الخدعة الكبرى في رمضان التي لم يكتشفها الا من رحم ربي !

اخبار ليل ونهار. الخدعة الكبرى التي لم يكتشفها الا من رحم ربي ! الجميع ينتظر شهر رمضان المعظم، سواء المسلم الصالح او الغير صالح، فلكل فريق منهما اغراض معينة، واغراض مختلفة، فالمسلم التقي ينتظر شهر رمضان بفارغ الصبر، لكي يعيد تجديد ايمانه، واعادة شحن بطارية الاعمال الصالحة والحسنات، لتستمر معه الى رمضان التالي، بينما هناك اخرون، ينتظرون شهر رمضان، لتقديم المسلسلات وبرامج المقالب والتفاهات والاعلانات، وهناك ايضا من ينتظر شهر رمضان، ولكن فقط من اجل مشاهدة مايعرضه هؤلاء الممثلين والممثلات.

في حين تم غلق جميع الاماكن ومنع التجمعات، بما فيها المساجد، الا ان الشيء الوحيد الذي لم يتوقف هو تصوير المسلسلات، وكأن هناك اصرار متعمد على افساد المسلمين في شهر القرآن الكريم والصيام.

رمضان فعليا هو شهر قد يحدد مصيرك في الدنيا والآخرة، فقد يستجيب الله تعالى لك دعوة في ليلة من ليالي رمضان او في ليلة القدر، وتَسعد بها باقي حياتك، كما قد تُعتق رقبتك من النار وتصبح من اهل الجنة، بل وقد تكون سببا في نجاة والديك بدعوة صالحة لهما.

تُضيع وقتك الثمين في رمضان، الذي تتضاعف فيه الحسنات، في مشاهدة برامج المقالب والمسلسلات.

وينقضي رمضان، وقد يكون هو أخر رمضان لك وانت لا تدري، وتكون قد خَسرتَ وقتك واضعت عمرك ودنياك، بل واخذت الكثير من السيئات.

في حين قد ربح الممثل او الراقصة الكثير من الاموال والشهرة بسببك انت، انظر الى حالك وحال اسرتك، وقارِنها بحياة الممثلين والممثلات والراقصين والراقصات، لديهم احدث السيارات، ويعيشون داخل ارقى واغلى المدن والتجمعات، ويأكلون افضل الاطعمة والمشروبات، ويتعالجون في افضل واغلى المستشفيات، ويدرس ابنائهم في ارقى المؤسسات والجامعات، ولديهم ارصدة في البنوك تكفي شهورا وسنوات!.

وفي المقابل، انت تعيش يومك بالكاد، تقضي الكثير من وقتك وعمرك، في زحام المواصلات، وفي الطوابير التي لاتنتهي، وراتبك قد ذهب في شراء الحد الادنى من الطعام والشراب والعلاج والادوية، وفي سداد الفواتير المشتعلة في الكهرباء والمياه والغاز، وفي ايجار المسكن والمواصلات والدروس الخصوصية، ولا يوجد هناك مجالا لشراء الملابس الجديدة او الرفاهيات، ولا تَعرف كيف تقضي بقية الشهر، وقد تلجأ الى الاستدانة والاقتراض ومد يدك الى الناس!

ومن الغريب حقا، إمتلاء القنوات الفضائية العربية بكمية مهولة من البرامج والأفلام والمسلسلات بشكل يوحي أن المسلمين شغلهم الشاغل هو متابعة هذه المواد، وللأسف معظمها إن لم يكن كلها مضيعة لأغلى وقت في السنة كلها، ونقول للمسئولين عن هذه القنوات اتقوا الله، أنتم تحملون أوزار كل من يشاهد ما تعرضونه ويكفي قول الله تعالى في سورة النور: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19)).

بسبب مشاهدتك لهذه البرامج والمسلسلات، ترتفع نسبة المشاهدات للقنوات الفضائية وعلى قنوات اليوتيوب، التي تعرض مثل هذه الاعمال، مما يجعل اصحاب الاعلانات يتسابقون لنشر اعلاناتهم التجارية على القنوات واليوتيوب، وهناك مراكز متخصصة في رصد نسب المشاهدات، وتقديمها للمُعلنين واصحاب الوكلات الاعلانية، لاختيار اكثر القنوات مشاهدة، وبالتالي يدفع اصحاب الاعلانات ملايين الدولارات لاصحاب هذه القنوات، وبالتالي تقوم هذه القنوات بشراء وعرض المزيد من البرامج والمسلسلات والافلام، وبالتالي يربح اصحاب هذه الاعمال ويقومون بانتاج المزيد منها وبيعها لاصحاب القنوات وهكذا !!!

وهكذا يزداد هؤلاء غنى وثراءا، وانت تزداد فقرا وحسرة وقهرا، وانت تُضيع وقتك الثمين وعمرك في مشاهدة هؤلاء، بدلا من عمل نافع لك ينفعك في دنياك او آخرتك !

