قبل ان يمضى رمضان.. ماذا انت فاعل؟

أيام تمر .. وشهور تتوالى .. وسنين تتعاقب .. وسيمضى شهر رمضان.. ربح فيه من ربح.. وخسر فيه من خسر.

ذاك هو شهر رمضان ! .. شهر الصبر .. شهر القرآن .. شهر التوبة .. شهر الرحمة .. شهر الغفران .. شهر الإحسان .. شهر الدعاء .. شهر العتق من النيران.

كيف اعددت نفسك لشهر رمضان المعظم؟

هل اخترت بعناية المسلسلات والبرامج التافهة التي سوف تشاهدها ونظمت وقتك لمشاهدتها؟

هل ذهبت إلى الاسواق واشتريت الأطعمة والمشروبات التي سوف تتمتع بأكلها طوال هذا الشهر؟

أم أنك اتفقت مع أصدقائك على قضاء الليل في الحديث وتدخين الشيشة ولعب الكوتشينه؟

أم أنك قد جهزت نفسك لختم القرآن الكريم عدة مرات، والاجتهاد في اعمال الخير والصدقات وقيام الليل وغيرها من اعمال بر واحسان؟

الدعاء من اجل بلوغ رمضان:

هل علمت أن الصالحين كانوا يدعون الله زمانا طويلا ليبلغهم أيام شهر رمضان؟، حيث كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ! ثم يدعون ستة أشهر أن يتقبل منهم!

وقال يحيى بن أبي كثير، رحمه الله: كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه من متقبلا.

فيه ليلة خير من ألف شهر:

هناك وفي مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي كل عام تزف البشرى لأولئك الأطهار من الصحابة رضي الله عنهم، فها هو النبي صلى الله عليه وسلم يزفها ! بشرى إلهية: (أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم!). رواه النسائي.

قال الإمام ابن رجب، رحمه الله: هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان ، كيف لا يـبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان ؟!

تلك هي البشرى التي عمل لها العاملون.. وشمر لها المشمرون.. وفرح بقدومها المؤمنون.

رمضان شهر الغفران.. فهل حاسبت نفسك؟!

قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم.

كم من رمضان يمر على الكثيرين وهم غافلون! لا يهمهم إلا رمضان الذي هم فيه!

لقد عشت حتى أدركت رمضان هذا .. فيا ترى ماذا قدمت من الصالحات؟!

إذا كانت لك صفحات في حياتك تلطخت بأدران المعاصي .. فرمضان موسم يمنحك صفحة بيضاء لتملأها بأعمال جديدة .. بيضاء .. كبياض تلك الصفحة!

فلا تجعل أيام رمضان كأيامك العادية ! بل فلتجعلها غرة بيضاء في جبين أيام عمرك!

فلا تكن من أولئك الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر!) رواه الطبراني.

الاستعداد لرمضان, ماذا اعددت لرمضان, صيام رمضان, صوم رمضان, قراءة القرآن, صلاة التراويح, ليلة القدر, دعاء ليلة القدر, الاعتكاف, مقطع مؤثر