لاشك أن شهر الصيام عاد بفوائد جمه على المسلمين الصائمين المخلصين الذين كانوا فى النهار صائمين وفى الليل قائمين.
وهاهو الشهر الكريم قد انتهى فنقول يا سبحان الله!! ما أسرع مرور الأيام الجميلة .. لقد كان بين أيدينا .. بين أيدينا الخير كله .. خير الدنيا وخير الأخرة.
لقد كانت المساجد مليئة بروادها وخلت المكتبات من المصاحف وكتب الدين فقد سحبها روادها، وعم التسامح والصبر والصدق والقناعة والرضا والأمن والأمان بين جموع الناس، لقد كان لقدومك وأتذكر ذلك جيدا سعادة ما بعدها سعادة، استقبلناك بملء النفس غبطة واستبشارا وأملا بعودة أرواحنا بعد جفافها وركودها.
وفجأة بعد رحيل الشهر الكريم نجد بعضنا عاد إلى حاله ما قبل رمضان، حيث إنشغل عن الصلاه بالدنيا وهو الذي كان فى رمضان يترك مافي يديه عندما يسمع حى على الصلاة، وايضا عاد إلى الكذب والنفاق والغيبة والنميمة، يا سبحان الله!! رب رمضان هو رب شوال وباقى الشهور، لذلك ولكي نحافظ على ثمرات الصيام بعد رمضان يجب أن نعلم أمرا هاما، هل تريد أن تعرف إن كان الله سبحانه وتعالى قد تقبل منك الصيام والصلاه والقيام أم لا؟؟ إذا كان حالك بعد رمضان هو حالك فى رمضان فأبشر يا أخي المسلم قد تقبل الله منك إن شاء الله تعالى، وأما إن كان حالك بعد رمضان ليس كما كان فى رمضان فللأسف هناك مشكلة بل مصيبة والله.
وهناك من الأمور الهامة لكى يستمر حالنا كما كان فى شهر رمضان الكريم ومنها:
مصاحبة المسلمين المؤمنين القانتين الصادقين الصابرين الخاشعين المتصدقين الصائمين الحافظين فروجهم والذاكرين الله كثيرا الطائعين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، إن لم يكن لك أخ أو صديق أو جار من هؤلاء فأنت في مشكلة، ولاتقل المهم أنا ولا يهم من أصاحبهم أو أعرفهم، لا يا أخي المسلم لابد أن يكون لك أخ أو صديق أو قريب من هؤلاء المؤمنين يعينك وتعينه على طاعة الله عز وجل ورسوله، إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله سبحانه وتعالى له فى كتابه الكريم: ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) سورة الكهف الآية 28.
أيضا من الأمور الهامة التى تجعلنا نستمر كما كنا فى رمضان هو كثرة الصلاة وقراءة القرءان الكريم وصيام الأثنين والخميس من كل أسبوع بالإضافة إلى ثلاثة أيام من كل شهر هجري ( 13 –14 –15 ) هذا يجعلنا في رباط وعزم وقوة بعد إنقضاء الشهر الفضيل.
فهناك الكثير من المسلمين لا يمسكون المصاحف إلا في رمضان ولايتصدقون إلا في رمضان ويتحلون بصفات المؤمنين طوال رمضان، وبعد رمضان ينقلب الحال كما كان!!
فهؤلاء نقول لهم رب رمضان هو رب بقية شهور العام، وليس من الإيمان ترك كل هذه الأعمال فور إنتهاء شهر رمضان فهذا من النفاق والرياء والشرك، فإننا نعبد الله عز وجل ولا نعبد رمضان.
نعم أعلم اننا ننشغل فى الدنيا بعد رمضان ولكن ماذا لو جعلنا جميع أعمالنا خالصة لوجه الله تعالى، كيف؟
بداية من أول اليوم أقوم لصلاة الفجر فيتولد الإحساس بالنشاط والحيوية، وبعد ذلك أتوجه لعملى وأنا في نيتي إرضاء الله تعالى بهذا العمل والكسب الحلال، فأنك مهما انشغلت فالحمد لله كل ذلك في ميزان حسناتك إن شاء الله تعالى، وحتى عند تناول الطعام يكون ذلك لإرضاء المولى عز وجل حيث أتقوى من أجل الطاعة والعمل الحلال، وعند النوم أيضا أنام لكى أتقوى وأستمر فى طاعة المولى سبحانه وتعالى وأيضاً للإستمرار فى عملى بكل نشاط وقوة ،،، وهكذا
بالتالي أخي الكريم لايتوقف عداد حسناتك ابدا طوال اليوم وتكون فى طاعة الله عز وجل طوال العام فى رمضان أو بعد رمضان.
ونسأل الله القادر المقتدر أن يعيننا على طاعته وحسن عبادته كما يحب ويرضى، وأن يتقبل منا جميع أعمالنا.
والحمد الله وصلى الله وسلم على حبيبنا محمد وآله وصحبه وسلم.
بقلم الداعية الاسلامي الشيخ ابراهيم سيد نصير، رحمه الله.