد يعلم العدد النهائي لضحايا هذا الفيروس حتى الان.

بعد ان اصبح وباءا عالميا يجتاح العالم اجمع، وتسبب في اصابة الملايين من البشر، ووفاة الالاف منهم، ومازال يواصل الانتشار، وبعد ان تغير العالم واصبح مختلفا عما كان سابقا، كشفت الاقمار الصناعية عن مفاجأة كبرى في الصين، التي بدأ منها انتشار فيروس كورونا، وهي المفاجأة التي قد تسبب في اتهامات جديدة للصين.

أظهرت دراسة أجراها باحثون في جامعتي “بوسطن” و”هارفارد” أن ارتفاعا كبيرا في نسبة زيارات المستشفيات وعمليات البحث على الإنترنت المتعلقة بأعراض مرض “كوفيد-19” من مدينة ووهان الصينية، قد تفيد بأن فيروس كورونا المستجد ربما انتشر مبكرا ومنذ أغسطس 2019.

وفي البداية تم ربط هذا الوباء بفيروس انتقل من الحيوانات إلى البشر، في سوق للمأكولات البحرية بمدينة ووهان في ديسمبر الماضي.

ويأتي هذا البحث الجديد الذي لم ينشر بعد في مجلة علمية، تحت مجال “علم الأوبئة الرقمي” الجديد نسبيا.

وحلل فريق البحث في جامعة بوسطن اكثر من 100 صورة لمدينة ووهان التقطتها أقمار صناعية بين يناير 2018 وأبريل 2020. كما اكتشف أن عمليات بحث كثيرة عن أعراض مشابهة لأعراض “كوفيد-19” أجريت على محرك البحث الصيني بايدو.

وكشفت الدراسة أنها رصدت زيادة كبيرة في عدد السيارات المتوقفة في موقف سيارات مستشفى ووهان بدءا من أغسطس 2019، وبلغت ذروتها في ديسمبر الماضي.

يعتمد البحث على صور تم التقاطها عبر الأقمار الصناعية لحركات مرور السيارات حول المستشفيات في مدينة ووهان – بؤرة انتشار فيروس كورونا -، كما يتتبع عمليات البحث عبر الإنترنت عن أعراض طبية مرتبطة بفيروس كورونا.

وتشير الدراسة إلى أنه بالتزامن مع هذا الارتفاع فى أعداد السيارات، لوحظت زيادة في عمليات البحث عن أعراض محتملة متربطة بالإصابة بفيروس كورونا مثل “السعال” و “الإسهال”.

وأشار أكاديميون إلى أنه في حين أننا لا نستطيع تأكيد ما إذا كان تزايد الحركة حول المستشفيات والبحث عن أعراض كورونا عبر الإنترنت مرتبطا بشكل مباشر بانتشار فيروس كورونا، فإن هذه الدراسة تدعم أبحاثا أخرى حديثة أشارت إلى أن ظهور فيروس كورونا كان مبكرا قبل الاعلان الرسمي الصيني عن ظهوره، وهو الامر الذي تسبب في عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لدول العالم قبل انتشار الفيروس.

ولقيت دراسة هارفارد الكثير من الاهتمام في وسائل الإعلام، حيث قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي انتقد بشدة تعامل الصين مع الوباء، بنشر تغريدة تحتوي مقالا منشورا على موقع فوكس نيوز يسلط الضوء على نتائج تلك الدراسة.

ووفقا لمجلة لا نسيت العلمية البريطانية، فقد ظهرت أعراض مرض كوفيد-19 الذي يتسبب به فيروس كورونا على أحد المرضى في ووهان في الأول من شهر ديسمبر 2019، ولا بد أن هذا المريض قد أصيب بالمرض في وقت ما من الشهر السابق.

وفي شهر يناير 2020، كانت السلطات الصينية تصر على القول إن المرض غير معدٍ وهو الادعاء الذي كررته منظمة الصحة العالمية، بل وعاقبت السلطات الصينية الأطباء الذين تحدثوا عن خطورة الفيروس وفرضت رقابة شديد على كل ما ينشر حول المرض وحجم انتشاره.

بينما كان الفيروس خلال هذه الفترة قد بدأ ينتشر كالنار في الهشيم حول العالم.

ولم تكتف السلطات الصينية بذلك بل طردت جميع الصحفيين الأمريكيين الذين قدموا إلى الصين لتغطية أخبار انتشار الفيروس في شهر مارس الماضي.

وفي العشرين من شهر يناير 2020 قالت السلطات الصينية إن الفيروس معدٍ وظهرت أول إصابة به في كوريا الجنوبية.

موجة جديدة من فيروس كورونا تضرب الصين:

بعد أكثر من 50 يوما على اختفاء المرض بالمدينة، ضرب كورونا بقوة العاصمة الصينية بكين، إذ تحدثت منظمة الصحة العالمية عن أكثر من مائة إصابة.

تم وضع سوق شينفادي الضخم للجملة في العاصمة الصينية بكين تحت الإغلاق العام المشدد، بعد تسجيل إصابات جديدة بفيروس كورونا.

وأضاف مسئول صيني أن المنطقة “وضعت في حالة الطوارئ التي تفرض وقت الحرب”. ودخل المئات من عناصر الشرطة العسكرية إلى المنشأة التي وضعت تحت الإغلاق العام.

كما تم وقف المواصلات وإغلاق المدارس القريبة. وألغيت الانشطة الرياضية في كل أنحاء بكين، وتم اغلاق المرافق العامة الرئيسية مجددا.

وأظهرت الاختبارات إصابة العشرات بالفيروس، ولم تظهر عليهم الاعراض، وفرضت حالات الإغلاق العام على 11 حيّا مجاورا للسوق، في حين سيجري فحص عشرة آلاف موظف في السوق.

وليس لدى المسؤولين الصينيين تفسير مؤكد بشأن كيفية تحول سوق شينفادي الضخم للجملة – الذي يؤمن 80 في المئة من خضار ولحوم بكين – مصدرا للتفشي الجديد لفيروس كورونا.

ويثير هذا التطور المخاوف من موجة ثانية من وباء فيروس كورونا في الصين وباقي دول العالم، بعد ان تمت السيطرة على انتشار فيروس كورونا في الصين، عبر واحدة من أكثر اجراءات الإغلاق العام صرامة في العالم، بعدما جرى اكتشاف المرض في مدينة ووهان، وسط الصين.

ولقي أكثر من 4600 شخص في الصين حتفهم جراء فيروس كورونا من بين حوالي 430 ألف حالة وفاة حول العالم.