وفي جولة سريعة لمعرفة اجور الممثلين في مسلسلات رمضان لهذا العام فقط، سوف تصاب بالتعجب والذهول من الاجور الخيالية لهؤلاء الممثلين، وهو ما يجعلك اكثر اصرارا على مقاطعة هذه المسلسلات والبرامج لالحاق الضرر بهم، جزاء ما يقدمونه من اعمال فاسدة تفسد المسلمين، وفيما يلي اجور عدد من الممثلين:

الممثل عادل إمام، تقاضى أربعين مليون جنيه (حوالي 2.5 مليون دولار) عن مسلسل فالنتينو.

الممثل محمد رمضان حصل على 18 مليون جنيه عن مسلسل البرنس، ليرتفع أجره بستة ملايين جنيه مقارنة بأجره في مسلسل “زلزال” الذي عرض خلال العام الماضي.

في حين حصل الممثل أمير كرارة، على 11 مليون جنيه، عن مسلسل الاختيار، الذي يُمجد ويمدح في الجيش المصري والشرطة المصرية.

والبعض قد يقول، وهل سيتوقف عرض هذه المسلسلات او البرامج اذا امتنعت انا واسرتي عن مشاهدتها، ونقول لك، يكفي ان كل انسان مسئول عن نفسه وعن اهل بيته، وسوف يحاسب كل انسان عن نفسه.

فلا تكن حمارا، تحمل امتعة الناس ويربحون منك، وفي النهاية يكون جزاءك الموت جوعا وفقرا وقهرا !

القرار لك، اولا واخيرا، فلا تكن حمارا في رمضان او غيره !

مظاهر سيئة في رمضان وكيفية معالجتها:

الحكمة من الصيام واضحة المعالم جلية الفهم سهلة المنال قوية التأثير ألا وهي الرقي بالإنسان من عالم الحيوان والشهوات إلى عالم الإنسانية والشفافية والأنوار. كيف ذلك؟ والإنسان حينما يصوم فمتروك له حرية الطاعة وحرية المعصية وأمامه كل المغريات من الطعام والشراب وغيرها مما هو مـباح .. ثم ينوي الصوم .. فيُحرم عليه كل هذه المباحات وبذلك ينـتصر على المادة وعلى الهوى وعلى الشيطان الذي هو أعدى أعداء الإنسان.

وأما الذي يتدنى إلى مهاوي النفس والشيطان ومدارك الحيوانية هذا الذي يشذ عن طاعة الله تعالى، ويركب مراكب الجهالة في بحار الظلمات فيتناول المفطرات، وعلنا يتحدى .. يتحدى من؟ إنه يتحدى القوي الجبار، إن هناك بعض أصحاب الديانات الأخرى يُمسكون عن المفطرات إحتراما لشعائر المسلمين، ولكن هناك بعض المسلمين، أو يتسمون بالمسلمين يتناولون المفطرات نهارا جهارا، والأدهى والأمر الذي يتناولونه، إنهم يتعاطون الدخان، وإذا طلبت منهم الإقلاع عن ذلك أجابك بكل برود وغطرسة: كل واحد حر !.

فلو كان هناك جزاء صارم وحاسم لما استطاع أمثال هؤلاء إنتهاك حرمة شهر رمضان المعظم، ومشاعر الصائمين، ولذلك يجب أن يكون هناك جزاءات رادعة لمن تسول له نفسه بإنتهاك حرمات الله سبحانه وتعالى ومنها الصيام.

وهناك من يبدأ إفطاره بتدخين السجائر!، سبحانك يا الله، لقد صام النهار عن الحلال وبدأ إفطاره بالحرام، أي صوم هذا ؟.

ومن المظاهر السيئة الأخرى في رمضان: الإسراف الزائد عن الحاجة في الإستهلاك بكل أنواعه وخاصة الإسراف في الطعام والشراب.

فإستهلاك الأسرة في رمضان يتجاوز حدودها كثيرا مع أن المفروض أن الصيام يوفر كثيرا من الطعام، ولكن يفوق الإستهلاك العادي في غير رمضان، ويدخل الإستهلاك أشياء لا تُعرف إلا في رمضان وكأنها لا تتناول إلا في رمضان، ورمضان بريء من هذا الإتهام، فشهر رمضان شهر الصيام، شهر الصبر، شهر الزهد، شهر العبادة، يجب أن يتحول الإسراف والتبذير المادي ويوجه إلى العبادة والإسراف الروحي في قراءة القرآن وذكر الله تعالى والصلاة، وبذلك نرضي الله تعالى، ونعطي لشهر الصيام خصوصيته وحقه حتى يصدق فينا قول العلي الكبير: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).

أيضا من الأمور السيئة في رمضان كثرة النوم نهار رمضان بغرض خبيث وهو إعدام الشعور بالجوع والعطش، ونقول لهم أن الثواب على قدر المشقة ولكل مجتهد نصيب.