اخبار ليل ونهار. ازمات غير مسبوقة تواجه ماكرون. مُنذ أنْ جاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى قصر الإليزيه، وشُغله الشّاغل دائمًا هو التّطاول على الدين الإسلامي بطريقةٍ استفزازيّةٍ غير مسبوقة، فبعد استخدامه توصيف “الإرهاب الإسلامي” أكثر من مرّةٍ ها هو اليوم يظهر أكثر تحريضًا عندما قال “إنّ الإسلام في العالم يعيش أزمة”، وكشف عن خطّة عمل يجري وضعها لمُواجهة انتشار الاسلام في فرنسا، الذى يتصاعد بشكل كبير بين الفرنسيين.
ويعاني ماكرون حاليا من عدة ازمات حقيقية، حيث تلقى حزب إيمانويل ماكرون هزيمة ثقيلة في الانتخابات المحلية وفشل حزب ماكرون في الفوز بأي مدينة من المدن الكبرى في الانتخابات البلدية، كما يواصل فيروس كورونا الانتشار بشكل مخيف في فرنسا في موجته الثانية الشرسة، وتسبب في خسائر اقتصادية فادحة للاقتصاد الفرنسي الذي يعتمد بشكل كبير على السياحة، حيث تعتبر باريس من اهم المدن السياحية عالميا التي كان يقصدها السياح سابقا، لكنها الان اصبحت مدينة اشباح مهجورة خالية من البشر.
اذن الإسلام ليس في أزمةٍ، وإنّما ماكرون نفسه هو المأزوم، وهو الذي يعيش بالفعل ازمة حقيقية.
وكان قد تطاول إيمانويل ماكرون، على الاسلام، وذلك في خطاب ألقاه منذ ايام في أحد ضواحي باريس، والذي قال فيه إن الإسلام “ديانة تعيش اليوم أزمة في كل مكان في العالم، وليس في بلادنا فقط”.
وأضاف ماكرون أن أقلية من مسلمي فرنسا، الذين يُقدر عددهم بنحو ستة ملايين نسمة، يمثلون خطر تشكيل “مجتمع مضاد”.
هناك عددا من الحكام بالفعل اسوء من الرئيس الفرنسي، ويكرهون الاسلام والمسلمين بشكل اكبر، لكنهم لايمكنهم الافصاح عن ذلك بشكل مباشر مثل ماكرون، يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ).
وقد خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غاضبا بشدة من تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة.
وقال أردوغان في كلمة له: “ماكرون يهاجم الإسلام للتغطية على الأزمة التي تعيشها فرنسا وسياساته الفاشلة”.
وواصل أردوغان هجومه على نظيره الفرنسي قائلا إن “حديث الرئيس الفرنسي عن إعادة هيكلة الإسلام وقاحة وقلة أدب، وان تصريح ماكرون بأن “الإسلام متأزم” في مدينة ذات كثافة سكانية مسلمة استفزاز صريح، فضلاً عن كونه قلة احترام ويدل على عدم معرفته لحدود”.
وأشار الرئيس التركي إلى أن العديد من الدول الغربية أصبحت “راعية للعنصرية ومعاداة الإسلام”، وأن الذين يتهربون من مواجهة العنصرية وكراهية الإسلام يرتكبون أكبر إساءة لمجتمعاتهم.
وأشار أردوغان إلى أنه في الوقت الذي تظهر تركيا موقفا يحتذى به في مسألة الحريات والحقوق الدينية فإن مناخا معاكسا تماما بات يسود في العالم الغربي.
ولفت أردوغان إلى أن سموم العنصرية والتمييز والإسلاموفوبيا تنتشر في البلدان الغربية التي كانت مهداً للديمقراطية لسنين طوال.
واستكمل أردوغان قائلا: “تتعرض أماكن عمل المسلمين في البلدان الغربية إلى هجمات فاشية كل يوم تقريبا، كما تتعرض النساء المسلمات إلى اعتداءات لفظية وجسدية في الشوارع والأسواق والمدارس بسبب حجابهن، نتلقى كل يوم تقريبا أخبارا عن اعتداءات وهضم للحقوق وطرد من العمل لأهلنا لكونهم من الأتراك والمسلمين”.
وتابع: “إلى جانب المسلمين تتأثر المجموعات ذات الانتماءات الدينية الأخرى أيضًا لمثل هذه الممارسات، ويستهدف إرهاب النازيين الجدد، مواطنينا والمهاجرين الأفارقة والآسيويين، والمسلمين واليهود”.
وأكد الرئيس أردوغان أن الهجمات التي تستهدف المساجد ودور عبادة الديانات الأخرى وصلت إلى أبعاد لا يمكن تصورها في البلدان الغربية.
وأشار إلى أن حرق نسخ من القرآن الكريم في السويد، وتمزيق المصحف الشريف في النرويج، والترويج لرسوم تسيء إلى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بإسم حرية الصحافة في فرنسا، ليست سوى بعض الهجمات على المقدسات، مؤكداً أن الهجوم الإرهابي الذي استشهد فيه 52 شخصًا في نيوزيلندا العام الماضي، كشف التهديد الذي تواجهه الإنسانية.
وأوضح أردوغان أن الهجمات التي تطال قيم ومقدسات المسلمين يتم تجاهلها تحت ذريعة حرية الفكر، وأن المجرمين الذين يهاجمون المساجد وأماكن عمل المسلمين “لا تتم حتى ملاحقتهم”.
وتابع: “النعامة لا تختفي عندما تدفن رأسها في الرمال، كذلك فإن المشاكل لا تختفي أيضا عند تجاهلها.. أولئك الذين يحرفون الأنظار إلى أهداف أخرى، بدلاً من مواجهة العنصرية ومعاداة الإسلام، فهم بذلك يرتكبون أكبر إساءة لمجتمعهم، والمشاكل التي يتجاهلونها اليوم ستظهر أمامهم غدا ككوارث أكبر”.
ولفت أردوغان إلى أن مهاجمة المسلمين اصبحت أحد الوسائل التي يستخدمها بعض السياسيون الأوروبيون من أجل التغطية على فشلهم، ولجمع أصوات الناخبين، وماكرون أصبح آخر اسم ينضم إلى هذه القافلة”.
انتشار الاسلام في فرنسا:
يواصل الاسلام انتشاره في فرنسا رغم انف ماكرون، وتشهد المساجد تصاعد اقبال الفرنسيين على حضور ندوات اكتشاف الاسلام، حيث تشير العديد من التقارير الاستخبارية الى ان الاسلام سيكون الدين الاول في اوروبا خلال عقود قليلة، يقول الله تعالى: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).
الحُكومات الفرنسيّة المُتعاقبة هي التي شجّعت سِياسات العزل للمُهاجرين المُسلمين عندما فرضت عليهم الإقامة في مناطق سكنيّة خاصّة على أطراف العاصمة، وعزلتهم كُلِّيًّا عن نُظرائهم الفرنسيين حتى كأنّهم “وباء” والآن تتّهمهم بعدم الاندِماج في المُجتمع الفرنسي.
ماكرون الذي ما زال يَحِن لحقبة الاستعمار الفرنسي، يتبنّى سِياسة “تصنيع الخوف” والاستِثمار الانتخابي في “الإسلاموفوبيا”، لأسبابٍ انتخابيّةٍ بعد تراجع أسهمه مُقابل اليمين واليمين المُتطرّف، وذلك استِعدادًا للانتخابات الرئاسيّة عام 2022.
هذا التّصعيد للكراهية ضدّ الإسلام والمُسلمين الذي يقوده ماكرون شخصيًّا يأتي تمهيدًا لتمرير قوانين وإجراءات ذات طابع عُنصري ضدّ الجِيلَين المُسلِمَين الثّالث الرّابع في فرنسا بعد الاعتِراف بفشل ما يُسمّى بالخطوات الإصلاحيّة لدمجهما في المُجتمع الفرنسي.